فنتازيا الحرب «المليجيشية» فى السودان،: قد تنتهي الحرب، ولكن، متى ستبدأ الحياة !.

فيصل الباقر

 

مدار أوّل: “يا كلِّ طابات الكُرة الأرضية .. يا مدبوغة دم .. مصبوغة بي ظُلم الفتي الأفريكي .. وأمريكي الحكم…. قوماك .. نعم .. سودان بلدنا نِعم .. نِعم … نقلع لغم .. نزرع، بُكان الآه ، نغم.. ” ((محمد الحسن سالم حميد))

-1-

أكتب صباح اليوم الإثنين 30 أكتوبر 2023، أي بعد ستة أشهر وإسبوعين – بالتمام والكمال – على الحرب “المليجيشية”، بين (الجيش والدعم السريع) تلك الحرب الكارثية، التي انفجرت “معاركها الضارية” فى سماء وأرض عاصمة البلاد – الخرطوم – صباح يوم 15 أبريل 2023، بين دوي المضادات الأرضية وأصوت المقذوفات المدمرة والحارقة من الطائرات الحربية، فى مشهدٍ كارثيٍ أليم، لم يعتاد عليه سكان الخرطوم، وقد ظنوا أنّها مدينة “آمنة ومطمئنة”، وبعيدةً – كل البعد – عن “النزاع المسلّح”، و”الدمار الشامل”، أو لنقل “النزاع الداخلي” “واسع النطاق” فى لغة القانون الدولي الإنساني !.

-2-

ثمّ سرعان ما انتقلت “جرثومة” الحرب القاتلة، إلى دارفور الكُبري، رُغم أنّ دارفور “الفيها مكفّيها”، وقد أخذت نصيبها، بل وأكثر، فى الحروب والنزاعات المسلحة، وتمدد “فايروسات” الحرب، لتصل شمال كردفان، لتصبح أجزاء كبيرة من البلاد منطقة “نزاع مسلّح”، وتتحوّل البقية الباقية، إلى مناطق يفِرُّ إليها الناجون والناجيات من ويلات الحرب، ولهيبها الحارق، يحمل الرجال والنساء، والشباب والشابات، والأطفال والطفلات، والأشخاص ذوي الإعاقة، معهم/ن – وبين طيات جوانحهم/ن “صدمات” الحرب، والحزن الكثيف على مفارقة الديار، بسبب الهروب والفرار من الموت، وهذا “الهروب والفرار” من الموت بسبب الحرب، هو ما يُسمّي فى لغة وأدبيات ((القانون الدولي الإنساني)) “التهجير القسري”، ليصبح المدنيون فى المناطق الجديدة “نازحين”، ويتحوّلوا إلى “لاجئين”، إذا ما أتاحت لهم الظروف والأقدار أن يعبروا “الحدود” إلى بلدٍ آخر، ليواجهوا ويواصلوا – من هناك، وحتّى إشعار آخر – رحلة الخوف من المستقبل، ومشاوير البحث عن الحماية، والأمن والإطمئنان، الذي لم يعد بالضرورة واضحاً لهم/ ن أجمعين !.

-3-

ستظل االذاكرة الفردية والجماعية للسودانيون والسودانيات، حيّةً وباقية، تذكُر بحزنٍ كثيف، يوم الخامس عشر من شهر أبريل 2023، وتوصفه بأنّه اليوم الذي لم تعُد – أو ما عادت – فيه شوارع وطرقات الخرطوم “سالكة وآمنة”، كما اعتاد الناس أن يتجوّلوا في وسطها وأطرافها، يقضون صباحاتهم/ن، ونهاراتهم/ن، فى “الكفاح السلمي” من أجل “سُبل كسب العيش”، ويستريحون فى أُمسياتها الوديعة، بين الأهل والأحباب، ورحاب الأصدقاء والصديقات، يتسامرون، قبل “اندلاع” – أو لنقل – “انفجار” قنبلة الحرب الموقوتة، المدمرة، الفاجرة، واللعينة، لتحيل سماء وأرض عاصمة البلاد إلى ساحة “حرب مُدن”، وميدان قتال شرس بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وهذا حديث يطول!.

