يوميات متابعة العدوان على غزة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
أريد أن تكون هذه المقالة بمثابة وثيقة شخصية عما يحدث، يمكنها مع مرور الوقت أن تشير لموقعي التاريخي الآن وكيف أتلقى كل ما يحدث. أستيقظ كل صباح لأتابع كل حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التي وضعتها على حالة «التنبيه»، لمتابعة مستجدات الأوضاع في غزة، بعد أن أقوم تماما، أبدأ بالبحث عن أسماء عائلات أصدقائي داخل غزة ممن فقدت الاتصال معهم، لأتأكد من أنهم على قيد الحياة.
منذ بداية الأزمة أجلسُ مع صديقتي المقربة التي تعيش معي هذه الأيام، ونبدأ بمتابعة الأخبار العالمية، نفتح كل الصحف المعروفة، ومنتجاتها المختلفة، نتعقب العناوين وما يمكن أن يقول لنا أي شيء عن طبيعة العالم التي كنا ننكرها طيلة حياتنا تقريبا، تترجم لي هي من الألمانية ما يحدث هناك، وأصر بدوري على البحث عن الصحف المستقلة لنرى إن كان ثمة صوت آخر يحكي سردية ما يحدث في غزة وللفلسطينيين من إرهاب وقتل وتهجير وإبادة وإمحاء. نتابع أيضا أكاديميين يهوديين ينتمون لعائلات صهيونية، يحاولون معنا تقديم السردية التي قاوموا مسلماتهم وما ينتمون إليه لا للتعرف عليها فحسب بل لتقديمها للعالم كله.
منذ أحداث السابع من أكتوبر لم أتمكن من قراءة أي شيء عدا المقالات الراهنة، أنا التي لا يمكن أن يمر يوم واحد دون أن أقرأ على الأقل ١٠٠ صفحة من كتاب ما، لا نطفئ التلفزيون الذي نشاهده -وبالمناسبة عبر قنوات النقل المباشر عبر اليوتيوب- لأنني ومنذ ما يزيد على عشر سنوات لم أمتلك جهاز استقبال وتلفزيون، إذ أعتمد على منصات الإنترنت المدفوعة لمشاهدة أي شيء، بات صوت مذيعي الجزيرة غالبا الخلفية التي أتحرك فيها خلال الشقة طيلة اليوم، عدا الساعات التي أقضيها في عملي بوزارة الإعلام.
قدمنا في بعض حلقات البرنامج اليومي الذي أقدمه حاليا على إذاعة سلطنة عمان، حلقات خاصة عما يحدث في غزة، لكننا وبطبيعة الحال نحاول الاستمرار في الالتزام بأهداف البرنامج التي تقتضي متابعة النشاطات المحلية على اختلافها، وهذا ما أقدمنا على متابعة عمله. لكنني وزملائي نتثاقل في كل شيء، بداية من اختيار الضيف ونهاية بوجودنا معا في أستوديو التسجيل، كأن هنالك سحابة داكنة ومروعة تحيط بنا حتى وإن لم نصرح بذلك لبعضنا البعض. مع أننا نفعل ذلك كثيرا. درجنا على قول إننا مرهقون، وغير قادرين على التركيز مطلقا، أو أننا قضينا الليلة الفائتة ساهرين على أخبار مجزرة ما، أو خوفا من فقدان أحد ما. بعضنا لديه أصدقاء هنا في سلطنة عمان ممن فقدوا أحبة لهم في غزة خلال هذا العدوان، نشعر جميعا على اختلاف مرجعياتنا ومواقفنا الوجودية بأننا في أزمة، وفي حالة من العجز التام.
ربما تابعتم مثل ما تابعتُ بدوري الأهالي بعد انقطاع الاتصالات والإنترنت تماما عن غزة خلال الأيام الماضية، كيف أنهم وبعد عودتها عبروا عن خوفهم على مشاعر أبنائهم المهاجرين أكثر من خوفهم على أنفسهم وهم تحت القصف. ورأينا مئات المنشورات للمهاجرين من غزة الذين يعبرون عن خوفهم الشديد على عائلاتهم داخل غزة بينما لا شيء ينقل ما يحدث هناك حتى وسائل الإعلام، أنا أيضا لدي أصدقاء كثر من المهاجرين من غزة، وأريد أن يعرف العالم كله كم يعاني هؤلاء كثيرا، يتمنى معظم أصدقائي ممن يعيشون في بروكسل وبيروت وبرلين ولندن والدوحة ومختلف مدن العالم الأخرى أن يكونوا في هذه اللحظات بجانب عائلاتهم داخل غزة. يخبرني أصدقائي أنهم وفي حالات الحرب يتجمعون في بيت واحد، لكي يكون مصيرهم واحدا، إما الحياة لهم جميعا أو الشهادة لهم جميعا، حتى لا يعاني بعضهم فقدان البعض الآخر. عادة ما يتجمعون تحت سلالم البيت، لأنهم يؤمنون بخرافة أنه المكان الأكثر أمنا. يقول لي أحدهم: لقد أمسكتُ بنفسي وأنا أفتح نوافذ شقتي لكي لا تتحطم إذا ما حدثت غارة قريبة، ثم انتبهت أنني لستُ في غزة!
