رأي المحلل السياسي والباحث في شؤون الشرق الأوسط "جيمس دورسي" أن مشاهد الجرائم المروعة والمتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول، وما يصاحبها من غضب وضغط شعبي متصاعد داخل أمريكا وفي السياسية الدولية يؤشر باقتراب وصول دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المشروط إلى الحكومة الإسرائيلي من نقطة التحول.

 

وذكر "دورسي"، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، نهج بايدن الحالي بدعم إسرائيل أثار اتهامات للإدارة الأمريكية بالنفاق وتبني معايير مزدوجة، إذ لا تملك الولايات المتحدة، ولا حتى أوروبا، تطبيق نفس معايير القانوني الإنساني الدولي التي توفرها لأوكرانيا ضد روسيا، عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على غزة.

ونقل دروسي عن دبلوماسي غربي قوله" نحن نخسر معركة كسب القلوب والعقول في جنوب الكرة الأرضية، فقد أصبحت عبارات مثل النظام العالمي القائم على القواعد لا معنى لها في هذه المرحلة.

وتسائل الدبلوماسي الغربي قائلا "لماذا يجب على سكان جنوب الكرة الأرضية أخذ إصرارنا بتطبيق معايير حقوق الإنسان العالمية والقانون الدولي على محمل الجد إذا كنا أول من يلقيها على جانب الطريق؟

نفوذ وقيود

وأوضح أنه بالنظر إلى هيمنة مشاهد المجازر الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين خلال حرب غزة، فإن سكان جنوب الكرة الأرضية لا يملكون بالفعل خيارات جيدة، مقارنة بواشنطن التي تعد القوة العالمية الوحيدة التي تمتلك نفوذا على تل أبيب.

 ومع ذلك، يمكن القول إن بايدن لا يتمتع بالحرية الكاملة في هذا الصدد، وبغض النظر عما إذا كان يريد إرغام إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي، فإنه محاصر بقيود سياسية داخلية.

واستشهد دروسي بتقديم الجمهوري مايك جونسون مشروع قانون في الكونجرس يدعم إسرائيل، مشيرا إلى أن المشرع تم اقراره بأغلبية ساحقة وكان أول لجونسون كرئيس لمجلس النواب الأمريكي.

اقرأ أيضاً

تحذيرات متزايدة لبايدن.. رد إسرائيل على غزة يغضب ديمقراطيين

ولفت دروسي إلى أن خطوة إقرار المشروع الداعم لإسرائيل تظهر قيودًا داخلية على الرئيس الأمريكي في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وأضاف أن مشروع القانون سلط الضوء على الفجوة بين الكونجرس والرأي العام المنقسم بشكل أكبر بكثير حيث خرج الآلاف إلى شوارع المدن في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم في مسيرة ضد الحرب.

بالإضافة إلى ذلك، طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين إسرائيل بجعل إطلاق سراح الأسرى أولوية على تدمير القضاء على حركة حماس في غزة.

نقطة تحول

وذكر دروسي أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان محدودية الهجوم البري الإسرائيلي حتى الآن كانت نتيجة لممارسة الإدارة الأمريكية ضغوطا على تل أبيب أم أنه مرحلة أولى من غزو واسع النطاق لقطاع غزة.

وأشار إلى أن ما لم تفعله الضغوط الأمريكية حتى الآن هو إقناع إسرائيل بوقف قصفها العشوائي للقطاع الذي أوقع آلاف الشهداء من المدنيين معظمهم النساء والأطفال.

علاوة على ذلك، فإن صدق وقوة نهج بايدن فيما يتعلق بحقوق الإنسان والقانون الدولي أصبحت موضع شك عالمي الآن بسبب جرائم إسرائيل.

لكن إدارة بايدن عادت هذا الأسبوع، وهددت إسرائيل بوقف إمداداتها للأسلحة إذا تم توزيعها على المدنيين الإسرائيليين، وذلك في إشارة إلى انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وزير الأمن القومي القومي المتطرف إيتامار بن جفير وهو يوزع أسلحة على فرق أمن المجتمع المدني في بني براك وإلعاد، وهما مدينتان يهيمن عليهما اليمين الديني المتطرف في إسرائيل.

ورداً على التهديد الأمريكي، وعدت إسرائيل بأن الأسلحة لن يتم توزيعها إلا من قبل الشرطة والجيش على القوات المساعدة التي تم تشكيلها منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تشرف عليها الشرطة والجيش.

وعلى الرغم من ذلك فإن التهديد الأمريكي لا يغير شيئا على الأرض في غزة لكنه يشير إلى أن الولايات المتحدة لديها نفوذ للتأثير على سلوك إسرائيل في الحرب.

وفي دليل آخر على نفوذها، قال مسؤول أمريكي إن إسرائيل أعادت خدمة الإنترنت في غزة تحت ضغط أمريكي.

ووفق المحللة تريتا بارسي فإن إن ضغط بايدن على إسرائيل لا يهدف إلى منع القتل الجماعي وجرائم الحرب في غزة، ولكن يبدو أنه يهدف إلى إبقاء التفجيرات وجرائم الحرب الإسرائيلية عند مستوى مقبول لإبقاء رد الفعل العنيف ضد إسرائيل تحت السيطرة.

