القطاع السياحي بسلطنة عمان يشهد نموا قويا في السنوات الأخيرة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
اهتمام واضح بمشروعات تنمية السياحة المحلية.. وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية
%7.4 النمو السنوي المتوقع للسياح في الفترة من 2023-2027
139 مليون ريال التكلفة الاستثمارية في المنشآت الفندقية في العامين الأخيرين
توقعت الشركات العاملة في قطاع الضيافة والفنادق انتعاش السياحة بسلطنة عمان في الربع الأخير من العام بالرغم من الظروف الجيوسياسية المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، مبدية استعدادها لاستقبال السياح من مختلف دول العالم.
وقالت: إن الجو المعتدل الذي تتميز به محافظات السلطنة في الأشهر القادمة يجذب السياح وخاصة الأوروبيين وأبناء دول الخليج، كما أن الفعاليات التي تنظمها وزارة التراث والسياحة في أغلب المحافظات في الموسم الشتوي تساهم في انتعاش السياحة الداخلية، وتحقق عوائد مالية جيدة للبلد ولأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفر فرصا وظيفية مؤقتة للمواطنين، وتقلل من الموسمية في بعض المقاصد السياحية، وتعرّف بالثقافة المحلية لكل ولاية.
وأبدت فنادق الخليج "عمان" تفاؤلها الحذر بسبب تحسن معنويات الأعمال والسفر الترفيهي، موضحة أن الظروف السيئة في المنطقة قد تؤثر على قطاع السفر والسياحة نوعا ما.
وقالت العالمية لإدارة الفنادق: إن فندق "شيدي" مستعد لاستقبال السياح خلال الأشهر القادمة التي تتميز بدرجات الحرارة المعتدلة، بعد أن استطاع في المواسم الماضية بناء قاعدة كبيرة من السياح. مؤكدة على مواصلتها لفتح أسواق جديدة للحفاظ على مكانتها التسويقية مما ينعكس بشكل إيجابي على النتائج المالية السنوية.
ونبهت إلى أن وزارة التراث والسياحة استطاعت تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية عالمية للاجتماعات والفعاليات المختلفة.
وكانت الشركات قد حققت أداء جيدا في الربع الثالث من العام مدفوعا بتدفق السياح إلى محافظة ظفار بشكل خاص في فترة الخريف.
وتشير التقارير الدولية الصادرة عن "بي إم أي" التابعة لوكالة فيتش للأبحاث الاقتصادية إلى ارتفاع أعداد السياح القادمين إلى سلطنة عمان خلال هذا العام بنحو 3.5 مليون سائح بزيادة قدرها 20.8٪ مقارنة بالعام الماضي. كما أن النمو السنوي المتوقع على المدى المتوسط في الفترة من 2023-2027 يبلغ 7.4٪ مع استمرار الطلب على السياحة الترفيهية والتجارية، ودعم الانتعاش الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط التي تسرع بدورها من الانتهاء من بعض المشاريع بالقطاع السياحي.
ويعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة والمستهدفة في خطة التنويع الاقتصادي ورؤية عمان 2040 التي تسعى إلى الوصول بـ11 مليون زائر في 2040 من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع السياحية المتنوعة في أغلب المحافظات.
وكان إجمالي الإنتاج السياحي في سلطنة عمان سجل ارتفاعا بنسبة 47% ليصل إلى 1.9 مليار ريال بنهاية العام الماضي مقارنة بـ1.3 مليار ريال في 2021، كما سجل القطاع السياحي قيمة مضافة مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام الماضي بلغت 1.1 مليار ريال عماني من 804.9 مليون ريال عماني في عام 2021م، بينما بلغت مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 2.4%. كما أن السياحة الداخلية أو المحلية في سلطنة عمان أسهمت بما نسبته 68% في رفد الإنتاج السياحي أي ما يعادل 1.3 مليار ريال عُماني خلال العام الماضي.
المنتجات السياحية
وتكتسب سلطنة عمان الزخم السياحي من خلال المقومات السياحية التي تشتهر بها من جبال شامخة وشواطئ ممتدة وصحارٍ ذهبية وغيرها، ولذلك تسعى وزارة التراث والسياحة إلى تطوير المنتجات السياحية الملائمة لهذه التضاريس مثل سياحة المغامرات التي من المقرر الانتهاء منها بحلول عامي 2025 و2026.
وتتضمن خطة الوزارة لتطوير هذا المنتج 43 مشروعا ما بين قصيرة وطويلة المدى، إذ من المقرر تنفيذ بعضها من قبل القطاع الخاص. ويبلغ عدد المشروعات التي يتم تطويرها لتكون مزارا سياحيا لمحبي سياحة المغامرات 15 مسارا جبليا في الجبل الأخضر وجبل شمس ووادي بني عوف، إضافة إلى العديد من الأسلاك الانزلاقية في المرتفعات الجبلية، واحد منها في محافظة مسندم الذي تم تدشينه مؤخرا.
كما تخطط الوزارة حاليا إلى جعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات العالمية لاستقطاب السفن السياحية واليخوت من خلال استثمار الشريط الساحلي الممتدة بنحو 3165 كم مربع، والمناطق القريبة من الموانئ التي تزخر بقومات طبيعية فريدة، إضافة إلى الاستفادة من الموانئ والبنى الأساسية المتوفرة حاليا في عدد من المدن في مثل صلالة، والدقم، وصور، ومصيرة وغيرها.
وتسعى حاليا إلى الترويج عن نمط جديد للسياحة التي نشطت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج وهي سياحة الأعراس، بجانب الأنماط الأخرى مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المغامرات، وغيرها، وذلك لجعل سلطنة عمان إحدى أهم الوجهات السياحية الجاذبة لسياحة الأعراس، إذ بدأت الوزارة بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة تقديم كافة التسهيلات لاستقطاب هذه الأنماط السياحية باعتبارها رافدا حقيقيا للسياحة بالسلطنة وأحد مصادر الدخل المباشرة للمنشآت الفندقية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وشركات السفر والسياحة.
الاستثمارات في القطاع
وكانت وزارة التراث والسياحة قد كشفت عن عدد المشاريع السياحية الجاري تنفيذها في مختلف محافظات سلطنة عمان والبالغ عددها 363 مشروعا بقيمة 2.290 مليار ريال عماني، في الوقت الذي تستهدف فيه الوزارة الوصول بالاستثمارات إلى 3 مليارات ريال في الفترة بين 2021 – 2025 وذلك لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة، وتمكين دور القطاع السياحي لتنمية اقتصاد المحافظات عن طريق المشروعات التي تتواكب مع الميزات النسبية لكل محافظة، وتحقيق الفائدة المرجوة للمجتمعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ومن بين المشروعات السياحية النوعية التي تبلغ قيمة الاستثمار الكلية فيها حوالي 262 مليون ريال عُماني مشروع حديقة النباتات العُمانية، ومشروع القرية، وجنائن صلالة (مزرعة النارجيل)، كما يجري التحضير حاليا لعدد من المشروعات في جزر الحلانيات والديمانيات واستقطاب علامات فندقية مرموقة مثل مشروع فندق فور سيزنز.
وبلغت التكلفة الاستثمارية في المنشآت الفندقية نحو 139 مليون ريال لـ124 منشأة خلال عامي 2021 – 2022 مثل فندق أفاني في ولاية السيب، وفندق دوسيت D2 في الجبل الأخضر، وفندق إنترسيتي مسقط، وفندق جميرا مسقط. إضافة إلى 120 منشأة للفنادق والشقق الفندقية ونزل الضيافة والتراثية والخضراء وغيرها بقيمة 48.075 مليون ريال.
كما يجري حاليا تنفيذ 127 منشأة فندقية جديدة بتكلفة استثمارية تزيد على 340 مليون ريال، وبتصنيفات تتراوح بين 3 و5 نجوم وشقق فندقية، و113 منشأة فندقية تكلفتها الاستثمارية أقل من 5 ملايين ريال عماني للمنشأة الواحدة بتكلفة تبلغ 102 مليون ريال عماني.
ويبلغ عدد مشروعات تنمية السياحة المحلية التي يجري تنفيذها من خلال البرنامج التنفيذي لخطة التعافي ومن قبل المحافظات 24 مشروعا بقيمة 16.6 مليون ريال عماني، فيما يتم العمل على 14 مشروعا لتطوير واستثمار مواقع التراث والمعالم التاريخية بقيمة استثمارية جارية بلغت 13.8 مليون ريال عماني، فيما بلغ عدد مشاريع دعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة 8 مشاريع بقيمة 17 ألف ريال عماني، وبلغ عدد مشاريع إنشاء قاعات عرض متحفية في القلاع والحصون 6 مشاريع بتكلفة بلغت 45 ألف ريال عماني.
المجمعات السياحية المتكاملة
تعد المجمعات السياحية إضافة نوعية للقطاع السياحي في سلطنة عمان التي توفر جميع الخدمات والمرافق في مكان واحد، حيث يستطيع الفرد العيش فيها دون الحاجة للخروج من حدود المجمع، إذ تجمع بين المرافق السكنية والسياحية والترفيهية والرياضية. كما أن إتاحة المجال للمستثمر الأجنبي بالتملك في هذه المجمعات فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال، وفرصة ذهبية لجلب الاستثمارات إلى السلطنة.
وتوفر هذه المجمعات السياحية المتكاملة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة بجانب العائد الاقتصادي المباشر للناتج المحلي، وتثري سلاسل التوريد في القطاع.
ويقدر حجم الاستثمار الكلي في مشروعات المجمعات السياحية المتكاملة بما يقارب 4.3 مليار ريال في المجمعات الجاري تنفيذها و3.1 مليار ريال بمشروعات أخرى مرخص لها في مرحلة ما قبل التنفيذ.
وتتوزع هذه المجمعات في محافظات مسقط وظفار وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة ومسندم، وتوفر 81 منشأة فندقية، و16,576 غرفة فندقية، و2,552 شقة وفيلا فندقية، و42,617 وحدة سكنية، إضافة إلى ملاعب للجولف وعدد من المرافئ والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.
ومن أهم المجمعات السياحية القائمة مشروع خليج مسقط، والموج، وبر الجصة، وجبل السيفة بمحافظة مسقط، ومنتجع هوانا صلالة بمحافظة ظفار.
قانون السياحة
ويعد قانون السياحة الجديد الذي صدر مؤخرا بمثابة نقلة مرحلية مهمة في تنظيم القطاع، إذ يواكب التغيرات الإقليمية والعالمية، كما يتسم بالمرونة في إجراءات الأنشطة السياحية.
وأعطى القانون وزارة التراث والسياحة الصلاحيات في التصرف ببعض أملاك الدولة الخاصة وذلك بالانتفاع واستثمار المواقع والمناطق السياحية والأراضي ذات الاستخدام السياحي، وإبرام عقود الانتفاع أو الاستثمار أو الإيجار أو التشغيل أو الإدارة بالمنطقة والموقع السياحي أو الأرض ذات الاستخدام السياحي، ومنح صلاحيات أخرى تتعلق برفع جودة المنشآت الفندقية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزارة التراث والسیاحة ملیون ریال عمانی القطاع السیاحی العام الماضی ملیار ریال سلطنة عمان إضافة إلى من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
وزير السياحة يؤكد أهمية المشاركة في المعرض السياحي الدولي بإسبانيا
أكد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أهمية المشاركة في الدورة الخامسة والأربعين للمعرض السياحي الدولي FITUR2025، في العاصمة الإسبانية مدريدي والذي افتتحه ملك إسبانيا فيليب السادس، وتستمر فعالياته حتى 26 يناير الجاري.
وبحسب بيان صحفي صدر عن الوزارة، اليوم، الخميس، فقد جاء هذا خلال قيام شريف فتحي بجولة داخل الجناح المصري المُشارك في المعرض.
وخلال الجولة، أشاد وزير السياحة بالإقبال الكبير الذي يشهده المعرض هذا العام بصفة عامة، والجناح المصري بصفة خاصة والذي يستعرض تصميمه وما يضمه من مواد دعائية وأفلام ترويجية ما يتمتع به المقصد السياحي المصري من مقومات سياحية وأثرية متنوعة وهو ما يأتي في إطار رؤية الوزارة لتكون مصر المقصد السياحي الأول في العالم من حيث تنوع المنتجات والأنماط السياحية.
وأشار شريف فتحي إلى أن هذا المعرض يعد الحدث السنوي الأهم على المستوى المهني في السوق الإسبانى، وثالث أكبر تجمع سياحي عالمي بعد بورصتي برلين ولندن السياحيتين وأكبر معرض سياحي للدول الناطقة بالإسبانية سواء في شبه جزيرة ايبريا أو أمريكا اللاتينية.
وأكد أهمية السوق الإسباني باعتباره من الأسواق الرئيسية المصدرة للحركة السياحية الوافدة إلى مصر وخاصة فيما يخص منتج السياحة الثقافية والدينية، لافتاً إلى الجهود الحثيثة التي تقوم به الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي من حملات ترويجية وتسويقية بالتعاون مع كبار منظمي الرحلات الإسبان لزيادة نمو معدلات الحركة السياحية الوافدة من هذا السوق الهام.
وقد لاقى الجناح المصري إعجاب الزائرين حيث أن تصميمه مستوحى من تصميم عمارة المعابد المصرية القديمة مما يعكس عراقة الحضارة المصرية، كما أن ما يضمه الجناح من شاشات عرض تُبرز الأفلام الترويجية المختلفة عن المقصد السياحي المصري وما يتمتع به من مقومات سياحية متنوعة خطفت أبصار الزائرين.
وحرص على زيارة الجناح المصري العديد من المسئولين من عدد من دول العالم منهم أحمد فكاك البدراني وزير السياحة والثقافة بجمهورية العراق، والذي أبدى خلال زيارته للجناح إعجابه بتصميم المعرض وما يتضمنه من مواد دعائية وأفلام ترويجية.
ووفقأ للبيانات الخاصة بإدارة المعرض، فإنه من المتوقع أن يشهد المعرض هذا العام حوالى 100 ألف زائر ومشاركة حوالى 150 ألف من المهنيين بحضور 156 دولة من بينهم 101 دولة بتمثيل دولي رسمي.
وتشارك وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في هذا المعرض هذا العام بجناح مساحته 430م2 متضمنة 80 م2 دور علوي، ويضم الجناح 43 مشاركا ممثلين عن القطاع السياحي المصري الخاص من بينهم 18 شركة سياحة و20 منشأة فندقية، بجانب غرفة المنشآت الفندقية، وبالإضافة إلى ثلاث شركات طيران هي: شركة Air Cairo وشركة Nesma للطيران والشركة المصرية العالمية للطيران، إلى جانب مشاركة جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية.
جدير بالذكر أنه من المقرر أن يعقد شريف فتحي -خلال زيارته الحالية للعاصمة الإسبانية مدريد- مجموعة واسعة من الاجتماعات واللقاءات الرسمية مع عدد من المسئولين الحكوميين، بجانب عدد من اللقاءات المهنية مع كبار منظمي الرحلات ووكالات السفر والسياحة وشركات الطيران بالسوق الإسباني وأمريكا اللاتينية والأسواق الأخرى المستهدفة لمناقشة سبل دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر، بجانب عقد مؤتمر صحفي عالمي وعدد من اللقاءات الإعلامية والصحفية مع وسائل الإعلام الدولية المختلفة.
وقد شارك في جولة الوزير عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، بحضور أحمد نبيل معاون الوزير للطيران والمتابعة، ومحمد محسن مدير عام المكاتب الخارجية بالإدارة المركزية للمكاتب السياحية بالهيئة، وسمر على السياف مسئول السوق الإسباني والبرتغالي بالهيئة.
اقرأ أيضاًأمام مجلس الشيوخ.. وزير السياحة يكشف تفاصيل أزمة أسود قصر النيل
وزير السياحة يترأس اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار
وزير السياحة والآثار يكشف موعد افتتاح المتحف المصري الكبير