قلما أتداخل في مجموعات «الواتس أب» التي تجمعني بأصدقائي في غزة. لا أعرف ما الذي يمكن قوله في أوقات كهذه. أحاول جاهدة معرفة متابعة تعزية أصدقائي الذين يفقدون يوميا من دون مبالغة أحبتهم. أكتب في حساباتي الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي طلبا لإيقاف إطلاق النار، وفتح معبر رفح حالا. لكنني أستسلم فورا لنوبة من البكاء واليأس عندما يقول لي أحد أصدقائي إن أخاه الذي يبلغ الخامسة من العمر مريض جدا منذ أيام بسبب تلوث المياه المتاحة للشرب حاليا في غزة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يلتقي كلاوس شواب ويؤكد أهمية تمكين الحكومات من مواكبة التغيرات التي يشهدها العالم
دبي - وام
التقى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم البروفيسور كلاوس شواب، رئيس مجلس أمناء المنتدى الاقتصادي العالمي 'دافوس'، وذلك ضمن أعمال اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات 2025 التي تنطلق غدا وتستمر حتى 13 فبراير الجاري تحت شعار 'استشراف حكومات المستقبل'.
ورحّب سموه بمشاركة البروفيسور شواب في أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، مثمّناً سموّه دور منتدى 'دافوس' في تعزيز التعاون الدولي، وفتح آفاق جديدة أمام أصحاب القرار في العالم لتمكينهم من مواجهة التحديات التنموية والاقتصادية.
وجرى خلال اللقاء - الذي حضره سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، ومحمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات- استعراض سبل توثيق الشراكات بين حكومات العالم، وصياغة رؤى مشتركة عبر الحوار وتبادل التجارب والخبرات، وكيفية استثمار الفرص الكبيرة التي تتيحها التجمعات العالمية الكبرى مثل القمة العالمية للحكومات، ومنتدى 'دافوس' من أجل الارتقاء بالعمل الحكومي والأداء المؤسسي، بما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد العالمي.
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التزام دولة الإمارات الدائم بالعمل على تطوير رؤية عالمية موحّدة لاستشراف التحديات المقبلة، واستكشاف الفرص الاستثمارية والاقتصادية، بما يضمن تحقيق المستهدفات التنموية في مختلف المجتمعات، وتعزيز ثقة الأجيال الجديدة بالمستقبل.وأشار سموّه إلى أن القمة العالمية للحكومات، تتزايد أهميتها من خلال دور محوري مؤثر في تمكين الحكومات لتكييف أدوارها وأدواتها لمواكبة التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم، وتعزيز قدراتها على الاستفادة من هذه التغيرات للنهوض بواقع مجتمعاتها نحو الأفضل.من جانبه، أشاد البروفيسور كلاوس شواب بالدور الحيوي لدولة الإمارات في دعم التعاون الدولي وبناء جسور متينة بين حكومات العالم، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي على مستوى العالم.
ونوّه شواب بالمكانة المرموقة للقمة العالمية للحكومات، وقدرتها على حشد جهود الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية من أجل مواجهة التحديات التنموية، والقضايا المُلحّة التي تشغل العالم.ويشارك البروفيسور كلاوس شواب، في أعمال القمة العالمية للحكومات 2025 عبر جلسة رئيسية بعنوان: 'الحكومات في عصر الذكاء الاصطناعي'.وتجمع القمة العالمية للحكومات 2025 أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، إضافة إلى 140 وفداً حكومياً ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك.
وتضم أجندة القمة 21 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 200 جلسة رئيسية وحوارية وتفاعلية، يتحدث فيها أكثر من 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصُنّاع القرار، إضافة إلى عقد أكثر من 30 طاولة مستديرة واجتماعاً وزارياً، بمشاركة أكثر من 400 وزير، فيما تُصدر القمة 30 تقريراً استراتيجياً بالتعاون مع شركاء المعرفة الدوليين.