وذكر دروسي إلى أنه بغض النظر عما إذا كان تحليل بارسي دقيقا أم لا، فإن السؤال يبقى مطروحا الآن هو ما إذا كان تكلفة وعائد دعم واشنطن لإسرائيل سيصل إلى نقطة التحول، وعند أي نقطة.

وخلص إلى أن المشاهد المروعة القادمة غزة وتزايد الضغوط الشعبية والسياسية الدولية ضد النهج غير المشروط لدعم إسرائيل بجانب قدرة واشنطن على ممارسة ضغوطا محدودة على تل أبيب تشير إلى أن هذه نقطة التحول لا يمكن أن تكون بعيدة المنال.

اقرأ أيضاً

مستشار سابق بالبنتاجون يحذر بايدن: إما وقف حرب غزة أو صراع واسع ومعقد

 

المصدر | جيمس دورسي/أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الدعم الأمريكي لإسرائيل حرب غزة جو بايدن إذا کان فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

12 مسؤولا حكوميا أمريكيا استقالوا بسبب حرب غزة يصدرون بيانا مشتركا

ندد 12 مسؤولا حكوميا أمريكيا، استقالوا بسبب مواقف إدارة بايدن إزاء الحرب في غزة، بسياسة بايدن تجاه غزة التي قالوا إنها فشلت، كما أنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

ودفع دعم بايدن اللامحدود لـ"إسرائيل" خلال عدوانها المستمر على غزة مسؤولين في إدارته إلى الاستقالة، واتهمه بعضهم بغض الطرف عن الفظائع الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني.

وتنفي إدارة بايدن ذلك مستشهدة بانتقادها لسقوط قتلى مدنيين في غزة وجهودها لتعزيز المساعدات الإنسانية للقطاع حيث يقول مسؤولو صحة هناك إن نحو 38 ألف شخص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.


وقال المسؤولون المستقيلون، الثلاثاء، في بيان مشترك أن الأزمة الحالية تفسر الضرر الذي تلحقه السياسة الأمريكية الحالية في غزة بالفلسطينيين و"إسرائيل" وبالأمن القومي الأمريكي.

واعتبر البيان أن الغطاء الدبلوماسي الأمريكي لـ"إسرائيل" وتدفق الأسلحة المستمر تواطؤ لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع للسكان الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

كما قال البيان إن هذه السياسة المتعنتة تهدد الولايات المتحدة وحياة جنودها ودبلوماسييها، وقد تجلى ذلك في مقتل 3 من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وشدد البيان أن هذه السياسة تقوض مصداقية الولايات المتحدة بشدة في جميع أنحاء العالم.

وفيما يلي أبرز المسؤولين الأمريكيين الذين استقالوا:
- مريم حسنين، عملت مساعدة خاصة بوزارة الداخلية الأمريكية المختصة بالموارد الطبيعية والإرث الثقافي. وانتقدت سياسة بايدن الخارجية ووصفتها بأنها "تسمح بالإبادة الجماعية" وتجرد العرب والمسلمين من إنسانيتهم.

- ستايسي جيلبرت، عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية. وقالت إنها استقالت بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبا إن "إسرائيل" لا تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة.

- ألكسندر سميث، متعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بدعوى الرقابة بعد أن ألغت الوكالة نشر عرض له عن وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين.

- ليلي غرينبيرغ كول أول شخصية سياسية يهودية معينة تستقيل، بعد أن عملت مساعدة خاصة لكبير موظفي وزارة الداخلية الأمريكية. وكتبت في صحيفة الغارديان "باعتباري يهودية، لا أستطيع أن أؤيد كارثة غزة".

- هالة راريت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية، احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة في غزة، حسبما كتبت على صفحتها على موقع "لينكدإن".


- أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، وكتبت في مقال نشرته شبكة "سي.أن.أن" أنها لا تستطيع خدمة حكومة "تسمح بمثل هذه الفظائع".

- طارق حبش، وهو أمريكي من أصل فلسطيني، مساعد خاص في مكتب التخطيط التابع لوزارة التعليم. وقال إن إدارة بايدن "تتعامى" عن الفظائع في غزة.

- هاريسون مان، الضابط برتبة ميجر في الجيش الأمريكي والمسؤول بوكالة مخابرات الدفاع، بسبب السياسة في غزة.

- جوش بول، مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية، بسبب الدعم الأعمى من واشنطن لـ"إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين
  • بيان مشترك لـ12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب سياسة بايدن تجاه "حرب غزة"
  • بيان لـ12 مسؤولا أمريكيا استقالوا بسبب غزة: هناك تواطؤ بالقتل لا يمكن إنكاره
  • 12 مسؤولا حكوميا أمريكيا استقالوا بسبب حرب غزة يصدرون بيانا مشتركا
  • إعلام إسرائيلي: إدارة بايدن تؤخر طلب تل أبيب شراء مروحيات أباتشي
  • ضجة كبيرة داخل المجتمع اليهودي الأمريكي بسبب الاحتجاجات الجامعية المناهضة لإسرائيل
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟
  • نورا علي: 30 يونيو نقطة تحول تاريخية في مسار السياحة المصرية
  • التحالف الوطني: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة نقطة تحول تاريخية بمسيرة مصر