اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الثلاثاء، أنه "من الطبيعي ألّا تسكت" المجموعات الموالية لطهران في المنطقة على تصاعد حدّة الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، داعيًا إلى اغتنام "آخر الفرص السياسية" لوقف التصعيد.

وأتت تصريحات الوزير خلال زيارة للدوحة التقى فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وتزامنت مع تبني المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من طهران، إطلاق مسيّرات وصواريخ نحو جنوب إسرائيل.

ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن عبداللهيان قوله: "نتيجة استمرار جرائم النظام الصهيوني ضد الشعب الأعزل والحصار المطبق على غزة، فإننا نشهد تدريجيًا زيادة في ردود الفعل وتكثيفًا واتساعًا لنطاق النزاعات في المنطقة".

وأضاف: "من الطبيعي أّلا تسكت مجموعات وحركات المقاومة على كل هذه الجرائم وأيضاً على دعم أمريكا الكامل للكيان الصهيوني".

ودعا عبداللهيان إلى "اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف الحرب"، محذّرًا من أنه "إذا خرج الوضع عن السيطرة فلن يسلم أي طرف من عواقب ذلك".

اقرأ أيضاً

ميليشيا موالية لإيران تواصل هجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الوزيرين ناقشا "سبل التعاون بين البلدين لدفع جهود وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين، ومنع اتساع نطاق العنف والنزاع في المنطقة، مما سيكون له عواقب وخيمة على الجميع".

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، شنت حركة "حماس" هجومًا غير مسبوق في تاريخ إسرائيل تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية، وتسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 240 أسيرا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتردّ إسرائيل مذاك بقصف مكثف على قطاع غزة يترافق منذ أيام مع عمليات عسكرية برية داخل القطاع. واستشهد في قطاع غزة 8525 شخصًا، معظمهم مدنيون وبينهم 3542 طفلًا، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الثلاثاء.

وأعلن الحوثيون، الثلاثاء، أنهم أطلقوا صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل في "العملية الثالثة" من نوعها منذ بدء الحرب. وأكد رئيس حكومة الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور في تصريح لوكالة "فرانس برس"، "أننا جزء من محور المقاومة"، مضيفًا: "نشارك بالقول وبالكلمة وبالمسيرات".

اقرأ أيضاً

إصبعهم على الزناد.. إيران تؤكد جهوزية الموالين لها للهجوم الإسرائيلي البري على غزة

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفاد عن "اختراق طائرة معادية" أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدينة إيلات في جنوب إسرائيل. وفي وقت لاحق، أعلن اعتراض صاروخ أرض-أرض أطلق من منطقة البحر الأحمر.

ومنذ بدء الحرب في غزة، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلًا للقصف بين حزب الله وإسرائيل.

وأعلنت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن أمير عبداللهيان التقى أيضًا رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية الذي يتخذ من الدوحة مقرًا، وقد "أُبلغ بآخر تطوّرات الحرب".

ولدى كل من قطر وإيران قنوات تواصل مفتوحة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

ونجحت الوساطة القطرية في الإفراج عن أربع رهائن من أصل أكثر من مئتَين محتجزين لدى حماس منذ اندلاع الحرب.

وتستضيف الدولة الخليجية الثرية أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط وكذلك مكتبًا سياسيًا لحركة حماس بمباركة واشنطن.

وبحسب إرنا، من المقرر أن يتوجه الوزير الإيراني الى تركيا بعد قطر.

((3))

المصدر | وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حسين أمير عبداللهيان التصعيد في غزة مليشيات إيران قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو

يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو مزيد من الدفع باتجاه حرب واسعة، وهو يعرف أن إسرائيل ليست جاهزة لها، لكنه يراهن على جر الولايات المتحدة إليها، في وقت لم تعد فيه إدارة جو بايدن قادرة على ردعه، ولا على التخلي عنه، كما يقول خبراء.

ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الحيلولة دون اندلاع حرب واسعة في المنطقة، وتحذر من تداعيات أي هجوم كبير على لبنان، تناولت وسائل إعلام إسرائيلية أحاديث، مفادها أن نتنياهو يعتزم استبدال وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يعارض خطط الحرب في لبنان وقطاع غزة بجدعون ساعر، الذي استقال سابقا من مجلس الحرب اعتراضا على عدم تصعيدها بشكل أكبر.

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، فإن استبدال غالانت بساعر يعني ذهاب إسرائيل نحو مزيد من التطرف، رغم أن توسيع الحرب سيزيد في الوقت نفسه حالة الغموض التي تكتنف مستقبل الحرب على كل هذه الجبهات التي يفتحها نتنياهو.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال مصطفى إن الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل تعزز مخاوف الإسرائيليين بغض النظر عن الأضرار التي تخلفها.

إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف

بالتالي، فإن ضم ساعر للحكومة كوزير دفاع -وهو ما نفاه مكتب نتنياهو لاحقا- يعني أن الحديث عن خفض التصعيد ووقف الحرب في قطاع غزة واستعادة الأسرى سيكون من الماضي، لأن ساعر استقال من مجلس الحرب اعتراضا على الدخول في مفاوضات مع المقاومة.

وفي الوقت الذي يتجه فيه نتنياهو لتعديل حكومته المتطرفة بضم أشخاص أكثر تطرفا، بعث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار رسالة إلى زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي، ثمن فيها الضربة التي وجهتها الجماعة لقلب إسرائيل يوم الاثنين.

