سلطنة عُمان ملتزمة بالحلول السياسية المُستندة إلى الحوار وسيادة القانون الدولي

في النهاية لا بُد للحقّ أن ينتصر وللظّلم أن ينحسر

على المجتمع الدولي ردع إسرائيل ووقف الحرب على القطاع

إسرائيل تقتل المدنيين وتهدم المنشآت والمباني والأحياء في جميع الأراضي الفلسطينية

الحركات والمنظمات لها حق مشروع في مقاومة الاحتلال

يجب الاستمرار في مواجهة الممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية

نُواصل الضغوط السياسية والدبلوماسية والقانونية في مواجهة العدوان الظالم

على وسائل الإعلام التعاطي بموضوعية ومصداقية وإيصال الصوت العادل للعالم

التهجير القسري للمدنيين في غزة يُمهِّد لـ"الإبادة الجماعية"

حصار غزة وحرمانها من الخدمات "جريمة حرب" بموجب اتفاقية جنيف

منع وصول المساعدات الإنسانية للسكان جريمة بموجب القانون الدولي

ندعو لوقف فوري لإطلاق النار وتثبيت هدنة برقابة أممية مُستقلة

عُمان ودول الخليج ملتزمون بدعم عمليات الإغاثة الإنسانية لغزة

4 أسباب جذرية وراء الأزمة الراهنة.

. أولها الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية

الاحتلال يمارس التنكيل وطرد السكان الآمنين وحرمان الفلسطينيين من حق تقرير المصير

التوسع الممنهج للمستوطنات غير القانونية وسياسة الفصل العنصري أحد أسباب الصراع

حان الوقت لـ"صحوة حقيقية" لتطبيق القانون الدولي دون ازدواجية في المعايير

لا سلامَ حقيقيًا دون أن يشمل جميع الأطراف الأساسية بما فيها "حماس"

إجماع دوليّ على ضرورة تحقيق السلام الشامل وفق "حلّ الدولتين"

 

 

مسقط- العُمانية

 

دعا معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق مستقلّ حول العدوان الإسرائيلي، ومحاكمته على استهدافه المتعمّد للمدنيين في قطاع غزة ومنشآتهم وحرمانهم من احتياجاتهم الإنسانية وتجويعهم وإخضاعهم للحصار والعقاب الجماعي.

وأكد معاليه- في حديث خاص لوكالة الأنباء العُمانية- على أن سلطنة عُمان ملتزمة بالحلول السياسية المستندة إلى الحوار وسيادة القانون الدولي وضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة وردع إسرائيل لانتهاكها القانون الدولي واستمرار عملياتها العسكرية في قتل المدنيين داخل القطاع وهدم المنشآت والمباني والأحياء المدنية في جميع الأراضي الفلسطينية.

وقال معاليه: "اعتقادي الأكيد هو أن العنف ليس حلًّا، وهو ما ندينه بشدّة لأن الضحايا غالبًا ما يكونون من الأطفال والمدنيين. وإذا تذكّرنا التجارب التاريخية السابقة نرى وبكل تأكيد استحالة تحقيق حلّ عسكريّ للقضية الفلسطينية أو للصراع العربي الإسرائيلي. نعم هناك حركات موجودة أو منظمات لمقاومة الاحتلال وهذا حقٌّ مشروع لها، ولكن إذا أردنا حلًّا نهائيًّا عادلًا فهذا لا يتأتّى عسكريًّا وإنما يكون عبر السُّبل السلمية، أي أن الحلّ الممكن والمستدام يكمن في الحلول السياسية والحوار والالتزام القوي والمشترك بتحقيق السلام. وسلطنة عُمان -كما هو الحال دائمًا- ملتزمة بالحلول السياسية المستندة إلى الحوار وسيادة القانون الدولي".

