أكد السيد محمد علي القائد، الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، أهمية موضوع الاحصاء وما يتعلق به من توافر في معايير الدقة في المعلومات وجاهزية الجهات المزودة للمعلومات، إلى جانب أهمية جمعها وتوحيد معاييرها وربطها وتقديمها بالصورة المطلوبة، وهو ما يمثل جوهر العمل الاحصائي، وهو ما يسهم في تطوير سياسات مملكة البحرين الإلكترونية، والاعتماد على التقنية الحديثة ومواصلة ريادتها وتوفير بيئة متطورة إلكترونياَ تحاكي الدول المتقدمة في هذا المجال.


وبين القائد، على هامش جلسات اليوم الثالث من مؤتمر تبادل البيانات الإحصائية والوصفية، توجه المملكة للتوسع في تطبيقات النظام من خلال تطوير موقع البيانات المفتوحة لضمان سهولة الوصول إليها من قبل متخذي القرار ومراكز الأبحاث والمستثمرين والمختصين وغيرهم من الجهات التي يمكن أن تبني عملها بناءً على توفر هذه المعلومات، مؤكداً التوجه لتوظيف الذكاء الاصطناعي فيها، حيث قدم المؤتمر تجارب لشركات طبقت خدمات تقنية متطورة واستفادت من توظيف الذكاء الاصطناعي في عملها.
ولفت القائد إلى وجود عدد من المبادرات؛ منها الصفحة الوطنية لمملكة البحرين التي سيتم تطويرها، إضافة إلى تطوير موقع التنمية المستدامة بالتعاون مع وزارة التنمية، وإيجاد صفحة خاصة لتبادل البيانات الإحصائية والوصفية سيتم تطويرها والبناء عليها، مع استمرار العمل في مشروع مرسى مع دول الخليج العربي وتبادل المعلومات، والتشجيع على وجود استثمارات من القطاع البنكي، والتي سينتج عنها توسع في التطبيقات بشكل أكبر.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية أهمية التوسع في تطبيق نظام تبادل البيانات الإحصائية والوصفية الموجود في دول الخليج وبعض الدول العربية، ولكنه لم يصل لمستوى النضج، لذلك تعتبر ثمرات عقد هذا المؤتمر في تبني خطوات عملية للتوسع في الاستفادة من هذه الأداة الاحصائية العالمية، فدول الخليج العربي لديها تطبيقاتها الخاصة، ولكن ثمة طموحات تتعلق بمعالجة البيانات وتبني الأداة بشكل أكبر والعمل على ربطها وفق أداة معيارية واحدة يتوافق عليها العالم.
ووصف القائد ما يقدم من اطروحات في المؤتمر بأنها نوعية ومتميزة تقدم لأول مرة في الشرق الأوسط، وتتعلق بربط العمل الاقتصادي وما فيه من أعمال مالية وخبراء وربط الأرقام الاقتصادية مع العمل الاحصائي وتطوير منظومة البيانات، إضافة إلى الاستفادة من النضج العالمي فيما يتعلق بتبادل المعلومات وربطها بالتقنيات الحديثة والابداع والابتكار فيها.
وبين أن من الميزات المهمة في البحرين هو الجمع بين قطاع الاحصاء وقطاع المعلومات في هيئة وطنية واحدة، فهي نقطة تميز في التجربة البحرينية، معبرا عن سعادته بمستوى التطور في المجال المعلوماتي، وقرب المعلومات من التكنولوجيا وارتباطهما ببعضهما البعض، وقال إن الحضور من كبار الخبراء وخلال الثلاثة الأيام الماضية أكدوا أهمية التجربة البحرينية، وما وصلت إليه من تقدم ينافس كثير من الدول في المستوى والجودة، وقال إن أسبقية البحرين تتمثل في ربط الجهات الحكومية والتشبيك بين القنوات الرسمية والاستفادة منها في تقديم الخدمات الحكومية وتوظيف التقنيات والتكنولوجيا فيها، حيث يعتبر إنجازا مهما، لاسيما وأن البحرين من أوائل الدول التي عملت سجلات إدارية في التعداد، والتي تتيح الدقة في المعلومات وتقلل من جهد التأكد والتنقيح، فالبيانات موجودة وصحيحة ويمكن استحضارها والبناء عليها.
وعبر عن تميز مملكة البحرين منذ 15 عاما بتطبيق هذه المنهجية التي كان ينظر لها في ذاك الوقت بأنها جديدة لم تثبت جدواها، إلا أن العالم اليوم يتحدث عن أهميتها وينادي الخبراء بتعميمها، لأنها منهجية صحيحة ذات جدوى وثمة شركات كبيرة استخدمتها في مشاريع ضخمة حول العالم.
يذكر أن جلسات اليوم الثالث من مؤتمر تبادل البيانات الإحصائية والوصفية، تضمنت الحديث عن سبل تنفيذ SDMX والدروس المستفادة، برئاسة إيف جاك، اليونيسف، والسيد أيمن فؤاد الأنصاري، رئيس إدارة مشروع تكنولوجيا المعلومات والحوكمة وبنية المؤسسات، بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، إضافة إلى تبادل البيانات الإحصائية ونشر أهداف التنمية المستدامة، وتم في الجلسة الأولى عرض الدروس المستفادة للسيد عبد الله غوزالوف، وهارومي شيباتا سالازار، من شعبة الإحصاء في الأمم المتحدة، إضافة إلى استخدام SDMX لإعداد التقارير حول أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ تبادل البيانات الإحصائية والبيانات الوصفية (SDMX) في بنك الاحتياطي الهندي.
وفي الجلسة الثانية تم الحديث عن كيفية الانتقال إلى منصة متوافقة تمامًا مع SDMX، وتم عرض بحث هندسة البيانات للانتقال من الأنظمة القديمة إلى الأنظمة المتوافقة مع SDMX، وتم تقديم تجربة مركز بيانات المحيط الهادئ: بعنوان خزن مرة واحدة وانشر الكثير، بعدها تم الحديث عن التعاريف الهيكلية واستخدام SDMX لإدارة الترجمة بمساعدة الكمبيوتر بكفاءة.
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان «التطوير الحالي والمستقبلي لمعيار SDMX» برئاسة ناديجدا فلاهوفا، يوروستات، تم خلالها عرض تحديث من فريق العمل الفني (TWG) قدمه السيد إدغاردو جريسينج، من منظمة العمل الدولية، وتحديث من فريق العمل الإحصائي الخاص بالمبادرة (SWG)، ثم تحدث رئيس SWG، من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نحو التكامل الكامل لـ SDMX في سلسلة قيمة البيانات، ومن ثم تقديم نمذجة وحدات القياس وتنسيق تمثيل وحدة القياس للسيد يافوز كوبان، من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

