ننشر نص رسالة الجمعية العامة العادية السادسة عشر لسينودس الأساقفة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
نشرت الكنيسة الكاثوليكية النص الكامل للوثيقة التي وجهتها الجمعية العامة العادية السادسة عشر لسينودس الأساقفة والذي جاء فيه:إن العالم الذي نعيش فيه، والذي نحن مدعوون إلى أن نحبّه ونخدمه حتى في تناقضاته، يتطلب من الكنيسة أن تُعزّز التآزر في جميع مجالات رسالتها
مع اقتراب أعمال الدورة الأولى للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة من نهايتها، نريد معكم جميعًا أن نرفع الشكر لله على الخبرة الجميلة والغنية التي عشناها.
تشكل الدورة التي جمعتنا في روما منذ ٣٠ أيلول سبتمبر مرحلة هامة في هذه العملية. في نواحٍ عديدة، كانت خبرة غير مسبوقة. ولأول مرة، وبدعوة من البابا فرنسيس، دُعي رجال ونساء، بحكم معموديتهم، إلى الجلوس على الطاولة عينها للمشاركة ليس فقط في المناقشات، وإنما أيضًا في التصويتات في هذه الجمعية لسينودس الأساقفة. معًا، في تكامل دعواتنا ومواهبنا وخدماتنا، أصغينا إلى كلمة الله وخبرة الآخرين. باستخدام أسلوب المحادثة في الروح القدس، شاركنا بكل تواضع غنى وفقر جماعاتنا في جميع القارات، وحاولنا أن نميِّز ما يريد الروح القدس أن يقوله للكنيسة اليوم. لقد اختبرنا أيضًا أهمية تعزيز التبادلات المتبادلة بين التقليد اللاتيني وتقاليد الشرق المسيحي. كذلك أدت مشاركة المندوبين الأخوة من الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى إلى إثراء مناقشاتنا بشكل عميق.
لقد عُقِدَت جمعيّتنا في سياق عالم يعيش في أزمة، وتردَّد صدى جراحه وانقساماته بشكل مؤلم في قلوبنا وأضفى على أعمالنا ثِقلًا خاصًّا، لا سيما وأن البعض منا يأتون من بلدان تستعرُّ فيها الحرب. لقد صلينا من أجل جميع ضحايا العنف القاتل، دون أن ننسى جميع الذين يُلقي بهم الفقر والفساد على دروب الهجرة الخطيرة. كما أكّدنا تضامننا والتزامنا إلى جانب النساء والرجال الذين يبذلون قصارى جهدهم في جميع أنحاء العالم كصانعي عدالة وسلام.
بدعوة من الأب الأقدس، أفسحنا المجال للصمت من أجل تعزيز الإصغاء المحترم فيما بيننا والرغبة في الشركة في الروح القدس. وخلال عشيّة الصلاة المسكونية لافتتاح الأعمال، اختبرنا مدى تزايد العطش إلى الوحدة في التأمل الصامت بالمسيح المصلوب. إنَّ الصليب هو المنبر الوحيد للذي، وإذ بذل حياته من أجل خلاص العالم، أوكل تلاميذه إلى الآب، ليكونوا بأجمعهم واحدا (يوحنا ١٧، ٢١). وإذ اتّحدنا بقوة في الرجاء الذي تمنحنا إياه قيامته، أوكلنا إليه بيتنا المشترك، حيث يتردد صدى صخب الأرض وضجيج الفقراء بشكل متزايد: سبِّحوا الله، كما ذكّر البابا فرنسيس في بداية أعمالنا.
يومًا بعد يوم، سمعنا الدعوة الملحة للتوبة الرعوية والإرسالية. لأن دعوة الكنيسة هي أن تُعلن الإنجيل ليس من خلال التركيز على نفسها وإنما من خلال وضع ذاتها في خدمة الحب اللامتناهي الذي به أحب الله العالم (يوحنا ٣، ١٦). وعندما سُئلوا عن انتظاراتهم من الكنيسة بمناسبة هذا السينودس، أجاب المشرَّدون المتواجدين بالقرب من ساحة القديس بطرس: الحب!. على هذا الحب أن يبقى على الدوام قلب الكنيسة المُتَّقد، حب ثالوثي وإفخارستي، كما ذكّر البابا فرنسيس، في ١٥ تشرين الأول/أكتوبر، في منتصف أعمالنا، برسالة القديسة تريزيا الطفل يسوع. إنها الثقة التي تُعطينا الجرأة والحرية الداخلية التي اختبرناها دون أن نتردد في التعبير عن تقاربنا واختلافنا، ورغباتنا وتساؤلاتنا، بحريّة وتواضع.
