البابا فرنسيس للعذراء: يا أمّ الله وأمنا نأتي إليك ونبحث عن ملجأ في قلبك الطاهر
نوكل إليك ونكرس لك حياتنا، وكل جزء من كياننا، كل ما لدينا وما نحن عليه، إلى الأبد. نكرس لكِ الكنيسة لكي تكون، من خلال شهادتها للعالم لمحبة يسوع، علامة انسجام وأداة سلام. نكرس لكِ عالمنا، ولا سيما البلدان والمناطق التي تعيش في حالة حرب هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته في الصلاة من أجل السلام التي ترأسها في بازيليك القديس بطرس
ترأس قداسة البابا فرنسيس في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان وقفة صلاة من أجل السلام تخللتها صلاة مسبحة الوردية وسجود للقربان المقدّس وخلال وفي نهاية صلاة المسبحة تلا البابا صلاة قال فيها يا مريم، أنظري إلينا! نحن هنا أمامك.

أنت أم، وتعرفين تعبنا وجراحنا. أنت، يا ملكة السلام، تتألمين معنا ومن أجلنا، إذ ترين الكثير من أبنائك تمتحنهم الصراعات، وتحزنهم الحروب التي تمزق العالم.
تابع البابا فرنسيس يقول إنها ساعة مُظلمة، وفي هذه الساعة المظلمة، نغوص في عينيك المنيرتين ونوكل أنفسنا إلى قلبك الحساس لمشاكلنا، والذي لم يُستثنى من القلق والمخاوف: كم من القلق عندما لم يكن هناك مكان ليسوع في المضافة، كم من الخوف عندما هربتم مسرعين إلى مصر لأن هيرودس أراد أن يقتله، كم من الألم عندما ضيّعتماه في الهيكل! ولكنك كنت شجاعة ومقدامة في المحن: وثقتِ بالله وأجبتِ على القلق بالعناية، وعلى الخوف بالحب، وعلى الألم بالتقدمة. لم تتراجعي أبدًا، ولكن في اللحظات الحاسمة أخذتِ المبادرة: بسرعة ذهبتِ إلى أليصابات، وفي عرس قانا، حصلتِ من يسوع على المعجزة الأولى، وفي العلية حافظتِ على التلاميذ متحدين. وعندما على الجلجلة اخترق سيف نفسك، أنتِ، أيتها المرأة المتواضعة والقوية، نسجتِ ليل الألم برجاء فصحي.
أضاف الأب الأقدس يقول الآن، أيتها الأم، بادري مرة أخرى من أجلنا، في هذه الأزمنة التي تمزقها الصراعات وتدمرها الأسلحة. أميلي نظرك الرحوم إلى العائلة البشرية، التي ضيّعت درب السلام، والتي فضَّلَت قايين على هابيل، والتي إذ فقدت حس الأخوّة، لم تعد تجد جو البيت مرة أخرى. تشفعي لعالمنا الذي يعيش في خطر واضطراب. علمينا أن نقبل الحياة – كل حياة بشرية! – ونعتني بها وننبذ جنون الحرب التي تزرع الموت وتمحو المستقبل.
تابع الحبر الأعظم يقول يا مريم، لقد جئتِ للقاءنا مرات عديدة، طالبة الصلاة والتوبة. أما نحن، إذ كنا مأخوذين باحتياجاتنا وتشغلنا العديد من المصالح الدنيوية، صممنا آذاننا عن دعواتك. أما أنتِ التي تحبيننا لا تتعبي أبدًا منا. إمسكينا بيدنا، وأرشدينا إلى التوبة، واجعلينا نعيد الله إلى المقام الأول في حياتنا. ساعدينا لكي نحافظ على الوحدة في الكنيسة ولكي نكون صانعي شركة في العالم. ذكّرينا بأهمية دورنا، واجعلينا نشعر أننا مسؤولين عن السلام، ومدعوين للصلاة والعبادة، وللتشفع والتعويض من أجل الجنس البشري بأكمله.
أضاف الأب الأقدس يقول لا يمكننا أن ننجح بمفردنا، ودون ابنك لا نستطيع أن نفعل شيئًا. لكنكِ تُعيديننا إلى يسوع، الذي هو سلامنا. لذلك، يا أمّ الله وأمنا، نأتي إليك، ونبحث عن ملجأ في قلبك الطاهر. نطلب الرحمة يا أم الرحمة؛ والسلام يا ملكة السلام! هزي نفوس الذين تُقيِّدهم الكراهية، وحوّلي الذين يؤججون الصراعات ويثيرونها. جففي دموع الأطفال، وساعدي الأشخاص الوحيدين والمسنين، أُعضدي الجرحى والمرضى، احمي الذين اضطروا إلى مغادرة أرضهم وأحبائهم، عزّي المحبطين، وأيقظي الرجاء.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول نوكل إليك ونكرس لك حياتنا، وكل جزء من كياننا، كل ما لدينا وما نحن عليه، إلى الأبد. نكرس لكِ الكنيسة لكي تكون، من خلال شهادتها للعالم لمحبة يسوع، علامة انسجام وأداة سلام. نكرس لكِ عالمنا، ولا سيما البلدان والمناطق التي تعيش في حالة حرب. إنَّ الشعب الأمين يدعوكِ فجر الخلاص، إفتحي لنا أيتها الأمُّ بصيص نور في ليل الصراعات. أنت، يا مسكن الروح القدس، ألهمي قادة الأمم دروب سلام. أنت، يا سيدة جميع الشعوب، صالحي أبناءك، الذين أغواهم الشر، وأعمتهم السلطة والكراهية. أنت القريب من كل فرد منا، قصّري مسافاتنا. أنت، التي تتعاطف مع الجميع، علّمينا أن نعتني بالآخرين. أنتِ يا من تُظهرين حنان الرب، اجعلينا شهودًا لتعزيته. أنت، يا ملكة السلام، أُسكبي تناغم الله في قلوبنا، آمين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

