الكاردينال بارولين: لا للتصعيد في الشرق الأوسط.. لنفكر أولًا في الأطفال
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
الكاردينال بارولين: لا للتصعيد في الشرق الأوسط.. لنفكر أولًا في الأطفال
على هامش حدث أقيم في الكامبيدوليو في روما، أعاد أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان التأكيد على موقف الكرسي الرسولي: شعبان ودولتان، الحل الوحيد لمستقبل السلام. ثم يوضح أن العمل جار لعقد لقاء محتمل بين البابا وعائلات الرهائن الإسرائيليين.
شعبان ودولتان. هذا كان دائما ولا يزال موقف الكرسي الرسولي تجاه إسرائيل وفلسطين، فضلا عن الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي يمكنه أن يضمن مستقبل السلام والتقارب الهادئ، من خلال الحوار المباشر بين الطرفين هذا ما قاله أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، الذي طلب من العالم أن ينظر بشكل خاص إلى الأطفال ضحايا هذا الصراع الجديد وقال: ل نفكر في الأطفال الذين قتلتهم حماس، وإنما أيضًا العديد من الأطفال الذين يموتون في غزة تحت القصف. إنَّ النداء موجه لهم بشكل خاص، لكي يؤخذ بعين الاعتبار براءتهم ومستقبلهم.
تحدث الكاردينال بارولين في حفل مخصص للكاردينال أكيليه سيلفستريني في الكامبيدوليو. وعلى هامش اللقاء، وردًّا على أسئلة الصحفيين، أكد أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجددا على استعداد الكرسي الرسولي الكامل للمساهمة في حل سلمي للشرق الأوسط المطبوع بالتوترات والعنف وقال: سنبذل كل ما في وسعنا، والبابا مستعدٌّ جدًّا لذلك. وأعاد إطلاق النداء الذي كرره البابا فرنسيس عدة مرات في زمن الحرب هذا، أي أنّه يمكن لأسباب السلام أن تسود على العنف والحرب وكذلك النداء من أجل تحرير الرهائن. ومن ثم الأزمة الإنسانية في غزة. هذان هما المحوران اللذان يركز عليهما عمل الكرسي الرسولي، أكّد الكاردينال بارولين، موضحًا أنه في الوقت الحالي لا يوجد فُسحات كبيرة لوساطة الكرسي الرسولي. ولكن، هناك احتمال – من خلال حضور الكنيسة المحلية، ومن خلال البطريركية اللاتينية في القدس – أن يكون هناك بعض الحوار وتبادل الرسائل. ومن هذا الجانب نحن نحاول أن نفعل شيئًا ما.
وفيما يتعلق بالاجتياح البري المحتمل في قطاع غزة، أعرب الكاردينال عن أمله ألا يكون هناك تفاقم في الوضع وأن يتم حله بطريقة أخرى. وأضاف: أعتقد أن الأمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمسألة إطلاق سراح الرهائن، فإذا أمكن حل مشكلة الرهائن، فمن المحتمل أن تكون هناك حاجة أقل إلحاحًا لاتخاذ إجراءات ميدانية. وفيما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين، يوضح بارولين -ردا على سؤال حول لقاء البابا مع أهالي المختطفين-: نحن نفكر في هذا الأمر، لقد رأينا أنهم موجودون هنا وأنّه قد تم استقبالهم على مستوى المؤسسات في إيطاليا، بالنسبة لنا لم يتم اتخاذ القرار النهائي بعد ولكن أعتقد أنه سيتم اتخاذه اليوم.
هذا ولم يكن هناك أي إعلان من قبل الكاردينال بارولين بشأن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس التركي أردوغان أمس مع البابا ( لست على علم بمحتوياتها )؛ بينما حول المحادثة الهاتفية التي جرت في ٢٢ تشرين الأول/أكتوبر بين البابا فرنسيس والرئيس الأميركي جو بايدن، قال: نعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها أن تلعب دورًا مهمًا في هذه الحالة أيضًا. وقد كرر البابا موقف الكرسي الرسولي لبايدن، إذ وجد أذنا صاغية لأن بايدن نفسه -مما علمته- يشعر بالقلق من التصعيد المحتمل ويأمل ألا تتفاقم الأمور. كذلك لا يتم استبعاد اتصالات أخرى مع زعماء دوليين آخرين: سيتم تقييمها يوما بعد يوم بناء على كيفية تطور الوضع.
في الختام، لم ينسى الكاردينال بارولين أوكرانيا ومأساة السكان الذين يعيشون في حالة حرب منذ عامين تقريبًا. وأكّد قائلًا: لقد خرجت أوكرانيا الآن من دائرة الاهتمام قليلًا، لكننا بالتأكيد نواصل العمل على ذلك أيضًا. نحن نواصل العمل بشكل خاص على الجانب الإنساني، ويعقد اجتماع للمستشارين السياسيين بشأن برنامج الرئيس زيلينسكي للسلام في مالطا. وستكون هناك مشاركة السفير البابوي. لقد قمت بتصوير مقطع فيديو أمس لأقول إننا نواصل الاهتمام بالمأساة في أوكرانيا ولتسليط الضوء حول ضرورة إشراكنا جميعًا من أجل إيجاد حل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الکاردینال بارولین الکرسی الرسولی
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني ولاية ترامب الثانية للشرق الأوسط؟
أكد راي تقيه، زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن الشرق الأوسط أصبح متقلباً بشكل متزايد بسبب استراتيجيات الرئيس جو بايدن الفاشلة، مشيراً إلى أن إحجام الرئيس الأمريكي عن فرض عقوبات على إيران سمح لطهران بمواصلة توسيع نفوذها الإقليمي، ودعم حلفائها ووكلائها الذين يزعزعون استقرار المنطقة.
