خذلهم موقفه من العدوان على غزة.. هل يصوت مسلمو أميركا لبايدن؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
واشنطن- قبل 3 أعوام، تفاجأ الكثير من الأميركيين المسلمين بصورة تجمع المرشح الديمقراطي آنذاك لمنصب الرئاسة، جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، مصحوبة بالآية القرآنية "إن مع العُسر يسرا" مرفقة بترجمة إنجليزية، تتصدر حساباتهما على وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة إكس وفيسبوك.
وجاءت تلك الخطوة في إطار تودد بايدن للناخبين المسلمين قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات التي أجريت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وفاز بها بفارق ضئيل أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ومثل تودد بايدن هدفا مشروعا رحب به الناخبون المسلمون بسبب سياسات إدارة ترامب التمييزية ضد المهاجرين والمسافرين من عدة دول إسلامية، إضافة لتبنيه لصفقة القرن، تلك التي اعترف على إثرها بسيادة إسرائيل على مدينة القدس واعتبارها عاصمة دائمة وموحدة لها، ولم يكترث بأي حقوق للشعب الفلسطيني.
مفاجأة صادمة
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومع استشهاد أكثر من 8 آلاف من المدنيين الأبرياء وإصابة أكثر من 30 ألفا آخرين، إضافة للحصار الخانق للقطاع، يرفض بايدن دعوة إسرائيل لوقف إطلاق النار، ويصنف ما تقوم به في إطار حقها في الدفاع عن النفس. موقف بايدن هذا شكل مفاجأة صادمة للمسلمين والعرب الأميركيين.
ويقارن المسلمون الأميركيون موقف بايدن المؤيد بشكل كامل لإسرائيل بموقف الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن عقب هجمات11 سبتمبر/أيلول.
وكان بوش قد زارمسجد واشنطن الكبير بعد 6 أيام فقط من الهجمات التي راح ضحيتها 3 آلاف أميركي، وقال من داخل المسجد وحوله قادة المسلمين الأميركيين، "علينا التحدث علنا ضد التعصب ضد المسلمين في أعقاب الهجمات الإرهابية، وإن وجه الإرهاب ليس هو الوجه الحقيقي للإسلام. الإسلام دين سلام".
وعلى النقيض، اجتمع بايدن في البيت الأبيض بـ5 من قادة المسلمين الأميركيين الأسبوع الماضي دون أخذ أي صور معهم أو بث الحدث تلفزيونيا، أسوة بما جرى مع قادة اليهود الأميركيين.
وحذرت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، من ولاية واشنطن، الرئيس بايدن من مغبة خسارة أصوات الناخبين المسلمين. وفي لقاء مع برنامج قابل الصحافة يوم الأحد الماضي، قالت النائبة إن "رد الرئيس بايدن على حرب إسرائيل ضد حماس قد يكلفه أصوات المسلمين الأميركيين".
تحدٍّ
وردا على سؤال حول ما إذا كان موقف بايدن من الصراع قد يضعف فرصه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ردت جايابال "لقد كنت أحد أكبر مؤيدي الرئيس. لقد كنت فخورة بأن أكون شريكة لأنه كان شجاعا وقويا على الجبهة الداخلية، يجب أن يكون بايدن شجاعا بالقدر نفسه في هذه القضية حتى نحافظ على الوحدة داخل بلدنا".
وأضافت "أعتقد أنه سيواجه تحديا لشرح قضية بهذه الأهمية الأخلاقية للشعب الأميركي الذي له رأي مختلف كثيرا عن موقف الرئيس وحتى موقف غالبية الكونغرس بشأن إسرائيل وغزة".
وذكرت النائبة، التي تصنف كتقدمية ضمن الحزب الديمقراطي، أن الأميركيين يدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن وجودها، لكنهم لا يدعمون جريمة حرب يتم استبدالها بجريمة حرب أخرى، وأعتقد أن على الرئيس بايدن أن يكون حذرا بشأن ذلك".
وتحدثت الجزيرة نت مع عدد من الناخبين العرب الذين أجمعوا على عدم التصويت في انتخابات 2024 لصالح بايدن، وعبر نصفهم عن نيتهم التصويت للمرشح الجمهوري، في حين كشف الباقون عن نيتهم عدم التصويت لبايدن وإبطال أصواتهم بدل التصويت للمرشح الجمهوري.
نائبة ديمقراطية تحذر بايدن من مغبة خسارة أصوات الناخبين المسلمين (الفرنسية) فقدان الثقةوقال علي الجوهر الناخب الأميركي ذو الأصول المصرية -للجزيرة نت- "عن نفسي قررت عدم التصويت لبايدن، وسأفسد صوتي، ومن المؤكد انني لن أصوت لترامب".
وصرح الناخب محمد البكري، "علينا كعرب وكمسلمين أن نبحث كيف نصوت في هذا الظرف الصعب. الكثير ممن أعرفهم لن يصوتوا للديمقراطيين في الفترات القادمة".
وأكد ناخب مسلم آخر من ولاية فرجينيا أن "المؤكد أن بايدن فقد شعبيته الكبيرة بين المسلمين والعرب خلال الأسابيع الأخيرة. ويبدو أنه علينا الاختيار بين مرشحين من الأشرار".
