نداءات البابا: صوت سلام وسط جبهات الحرب العالمية الثالثة المجزأة
عشية اليوم الذي خصصه البابا فرنسيس للصلاة على نية السلام والمصالحة في الشرق الأوسط، نذكر بالنداءات التي وجهها الحبر الأعظم إلى الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء داعيا إياهم إلى الصلاة طلبًا لعطية الأخوة. من سورية إلى جنوب السودان فالكونغو مرورا بلبنان وأفغانستان وأوكرانيا شدد فرنسيس على أهمية أن نقول لا للعنف الذي هو دائمًا هزيمة للبشرية.


خلال عشر سنوات من حبريته لم يوفر البابا فرصة إلا ودعا فيها المؤمنين وغير المؤمنين إلى عيش يوم من الصوم والصلاة سائلين الله أن يمنح العالم هذه العطية الثمينة.
في السابع من أيلول سبتمبر ٢٠١٣، تزامنا مع الحرب السورية، نُظم اليوم الأول للصوم والصلاة على نية السلام في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. آلاف الأشخاص تدفقوا في ذلك اليوم إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان موجهين أنظارهم نحو تلك البقعة من العالم التي ما تزال تعاني لغاية اليوم من الموت والدمار. وقال البابا في تلك المناسبة إن البشرية طورت الأسلحة وخدّرت ضميرها وباتت تبحث عن أسباب تبرر تصرفاتها، مشددا على أن العنف والحرب يقودان إلى الموت وحسب.
في الثالث والعشرين من شباط فبراير ٢٠١٨، في نهاية الرياضة الروحية للبابا والكوريا الرومانية مع بداية زمن الصوم، نُظم يوم صوم وصلاة من أجل السلام في الكونغو وجنوب السودان. عبر الحبر الأعظم عن قلقه حيال الأوضاع في البلدين، اللذين زارهما بعد خمس سنوات، ودعا إلى زرع بذور السلام حيث يزرع انعدام الاستقرار السياسي والحربُ الأهلية الموت وغياب الأمن والرعب. وأكد أن الانتصارات التي تتحقق بواسطة العنف هي انتصارات زائفة، مشددا على أن العمل من أجل السلام يصب في صالح الجميع.
في الرابع من أيلول سبتمبر ٢٠٢٠ وبعد شهر على انفجار مرفأ بيروت نُظم يوم عالمي من الصوم والصلاة تعبيرا عن التضامن مع بلاد الأرز، هذا البلد الذي دعا البابا يوحنا بولس الثاني في العام ١٩٨٩ إلى عدم تركه لوحده. أشار فرنسيس في المناسبة إلى قيم التسامح والاحترام والتعايش والتعددية، مسطرا ضرورة عدم التفريط بهذا الإرث الثمين. وحث في هذا السياق القادة السياسيين والدينيين على الالتزام بشفافية في عملية إعادة الإعمار، والتخلي عن المصالح الخاصة والنظر إلى الخير العام ومستقبل البلاد.
في التاسع والعشرين من آب أغسطس ٢٠٢١ نُظم يوم صوم وصلاة على نية السلام في أفغانستان، وعبر البابا في المناسبة عن قناعته بأن الصوم والصلاة يجديان نفعًا عندما ينبعان من الإيمان، ودعا الجماعة الدولية إلى التضامن مع الشعب الأفغاني لا سيما النساء والأطفال، وتوفير الضيافة للمحتاجين.
في الثاني من آذار مارس ٢٠٢٢، المصادف أربعاء الرماد، نُظم يوم صوم وصلاة على نية السلام في أوكرانيا. في المناسبة توجه البابا إلى المسؤولين السياسيين داعيا إياهم إلى القيام بفحص ضمير أمام الله الذي هو إله سلام لا إله حرب، وهو أبُ الجميع ويريدنا أخوةً لا أعداء. وقال فرنسيس إنه يصلي على نية جميع الأطراف المعنية بالصراع للحيلولة دون القيام بأي عمل يزيد من معاناة السكان ويزعزع التعايش بين الأمم، وينتهك القانون الدولي. بالإضافة إلى تلك الأيام، أطلق البابا عشرات النداءات النابعة من قلب يعتصر ألمًا وحزنا، ودعا شعب الله للمواظبة على الصلاة من أجل تلك النوايا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السلام فی

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يضغط على «بوتين» من أجل السلام