إيران التحدي الأساسي لأمريكا في الشرق الأوسط
وأضاف تقية في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن أخطاء بايدن السياسية جعلت المنطقة أكثر خطورة، ما يجعل إدارة ترامب القادمة تسعى إلى تبني استراتيجيات تقوم على تعزيز حلفاء الولايات المتحدة وإضعاف خصومها مثل إيران. تظل إيران القضية الأساسيةوعدّ تقيه إيران التحدي الأساسي لأمريكا في الشرق الأوسط، زاعماً أن النهج المتساهل لإدارة بايدن مكّنها من الحفاظ على الشبكات الموالية لها وتسليح وكلائها مثل حماس، التي هاجمت إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ولفت الكاتب النظر إلى أن إيران ربما توقعت رداً إسرائيلياً انتقامياً لكنها اعتمدت على التدخل الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لكبح جماح إسرائيل. ومع ذلك، انحرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن السيناريو المتوقع من خلال تكثيف الإجراءات ضد الوكلاء التابعين لإيران في المنطقة.
What Does Donald Trump 2.0 Mean for the Middle East? https://t.co/tFX7n3JGNo
— Clifford D. May (@CliffordDMay) November 13, 2024وأشار الكاتب إلى تراجع النفوذ الإيراني مؤخراً. فقد عانت حماس وحزب الله وغيرهما من الوكلاء من انتكاسات كبيرة، مما جعل إيران ضعيفة إقليمياً. ورغم محاولات إيران استهداف إسرائيل مباشرة بهجمات صاروخية، باءت هذه المحاولات بالفشل، مما يكشف عن نقاط ضعف إيرانية.
وتؤكد قدرة إسرائيل على اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية تراجع قوة الردع للجمهورية الإسلامية، رغم المليارات التي أُنفقت على تكنولوجيا الصواريخ وأنظمة الدفاع الروسية.
تعزيز التحالفات
وأوضح الكاتب أن أحد المكونات الأساسية لاستراتيجية ترامب المحتملة هو تعزيز التحالفات دون الالتزام بقوات أمريكية كبيرة في المنطقة.
وقال إن الرؤية الأمريكية تتجه بأولوياتها إلى موضع آخر بعيد عن الشرق الأوسط. ويدافع تقيه عن تزويد إسرائيل بالموارد للدفاع عن نفسها، فضلاً عن دعم المملكة العربية السعودية سياسياً وعسكرياً. ويزعم أن تعزيز هذه الشراكات سيكون أسهل إذا تم النظر إلى إيران على أنها ضعيفة أو في موقف دفاعي.
Donald Trump's return as US president is broadly welcome among Gulf Arab states, notably for his personal ties and support for fossil fuels. But the region has changed since his first term, with the Gaza War encouraging Gulf countries ... Read morehttps://t.co/hCQFo1X7mA
— Energy Intelligence (@energyintel) November 16, 2024 المسألة النووية وحسابات إيرانيلاحظ تقيه وجود تقدم في طموحات إيران نحو امتلاك سلاح نووي، حيث تقوم طهران بتجميع اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي المتطورة. ومع ذلك، قد يتردد المرشد الأعلى علي خامنئي في تطوير الأسلحة النووية بسبب مخاطر المعلومات الاستخباراتية المسربة والدفاعات الجوية المخترقة.
ويعتقد تقيه أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، إلى جانب استعداده التاريخي لاستخدام القوة، كما حدث في اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قد يردع خامنئي عن المضي قدماً في البرنامج النووي. إن السجل الراسخ لترامب وتصميمه على فرض العقوبات قد يجعلان طهران حذرة، مع العلم أن الخطوط الحمراء سوف يتم فرضها.
التأثير الفريد لترامب ويختتم تقيه بتسليط الضوء على إنجازات ترامب السابقة ونهجه في اتخاذ خطوات غير متوقعة لمنافسيه كأصول للسياسة الإقليمية. لقد أثبت فرض ترامب للعقوبات الشديدة وتفويضه بقتل سليماني استعداده لمواجهة إيران على الرغم من المعارضة الأوروبية. ويزعم تقيه أن الموقف الأمريكي القوي، إلى جانب الخطوط الحمراء الواضحة، قد يكون ضرورياً لمنع التصعيد النووي في الشرق الأوسط، الذي أصبح بالفعل أكثر اضطراباً بسبب الصراعات الأخيرة والتحالفات المتغيرة. وتمسك إدارة ترامب بحلفائها وتاريخها من العمل الحاسم قد يقدمان المسار الوحيد القابل للتطبيق لردع المزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي، وخاصة فيما يتصل بالتطلعات النووية الإيرانية.