اهتمام واضح بمشروعات تنمية السياحة المحلية.. وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية

%7.4 النمو السنوي المتوقع للسياح في الفترة من 2023-2027

139 مليون ريال التكلفة الاستثمارية في المنشآت الفندقية في العامين الأخيرين

توقعت الشركات العاملة في قطاع الضيافة والفنادق انتعاش السياحة بسلطنة عمان في الربع الأخير من العام بالرغم من الظروف الجيوسياسية المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، مبدية استعدادها لاستقبال السياح من مختلف دول العالم.

وقالت: إن الجو المعتدل الذي تتميز به محافظات السلطنة في الأشهر القادمة يجذب السياح وخاصة الأوروبيين وأبناء دول الخليج، كما أن الفعاليات التي تنظمها وزارة التراث والسياحة في أغلب المحافظات في الموسم الشتوي تساهم في انتعاش السياحة الداخلية، وتحقق عوائد مالية جيدة للبلد ولأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفر فرصا وظيفية مؤقتة للمواطنين، وتقلل من الموسمية في بعض المقاصد السياحية، وتعرّف بالثقافة المحلية لكل ولاية.

وأبدت فنادق الخليج "عمان" تفاؤلها الحذر بسبب تحسن معنويات الأعمال والسفر الترفيهي، موضحة أن الظروف السيئة في المنطقة قد تؤثر على قطاع السفر والسياحة نوعا ما.

وقالت العالمية لإدارة الفنادق: إن فندق "شيدي" مستعد لاستقبال السياح خلال الأشهر القادمة التي تتميز بدرجات الحرارة المعتدلة، بعد أن استطاع في المواسم الماضية بناء قاعدة كبيرة من السياح. مؤكدة على مواصلتها لفتح أسواق جديدة للحفاظ على مكانتها التسويقية مما ينعكس بشكل إيجابي على النتائج المالية السنوية.

ونبهت إلى أن وزارة التراث والسياحة استطاعت تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية عالمية للاجتماعات والفعاليات المختلفة.

وكانت الشركات قد حققت أداء جيدا في الربع الثالث من العام مدفوعا بتدفق السياح إلى محافظة ظفار بشكل خاص في فترة الخريف.

وتشير التقارير الدولية الصادرة عن "بي إم أي" التابعة لوكالة فيتش للأبحاث الاقتصادية إلى ارتفاع أعداد السياح القادمين إلى سلطنة عمان خلال هذا العام بنحو 3.5 مليون سائح بزيادة قدرها 20.8٪ مقارنة بالعام الماضي. كما أن النمو السنوي المتوقع على المدى المتوسط في الفترة من 2023-2027 يبلغ 7.4٪ مع استمرار الطلب على السياحة الترفيهية والتجارية، ودعم الانتعاش الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط التي تسرع بدورها من الانتهاء من بعض المشاريع بالقطاع السياحي.

ويعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة والمستهدفة في خطة التنويع الاقتصادي ورؤية عمان 2040 التي تسعى إلى الوصول بـ11 مليون زائر في 2040 من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع السياحية المتنوعة في أغلب المحافظات.

وكان إجمالي الإنتاج السياحي في سلطنة عمان سجل ارتفاعا بنسبة 47% ليصل إلى 1.9 مليار ريال بنهاية العام الماضي مقارنة بـ1.3 مليار ريال في 2021، كما سجل القطاع السياحي قيمة مضافة مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام الماضي بلغت 1.1 مليار ريال عماني من 804.9 مليون ريال عماني في عام 2021م، بينما بلغت مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 2.4%. كما أن السياحة الداخلية أو المحلية في سلطنة عمان أسهمت بما نسبته 68% في رفد الإنتاج السياحي أي ما يعادل 1.3 مليار ريال عُماني خلال العام الماضي.

المنتجات السياحية

وتكتسب سلطنة عمان الزخم السياحي من خلال المقومات السياحية التي تشتهر بها من جبال شامخة وشواطئ ممتدة وصحارٍ ذهبية وغيرها، ولذلك تسعى وزارة التراث والسياحة إلى تطوير المنتجات السياحية الملائمة لهذه التضاريس مثل سياحة المغامرات التي من المقرر الانتهاء منها بحلول عامي 2025 و2026.

وتتضمن خطة الوزارة لتطوير هذا المنتج 43 مشروعا ما بين قصيرة وطويلة المدى، إذ من المقرر تنفيذ بعضها من قبل القطاع الخاص. ويبلغ عدد المشروعات التي يتم تطويرها لتكون مزارا سياحيا لمحبي سياحة المغامرات 15 مسارا جبليا في الجبل الأخضر وجبل شمس ووادي بني عوف، إضافة إلى العديد من الأسلاك الانزلاقية في المرتفعات الجبلية، واحد منها في محافظة مسندم الذي تم تدشينه مؤخرا.

كما تخطط الوزارة حاليا إلى جعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات العالمية لاستقطاب السفن السياحية واليخوت من خلال استثمار الشريط الساحلي الممتدة بنحو 3165 كم مربع، والمناطق القريبة من الموانئ التي تزخر بقومات طبيعية فريدة، إضافة إلى الاستفادة من الموانئ والبنى الأساسية المتوفرة حاليا في عدد من المدن في مثل صلالة، والدقم، وصور، ومصيرة وغيرها.

وتسعى حاليا إلى الترويج عن نمط جديد للسياحة التي نشطت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج وهي سياحة الأعراس، بجانب الأنماط الأخرى مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المغامرات، وغيرها، وذلك لجعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات السياحية الجاذبة لسياحة الأعراس، إذ بدأت الوزارة بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة تقديم كافة التسهيلات لاستقطاب هذه الأنماط السياحية باعتبارها رافدا حقيقيا للسياحة بالسلطنة وأحد مصادر الدخل المباشرة للمنشآت الفندقية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وشركات السفر والسياحة.

الاستثمارات في القطاع

وكانت وزارة التراث والسياحة قد كشفت عن عدد المشاريع السياحية الجاري تنفيذها في مختلف محافظات سلطنة عمان والبالغ عددها 363 مشروعا بقيمة 2.290 مليار ريال عماني، في الوقت الذي تستهدف فيه الوزارة الوصول بالاستثمارات إلى 3 مليارات ريال في الفترة بين 2021 – 2025 وذلك لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة، وتمكين دور القطاع السياحي لتنمية اقتصاد المحافظات عن طريق المشروعات التي تتواكب مع الميزات النسبية لكل محافظة، وتحقيق الفائدة المرجوة للمجتمعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ومن بين المشروعات السياحية النوعية التي تبلغ قيمة الاستثمار الكلية فيها حوالي 262 مليون ريال عُماني مشروع حديقة النباتات العُمانية، ومشروع القرية، وجنائن صلالة (مزرعة النارجيل)، كما يجري التحضير حاليا لعدد من المشروعات في جزر الحلانيات والديمانيات واستقطاب علامات فندقية مرموقة مثل مشروع فندق فور سيزنز.

وبلغت التكلفة الاستثمارية في المنشآت الفندقية نحو 139 مليون ريال لـ124 منشأة خلال عامي 2021 – 2022 مثل فندق أفاني في ولاية السيب، وفندق دوسيت D2 في الجبل الأخضر، وفندق إنترسيتي مسقط، وفندق جميرا مسقط. إضافة إلى 120 منشأة للفنادق والشقق الفندقية ونزل الضيافة والتراثية والخضراء وغيرها بقيمة 48.075 مليون ريال.

كما يجري حاليا تنفيذ 127 منشأة فندقية جديدة بتكلفة استثمارية تزيد على 340 مليون ريال، وبتصنيفات تتراوح بين 3 و5 نجوم وشقق فندقية، و113 منشأة فندقية تكلفتها الاستثمارية أقل من 5 ملايين ريال عماني للمنشأة الواحدة بتكلفة تبلغ 102 مليون ريال عماني.

ويبلغ عدد مشروعات تنمية السياحة المحلية التي يجري تنفيذها من خلال البرنامج التنفيذي لخطة التعافي ومن قبل المحافظات 24 مشروعا بقيمة 16.6 مليون ريال عماني، فيما يتم العمل على 14 مشروعا لتطوير واستثمار مواقع التراث والمعالم التاريخية بقيمة استثمارية جارية بلغت 13.8 مليون ريال عماني، فيما بلغ عدد مشاريع دعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة 8 مشاريع بقيمة 17 ألف ريال عماني، وبلغ عدد مشاريع إنشاء قاعات عرض متحفية في القلاع والحصون 6 مشاريع بتكلفة بلغت 45 ألف ريال عماني.

المجمعات السياحية المتكاملة

تعد المجمعات السياحية إضافة نوعية للقطاع السياحي في سلطنة عمان التي توفر جميع الخدمات والمرافق في مكان واحد، حيث يستطيع الفرد العيش فيها دون الحاجة للخروج من حدود المجمع، إذ تجمع بين المرافق السكنية والسياحية والترفيهية والرياضية. كما أن إتاحة المجال للمستثمر الأجنبي بالتملك في هذه المجمعات فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال، وفرصة ذهبية لجلب الاستثمارات إلى السلطنة.

وتوفر هذه المجمعات السياحية المتكاملة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة بجانب العائد الاقتصادي المباشر للناتج المحلي، وتثري سلاسل التوريد في القطاع.

ويقدر حجم الاستثمار الكلي في مشروعات المجمعات السياحية المتكاملة بما يقارب 4.3 مليار ريال في المجمعات الجاري تنفيذها و3.1 مليار ريال بمشروعات أخرى مرخص لها في مرحلة ما قبل التنفيذ.

وتتوزع هذه المجمعات في محافظات مسقط وظفار وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة ومسندم، وتوفر 81 منشأة فندقية، و16,576 غرفة فندقية، و2,552 شقة وفيلا فندقية، و42,617 وحدة سكنية، إضافة إلى ملاعب للجولف وعدد من المرافئ والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.

ومن أهم المجمعات السياحية القائمة مشروع خليج مسقط، والموج، وبر الجصة، وجبل السيفة بمحافظة مسقط، ومنتجع هوانا صلالة بمحافظة ظفار.

قانون السياحة

ويعد قانون السياحة الجديد الذي صدر مؤخرا بمثابة نقلة مرحلية مهمة في تنظيم القطاع، إذ يواكب التغيرات الإقليمية والعالمية، كما يتسم بالمرونة في إجراءات الأنشطة السياحية.

وأعطى القانون وزارة التراث والسياحة الصلاحيات في التصرف ببعض أملاك الدولة الخاصة وذلك بالانتفاع واستثمار المواقع والمناطق السياحية والأراضي ذات الاستخدام السياحي، وإبرام عقود الانتفاع أو الاستثمار أو الإيجار أو التشغيل أو الإدارة بالمنطقة والموقع السياحي أو الأرض ذات الاستخدام السياحي، ومنح صلاحيات أخرى تتعلق برفع جودة المنشآت الفندقية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التراث والسیاحة ملیون ریال عمانی القطاع السیاحی العام الماضی ملیار ریال سلطنة عمان إضافة إلى من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

إدراج "ثواني" بقائمة "فوربس" لأفضل 50 شركة في التكنولوجيا المالية بالشرق الأوسط

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

أُدرجت شركة "ثواني للتقنيات" للعام الثاني على التوالي ضمن قائمة "فوربس الشرق الأوسط" لأقوى 50 شركة تكنولوجيا مالية في الشرق الأوسط لعام 2025، حيث حققت الشركة تقدما ملحوظا بصعودها إلى المرتبة 36 بعد أن كانت في المرتبة 40 في عام 2024.

وتُعَدُّ قائمة "فوربس الشرق الأوسط" لأقوى شركات التكنولوجيا المالية مرجعاً مهماً في تقييم الشركات الرائدة في هذا القطاع على مستوى المنطقة، حيث تستند إلى معايير متعددة تشمل قيمة التمويل، وحجم المعاملات الرقمية، وعدد مرات تنزيل التطبيقات، ونشاط المستخدمين، ومدى تأثير الخدمات على المستهلكين والشركات، بالإضافة إلى نطاق التوسع الجغرافي ومعدلات النمو.

وأعرب المهندس ماجد العامري الرئيس التنفيذي لشركة "ثواني للتقنيات"، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: "إنَّ تصنيفنا المُتقدم في قائمة فوربس للعام الثاني على التوالي يعكس التزامنا المستمر بتقديم حلول مالية مبتكرة تلبي احتياجات السوق وتساهم في تعزيز التحول الرقمي في سلطنة عمان، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز ليس فقط لشركة ثواني، بل هو نجاح لقطاع التكنولوجيا المالية في سلطنة عُمان بأكمله، ودليل على قدرتنا على المنافسة والتميز على مستوى المنطقة".

وأضاف: "نحن ملتزمون بتطوير وتقديم حلول مالية رقمية متطورة تلبي احتياجات عملائنا وتعزز الشمول المالي في سلطنة عمان، وهذا التقدير الدولي يدفعنا لمواصلة الابتكار وتوسيع نطاق خدماتنا في المستقبل، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040 التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي متطور ومتنوع".

ويُبرز هذا الإنجاز الدور الريادي الذي تلعبه سلطنة عُمان في مجال التكنولوجيا المالية، حيث تسعى لتعزيز الابتكار وتطوير البنية التحتية الرقمية لدعم الاقتصاد الوطني، وتم في هذا المجال إطلاق عدة مبادرات لتعزيز التكنولوجيا المالية، بما في ذلك تطوير بيئة تجريبية لتبني المنتجات والخدمات المالية المبتكرة في بيئة خاضعة للرقابة، والعمل على استراتيجية للخدمات المصرفية المفتوحة، وإعداد إطار عمل خاص بها، بهدف تمكين الابتكار وتحسين المنافسة في تطوير الخدمات المصرفية والمالية في الاقتصاد المحلي، وبالتالي المساهمة في تعزيز الشمول المالي، وتعزيز الكفاءة في الخدمات المالية المقدمة، وتعزيز النمو الاقتصادي.

ويُتوقع أن يسهم هذا التقدير في جذب المزيد من الاستثمارات إلى هذا القطاع، وتعزيز مكانة سلطنة عمان كمركز إقليمي للتكنولوجيا المالية، إذ تُواصل شركة "ثواني للتقنيات" جهودها في تقديم حلول مالية رقمية متطورة، مستفيدة من التقنيات الحديثة لتلبية احتياجات العملاء وتعزيز الشمول المالي في سلطنة عمان. ويُعَدُّ هذا التقدير دافعاً إضافياً للشركة لمواصلة الابتكار وتوسيع نطاق خدماتها في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: السياحة في مصر تحقق نموا ملحوظا وتحسن المؤشرات الاقتصادية
  • مفتي عمان: نحيي أبطال اليمن المغاوير الذين قالوا فصدقوا وتوعدوا فنفذوا
  • سبل دعم تلفزيون لبنان بين مرقص وسفير سلطنة عمان
  • غدا.. سلطنة عمان تشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي 01:07 ظهرا
  • سلطنةُ عُمان تُدين الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا
  • وزير السياحة يزور المعالم الإسلامية والتاريخية والتراثية بالمدينة المنورة ويلتقي بمديري الفنادق والكوادر الوطنية العاملة في القطاع السياحي
  • سلطنة عمان تؤكد أن الجرائم الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني تُمثّل انتهاكًا وسافرًا لجميع الأعراف الدولية
  • مفتي سلطنة عمان يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة وأهلها
  • إدراج "ثواني" بقائمة "فوربس" لأفضل 50 شركة في التكنولوجيا المالية بالشرق الأوسط
  • معلومات الوزراء: قطاع البناء بمصر سيشهد نموا قويا في 2025