استراتيجيون: لا بد من الوحدة مع أوروبا لتحقيق إنجاز دبلوماسى جديد فى موسكو
 

 
فى الوقت الذى ينتظر الجميع مكالمة هاتفية بين دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، يتخذ المسؤولون الروس مواقف متشددة بشأن حرب أوكرانيا قبل أى محادثات، ويقللون من شأن أى اختراق كبير وشيك فى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، مع استشعار التقدم المتزايد على ساحة المعركة وسط احتمال قوى بأن يقوم ترامب بتقليص المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يبدو أن كثيرين فى موسكو قد عززوا موقفهم، معتقدين أن روسيا قادرة على الاستيلاء على المزيد من الأراضى وإجبار كييف على الخضوع فى وقت لاحق من العام.
ومع أيامه الأولى فى السلطة، يكثف ترامب الضغوط على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، سعيا للضغط على الزعيم الروسى للجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب فى أوكرانيا. وبعد أكثر من 48 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، قال إن بوتين «يدمر بلاده» بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ضد كييف وهدد بزيادة العقوبات على روسيا وممكنيها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة. وقد وصف تهديداته بالمجاملة، قائلاً إنه يحب الشعب الروسى، وكان لديه دائمًا علاقة جيدة جدًا مع بوتين. وأضاف «أنا لا أسعى إلى إيذاء روسيا» هكذا كتب ترامب على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعى Truth Social. متابعا: «سأقدم لروسيا، التى يعانى اقتصادها من الانهيار، ولـ«بوتين» خدمة كبيرة للغاية. استسلما الآن، وأوقفا هذه الحرب السخيفة! لن تتحسن الأمور إلا سوءًا».
وتمثل هذه المنشورات بداية لجهود «ترامب» لإظهار أن سياسته «السلام من خلال القوة» يمكن أن تنهى أكبر حرب برية فى أوروبا منذ ما يقرب من قرن من الزمان.
ويأتى ذلك وسط بعض النجاحات الدبلوماسية المبكرة فى الشرق الأوسط. حيث استخدم رأس المال السياسى الذى اكتسبه خلال ولايته الأولى مع إسرائيل والشركاء الإقليميين. لكن حرب روسيا فى أوكرانيا تشكل وحشاً مختلفاً، حيث شكل الغزو الروسى الشامل لأوكرانيا انتهاكا صادما للنظام الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وسعت موسكو إلى تغيير حدود دولة ذات سيادة بالقوة. وفى ظل ذلك نجحت أوكرانيا فى الحفاظ على بلادها ولكنها فشلت فى طرد روسيا من نحو 20% من الأراضى الأوكرانية فى شرق البلاد.
وفى السياق ذاته، أصبح الرأى العام الأوكرانى منفتحا بشكل متزايد على التفاوض لإنهاء الحرب فى أقرب وقت ممكن. وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إنه متفائل بأن حسم ترامب قد يغير ديناميكيات الحرب.
ولكن روسيا وأوكرانيا ليستا اللاعبين الوحيدين فى هذا الصراع. فقد ترسخت التحالفات الدولية على جانبى الصراع، مع وجود عدد من البلدان على جانبى الخط. وانتقد زيلينسكى أوروبا خلال خطاب ألقاه فى المنتدى الاقتصادى العالمى ووصفها بأنها فشلت فى تسخير قوتها.
أكد سام جرين مدير المرونة الديمقراطية فى مركز تحليل السياسة الأوروبية، بواشنطن لصحيفة «ذا هيل»، أنه إذا كان ترامب يريد ممارسة نفوذه على روسيا، فسوف يحتاج إلى الوحدة مع أوروبا. وقد يكون هذا صعباً إذا أوفى بوعده بفرض رسوم جمركية باهظة على القارة.
وأضاف جرين «أعتقد أن ترامب لا يملك – والولايات المتحدة بشكل عام لا تملك - نفوذا هائلا على أى من الطرفين فى هذا الصراع». وأشار إلى مستشار الأمن القومى مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو ليس من المستحيل أن يجلس ترامب ووالتز وروبيو - وأى شخص سيكون مهما عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية – ويضعون خريطة لجميع المصالح المتداخلة والمتشابكة ويبدأون فى تحديد الأولويات.
وتابع: «لم نصل إلى هذه النقطة بعد. وحتى نصل إليها، أعتقد أنه من الحماقة أن يشعر الروس بأنهم تحت ضغط كبير من واشنطن».
ولفت إلى إيذاء بوتين جراء الحرب، ولكنه لم يُهزم. فقد استخدم الزعيم الروسى الإنتاج العسكرى المحلى لدعم الاقتصاد واعتمد على شبكة من البلدان للالتفاف على العقوبات الدولية من القوى العالمية مثل الصين والهند إلى المنبوذين دوليا مثل إيران وكوريا الشمالية، مشيرا إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ هو الحليف الأكثر أهمية لبوتن فى الحرب، حيث أعلن الاثنان عن «شراكة بلا حدود» فى فبراير 2022، قبل وقت قصير من غزو موسكو لأوكرانيا، و«عصر جديد» لشراكتهما فى مايو. ويرى كل من بوتين وشى أن الولايات المتحدة والديمقراطيات تشكل تهديدًا لبقاء أنظمتهما الاستبدادية.
وشدد جرين على أن «بوتين» ربما يتمكن من بيع صفقة للشعب الروسى، لكنه سيظل يجد صعوبة فى الموافقة على وقف الحرب. ولفت إلى أن «بوتين» يستطيع أن يجد وسيلة لرفع راية إنجاز المهمة حتى ولو لم يكن يسيطر على كامل أوكرانيا أو كامل الأراضى التى أدعت الحكومة الروسية ملكيتها لها. ولكن ما ستكافح روسيا من أجله هو الابتعاد عن الصراع والمواجهة مع واشنطن.

 

مقالات مشابهة

  • كاميرون هدسون: ترامب وحده قادر على صنع السلام في السودان
  • زيلينسكي يدعو أميركا وأوروبا للانخراط بأي محادثات سلام مع روسيا
  • تفاصيل رفض زيلينسكي تهميش أوكرانيا في مفاوضات السلام مع روسيا
  • زيلينسكي يمد يده بالسلام مع روسيا: علينا إيقاف الحرب
  • غوتيريش يطالب الحوثيين بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في صنعاء
  • السيسي: بفضل الله وجهود الجيش والشرطة ستظل مصر بمأمن من الاضطرابات العالمية
  • سفير سلطنة عمان يكشف عن دور مصر الإيجابي في وقف الحرب على غزة
  • سفير سلطنة عمان يشيد بدور مصر في وقف الحرب على غزة
  • «ترامب» يضغط على «بوتين» من أجل السلام
  • رئيس الوزراء الياباني يعلن رغبته في إبرام معاهدة سلام مع روسيا