ليس من الصعب تأكيد أن فوز بايدن بانتخابات 2020 ما كان له أن يتحقق دون أصوات الناخبين المسلمين في عدة ولايات. ولا يعرف على وجه اليقين أعداد المسلمين في الولايات المتحدة، ولا من منهم لديه حق الانتخاب، حيث تمنع القوانين الأميركية جمع معلومات الانتماء الديني في تعدادها العام الرسمي.
لكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن نسبة المسلمين بين 1% إلى 2% من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، أي ما يقدر بـ3.3 ملايين و6.6 ملايين شخص، وينتشر المسلمون في كل الولايات الأميركية.
يذكر أن دراسة لمركز بيو للأبحاث قدرت أن 13% فقط من المسلمين يعتبرون جمهوريين، في حين يرى 20% منهم أنفسهم مستقلين، ويرى 66% من مسلمي أميركا أنفسهم ديمقراطيين.
أصوات مهمة
وطبقا لتحليل أجرته مؤسسة إيمكيج (Emgage)، وهي مجموعة مدنية أميركية مسلمة، فقد أدلى قرابة 1.1 مليون ناخب مسلم بأصواتهم في انتخابات عام 2020، وشاركوا بأعداد كبيرة بما يكفي لتأرجح السباق الرئاسي في الولايات الرئيسية في ساحة المعركة مثل ولايات جورجيا وبنسلفانيا وأريزونا وويسكونسن.
ووجد استطلاع حديث أجرته شركة استطلاعات الرأي الديمقراطية "جرينبيرج كوينلان روزنر للأبحاث" في أواخر سبتمبر/أيلول على 3 آلاف ناخب، أن بايدن وترامب متقاربان بنسبة 50% لكل منهما في 3 ولايات فاز بها بايدن عام 2020، وهي ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. من هنا سيواجه بايدن انتخابات أكثر صعوبة مما كان عليه الحال عام 2020.
وكان بايدن قد فاز بولاية ويسكونسن بفارق 0.63% أو 21 ألف صوت، وبولاية جورجيا بفارق 0.24% أو 12 ألف صوت، وبولاية بنسلفانيا بفارق 1.16% أو 80 ألف صوت، وبولاية أريزونا بفارق 0.31% أو 10 آلاف صوت.
وحسب التحليل ذاته فإن 71% من الناخبين المسلمين المسجلين في الولايات المتحدة ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وهي نسبة تزيد بـ4 نقاط من مستوى الإقبال على المستوى القومي.
وطبقا للدراسة، صوت أكثر من 61 ألف ناخب مسلم في ولاية جورجيا، وصوت في ولاية بنسلفانيا ما يزيد على 125 ألف ناخب مسلم.
ويتوقع أن تكون انتخابات 2024 متقاربة بغض النظر عن هوية المرشحين، وإذا كان بايدن غير قادر على الاستجابة لمخاوف الناخبين المسلمين، فإن مرشح الحزب الجمهوري -غالبا ترامب- سيكون لديه فرصة أكبر للظفر بالبيت الأبيض.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" تحت عنوان: " الإسلام وعصمة الدماء"، وذلك بحضور، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، إن من يستقرئ آيات القرآن الكريم ويُيمم وجهته شطر سنة النبي ﷺ، سيجد الكثير من التحذيرات الشديدة والوعيد لمن تسول له نفسه أو يزين له الشيطان سوء عمله، ويقدم على مجرد التفكير في قتل النفس المعصومة.
وتابع الدكتور العواري: فحينما نبحث في أصول الإسلام والشريعة الغراء، لا يمكن أن نجد قاعدة واحدة أو حديثًا واحدًا يأمر بالقتل أو القتال، وينتهك عصمة الدماء، بغض النظر عن معتقد الإنسان أو ملته أو دينه أو عرقه، لأن النفس كرمها الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.
واسترسل: هذا يدل دلالة صريحة على أن القاعدة الكلية في شريعتنا هي السلام، والسلام يعني الأمان الذي يُمنح للنفوس لتتحقق لها الحياة الآمنة دون ترويع، فقد نهى الإسلام عن الترويع وتهديد الآمنين، مما يؤكد على أهمية قيمة النفس البشرية، وقد وضع النبي ﷺ الميثاق الأول لحقوق الإسلام قبل مجيء المواثيق الأخرى ودعا إلى عصمة النفس وعصمة الدماء، فقال ﷺ "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا"، وقوله ﷺ: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
واسترسل العميد الأسبق لكلية أصول الدين قائلًا: إن الإسلام دين الأمن والسلام، الذي يفرق بين الحق والباطل، ويحترم العهود والمواثيق، ويُعلي من قيمة عصمة الدماء، والسلام هو القاعدة الأساسية لدى الإسلام والمسلمين، والحرب استثناء، ولكنها موجهة لمن اعتدى على المسلمين أو أراد إخراجهم من ديارهم، قال تعالى{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وفي آية أخرى قال تعالى{فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ} فالإسلام يحرم الاعتداء على النفس، ويدعو إلى عصمة الدماء، ولم يقف عند المسلمين فقط، بل حرم دم كل إنسان، لأن المولى عز وجل كرم النفس البشرية.