ممارسات لاإنسانية

وأضاف معاليه أنّ ما يترتب على الهجمات والعمليات العسكرية على قطاع غزة "الاستمرار في مواجهة هذه الممارسات والأعمال الإسرائيلية اللاإنسانية وذلك بإعلاء قيمنا والتمسك بأخلاقنا الإنسانية الرافضة للقتل والتدمير والاعتداء على الأطفال والمدنيين والاستمرار في ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية والقانونية وتوظيف صوت الحق الدامغ ولغة العقل وقوة المنطق أمام العدوان الإسرائيلي الظالم في قتله المدنيين العُزّل وتدمير منشآتهم ومساكنهم وحرمانهم من الماء والغذاء والوقود والدواء. وأودّ أن أقول إنه على وسائل الإعلام مسؤولية التعاطي مع الوضع بموضوعية ومصداقية وإيصال الصوت العادل للعالم ومخاطبة الضمير الإنساني في كل مكان. وفي النهاية لا بُد للحقّ أن ينتصر وللظّلم أن ينحسر".

وشدّد معاليه على دور والتزام المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع لها؛ حيث إن قيمة التفاعل الدولي البنّاء تكمن في حماية حقوق المدنيين في السِّلم والحرب، ولذلك فإن الإمكانات الهائلة للأطُر العالمية كفيلة بتهيئة الظروف اللازمة لوقف الصراع وتبنّي الحلول السلمية له.

واعتبر معاليه أن العمل العسكري الحالي لإسرائيل لا يعدّ إجراءً ضروريًّا للدفاع عن النفس، فجميع الدول تُدين وتستنكر استهداف المدنيين مهما كانت جنسيات ساكنيها، لأن ذلك يتعارض مع سائر القيم التي نؤمن بها... مؤكدًا على أن "الرد الإسرائيلي مفرط للغاية ومبالغ فيه بشكل صارخ، وخاصة استهداف المدنيين. وهنا يجب أن لا ننسى أيضاً أن الشعب الفلسطيني لديه الحق كذلك في الدفاع عن نفسه.

وبيّن معاليه أن" التهجير القسري للمدنيين في شمال قطاع غزّة ودفعهم للانتقال جنوبًا، يُعتبر على نطاق واسع تمهيدًا للإبادة الجماعية وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية عام 1948 بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية".

وأضاف معاليه أن "حصار غزة الذي يمنع المدنيين من الحصول على المياه والكهرباء والطعام والوقود فعلٌ غير قانوني ويمكن أن يعدّ من جرائم الحرب، وأن هذه التدابير الجماعية محظورة بموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف"، لافتًا إلى أن التاريخ علّمنا أن "الدفاع عن النفس" لا يمكن أن يبرّر الإبادة الجماعية أو العقاب الجماعي واستهداف الأبرياء من المدنيين، كما أن "منع وصول المساعدات الإنسانية للسكان جريمة بموجب القانون الدولي".

وحول الخطوات الفورية التي يجب اتخاذها، أوضح معاليه أن سلطنة عُمان ترى أنه على المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه الحرب على غزة وردع إسرائيل في انتهاكها القانون الدولي واستمرار عملياتها العسكرية لقتل المدنيين داخل قطاع غزة وهدم المنشآت والمباني والأحياء المدنية.. داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتثبيت هدنة تتم مراقبتها من قبل مراقبين مستقلين من الأمم المتحدة وضرورة وضع خطط عاجلة لتقديم المساعدات والاحتياجات الإنسانية المطلوبة بشكل مباشر وفوري لقطاع غزة.

وأكد معالي السّيد وزير الخارجية على أن سلطنة عُمان وشقيقاتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التزمت بدعم عمليات الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة والوقوف الفوري على الأسباب الجذرية التي أوصلتنا إلى هذه الأزمة، والتعامل معها تباعًا.