وقال السنوار في رسالته إن على المقاومة أن تُفشل أهداف إسرائيل السياسية في المنطقة، كما نجحت في إفشال أهدافها العسكرية، وهي رسالة تعني أن زعيم حماس يريد إفشال المخطط الصهيوني ككل، كما يقول المحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة.

ويرى الحيلة أن الرسالة "حملت جرعة تفاؤل لأنها أشارت إلى نقاط مهمة، كأنها تؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة تقوم على مواجهة المشروع الصهيوني ككل في المنطقة وليس إسرائيل فقط".

في المقابل، فإن وضع جدعون ساعر على رأس الجيش الإسرائيلي "ربما يغير الموقف بالنسبة للأهداف التي يمكن ضربها في اليمن أو لبنان، وهو ما يعني أن المنطقة ربما تكون أقرب للحرب منها لمجرد التصعيد"، برأي الحيلة الذي أشار إلى أن هذا الجنوح نحو الحرب ربما يزيد الاحتجاجات داخل إسرائيل.

ورغم أن نتنياهو يحاول تجاوز مسألة الأسرى ويبحث عن التوسع في الحرب من أجل استعادة الردع، فإن تداعيات هذا الأمر قد تكون عكسية على إسرائيل، من وجهة نظر الحيلة.

واشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي من كل هذه التطورات التي تتعارض تماما مع أهدافها المعلنة في المنطقة، قال الباحث في الشؤون السياسية والدولية ستيفن هايز إن واشنطن لطالما قالت إنها لا تريد توسيع الحرب، لكن كلامها لم يغير شيئا، مضيفا "أعتقد أنها لن تتمكن من فعل شيء، وربما تنجر إلى الحرب في نهاية الأمر دفاعا عن إسرائيل".

وقال هايز إن واشنطن تدرك خطر اشتعال حرب واسعة في المنطقة، مشيرا إلى أنها حرب "يريدها نتنياهو والسنوار"، حسب تعبيره.

ومن وجهة نظر هايز، فإن واشنطن "تحاول وقف هذا الخطر، لكن من غير المعروف إن كانت ستتمكن من وقفها خلال الأسبوعين الماضيين أم لا".

ويرى هايز أن نتنياهو يحاول الإضرار ببايدن ومنع نائبته كامالا هاريس من الوصول إلى البيت الأبيض، وفي الوقت نفسه يريد توغلا محدودا في لبنان، لكنه قال إن الإبقاء على محدودية هذا التوغل ليس مضمونا.

وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأنه من الصعوبة أن تحتوي واشنطن هذه الحرب، ومن المستحيل في الوقت نفسه ألا تدافع عن إسرائيل في هذا التوقيت الانتخابي، مضيفا "بالتالي لا يمكن لإدارة بايدن فعل شيء أكثر من التصريحات للضغط على نتنياهو".

واتفق مصطفى مع الحديث السابق بقوله إن استبدال غالانت بساعر يعتبر رسالة قوية للولايات المتحدة التي يوصف غالانت بأنه رجلها في الحكومة الإسرائيلية.

كما أن خروج غالانت من المشهد يمثل أيضا رسالة مفادها "أن نتنياهو باقٍ ولن يرحل، وأن وزير الدفاع الجديد سيكون أكثر يمينية من نتنياهو، مما يعني أن الأخير يضرب بكل ما تقوله وما تريده أميركا عرض الحائط".

لكن اللافت -برأي الحيلة- أن المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس كوهشتاين يتحدث عن خطر التصعيد في لبنان كصديق يقدم النصيحة، وهي لغة لا تردع نتنياهو بل تدفعه للمضي قدما في مخططاته.

وخلص الحيلة إلى أن نتنياهو "قد يجر الولايات المتحدة إلى جولة تصعيدية ربما تصل لحرب، وربما تظل في إطار أقل من الحرب، لكنه إطار لا تريده أميركا في كل الحالات".

وعن الموقف الإيراني من أي حرب مع لبنان، قال الحيلة إن إيران لن تحارب إلا من أجل نفسها، لكنها "ربما تدخل الحرب في حال كان الهدف هو محو حزب الله تماما، من خلال دعمه لاستنزاف إسرائيل وصولا إلى الانتصار عليها".

لكن هذا التدخل غير المباشر ربما يدفع نتنياهو لضرب إيران مباشرة بذريعة قطع الإمدادات عن حزب الله، وبالتالي يكون قد وصل بالجميع إلى الحرب التي لا يريدها أحد غيره، حسب الحيلة.

ويتفق هايز مع فكرة عدم انخراط إيران في الحرب، لكنه قال إن "واشنطن تسلم كل الأوراق لنتنياهو"، مؤكدا أنها "لن تغير موقفها أبدا في فترة الانتخابات حتى لا يستغل دونالد ترامب هذا الأمر انتخابيا ونتنياهو يعرف ذلك".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن توسيع أهداف الحرب
  • السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو
  • حماس: إسرائيل لن تنعم بالأمن ما لم يتوقف العدوان على قطاع غزة
  • حماس: إذا وسعت إسرائيل الحرب في جبهات جديدة فإنها ستتعرض لآلاف الصواريخ
  • حماس: الاحتلال لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني
  • حماس: آلاف الصواريخ ستعترض إسرائيل لو توسعت الحرب في جبهات جديدة
  • لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس
  • وسائل إعلام: وفد الحوثيين يزور القاهرة لبحث هذا الأمر