بوابة الوفد:
2025-02-28@19:15:50 GMT

تسنيم تمارس السحر على القماش "الدك بإبرة النفاش"

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

على هويد صدى تغريد عصافير العصاري، تنساب أشعة شمس الضحى عبر غرز التطريز لتغزل أحجية من الجمال، تحتضنها قطع من القماش تقبع يمنى فتاة في مستهل العشرينات تحمل يسراها، بين إبهام وسبابة إبرة طويلة كالعصا السحرية لتقود اوركسترا من باقات الألوان الزاهية، تظللها أرفف مكتبتها الفسيحة التي تكدست بكتب يستدل الناظر على فحواها من أحرف الإنجليزية واللاتينية ورموز الهندسة الوراثية المنقوشة عليها.

 

بإبرة النفاش وبغرز ال stumpwork الراقية، تطرح الخيوط حقولا ملونة من الزهور والسحب الزرقاء على أقمشة تسنيم محمد، تطلق سراح خيالها صوب عنان السماء فيعود محملاً ببراعم الأفكار التي تؤلف بين ثنائية عشقها الرسم والتطريز فتجود بتصميمات خلابة من السجاد اليدوي والشراشف والخداديات والمفارش والشنط المطرزة والمرايا وحتى اللوحات.

 

تمزج تسنيم، خريجة قسم الوراثة  بكلية الزراعة، الخيط الأصفر مع الأزرق كلا بمقدار، لتعد خلطتها السرية من الألوان على قماش الدك والكتان في مهارة اكتسبتها من مخالطة أنابيب الاختبار في معامل كليتها، فمنحها التطريز خفة ومرونة طبيب جراح وريشة رسام مبدع يختار بمهارة مقاس الإبرة المناسب لنوع كل قماش على حدى، إبداع يترك دفقات من السحر على كل ماتلمسه.

 

سيمفونية من الحركات الرزينة تصنعها تسنيم بين القماش والإبرة بتكرار محسوب، يبعث الهدوء في نفسها، ويبث الصفاء في روح من يتأمل منتجها، قبل أن تشاركه متابعيها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حتى يصل إلى يد العميل، درب طويل  تبدائه بانتقاء الخامات، توليفة اليوم مع القماش الملائم، ثم رسم التصميم على الورق يليه نقله على القماش، رحلة شاقة ترافقها خلالها والدتها، مشجعتها الأولى صاحبة رأس مال إنطلاق المشروع، والتي تواصل دعم تسنيم حتى بعد إنطلاقها في سوق العمل واتساع رقعة انتشار منتجاتها.

 

 

على طريق الأحلام تلون تسنيم لوحة المستقبل بتفاصيلها، في المركز تنفيذ الكثير من المنتجات المتقنة بجودة تناهز الآلات وتتفوق عليها، وعلى يمين لوحة القادم تقبع ورشتها المستقبلية لتعليم التطريز بطريقة مبسطة بعيدا عن التعقيدات التقليدية، ملحق به متجر يوفر كافة الأدوات والخامات المطلوبة لصناعة السحر المطرز بمنأى عن جشع التجار وتذبذب أسعارهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هاند ميد

إقرأ أيضاً:

كيف يستغل الغرب نقاط ضعف الدول للسيطرة عليها

 بقلم د./ لولوه البورشيد

في كثير من الأحيان، عندما يضع الغرب عينه على بلد معين، لا يكون الهدف مجرد الضغط السياسي أو الاقتصادي، بل يتعداه إلى استراتيجية أعمق تهدف إلى إضعاف ذلك البلد وتفتيته من الداخل. هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل تكاد تكون نمطا متكررا في التاريخ الحديث، حيث يتم استغلال نقاط الضعف الداخلية للبلد المستهدف لخلق حالة من الفوضى تسهل في النهاية السيطرة عليه ونهب ثرواته.

أصبحت الدول الغربية – وخصوصا القوى الكبرى منها – تتبع استراتيجيات معقدة تهدف إلى السيطرة على البلدان الضعيفة أو المتعثرة. تتمحور هذه الاستراتيجيات حول فكرة أساسية أضعاف البلد المستهدف ، مما يجعل عمليات السيطرة عليه أسهل وأسرع. يتم تحقيق هذا الهدف من خلال تغذية الصراعات الداخلية، السياسية والطائفية، واستغلال الانقسامات القائمة في المجتمع .

تبدأ الخطة عادة بتغذية الصراعات الداخلية، سواء كانت سياسية أو طائفية أو حتى اجتماعية. يتم تعزيز الانقسامات الموجودة أصلا، أو خلق انقسامات جديدة إن لزم الأمر. الغرب، بما يملكه من أدوات إعلامية وقدرات اقتصادية ونفوذ سياسي، يعمل على تضخيم الخلافات بين الأطراف المحلية، مما يجعلها تتصارع فيما بينها بدلاً من الاتحاد ضد التدخل الخارجي. وفي هذا السياق، يبرز دور القادة المحليين الذين يتم اختيارهم أو دعمهم بعناية. غالبًا ما يكون هؤلاء القادة أشخاصًا تفتقر رؤيتهم إلى الحكمة أو العمق الاستراتيجي، فيصبحون أدوات في يد القوى الخارجية دون أن يدركوا ذلك.

