الإيسيسكو تشارك في إطلاق المرحلة التنفيذية لوضع إطار مرجعي موحد للغة العربية
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
شاركت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في إطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع وضع إطار مرجعي مشترك موحد للغة العربية تعليما وتعلما وتقييما، الذي تم الإعلان عنه في ختام أعمال الاجتماع رفيع المستوى المنعقد بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بتونس.
اختتام ورشة عمل الإيسيسكو بطنجة حول حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي اختتام ورشة الإيسيسكو التدريبية في ليبيا حول ريادة الأعمال الرقميةحضر الإطلاق الدكتور محمد ولد أعمر، الأمين العام لمنظمة الألكسو، والدكتور محمد الأسطى، مدير مشروعات البنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب عدد من المسؤولين بالمؤسسات العربية والدولية المعنية، وممثلي مجامع اللغة العربية في عدد من الدول العربية والعالم الإسلامي.
ومثل الإيسيسكو في الاجتماع، الذي استمر على مدى يومين واختتمت أعماله اليوم (31 أكتوبر 2023)، الدكتور أنس حسام سعيد النعيمي، خبير في مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها، حيث أكد في كلمته حرص الإيسيسكو على المشاركة في المشروع، لما له من دور حضاري كبير، يهدف إلى وضع مرجعية تربوية جامعة للغة العربية تكون لها سلطة اعتماد وقوة إنفاذ في الدوائر العربية والإسلامية والدولية، على غرار اللغات الأخرى.
وشهدت الجلسة الختامية للاجتماع، إهداء درع منظمة الألكسو إلى ممثل الإيسيسكو، تقديرا لمساهمة المنظمة في هذا المشروع المهم، ولجهودها في خدمة اللغة العربية ونشرها عالميا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإيسيسكو اللغة العربية منظمة العالم الإسلامي إيسيسكو المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
إقرأ أيضاً:
افتتاحية.. لحظة اللغة العربية الفاصلة
احتفل العالم العربي هذا الشهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وربط الاحتفال هذا العام باستكشاف مستقبل اللغة العربية مع الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن تستفيد لغتنا من ثورة الذكاء الاصطناعي.
ورغم ما تمتلكه اللغة العربية من عذوبة في مفرداتها وفي استعاراتها البديعة وفي قدرتها على استيعاب القرآن الكريم، والشعر العربي من العصر الجاهلي إلى زمن قصيدة النثر إلا أنها اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التفاعل مع العقل الاصطناعي الذي قد يُعيد تشكيل أساليب استخدامها وتوسيع رقعة تأثيرها.
وتبدو اللغة العربية من أكثر اللغات القادرة على الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي الذي يقوم على توظيف الخوارزميات الرياضية في التفكير وإنتاج المحتوى الجديد وسبب ذلك أن اللغة العربية نفسها قائمة على المنطق الرياضي سواء في علم النحو الذي يحكمها أو في علم الصرف والأوزان الذي تشكل بنية الكلمات العربية. ولنا أن نتصور كيف مزجت اللغة العربية بين علم الرياضيات والمنطق وبين سحر كلماتها وعذوبتها لنتبين عظم هذه اللغة وعبقريتها.
وهذه اللحظة استثنائية جدا في تاريخ اللغة العربية لا بد أن تستغلها وتستثمر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكون لغتنا العذبة في طليعة لحظة التقدم العالمية. ومن نافل القول إن أي تقدم حضاري لا يمكن أن يتم في معزل عن اللغة وأي نهضة ثقافية لا تستقيم دون لغة، ومتى ما أرادت الأمة العربية أن تحقق نهضتها وأن تلحق بركب الأمم فعليها أن تعتني بلغتها لا بلغة غيرها. والآن وأمام هذه الثورة التكنولوجية والثقافية التي حققها الذكاء الاصطناعي فإن الفرصة تبدو ذهبية أمام لغتنا لتطوير أدوات الترجمة الآلية ذات الدقة المتناهية من اللغة العربية وإليها، وتعزيز تقنيات التعرف على الصوت ومعالجة النصوص، وصولاً إلى إنشاء محتوى متقن يخدم أهداف التعريف بالعالم العربي وتاريخه.
يحتاج هذه الأمر مع وجود الإرادة والأدوات إلى رؤى مستنيرة تحافظ على أصالة اللغة وقيمها، دون أن تفقد مرونتها في التفاعل مع ما هو حديث. فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو شريك يتطلب منّا أن نمده ببيانات تعكس عمق تراثنا وجماليات لغتنا. كيف يمكن أن نجعل الذكاء الاصطناعي يتذوق جمال البديع والطباق والجناس والاستعارات؟ وكيف يمكننا أن نحمي لغتنا من التشويه وهي تعبر جسر التقنية؟
هذه الأسئلة مهمة جدا في بناء العلاقة بين اللغة العربية وبين الذكاء الاصطناعي ولكن الأمر لا يبدو أنه مجرد خيار مطروح أمامنا ولكنه ضرورة لاستمرار نبض لغتنا بالحياة في عالم متجدد تتقن أجياله لغة العصر وأدواتها. واللغة العربية قادرة عبر استثمار هذه الأدوات الجديدة والتقنيات لتكون حاضرة في السياق العالمي ومتحدثة بمفرداتها وجمالها وبالتالي بالعقلية الثقافية التي تكمن خلف ظلال كلماتها الساحرة.
لكن هذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة في أوقات عمل حقيقية وليس في مناسبات احتفائية ومنبرية والجهد الكبير سيكون على عاتق الجامعات العربية والمراكز البحثية والمؤسسات المتخصصة في علوم اللغة العربية كما أنه جهد جمعي يلقى بشكل عام على عاتق الأمة العربية جمعاء.. وهذا مشروع لا يحفظ الإرث والتاريخ العربي عبر تطوير اللغة ومواكبتها مع مستجدات العصر ولكنه مشروع لبناء بواباتنا نحو المستقبل.
إنها لحظة اللغة... ولحظة التقنية.. لحظة تلاقي الماضي والمستقبل في حضن الحرف العربي الخالد.