وفي الجلسة الأخيرة تم عرض لمبادرات بناء القدرات في مجال تبادل البيانات الإحصائية برئاسة عبد الله غوزالوف، من شعبة الإحصاء في الأمم المتحدة، والسيد جوناثان تشالنر، من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، ثم تقرير عام عن أنشطة بناء القدرات عبر مجتمع SDMX وإطلاق SWOT المباشر وخفض حاجز الدخول إلى SDMX لمنتجي البيانات: .Stat Academy – قدمه السيد جوناثان تشالنر من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بعدها تم عرض قوة البيانات بوصفها نهج وطريق للمعلومات السريع في أفريقيا لبناء المعرفة المتعلقة بنمذجة البيانات والكشف عن البيانات جيدة التنظيم – قدمها مومار كوتا، من بنك التنمية الأفريقي، ومن ثم استعرض ستيفان شيبر من بنك التنمية الآسيوي التعلم الإلكتروني لأدوات SDMX - ، بعدها دار نقاش ختامي للجلسات برئاسة رافائيل شميدت، رئيس الإدارة النقدية والاقتصادية لتكنولوجيا المعلومات، من بنك التسويات الدولية (BIS)، ورئيس أمانة مبادرة تبادل البيانات الإحصائية والبيانات الفوقية (SDMX)، تحدث فيه كل من عبد الله غوزالوف، من شعبة الإحصاء في الأمم المتحدة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي أليساندرو بونارا، من البنك المركزي الأوروبي، وإدغاردو غريسينغ، من منظمة العمل الدولية والرئيس السابق لمجموعة العمل الفنية SDMX، إريك أنفار من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والسيد ماركو ماريني، من صندوق النقد الدولي.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا من منظمة التعاون إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تنشد التنمية وتعزيز الاستقرار العالمي

تستند الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية إلى أكثر من 5 عقود من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات بما يعزز التنمية والازدهار في كلا البلدين الصديقين.
تأتي الزيارة الرسمية، التي يقوم بها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأميركية في إطار مواصلة نهج تعزيز جسور التواصل والحوار بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
تعد الإمارات من أبرز شركاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة والعالم، إذ يلتزم البلدان بالتعاون والسعي المستمر لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، ومواجهة التحديات في مختلف أرجاء العالم.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.  
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، إذ يقترب حجم التجارة الثنائية بينهما (غير النفطية) إلى مبلغ 40 مليار دولار أميركي، فيما ارتفع حجم تجارة السلع بنسبة 9.47%، ليصل إلى 34.43 مليار دولار (126.46 مليار درهم)، خلال عام 2024، وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن وزارة التجارة الأميركية، مقارنة مع 31.45 مليار دولار (115.51 مليار درهم) في 2023.
بلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة الأميركية في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها.
ويعمل البلدان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، إذ تمتلك الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأميركي بأكثر من 70 مليار دولار حتى الآن من خلال أدنوك ومصدر وXRG.
تشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية، الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.
وشهد العام الماضي، توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين، في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. ففي أبريل 2024، أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأميركية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد سبتمبر 2024، الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، إذ أكد الجانبان عزمهما على التعاون في العديد من المجالات أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير المواهب في هذا المجال، إلى جانب دعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية.
وأدى إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، الذي ظهر جليا من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.
في السياق ذاته، تؤدي الإمارات دورا رئيسا في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، وذلك وفقا لمبادرة تم الإعلان عنها في يونيو الماضي. ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.
يعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأميركية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة. إضافة إلى ذلك، استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعا للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.

أخبار ذات صلة الإدارة الأميركية تسرح موظفي وسائل إعلامية خالد بن محمد بن زايد يستقبل الإدارة التنفيذية لمستشفى كليفلاند كلينك - الولايات المتحدة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الوضع الاقتصادي وبيع بنك القاهرة.. تفاصيل المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء
  • وزيرة التخطيط تُشارك في احتفالات السفارة الإسبانية والمركز الإفريقي للتحول الاقتصادي بيوم المرأة العالمي
  • تهديدات ترامب بالحرب.. فرصة للنظام الإيراني لتعزيز السيطرة الداخلية أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟
  • منظمة التعاون الاقتصادي تخفض توقعات نمو منطقة اليورو بسبب التوترات التجارية
  • السيسي يؤكد أهمية المضي قدمًا نحو تطوير المجتمع المصري وفق خطوات مدروسة
  • حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تنشد التنمية وتعزيز الاستقرار العالمي
  • منظمة التعاون الاقتصادي تقلّص آفاق النمو لعام 2025
  • منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم
  • وزيرة التنمية المحلية توجه بتسريع وتيرة العمل بمنظومة التصالح