دعاء قبل الأكل.. ماذا كان يقول الرسول قبل تناول الطعام؟

دعاء قبل الأكل من السنن النبوية التي حثّ عليها الإسلام، لما فيها من بركة وتذكير بنعمة الله، حيث تعزز هذه الأدعية الشعور بالامتنان وتقرب العبد من ربه سبحانه وتعالى، وترصد «الوطن» في السطور التالية، دعاء قبل الأكل من السنة النبوية.

أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها حول دعاء قبل الأكل أنه من المستحب أن يقول المسلم قبل الأكل: «بِسْمِ الله»، اتباعًا لحديث النبي محمد ﷺ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ»، كما يُستحب الدعاء بعد الانتهاء من الطعام، حيث قال النبي ﷺ: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

ولفتت الإفتاء إلى أن هذه الأدعية تُعزِّز الشعور بالامتنان وتُذكِّر المسلم بنعم الله عليه، كما تُسهم في زيادة البركة في الطعام،  وتُعدُّ هذه الممارسات جزءًا من الآداب الإسلامية التي تهدف إلى تعزيز الروابط الروحية بين المسلم وربه في جميع جوانب الحياة اليومية.

مقالات مشابهة

  • بسبب مواقفه من الحرب على غزة..إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين
  • دعاء قبل الأكل.. ماذا كان يقول الرسول قبل تناول الطعام؟
  • بعد تنديده بقصف أطفال غزة.. إسرائيل تتّهم البابا فرنسيس بـ«ازدواجية المعايير»
  • «لوصفه لها بالوحشية».. إسرائيل تتّهم البابا فرنسيس بـ«ازدواجية المعايير»
  • إسرائيل تتهم البابا فرنسيس بـ"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة
  • البابا يدعو لوقف الحرب في أوكرانيا
  • البابا فرنسيس: الغارات الجوية على غزة وحشية
  • هذه قسوة ليست حرباً..البابا فرنسيس يندد بغارة إسرائيلية على غزة
  • البابا فرنسيس يستقبل الإيطاليين المشاركين في حج كومبوستيلا