والآن؟ نتمنى أن تسمح الأشهر التي تفصلنا عن الدورة الثانية، في أكتوبر ٢٠٢٤، للجميع بأن يشاركوا بشكل ملموس في ديناميكية الشركة الإرسالية التي تشير إليها كلمة السينودس. لا يتعلّق الأمر بأيديولوجية معيّنة، وإنما بخبرة تجد جذورها في التقليد الرسولي. وكما ذكّرنا قداسة البابا في بداية هذه العملية، فإن الشركة والرسالة قد يبقيان مصطلحَين مُجرَّدين إلى حد ما، ما لم تتم تنمية ممارسة كنسية تُعبِّر عن واقعية السينودسيّة (...)، وتعزِّز المشاركة الحقيقية للجميع ولكل فرد ( ٩ تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢١). إن التحديات كثيرة، والأسئلة عديدة: وتقرير الخلاصة للجلسة الأولى سيوضِّح نقاط الاتفاق التي توصلنا إليها، وسيسلِّط الضوء على الأسئلة المفتوحة، ويبيِّن الطريقة التي ينبغي أن نواصل بها العمل.
ولكي تتقدم في تمييزها، تحتاج الكنيسة بالتأكيد إلى الإصغاء للجميع، بدءًا من الفقراء. وهذا الأمر يتطلب منها مسيرة توبة، هي أيضًا مسيرة تسبيح: أحمدك يا أبت، رب السماء والأرض، على أنك أخفيت هذه الأشياء على الحكماء والأذكياء، وكشفتها للصغار (لوقا ١٠، ٢١)! يتعلق الأمر بالإصغاء إلى الذين ليس لديهم الحق في التكلُّم في المجتمع أو الذين يشعرون بأنهم مستبعدون، حتى من الكنيسة. وبالإصغاء إلى الأشخاص ضحايا العنصرية بجميع أشكالها، ولا سيما في بعض المناطق، وإلى السكان الأصليين الذين تم الاستهزاء بثقافاتهم. وبشكل خاص، يقع على عاتق كنيسة عصرنا واجب الإصغاء، بروح التوبة، إلى الذين وقعوا ضحايا الانتهاكات التي ارتكبها أعضاء الجسم الكنسي، والالتزام بشكل ملموس وهيكلي بضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى.
تحتاج الكنيسة أيضًا لأن تُصغي إلى العلمانيين، النساء والرجال المدعوين جميعًا إلى القداسة بفضل دعوة معموديّتهم: إلى شهادة أساتذة التعليم المسيحي، الذين هم في كثير من الحالات المبشرون الأوائل بالإنجيل؛ إلى بساطة الأطفال وحيويتهم، وحماس الشباب، وأسئلتهم وطلباتهم؛ إلى أحلام المسنين وحكمتهم وذكراهم. إنَّ الكنيسة تحتاج لأن تُصغي إلى العائلات واهتماماتها التربوية والشهادة المسيحية التي تقدّمها في عالم اليوم. هي تحتاج لأن تقبل أصوات الذين يرغبون في أن يلتزموا في خدمات علمانيّة أو في هيئات المشاركة للتمييز واتخاذ القرارات.
ولكي تتقدم في تمييزها السينودسي تحتاج الكنيسة بشكل خاص لأن تجمع أكثر كلمات وخبرة الكهنة، المعاونون الأوائل للأساقفة والذين تشكل خدمتهم الأسرارية أمرًا جوهريًّا لحياة الجسد كله؛ والشمامسة الذين من خلال خدمتهم يمثِّلون اهتمام الكنيسة لخدمة الأشخاص الأكثر هشاشة. عليها أيضًا أن تسمح بان يسائلها الصوت النبوي للحياة المكرسة، والحارس اليقظ لدعوات الروح. وعليها أن تكون متنبِّهة إلى جميع الذين لا يشاركونها الإيمان ولكنّهم يبحثون عن الحقيقة، وفيهم يعطي الروح القدس الحاضر والفاعل الجميع إمكانية أن يشاركوا، في الأسلوب الذي يعرفه الله، في السر الفصحي.
