فايننشال تايمز: حماس اختارت وقت معركتها بنفسها وهي مستعدة لها جيدا
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنه لأكثر من عقد من الزمان، اعترفت القيادة العسكرية الإسرائيلية على مضض بسمة أساسية في عدوها الأول في غزة، وهو أن الحركة تعرف كيف تنتظر الوقت المناسب.
وأشارت الصحيفة إلى شعار المقاتل الفلسطيني المخضرم، محمود عجرمي، الذي قال "دع الوحش ينام حتى تصبح مستعداً".
وجاء فيها: "الأمثلة كثيرة.
لكن بالنسبة لعجرمي، فقد كان هذه انتظارا فقط لوقت المعركة الذي اختارته الحركة بنفسها.
جاءت الشرارة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما اجتاح مقاتلو حماس البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واحتجاز 230 رهينة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية - وهي أكبر خسارة في الأرواح داخل إسرائيل منذ نشأتها.
دفع حجم الهجوم وأهواله إسرائيل إلى أكبر عملية عسكرية لها على الإطلاق في غزة، حيث دمرت غاراتها الجوية ومدفعيتها أجزاء كبيرة من القطاع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 8000 شخص، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
ومع التفوق التكنولوجي والأسلحة الهائلة من جانبها، شنت إسرائيل الآن أول هجوم بري لها في غزة منذ ما يقرب من عقد من الزمان. ومنذ وقت متأخر من يوم الجمعة تحركت طليعة بدبابات ميركافا إلى مناطق غير مأهولة إلى حد كبير شمال القطاع.
ولكن على بعد بضع دقائق بالسيارة تقع منطقة مخيمي الشاطئ وجباليا للاجئين – ومن ثم مدينة غزة، قلب آلية حماس السياسية والعسكرية.
وحذرت ديفورا مارجولين، الزميلة البارزة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قائلة: "مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، تتمتع حماس بالميزة المحلية - وهم جاهزون".
وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، حذر اللواء يتسحاق بريك، من أن إسرائيل "ليست مستعدة للحرب". ولم يخض جنودها معركة برية كبرى منذ عام 2014 - وهي المرة الأخيرة التي نشرت فيها قوات داخل غزة - وكان كبار ضباطها منشغلين بالتهديدات المحتملة من إيران، وليس من المنطقة المجاورة مباشرة.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون عسكريون ومحللون إن حماس أصبحت أقوى عسكريا منذ 2008-2009، عندما تصدت لأول مرة لهجوم بري إسرائيلي.
وحتى في ذلك الحين، أرسل الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، 16 ألف مقاتل إلى جانب 2000 جندي قتالي متخصص.
والآن، وفقا للجيش الإسرائيلي، لديها ما يصل إلى 40 ألف مقاتل من النخبة، وترسانة من الطائرات بدون طيار وحوالي 30 ألف صاروخ.
وأطلقت الحركة 8500 صاروخ منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مما أدى إلى استنفاد صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية الاعتراضية.
وقال مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إميل حكيم، إن حماس تم تدريبها على يد "الأفضل في هذا المجال"، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني وأقوى وكيل لها، حزب الله في لبنان.
وقال حكيم: "إنها أيضًا منظمة قاتلت القوات الإسرائيلية عدة مرات (...) حماس تعرف تضاريسها جيدًا وستدافع عنها بشراسة وبراعة".
وقد أظهر مقاتلوها بالفعل خلال هجومهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر أنهم قادرون على تنفيذ عملية منسقة بإحكام شارك فيها ما لا يقل عن 1500 جندي يهاجمون إسرائيل من البر والجو والبحر، تحت غطاء وابل من 3000 صاروخ أربكت القبة الحديدة.
وفي غزة، قامت حماس بحفر شبكة عملاقة من الأنفاق العميقة المضادة للقنابل، وزودتها بالمؤن اللازمة لمقاومة الحصار الإسرائيلي.
وقال علي بركة، وهو عضو بارز في القيادة السياسية لحركة حماس في المنفى، لصحيفة فايننشال تايمز الأسبوع الماضي: "لقد كنا مستعدين لهجوم بري إسرائيلي حتى قبل أن نطلق هجومنا". وأضاف: "لدينا بعض المفاجآت للعدو". "نحن قادرون على مواجهة (...) حرب المدن أسهل من الحرب الجوية – ليس هناك وجه للمقارنة".
إن العديد من الدروس العسكرية التي تعلمتها حماس من حزب الله تنبع من لحظة مصيرية في عام 1992 عندما قامت إسرائيل بترحيل نحو أربعمائة فلسطيني، بما في ذلك زعماء من حماس، إلى لبنان وتركتهم في منتصف الشتاء على سفح جبل في منطقة عازلة.
وقد رأت إيران وحزب الله في ذلك فرصة لاستمالة حركة حماس السُنّية، بعد أن قامتا بتنمية حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة، وهي جماعة مسلحة أصغر حجماً تشارك أيضاً في هذه المعركة. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حزب الله تقاسم تكنولوجيا الصواريخ والتدريب وأساليب أخرى مع حماس.
وأصبحت بيروت منذ ذلك الحين موطنًا للعديد من قادة حماس، ومع الوقت، بدأت حماس في بناء وجود عسكري في لبنان.
ومنذ ذلك الحين، قامت حماس بتحسين جودة أسلحتها بشكل مطرد، حيث قامت بتهريب المكونات اللازمة لتحويل الصواريخ غير الدقيقة إلى أسلحة دقيقة موجهة، وحتى صنع المسيرات.
ووفقا لحماس، فإن الحركة تصنع الآن صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، والتي تقول إنها قادرة على تدمير المروحيات الإسرائيلية، وصواريخ "الياسين" المضادة للدبابات، والتي تدعي أنها قادرة على اختراق دروع دبابات الميركافا الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، طورت أسلوباً حضرياً للحرب مشروطاً بحاجتها إلى مواجهة التفوق التكنولوجي والجوي لإسرائيل من خلال تحويل المعركة إلى قتال شوارع شجاع.
وقال الحكيم: "حماس هي فتاكة أكثر من الشيوعيين الذين هزموا أمريكا في فيتنام، وأكثر فتكا من تنظيم الدولة".
وكما فعل المقاتلون في فيتنام، حولت حماس غزة إلى حصن من المتاريس والثقوب - بما في ذلك شبكة من الأنفاق بطول 400 كيلومتر يمكن لمقاتلي حماس أن يحتموا بها أثناء الضربات الجوية الإسرائيلية واستخدامها لمهاجمة القوات الإسرائيلية من الخلف.
ومع توغل القوات الإسرائيلية في عمق غزة، من المرجح أن تحاول حماس استخدام الكمائن فوق الأرض، والضربات السريعة، والقنابل المموهة لإرهاق جيش الاحتياط الإسرائيلي الذي يتكون إلى حد كبير من المدنيين وإغراقهم في قتال الشوارع.
وقال بلال شعب الزميل المشارك في مركز تشاتام هاوس البريطاني للأبحاث: "ليس لدى حماس عقيدة مقننة (..) إن نهجها يدور في الغالب حول إلحاق الضرر بالإسرائيليين وإيذائهم قدر الإمكان، باستخدام مزيج من القوات الهجينة والتقليدية".
"إن العمليات أيضًا لا مركزية إلى حد كبير. هناك نوع من البنية العسكرية الخلوية، حيث تعمل كل خلية بمفردها".
وتشكل العمليات الدعائية التي تقوم بها حماس عنصرا مهما آخر. وقال محللون عسكريون إن المروحيات الإسرائيلية التي تم إسقاطها أو الدبابات المدمرة أو الجنود الأسرى ستساعد الجماعة المسلحة على إظهار صورة النصر.
وفي الوقت نفسه، تسعى الصواريخ التي يتم إطلاقها من منصات إطلاق مخفية إلى نقل القتال إلى عمق الأراضي الإسرائيلية وتعزيز قاعدة دعم حماس - مثلما حدث عندما تم إغلاق مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب خلال حرب الخمسين يومًا عام 2014.
والدرس الآخر الذي تعلمته حماس من الجماعات المسلحة الأخرى هو أهمية الاتصالات الآمنة. وبينما بنى حزب الله شبكة ألياف بصرية خاصة به، حافظت حماس على الأمن العملياتي من خلال التحول إلى "العصر الحجري" واستخدام خطوط الهاتف الأرضية مع تجنب الأجهزة التي يمكن اختراقها.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل غير قادرة على التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر هو أنها كانت تستمع إلى "الخطوط الخاطئة". وفي الوقت نفسه، تم تبادل المعلومات العسكرية الحاسمة إما عبر هذا النظام "التناظري"، أو نظام مشفر آخر، ربما تم استيراده من إيران، ولم يكن معروفًا لإسرائيل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حماس إيران حزب الله إيران احتلال حماس حزب الله طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وفی الوقت نفسه حزب الله فی غزة فی ذلک
إقرأ أيضاً:
بلينكن: الوقت مناسب لإنهاء حرب غزة
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحافيين اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تريد هدناً حقيقية وممتدة في قطاع غزة حتى يتسنى توصيل المساعدات إلى المحتاجين إليها، لكنه ذكر أن أفضل سبيل لمساعدة الناس هو إنهاء الحرب.
وأضاف بلينكن لصحافيين خلال زيارة إلى بروكسل "لقد حققت إسرائيل، وفق معاييرها، الأهداف التي وضعتها لنفسها. يجب أن يكون هذا هو الوقت المناسب لإنهاء الحرب".
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية في غزة أوضح الوزير أن "مسؤولية إسرائيل عن المساعدات الإنسانية متواصلة".
واعتبر أن "أفضل طريقة لتلبية احتياجات الناس في غزة هي إنهاء الحرب"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تريد دخول شاحنات تجارية إلى غزة".
وأضاف "سيكون من الجيد أيضا ممارسة بعض الضغوط الحقيقية والمستمرة والفعالة على حماس لإنهاء الحرب".
فيديو جديد لأحد الرهائن الإسرائيليين في غزة - موقع 24نشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد، اليوم الأربعاء، مقطع فيديو يُظهر شخصاً قدّم نفسه على أنه أحد الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.وبعد انتهاء مهلة مدتها 30 يوماً منحتها الولايات المتحدة لإسرائيل لاتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني في غزة، قالت واشنطن أمس الثلاثاء إن إسرائيل لا تمنع المساعدات عن غزة وبالتالي لا تنتهك القانون الأمريكي.
وقالت 8 منظمات إغاثة دولية إن إسرائيل لم تلب المطالب الأمريكية المتعلقة بتحسين وصول المساعدات. وقال خبراء في مجال الأمن الغذائي إن المجاعة باتت وشيكة على الأرجح في أجزاء من غزة.
ودعم الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل بقوة منذ أن شن مسلحون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوماً في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، التي تقول إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
أوهام أمريكا بإعادة تشكيل الشرق الأوسط.. بين بايدن وترامب - موقع 24عندما سحبت إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2021، رأى كثيرون أن هذه كانت لحظة فاصلة.وتنتهي ولاية بايدن في يناير (كانون الثاني) وسيخلفه دونالد ترامب العائد مجددا للبيت الأبيض.
ومنذ أكتوبر 2023، قُتل في غزة أكثر من 43500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ونزح مليونا شخص وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.
وأيد ترامب، وهو داعم قوي لإسرائيل، بشدة هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس. ووعد بإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكنه لم يذكر كيف سيحقق ذلك.