وقال معاليه إن الأسباب الجذرية لهذه الأزمة تتمثل في أربع نقاط؛ الأولى: "أن إسرائيل قد احتلت بشكل غير قانوني الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة منذ عام 1967م، وهذا الاحتلال يمارس التنكيل وطرد السّكان الآمنين من مساكنهم وفرض المعاناة اليومية على الفلسطينيين في أراضيهم، ويُحْرمُ جميع الفلسطينيين واللاجئين في هذه الأراضي من حقّهم الأساسي في تقرير المصير.

وأضاف أن النقطة الثانية: "على الرغم من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في أوسلو عام 1993، فإن استمرار احتلال الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، قد أدى إلى التوسع الممنهج للمستوطنات غير القانونية وطرد السكان الفلسطينيين بالقوة من أراضيهم ومنازلهم دون حق، ناهيك عن سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية".

وتابع أن النقطة الثالثة تتمثل في أن "غزة تحت الحصار منذ عام 2007، وتم عزل سكانها عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، حتى أصبح القطاع يعتمد كليًّا على إسرائيل في بنيته الأساسية والإمدادات الحيوية. وأصبح 2.3 مليون نسمة من سكانها يعيشون في فقر وعزلة، وهي ظروف فرضتها إسرائيل عليهم من دون حق".

أما النقطة الرابعة، فيؤكد معاليه أنها فتتمثل في" أن الحكومة الإسرائيلية التي تشكّلت في عام 2022م قامت بتصعيد الظلم ضد الفلسطينيين والظلم ظلمات، ونرى كيف أن قيادات هذه الحكومة الإسرائيلية تُروّج لسياسات تستهدف السكان الفلسطينيين بشكل أكثر عدوانية وقسوة من أي وقت مضى".

وزير الخارجية يناشد المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات رادعة وعقابية أمام التصريحات الوحشية للمسؤولين الإسرائيليين

وناشد معاليه المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات قوية ورادعة وعقابية أمام التصريحات الوحشية والتهديدات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين مثل تلك التي تفوّه بها وزير المالية الإسرائيلي الحالي، على سبيل المثال، بقوله "إن هناك الآن ثلاثة خيارات أمام الفلسطينيين: إما الاستعباد، أو الهجرة، أو الموت".

واستطرد معاليه قائلا: "لقد أهمل المجتمع الدولي هذه الأسباب الجذرية للصراع على مدى عقود من الزمن. وحان الوقت لتحقيق صحوة حقيقية داخل مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة وفرض قراراته وتطبيق القانون الدولي على جميع الدول دون تمييز أو ازدواجية في المعايير".

وحول تحقيق عملية سلام ناجحة في المستقبل، بيّن معاليه أنه "قد يكون مبكرا الحديث بالتفصيل عن مشروع السّلام، ولكن باختصار شديد أودّ أن أقول إن المطلوب في الوقت المناسب إطلاق عملية سلام ذات فعالية ومصداقية تشمل جميع الأطراف دون استقصاء أي طرف وأن هناك تجارب ودروسًا يمكن الاستفادة منها، فمثلا قد سبق لإسرائيل وحلفائها قبول فكرة الدخول في حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في التسعينات بعد أن كانوا رافضين للتحاور بسبب اعتبارها منظمة إرهابية... وقد أدى ذلك الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية إلى انطلاق عملية السلام في ذلك الوقت".

وتابع: "واليوم نقول إن على إسرائيل وحلفائها أن يواجهوا الواقع الذي لا يمكن أن يتغير دون الانخراط في حوار مع جميع الأطراف بما فيها حركة حماس، ولا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي فلسطيني إسرائيلي دون أن يشمل الحوار جميع الأطراف الأساسية. ونعتقد بأن هناك إجماعًا دوليًّا على ضرورة تحقيق السلام الشامل على أساس مفهوم حلّ الدولتين، وبالاستناد إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المعروفة والمتصلة بالقضية الفلسطينية".