-4-

هذه الأيام، وبعد ستة أشهرٍ ونيف، تجري فى مدينة جدة فى المملكة العربية السعودية، الجولةً الثانية من (مفاوضات جدّة) المنتظرة، وقد وصل وفدا التفاوض يوم الخميس 26 أكتوبر الجاري، وبدأت الجولة التفاوضية بحضور ممثلين لطرفي الحرب “المليجيشية” (الجيش والدعم السريع)، وهي مفاوضات تحيطها السرية الكاملة – هذه المرّة – حيث يضرب “الوسطاء” و”الميسّرون” عليها سياجاً مُحكماً من التكتُّم التام على ما يدور فى قاعات التفاوض، وهذا مما يفتح الباب واسعاً لانتشار الشائعات والأخبار المضللة والكاذبة، ورغم هذا المناخ المعتم، وغياب المعلومات، ينظر – معظم – الناس بأمل كبير فى أن يؤدّي استئناف الماوضات هذه المرّة إلى إحترام الإلتزامات التي سيوقّع عليها الطرفان!.

-5-

فيما اكتفت الخارجية السعودية، ببيانات رسمية مقتضبة، جاء فيها، “استأنف طرفا النزاع فى السودان، مفاوضاتهما فى مدينة جدة السعودية، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ ستة أشهر والتي أودت بحياة أكثر من تسعة آلاف شخص”، ألمح مسؤولون أمريكيون إلى أنّ هذه الجولة التي أُستؤنفت يوم الخميس، جاءت بهدف التوصل لـ”وقف اطلاق نار”، لكن، من السابق لأوانه، مناقشة “حل سياسي دائم”، فيما أشار مسؤول فى وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنّ “الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتحقيق وقف لإطلاق النار، واجراءات أُخري لبناء الثقة”!.

-6-

وما عادت أخبار حرب السودان “المنسية”، تجد مكاناً لها فى قنوات الأخبار وشاشات التلفزيونات، وقد انتقلت عدسات كاميرات الفضائيات الدولية والإقليمية بصورة خاصة، إلى (غزّة) حيث تدور حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ضد الشعب الفلسطيني، وسط صمت عالمي مخجل، وأسيف!.

-7-

اليوم، وبعد ستة اشهر وإسبوعين من الحرب “المليجيشية”، مازالت ذاكرة سكان وساكنات الخرطوم تسترجع تصريحات السفارة الامريكية بالسودان، وهي تقول “إنّها تُراقب الوضع فى الخرطوم، والمناطق المحيطة بها عن كثب، وإنّه لا خُطط لها، لإجلاء مواطنيها فى الوقت الحالي، وإنّها تحثّهم على البقاء فى منازلهم حتّى ِشعار آخر” (المصدر: الجزيرة 16 أبريل 2023)، ولكن، سرعان ما قررت – وتمكنت – الحكومة الامريكية، من إجلاء مواطنيها بعد إسبوعين من الحرب فى 30 أبريل 2023، وقد صدر بياناً رسمياً من الخارجية الأمريكية، وتحديداً، من مكتب المتحدث بإسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، بتاريخ 29 أبريل 2023، أكدت فيه “وصول قافلة نظمتها الحكومة الامريكية تضم مواطنين أمريكيين وموظفين سودانيين ومواطني دول حليفة وشريكة إلى بورتسودان يوم 29 أبريل” (نص البيان منشور فى موقع السفارة الأمريكية فى مصر)، ثمّ توالت الدول فى إجلاء بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها، من منطقة النزاع الداخلي المسلح، وهو – بلا شك – حق مشروع، واستحقاق دستوري يتوجب أن توفي به الحكومات لمواطنيها، فى أزمنة الحروب والنزاعات الداخلية والخارجية!.

-8-

نعم، مازالت الذكرة السودانية حيّة وستظل متقدة، وهي تسجّل وتسترجع تصريحات طرفي النزاع، وهما منخرطان فى حرب شرسة ومدمرة على الأرض، توازيها وتدعمها وتؤجج نيرانها حرب إعلامية أُخري، تُنشر فيها قليل من الحقائق، وكثير من البروباقاندا والدعاية الحربية، وهي حرب إعلامية مدفوع لها بسخاء، تدور رحاها فى مواقع إليكترونية أغلبها مجهول المصدر والتمويل، وتمتليء بأخبارها الزائفة، فضاءات الميديا الإجتماعية، وتتواصل فيها حرب المعلومات المضللة والمغلوطة والكاذبة، ويسود فيها خطاب الكراهية، والتحشيد – وبخاصة للشباب – للإنضمام لطرفي الحرب، ليصبحوا وقوداً لحربٍ ليس لهم فيها ناقة، ولا جمل، كما يقولون !.