عندما يتم تفكيك الدولة وخلق فوضى داخلية، يسهل على القوى الغربية صناعة قادة يتسمون بالجهل أو الضعف. هؤلاء القادة لا يمتلكون رؤية استراتيجية واضحة، ويميلون إلى تحقيق أهدافهم الشخصية والمكاسب السريعة، دون التفكير في مصلحة البلد على المدى البعيد. يتحول هؤلاء القادة إلى أدوات بيد القوى الخارجية، يزجون بلادهم في حروب وصراعات لا طائل منها، مما يساهم في زيادة الفوضى و ينجرفون في نزاعات داخلية، ويزجون شعوبهم في حروب أهلية أو فتن تُنهك البلاد وتدمر بنيتها التحتية. في خضم هذا الصراع، يجد الغرب الفرصة المثالية للتدخل، سواء تحت ستار "المساعدات الإنسانية" أو "إرساء الاستقرار"، بينما الهدف الحقيقي هو وضع يده على الموارد الطبيعية والثروات الاستراتيجية للبلد، كالنفط أو الغاز أو المعادن النادرة.

بدون أن يلاحظ المواطنون. ينتج عن ذلك تدهور اقتصادي متزايد، حيث يُحرمون من خيرات بلادهم نتيجة الفساد والفوضى التي تخلقها القوى الغربية.

والمثير للسخرية أن هؤلاء القادة، بعد أن يؤدوا دورهم في تدمير بلادهم، غالبًا ما يتم التخلص منهم من قبل الغرب نفسه. فبمجرد أن تتحقق الأهداف، تصبح حاجتهم إليهم منتهية، فيتركون لمصيرهم، إما بالإطاحة بهم أو التخلي عنهم في مواجهة شعوبهم الغاضبة. التاريخ حافل بأمثلة من هذا القبيل، حيث تحول حلفاء الغرب في لحظة من أدوات نافعة إلى أعباء يجب التخلص منها.

 و مع مرور الوقت، عندما تصبح الأوضاع متدهورة، قد تقرر القوى الغربية التخلص من هؤلاء القادة الضعفاء. قد يبدو ذلك كالخروج من أزمة، لكن في الحقيقة هو خطة مدروسة لاستبدالهم بآخرين يمكن السيطرة عليهم بسهولة أكبر. يضمن هذا النوع لدوائر صنع القرار في الغرب الاستمرار في الهيمنة على البلد وتحقيق مصالحهم دون الاضطرار إلى التعامل مع القادة الأقوياء أو المستقلين.

تكمن المأساة في أن البلد المستهدف يخرج من هذه العملية ضعيفا، مفككا، ومستنزفًا، بينما تتراكم الثروات في أيدي القوى الخارجية التي خططت لهذا السيناريو منذ البداية. إنها لعبة قديمة، لكنها تتكرر بأشكال مختلفة، وتبقى الخسارة الأكبر على عاتق الشعوب التي تدفع ثمن طموحات قادتها الفاشلين ومخططات الخارج المحكمة.

 يجب أن يتعين على الشعوب أن تكون واعية لهذه الأساليب، وأن تسعى لبناء وطن يتسم بالتنمية والاستقرار، حيث يمكن للجميع أن يعيشوا بكرامة بعيدا عن صراعات الفتنة والمصالح الشخصية. التصدي لهذه الاستراتيجيات يتطلب توحيد الجهود والعمل على تعزيز الوعي الوطني والمجتمعي وتطوير القيادات القادرة على مواجهة التحديات.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعلن أسعار جديدة للوقود.. تعرف عليها
  • مشاهد صعبة للحالة الصحية التي خرج عليها أسرى غزة جراء التعذيب (شاهد)
  • نوفا: السحر والجن والأرواح.. تفسيرات لا منطقية للحرائق في بلدية الأصابعة
  • كيف يستغل الغرب نقاط ضعف الدول للسيطرة عليها
  • قبضت على 11 مخالف داخلهما.. عمليات بغداد تغلق قاعتين للعبة القمار
  • سياحة النواب: حزمة الدعم الجديدة متنوعة .. وتؤكد قوة الدولة اقتصاديًا
  • سياحة النواب: حزمة الدعم الجديدة متنوعة وتؤكد قوة الدولة اقتصاديًا
  • 14 قرارًا جديدًا للحكومة.. تعرف عليها
  • تضرر سيارات متوقفة بعد اطلاق مجهول النار عليها
  • سوق أهراس.. توقيف بائع أعشاب طبيّة يمارس طقوس السحر والشعوذة