إن العالم الذي نعيش فيه، والذي نحن مدعوون إلى أن نحبّه ونخدمه حتى في تناقضاته، يتطلب من الكنيسة أن تُعزّز التآزر في جميع مجالات رسالتها. إن المسيرة السينودسية بالتحديد هي المسيرة التي ينتظرها الله من كنيسة الألفية الثالثة (البابا فرنسيس، ١٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٥). لا نخافنَّ إذن من أن نجيب على هذه الدعوة. لترافق العذراء مريم، الأولى في المسيرة، مسيرة حجِّنا. هي التي في الأفراح والضيقات تُظهر لنا ابنها وتدعونا إلى الثقة. إنه هو، يسوع، رجاؤنا الوحيد!ج
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا فرنسیس الروح القدس من الکنیسة فی جمیع التی ت جمیع ا
إقرأ أيضاً:
ننشر قرارات اجتماع المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية
عقد عبد الحليم علام، نقيب المحامين - رئيس اتحاد المحامين العرب، اجتماعًا مشتركاً بين أعضاء مجلس النقابة العامة ونقباء الفرعيات، وذلك لمواجهة القرار الصادر من مجلس رؤساء محاكم الاستئناف بفرض رسوم تحت مسمى مقابل خدمات مميكنة، وانتهى الاجتماع إلى إصدار البيان التالي:
بيان نقابة المحامينالبيان الصادر عن الاجتماع المشترك لمجلس النقابة العامة والنقباء الفرعيين لمواجهة القرار الصادر من مجلس رؤساء محاكم الاستئناف بفرض رسوم تحت مسمى مقابل خدمات مميكنة، وذلك بالمخالفة للدستور والقانون وبعيدًا عن مؤسسات الدولة المنظمة لكافة الرسوم.
واستكمالاً لما تقرر في الاجتماع المشترك السابق فى 8/3/2025، وإزاء إصرار مجلس رؤساء محاكم الاستئناف على فرض تلك الرسوم، والذى أدى إلى خلق مشكلات عديدة تمس حق التقاضى المكفول دستوريًا للجميع وتنال من حقوق المواطنين والمحامين .
وباعتبار أن المحام هو جزء من المجتمع وشريك للسلطة القضائية بنص الدستور والقانون ويؤدى رسالة سامية؛ مما كان يقتضى فى حال إصدار أى قرارات تتعلق بأداء هذه الرسالة إشراك نقابة المحامين فى حوار مجتمعى قبل إصداره مراعاة للمصلحة العامة واحترامًا للقانون .
وعلى ذلك وبعد مناقشة هذا الأمر الجلل والأزمة التى فرضت على المجتمع المصرى وعلى المحاماة، وتنال من حق التقاضى وبدون مبرر مقبول؛ فقد انتهى الحاضرين إلى ضرورة مواجهتها وبكافة الطرق القانونية
المتاحة وتشكيل لجنة لإدارة الأزمة من بعض أعضاء النقابة العامة ونقباء الفرعيات .
كما قرر الحاضرون بالاجماع اتخاذ إجراءات تصعيدية متدرجة وتبدأ بالآتى:
أولاً :ـ الدعوة إلى وقفة احتجاجية على مستوى مقار المحاكم الابتدائية بجميع محافظات الجمهورية يوم الأحد الموافق 13/4/2025 لمدة نصف ساعة؛ تبدأ من الثانية عشر والنصف ظهرًا وتحت إشراف مجالس النقابات الفرعية.
ثانيًا :ـ الامتناع التام عن توريد آية مبالغ مالية بجميع خزائن محاكم الاستئناف ومأمورياتها ولمدة ثلاثة أيام تبدأ من 15/4/2025 حتى انتهاء يوم عمل 17/4/2025 .
وعلى المحامين مراعاة مواعيد استئناف الأحكام بعيدًا عن الأيام المقررة سلفًا حفاظًا على حقوق المتقاضين .
وعلى مجالس النقابات الفرعية تنفيذ ذلك القرار وإخطار النقابة العامة للمحامين حال مخالفتة لإنفاذ قانون المحاماة .
ثالثًا :ـ تقرر مخاطبة كافة الجهات التنفيذية والنيابية المعنية لعرض هذه الأزمة الدستورية والمجتمعية بأبعادها المختلفة وتوضيح أثرها على حق التقاضى وعلى استقرار المجتمع .
رابعًا :ـ تؤكد نقابة المحامين على ضرورة إلتزام الدولة بكفالة حق التقاضى المصون دستوريًا بتغطية نفقات مرفق العدالة ، لدعم حق المواطن البسيط فى اللجوء للقضاء ، وبما ينعكس على الجميع بالخير والاستقرار ــ أفرادًا ومؤسسات ــ .
خامسًا :ـ تقرر حظر نشر آية أخبار على وسائل التواصل الاجتماعى أو غيرها تخالف البيان الصادر بجلسة اليوم .
سادسًا :ـ والمجلس فى حالة انعقاد دائم لإتخاذ خطوات تصعيدية أخرى وفقًا لتطورات الأحداث ولحين انتهاء هذه الأزمة .
سابعًا وأخيرًا :ـ يؤكد جميع الحاضرين على دعمهم التام للقيادة السياسية فيما اتخذته من قرارات وإجراءات تجاه القضية الفلسطينية المحورية ــ عربيًا ودوليًا ــ وبصفة خاصه الوقوف ضد آية محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من وطنهم المحتل أو المساس بالأمن القومى المصرى .