-9-

مرّت أشهر الحرب الستة ونيف، ببطء زماني كئيب، وضيق مكاني شديد، وهاهي الأعين السودانية المُسهدة، تنتظر نتائج الجولة الثانية من مفاوضات جدّة، وتتساءل القلوب والعقول المحبة للسلام، تُري هل ستنجح المفاوضات – هذه المرة – فى وقف الحرب، وتمكين مرور الإغاثة الإنسانية، والسماح للصحافة الحرّة والمستقلة، والصحفيين والصحفيات من التنقل بحرية، هي مكفولة لهم بـ(القانون الدولي لحقوق الإنسان)، و(القانون الدولي الإنساني)، للقيام بواجب التغطية الصحفية للنزاع المسلح، دون إعاقة، أو استهداف!.

-10-

دعونا نتفاءل – ولو قليلاً – وندعو لنجاح جولة المفاوضات الحالية فى تحقيق ما صرّح به صراحةً، أوألمح إليه، الوسطاء، وهو بإختصار “ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتحقيق وقف لإطلاق النار، واجراءات أُخري لبناء الثقة”، ثمّ دعونا نختم بالقول – وحتّى إشعار آخر – سيبقي السؤال الصعب والمشروع: متي يتحقق ما يسعي له الوسطاء فى مفاوضات جدّة، وليتهم أفصحوا لنا أكثر عن ماذا يعنون بالـ”اِجراءات الأخري، لبناء الثقة”، والسؤال المشروع – أيضاً – ما هي مسؤلية طرفي الحرب القانونية والأخلاقية ، وهل ألتزما بما اتفقا عليه فى السابق، وهل سيلتزمان – هذه المرة – بما سيتم الاتفاق عليه، أم سيضربا به، عرض الحائط، وماهي مسئولية الوسطاء والعالم أجمع فى جلب الطرفين إلى جادة الطريق ؟!. وعموماً، سيبقى – من قبل ومن بعد – التساؤل الكبير الذي ظلّ – وسيظل – يؤرّق أصحاب وصاحبات العقول الشجاعة، والأذهان الجريئة والمتقدة، دافعاً حقيقيّاً وقوياً لمعرفة الجواب، الذي يمكن تلخيصه فى التالي: “قد تنتهي الحرب، ولكن، متي ستبدأ الحياة” ؟!.. وشتّان ما بين السؤال والتساؤل.. فهل نعى الدرس يا هؤلاء !.

جرس أخير: “وأنت تُعِدُّ فطورك .. فكّر بغيرك .. لا تنس قُوت الحمام.. وأنت تخُوض حُروبك .. فكِّر بغيرك .. لا تنس من يطلبون السلام .. وأنت تُسدّد فاتورة الماء.. فكّر بغيرك .. من يرضعُون الغمام.. وأنت تعود إلى البيت .. بيتك .. فكّر بغيرك .. لا تنس شعب الخيام.. وأنت تنام وتُحصي الكواكب.. فكّر بغيرك.. ثمة من لم يجد حيّزاً للمنام .. وأنت تُحرّر نفسك بالإستعارات، فكّر بغيرك .. من فقدوا حقّهم فى الكلام.. وأنت تفكّر بالبعيدين، فكّر بنفسك.. قُل: ليتني شمعةٌ فى الظلام .. “((محمود درويش))

فيصل الباقر

faisal.elbagir@gmail.com

الوسوم«المليجيشية» الجيش الدعم السريع ضد الحرب فيصل الباقر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المليجيشية الجيش الدعم السريع ضد الحرب

إقرأ أيضاً:

للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!

للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!

بثينة تروس

إننا نهنئ الأعداد المهولة للسودانيين ببريطانيا الذين خرجوا يتظاهرون ضد المدنيين المجتمعين لإيجاد حلول لوقف الحرب ونزيف الدم بالوطن، خرجوا رافعين شعارات استمرار الحرب (بل بس) وجيش واحد شعب واحد.. تهنئتنا منبعها تقديرنا لعظمة الديموقراطية وممارسة الحريات العامة في ظل أمن وحماية الجيش البريطاني الموحد بلا مليشيات.

وفي ذات الوقت نتساءل كيف انتهى الحال بهذه التجمعات الضخمة إلى استبدال المواطنة في البلد الأصل واستبدالها بالعيش في صحبة ذوي الأصول الأنجلو سكسونية، والنورمانية؟!.

فهؤلاء السكسون قطعاً لا يمتون بصلة دم (للعباس) عم النبي سيد الخلق عليه الصلاة والسلام! تلك الصلة المُدّعاة والتي قامت على أسسها الحرب الدينية في جنوب السودان وانتهت بفصله وقد ذُبح ثور أسود كرمز لنقاء العروبة الإسلامية بعد هذا الانفصال.. وقامت أيضا مجازر دارفور وما تبعها من تكوين مليشيات الجنجويد التي خرجت من رحم الجيش، على الأسس العرقية الإثنية، لتنقية العربة من الزرقة كما تفتقت تلك الفكرة في عقول قادة الحركة الإسلامية..

لقد لجأ هؤلاء المتظاهرون إلى دولة لا تقيم الشريعة الإسلامية، ولا يحمل تلفزيونها القومي شعار (لا الله الا الله).. كما أن في دستورها سعة من الحريات تجعل العيش في أرضها رجزاً من عمل الشيطان، خاصة للقابضين على جمر دينهم، حيث يقنن على سبيل المثال لا الحصر، العلاقات الجنسية خارج أطر الزواج، وتتوفر البارات ودور الدعارة وزواج المثليين ونوادي العري للجنسين.. كما تتوفر الحريات التي لا تعترف بها دولتهم مثل حرية الأديان والمعتقدات، بما في ذلك الإلحاد، والاعتراف بإسرائيل، ومحاربة الإرهاب حتى أن هنالك من يتهمها بالإسلاموفوبيا!.

أيُعقل فرضياً أن أرض الدولة الإسلامية قد ضاقت بهؤلاء في ظل هيمنة سلطة الحركة الإسلامية والمشروع الحضاري الإسلامي، وكثرة المساجد، وتوفر فرص الجهاد وعرس الشهيد وزواج الحور العين؟!! فقد احتكرت الحركة الإسلامية في السودان المؤسسة العسكرية برمتها، وقدمت لها القرابين كرتب عسكرية عالية يتمتع بها من ينتمون إليها من صفوفهم، وأموالا طائلة تعادل 82% من خزينة الدولة، ومكنت البقية من عضويتها سياسياً واقتصادياً، بمشروعات تدار خارج ميزانية الدولة، احتكروا فيه المال العام والخاص.. لماذا ترك هؤلاء كل هذا وراء ظهرهم ولجأوا إلى دويلة الكفر والإلحاد، بعد أن بشرهم قادتهم بأن (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)؟؟ أم انهم امتثلوا الأمر الالهي (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) فلجأوا إلى بريطانيا التي استعمرت الوطن سابقاً لعلمها بخيراته وأنه (سلة غذاء العالم)؟!!.

أم لعلهم هربوا حين لم يجدوا الحريات التي في ظلها يتظاهرون، ثم لا تكون عاقبة أمرهم، طلقة طائشة من جهة مجهولة، أو سجناً في بيت من بيوت الأشباح؟! أو ربما خوفاً من انعدام العدالة التي يجيز قضاتها العاطبون، خدام السلطة الحاكمة، وظيفة اختصاصي اغتصاب في دولة الشريعة الإسلامية؟! ثم يعجز هؤلاء المتظاهرون، وقد وُجد بينهم من ارتكب جريمة اغتصاب أطفال وحكم عليه بالإعدام وأودع السجن في السودان، فإذا هو يتظاهر مع هؤلاء ضد حمدوك في شوارع لندن، ويهتف ضده، ويطالب بالكشف عمن باع دم الشهداء و(بي كم)!! نعم كان هذا هتافهم ضد حمدوك، رغم أنهم يعلمون من قتل الشهداء، حتى تكدست بهم المشارح في الخرطوم والتحمت الجثث على أرضيتها وسال مزيجها فيضاً يسعى بين الناس ينادي بالقصاص!!.

أو لعل هؤلاء قدموا لإنجلترا بحثاً عن السلام الذي لم تشهده الدولة منذ خروج بريطانيا المستعمرة منها؟! أو يا ترى اشتهت نفوسهم نعمة التعليم والعولمة، والرعاية الصحية، والتنمية المستدامة وخدمات بلا صفوف الماء والرغيف والسكر، أو كهرباء وفاكهة غير ممنوعة؟!.

وجميع ذلك يمكن اختصاره في عبارة (الحياة الكريمة) التي من وهبها الله للإنسان كحق طبيعي يولد معه وهو حق الحياة وحق الحرية.. إذن لماذا يضنّون بها على المساكين العزل، الهائمون على وجوههم بسبب هذه الحرب، يبحثون عن مأوى آمن ولقمة عيش لأطفالهم أو جرعة دواء لمرضاهم، وقد حالت دون ذلك مليشيات الدعم السريع المجرمة ومليشيات الجيش وكتائبه من الجماعات المهووسة، التي لا تريد أن تدعهم وشأنهم، فقد رضوا بالهم والهم لم يرض بهم، إذ مع استمرار الحرب يستمر القصف اليومي لمنازلهم وأسواقهم بالطيران وبالمدافع الثقيلة، ويتم تهجيرهم من قراهم، ويتم قتل أبنائهم، لمجرد الإتهام بالتعاون مع الفريق الآخر، أو الانتساب لقبيلة يرجح أنها تمثل حاضنة للطرف الآخر، كما حدث في قرى الجزيرة ومدينة الحلفاية ومدينة الدندر..

أما كان الأجدر بهؤلاء اللاجئين لدول الغرب من شرور بلادهم ومن فتنها وحروبها أن يطالبوا بإيقاف هذه الحرب حتى يتمتع من تركوهم خلفهم، ممن لا يقوون على الهجرة، بنفس القدر من الأمن والسلام، الذي ينعمون هم به، أو على الأقل يتركوا من أتى لهذا الغرض ليقوم بما يراه الواجب المباشر.. بدلاً من استغلال الفرصة التي وهبها لهم الله في الاستعراضات العسكرية العبيطة والمحروسة بالشرطة البريطانية في شوارع لندن؟! وإذا لم يقووا على ذلك فلا أقل من أن يكونوا صادقين وينضموا لصفوف معركة الكرامة، بالاستجابة لدعوة الاستنفار وطلب الشهادة وتحرير البلاد من دنس مليشيات الدعم السريع، كما يدعون بدل الهتاف في شوارع لندن (جيشا واحد شعب واحد) والكيد لمن يحاول وقف الحرب!.

وكيف سولت لهم نفوسهم بعد تلك الاستعراضات البهلوانية الرجوع إلى أهلهم ومنازلهم وهم آمنين وفرحين بأنهم حققوا إنجازاً ونصراً عظيماً في الوقت الذي لم يفعلوا سوى تشجيع أحد طرفي النزاع بالاستمرار في المزيد من القتل والتشريد لأهلهم في السودان؟!!!.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالجيش الحرب الحركة الإسلامية الخرطوم الدعم السريع السودان المدنيين المشروع الحضاري بثينة تروس بريطانيا

مقالات مشابهة

  • بوتين يراقب الانتخابات الأمريكية.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • البرهان من القاهرة: نواجه حرب وجود وشكرا وصبرا شعب السودان ومرحلة ما بعد الحرب ستبدأ قريبا
  • حقيقة الحرب !
  • حرب السودان كأداة للهيمنة عليه
  • قطاع غزة.. قصفٌ وغذاء شحيح وارتفاع جنوني في الأسعار يزيد من معاناة من قُدر له أن يبقى على قيد الحياة
  • السودان حرب الوطنيين والكومبرادور
  • للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!
  • الصحة اللبنانية تعلن حصيلة بضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023
  • صحة غزة ترصد آخر إحصائيات الحرب على القطاع
  • رغم الحرب والعقوبات.. ارتفاع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا