البابا فرنسيس: نحن مدعوون لكي نعكس محبة الله في العالم
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
إن محبة الله والقريب، لا تنفصلان عن بعضهما البعض هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الاقدس كلمة قال فيها يحدثنا إنجيل اليوم عن الوصيّة الكبرى. سأل أحد معلمي الشريعة يسوع عن هذا الأمر فأجاب بوصية المحبة الكبرى: أَحبِبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وَكُلِّ نَفسِكَ وَكُلِّ ذِهنِك.
تابع البابا فرنسيس يقول الأول: حقيقة أن محبة الرب تأتي أولًا، تذكرنا بأن الله يسبقنا على الدوام، ويسبقنا بحنانه اللامتناهي. يتعلم الطفل الحب على ركبتي أمه وأبيه، ونحن نتعلّمه بين ذراعي الله؛ يقول المزمور: كَطِفلٍ مَفْطُومٍ مُسْتَسلِمٍ بَينَ ذِرَاعَي أُمِّهِ، وهكذا علينا أن نشعر بين ذراعيِّ الله، وهناك نمتص محبة الرب؛ هناك نلتقي بالحب الذي يدفعنا لكي نبذل أنفسنا بسخاء للإخوة. يذكّرنا القديس بولس بهذا عندما يقول إن محبة المسيح تحمل في داخلها قوة تدفعنا إلى المحبة. كل شيء يبدأ منه. لا يمكنك أن تحب بشكل الآخرين جدّي، ما لم تكن لديك هذه الجذور التي هي محبة الله ومحبة يسوع.
أضاف الأب الأقدس يقول أما الجانب الثاني فيظهر من وصية المحبة. وهو يربط محبة الله بمحبة القريب: هذا يعني أننا، بمحبتنا للإخوة، نحن نعكس، مثل المرايا، محبة الآب. أن نعكس محبة الله، هذا هو بيت القصيد؛ أن نحبّه هو الذي لا نراه في الأخ الذي نراه. في أحد الأيام، عندما سأل أحد الصحفيين القديسة تريزا دي كلكوتا عما إذا كانت، بما تفعله، توهم نفسها أنها تُغيِّر العالم، فأجابت: لم أعتقد أبدًا أنني أستطيع أن أُغيِّر العالم! لقد حاولت فقط أن أكون قطرة ماء نقية، يمكن لمحبة الله أن تشرق فيها. هكذا استطاعت، هي الصغيرة، أن تفعل مثل هذا الخير العظيم: لقد عكست محبة الله مثل قطرة ماء. وإذا نظرنا أحيانًا إليها وإلى قديسين آخرين، وتبادر إلى ذهننا أنهم أبطال لا يُضاهون، لنفكر مجدّدًا في هذه القطرة الصغيرة؛ الحب هو قطرة يمكنها أن تغيِّر العديد من الأمور. كيف؟ من خلال القيام بالخطوة الأولى، هذه هي القطرة أن نقوم بالخطوة الأولى.
لذلك، خلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، عندما نفكر في محبة الله التي تسبقنا على الدوام، يمكننا أن نسأل أنفسنا: هل أنا ممتن للرب الذي يحبني أولًا؟ هل أحاول أن أعكس محبته؟ هل ألتزم بمحبة الإخوة؟ لتساعدنا العذراء مريم لكي نعيش وصية المحبة الكبرى في حياتنا اليومية: أن نحب الله ونسمح له بأن يحبّنا وأن نُحب الإخوة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا فرنسیس محبة الله
إقرأ أيضاً:
11 يناير.. يوم ماجد توَّجته المكرمات
لم يكن ليوم ١١ يناير الذي احتفلت فيه سلطنة عمان هذا العام بمرور ٥ أعوام على تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد أن يمر دون أن تشهد البلاد ما يجسّد أهمية هذا اليوم التاريخي في مسيرة عمان الخالدة؛ فهو يوم قد سجّله التاريخ، ليكون يومًا من أيام عمان الماجدة، إذ تأطر بخطابٍ سامٍ، حمل في مضامينه استذكارا لتاريخ الأسلاف الزاخر بالعطاء والكفاح، وحاضرنا الزاهر بالمنجزات، ومستقبلنا المشرق بالأمل الكبير، ومكرمة سامية كريمة أدخلت البشرى في نفوس آلاف الأسر، ليتوَّج الحادي عشر من يناير بليلة وطنية بإقامة مهرجان طلابي رسم أجمل لوحات المحبة والانسجام بين القائد وأبناء شعبه الأوفياء.
لقد حمل الخطاب السامي لجلالة السلطان المعظم -أيَّده الله- مضامين عميقة، أكّدت العزم الذي تحلّى به الأسلاف من سلاطين عمان لتجاوز التحديات، التي لم تكن في يوم من الأيام تثنيهم عن تحقيق طموحات بلادهم، وبذلك العزم تمضي القيادة في عمان متجاوزة التحديات الراهنة، وهو ما تحقق في العهد المتجدد، على اختلاف التحديات في المكان والزمان، إلا أن العزم المقرون بالعمل الوطني المخلص حقق الطموح وتغلّب على التحديات بوضع الأسس والممكنات المعززة والحافظة للمكاسب التي تحققت، ومواصلة البناء عليها وضمان استمرارها.
كما حمل الخطاب مضامين راسخة في أن القيادة لن يثنيها عزم عن عزمها ولن تشغلها عن مصلحة الوطن مصلحة، في دلالات عميقة على أن عمان وقيادتها تواصل مسيرتها الظافرة بكل عزم وثقة وإصرار، مستمدة ثقتها من إرث عريق ووقوف أبناء عمان صفًا مرصوصًا، بكيان مستقل ورائد عرفه العالم منذ عصور.
لقد كانت ٥ سنوات من عمر نهضة عمان المتجددة شاهدةً على ما تحقق من منجزات في كل ربوع البلاد، وشاهدة على تماسك مجتمعي، وتلاحم وطني يجسّد المشهد العماني الواضح في كينونة النسيج العماني.
كما أن المكرمة السامية الكريمة من لدن جلالته -أيَّده الله- والتي بلغت ١٧٨ مليون ريال عماني ويستفيد منها ١٠٠ ألف مواطن، جاءت تواصلا لمكرمات جلالته على أبناء شعبه والتي تركز على تحسين معيشة الفئات المستحقة، وضمان الاستقرار السكني لهم، بأبعاد حملت دعمًا للمؤسسات، فضلًا عن صندوق للزواج يدعم الشباب ويشجع على الزواج ويخفف من التكاليف.
وفي المهرجان الطلابي، الذي أقيم في ظل الرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، تجسّدت المحبة المتبادلة بين القائد وأبناء شعبه الأوفياء في أبهى حللها؛ فقد وقف أبناء عمان من مختلف المحافظات، يبادلون سلطانهم المفدى المحبة، مجسدين في لوحات رمزية جميلة عمق ولائهم لقائدهم ووطنهم، فكانت ليلة وطنية بامتياز ستظل راسخة في أذهان الشعب الوفي، وهم يحتفلون مع القائد المجدد لنهضتهم ومحقق آمالهم.
إنَّ عمان بكل تفاصيلها، حكاية بناء وكفاح وعزم، ما يؤكد تماسك هذا الوطن وتلاحم أبنائه، والعمل معا لوضع عمان في المكانة التي تستحق.