وأكد معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في ختام تصريحه لوكالة الأنباء العُمانية، أن مبادرة السلام العربية موجودة، وما زالت قائمة وقابلة للتطبيق لأنها تستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وشاملة لأنها تعالج مشكلات جميع الأراضي العربية المحتلة تمامًا، كما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«القسام» تنشر مشاهد توثّق تصدي مقاتليها للاحتلال في تل الهوا «فيديو»

المقاومة الفلسطينية.. نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» اليوم السبت 29 يونيو 2024 مجموعة من المشاهد التي تُظهر كيفية تصدي مقاتليها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة جنوب حي تل الهوا في مدينة غزة.

فيديو القسام

ويظهر في الفيديو رصد مقاتلي القسام لقوات الاحتلال أثناء دخولها لحي تل الهوى لتنتقل بعدها عدسة «القسام» وتوثّق اقتراب المقاومين بحرص من مبنى متمركز فيه قوة خاصة للاحتلال، ورصد القوة الخاصة من مبنى مقابل، ليتم بعدها الإطلاق على المبنى بأحد القذائف القوية.

المشهد الأخير في فيديو القسام

وتتحول بعدها كاميرا القسام لتوثق الإطلاق على قوة أخرى للاحتلال في موقع آخر، بالإضافة إلى توثيقها قصف قوات الاحتلال المتوغلة في تل الهوى بصورايخ 107 قصيرة المدى من مواقع متعددة.

وفي المشهد الأخير أظهر القسام الإنجاز الذي يعتبر الأقوى وهو استيلاؤه على طائرة استخباراتيه تابعة للاحتلال، معبرا عن نيته في الفيديو باستخدامها لصالحه، ليؤكد أن هذه الحرب ستكون الأولى من نوعها في انقلاب السحر على الساحر.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في عدوانه على قطاع غزة حتى اليوم السبت 29 يونيو 2024، الذي يوافق اليوم ال267 منذ بداية عدوانه، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، بعدما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، شارة البداية لمعركة طوفان الأقصى.

وارتفع عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 37834 شهيدا، حسبما أعلنت الصحة الفلسطينية، وأضافت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 86858 مصابا.

وحثّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن في وقت سابق، حركة حماس، والاحتلال الإسرائيلي على دعم مقترح يتضمن التالي:

- عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم، في المرحلة الأولى.

- وفي المرحلة الثانية يتم تبادل كل الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود الإسرائيليين.

- المرحلة الثالثة تشمل إعادة إعمار قطاع غزة.

ولكن الاحتلال الإسرائيلي، رفض المقترح المقدم من قِبل الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي، بعدها.. زاعمًا أن أمريكا غيرت موقفها بشأن مصالح إسرائيل.

اقرأ أيضاًجيش الاحتلال يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين بجروح خطيرة

«القسام»: رصدنا هبوط أكثر من طائرة لإخلاء قتلى وجرحى الاحتلال في الشجاعية

المقاومة الفلسطينية تفجّر آليات متنوعة للاحتلال في تل السلطان برفح

مقالات مشابهة

  • المملكة تجدّد موقفها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • فلسطين: الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي وينتهك القانون الدولي ويجب إزالته
  • السحيباني: المملكة تجدّد موقفها الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنستمر في الحرب حتى لا تتمكن حماس من إعادة بناء قوتها
  • بن غفير يطالب بإعدام المعتقلين الفلسطينيين بإطلاق النار على رؤوسهم
  • «القسام» تنشر مشاهد توثّق تصدي مقاتليها للاحتلال في تل الهوا «فيديو»
  • الرئاسة الفلسطينية: مخططات الاحتلال الاستيطانية ضمن الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني
  • لجنة التنسيق اللبنانية - الأميركية: لبنان في لحظة مصيرية ووقف الحرب مصلحة إقليمية – دولية
  • مناشدات لحماية المدنيين في حرب السودان بعد دعوة «هيومن رايتس ووتش» لنشر قوات أممية
  • استشهاد طفلين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة