علماء يتوصلون لتجربة علمية عن تجديد خلايا القلب
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تتجدد الأنسجة البشرية غير المصابة بشكل طبيعي بمرور الوقت، إذ تحتوي افتراضيًا على خلايا جديدة جاهزة لتُستبدل بتلك المستهلَكة، فعلى سبيل المثال، يجدد الجسم عظمًا كاملًا خلال 10 سنوات، بينما تتجدد أنسجة الجلد غير المتضررة خلال أسبوعين ، ولكن هذه الميزة لا تشمل خلايا عضلة القلب.
صحة المنيا: تقديم 101 ألف خدمة بمجال التوعية والرعاية الصحية تحسين صحة القلب والذاكرة .. أبرز فوائد الرمان
اكتشف فريق من العلماء في معهد ماكس بلانك من تطوير تقنية تسمح بإعادة برمجة استقلاب الطاقة في خلايا القلب، مما يسهم في تجديد هذه الخلايا بعد تعرض القلب لنوبة قلبية.
تمت هذه التجربة باستخدام الفئران، وقد تفتح هذه التقنية الأبواب أمام علاجات جديدة لأمراض القلب التي تهدد حياة الملايين حول العالم، وفقًا لما نشرته الدورية العلمية Nature.
بعد الإصابة بنوبة قلبية أو أمراض القلب الأخرى، يقوم القلب بتكوين أنسجة ندبية ليفية احتياطية للمساعدة في تثبيت القلب على المدى القصير، لكن هذه الأنسجة لا تنبض بشكل طبيعي.
مع مرور الوقت، يمكن أن تسبب هذه الأنسجة الندبية الليفية مشاكل متعددة، بدءًا من حدوث نوبات قلبية إضافية وصولًا إلى فشل القلب في نهاية المطاف.
إحدى الاختلافات الرئيسية بين خلايا عضلة القلب وبين الأنسجة الأخرى هي في استقلاب الطاقة. يتغذى معظم أنسجة الجسم على السكريات من خلال عملية تعرف بتحليل السكر.
ومع ذلك، يحصل القلب على طاقته من الدهون، وهذا ما يعرف بأكسدة الأحماض الدهنية. وقد تم اكتشاف أن هذا يمكن أن يكون المفتاح لتحفيز تجديد خلايا القلب.
الباحثان الرئيسيان في هذه الدراسة، شيانغ لي وشويجون يوان، أشارا إلى أن الكائنات الحية التي تتمتع بقدرة تجديد القلب يتمتعون عادة بخاصية استخدام السكريات كمصدر للطاقة لخلايا عضلة القلب.
ومع مرور الزمن، يتحول استهلاك القلب للسكريات إلى أكسدة الأحماض الدهنية بدلاً منها، وهذا يساهم في خفض نشاط انقسام الخلايا. وبناءً على ذلك، يأمل الباحثون في تحقيق تغييرات في أنشطة الجينات من خلال إعادة برمجة استقلاب الطاقة لاستعادة القدرة على انقسام الخلايا في خلايا عضلة القلب.
وفي إطار التجربة، تم إيقاف جين يسمى Cpt1b الذي يلعب دورًا مهمًا في أكسدة الأحماض الدهنية في الفئران.
وأثبت الباحثون أن القلوب التي تفتقر إلى هذا الجين بدأت في النمو، حيث ازداد عدد خلايا القلب بشكل كبير خلال التجربة.
بعد ذلك، تم تحفيز نوبات قلبية للفئران التي تفتقر إلى جين Cpt1b، ومن ثم تم تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى قلوبها، وبعد بضعة أسابيع، تقلصت أنسجة الندب بشكل ملحوظ في الفئران، وعادت وظائف القلب إلى مستويات تقريبًا كما كانت قبل النوبة القلبية.
يُذكر أن هذه التجربة تمت على الفئران فقط كتجربة أولية. ومع ذلك، يتوقع العلماء أن يمكن تطوير هذه التقنية للاستخدام في البشر في المستقبل، حيث يمكن تطوير أدوية تستهدف جين Cpt1b والتي يُفترض أنها ستحاكي تأثيرات مماثلة على تجديد خلايا القلب لدى المرضى. وعلى الرغم من ذلك.
جدير بالذكر أن هذه الأبحاث لا تزال في مراحل مبكرة من التطوير، وهناك أيضًا أبحاث أخرى تستخدم الخلايا الجذعية وتقنيات الحمض النووي الرسولي لتجديد خلايا القلب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خلايا جديدة 10 سنوات
إقرأ أيضاً:
مفاجأة .. دراسة علمية تبرئ شبكات الاتصال من السرطان
كشفت مراجعة علمية حديثة، أجريت بتكليف من منظمة الصحة العالمية، عن عدم وجود علاقة بين التعرض للموجات الراديوية والإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، من بينها اللوكيميا، اللمفوما، وسرطان الغدة الدرقية.
ووفقا لما جاء في موقع ميدكال بريس" أشرف على هذه الدراسة البروفيسور كين كاربيديس، الأستاذ المساعد في وكالة حماية الإشعاع والسلامة النووية الأسترالية (ARPANSA)، ونُشرت نتائجها في مجلة Environment International، لتكون بذلك ثاني مراجعة علمية يتولى قيادتها حول هذا الموضوع.
وكانت المراجعة الأولى التي أجراها الفريق قد نُشرت العام الماضي، وخلصت إلى عدم وجود صلة بين استخدام الهواتف المحمولة وسرطان الدماغ أو سرطانات الرأس الأخرى. أما المراجعة الحالية، فقد وسّعت نطاق البحث ليشمل العلاقة بين الهواتف المحمولة، وأبراج الاتصالات، والتعرض المهني لموجات الراديو، وتأثيرها على أنواع السرطان المختلفة.
قال البروفيسور كاربيديس:
"لقد راجعنا جميع الأدلة المتاحة حول العلاقة بين موجات الراديو وسرطانات الدم، الغدد الليمفاوية، الغدة الدرقية، وسرطان الفم ولم نجد أي دليل علمي يؤكد وجود علاقة بينها.
ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن نقص الأدلة العلمية حول تأثير موجات الراديو على بعض أنواع السرطان يجعل من الصعب حسم الجدل بشكل نهائي.
وأوضح كاربيديس قائلا إنه في حين أننا لم نجد أي صلة بين التعرض لموجات الراديو وهذه الأنواع من السرطان، إلا أن مستوى اليقين في هذه النتائج لا يزال أقل مقارنة بالدراسات التي تناولت سرطان الدماغ والهواتف المحمولة، نظرًا لقلة الأبحاث المتاحة حول بعض أنواع السرطان الأخرى."
أكد العالم روهان ميت، الباحث في وكالة حماية الإشعاع والسلامة النووية وأحد المشاركين في الدراسة، أن المراجعة اعتمدت على تحليل شامل لأكثر من 5000 دراسة علمية، وتم اختيار 26 دراسة منها للتحليل النهائي.
وأضاف قائلا "نتلقى العديد من الاستفسارات حول تأثير التكنولوجيا اللاسلكية على الصحة، ومن الجيد أن هذه المراجعة تقدم معلومات دقيقة يمكن أن تساعد في توضيح الصورة للجمهور
تستعد منظمة الصحة العالمية لنشر تقرير شامل حول التأثيرات الصحية لموجات الراديو، والذي سيصدر ضمن معايير الصحة البيئية المعتمدة دوليا وسيستند التقرير إلى هذه المراجعة العلمية إلى جانب أبحاث أخرى يجري إعدادها حاليا.