عربي21:
2024-11-24@12:57:07 GMT

رأيان في إطار الحرب

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

ثمة رأي أخذ يتردد، على لسان الكثيرين من المتعاطفين مع الحرب التي تخوضها المقاومة والشعب في قطاع غزة، يُقلل من أهمية تعاظم التظاهرات العربية والإسلامية والعالمية، التي تشجب القصف الجوي المتجّه لقتل أكبر عدد من المدنيين الغزيين، وتدمير أحياء بأسرها ومساواة أبنيتها مع الأرض، وذلك فيما راحت أرقام الشهداء تتزايد باتجاه العشرة آلاف، وأرقام الأطفال الشهداء تزداد باتجاه الأربعة آلاف، وراحت المساكن والمباني المدّمرة تتسّع لتشمل نصف بيوت غزة.



هذا متوقعٌ حصوله خلال الأيام الثلاثة القادمة، إذا لم يتوقف القصف الجوي الذي تحدّى ويتحدّى القوانين الدولية الإنسانية تحديّا كاملا ومن أول  يوم، بما يؤكد أن القرار الأمريكي- الصهيوني (بايدن- نتنياهو) مصمّم على الذهاب بهذه الاستراتيجية، غير مبال بشيء، حتى النهاية، وما هو بمستعد بأن يذعن لإدانة أو احتجاج غالبية دول العالم، كما ظهر في قرار الجمعية العامة بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 (120 دولة مع وقف هذه الاستراتيجية فورا، وامتناع 45 دولة يجب أن تضاف موضوعيا، إلى المائة والعشرين دولة، ولم يبق مع بايدن ونتنياهو غير 12 دولة أخرى).

هذا يعني عدم كفاية كل ما صدر عربيا وإسلاميا وعالميا، دولا وشعوبا، لوقف همجية الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، خصوصا الأطفال والنساء والجرحى، وكل فئات الشعب، وقد قوبِل بضربِهِ عرض الحائط مِن قِبَل الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية. ومن ثم سيستمر التقتيل والتدمير، مطلقي العنان، الأمر الذي يلقي على عاتق كل الذين عارضوا ويعارضون استباحة المدنيين، وطالبوا ويطالبون بوقفها، مسؤولية الانتقال إلى مستوى أعلى في ردع هذا الجنون
ثم أضف مئات الآلاف الذين يخرجون إلى الشوارع يوميا، وبما يقترب من أن يُعدّوا بالملايين، في كل بلدان العالم. وجميعهم يطالبون بوقف جريمة الإبادة، وإعلان التعاطف مع فلسطين وقضيتها، ومع المقاومة، بشكل مباشر أو غير مباشر.

ولكن، بالطبع لم يستطع كل هذا أن يردع بايدن ونتنياهو، ومن لف لفهما، مشاركة، أو تأييدا، أو صمتا متواطئا، بوقف الجريمة بحق الأهالي (مليونان ونصف المليون). وهي أم الجرائم يمارسها الطيار الصهيوني، وبالطائرة الأمريكية، والقذائف الأمريكية.

هذا يعني عدم كفاية كل ما صدر عربيا وإسلاميا وعالميا، دولا وشعوبا، لوقف همجية الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، خصوصا الأطفال والنساء والجرحى، وكل فئات الشعب، وقد قوبِل بضربِهِ عرض الحائط مِن قِبَل الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية. ومن ثم سيستمر التقتيل والتدمير، مطلقي العنان، الأمر الذي يلقي على عاتق كل الذين عارضوا ويعارضون استباحة المدنيين، وطالبوا ويطالبون بوقفها، مسؤولية الانتقال إلى مستوى أعلى في ردع هذا الجنون. فمن جهة، فإن دورا خاصا يجب أن يُلقى على الدول الإسلامية من خلال مؤتمر التعاون الإسلامي، وذلك بداية بسبب تصريحات ترددت على لسان قادة أمريكا وأوروبا ولحق بهم نتنياهو، بأن هذه الحرب هي حرب بين "الحضارة والبرابرة"، والمقصود بالحضارة الحضارةُ الغربية، والبرابرة: العرب والمسلمون أولا، ومن يمكن أن يضافوا لهم من شعوب الشرق أو الجنوب.

ومن ثم، لو حصرنا أنفسنا من حيث الأولوية، سنجدها في ضرورة ممارسة ضغوط أعلى فأعلى لوقف هذا الإجرام الهمجي (البربري بامتياز) فورا. ومما يشجع على إمكان هذا التصعيد مواقف إيران وتركيا وماليزيا، إذ يمكنها أن تتحوّل إلى نواة تنضم لها دول أخرى، فيرفع سقف المطالبة بسحب السفراء، ونقض المعاهدات، أو استخدام سلاحيّ المقاطعة والنفط، وصولا إلى أن ينبري البعض ليهدد باستخدام القوة المسلحة لضرب المطارات، التي ينطلق منها قصف الطائرات.

لعل المتابعة الدقيقة لما صدر من مواقف من رؤساء دول أو حكومات أو وزراء خارجية، لا سيما تركيا وإيران اللتين أعلنتا أن صبرهما نفد على تحمّل قتل المدنيين والأطفال، مما يسمح بإطلاق حوار إيراني- تركي؛ ثم مَن ينضم إليه من دول إسلامية وعربية لتوجيه إنذار حاسم (لا حاجة لذكر تفاصيل) يطالب بوقف الهمجية الأمريكية- الصهيونية فورا بحق مدنيي قطاع غزة. ويمكن أن يعزز هذا بغطاء مؤتمر التعاون الإسلامي.

خلاصة:

- تبقى نقطة تتمثل في اتخاذ خط سياسي وفكري صحيح، من الموقف من التظاهرات الشعبية، العربية والإسلامية والعالمية. وذلك ابتداء بتقويمها، وتقدير أهميتها وفاعليتها.

- ثمة موقف يتخذه الكثيرون يدعو من جهة إلى ضرورة التظاهر وحشد الملايين، ضد القصف الصهيوني الأمريكي الذي أثخن بالمدنيين والأبنية في قطاع غزة، ويعتبر من جهة أخرى أن هذه التظاهرات لا تؤثر، ولا تغيّر، ولا تردع، ومن ثم لا مجال للتعويل عليها أو إعطائها أهمية أكثر مما تستحق.

ليس كل نضال أو جهد شعبي يجب أن يحسم الصراع بذاته، بل له أهمية متعدّدة الأبعاد دون أن يحسم الصراع وحده. فعلى سبيل المثال، يسهم في عزل العدو، أو في إفقاده كل شرعية، كما يعزز موقف المقاومة وصمود الشعب
- طبعا نزل الملايين بالمجموع لردع الإبادة التي تتعرض لها غزة، ولكنهم لم يردعوا ولم تتوقف الإباد. ولكن هذه النتيجة المطلوبة فورا، لا يجوز أن تؤدي إلى ذلك الموقف من التظاهرات والرأي العام العالمي.

- بداية، ليس كل نضال أو جهد شعبي يجب أن يحسم الصراع بذاته، بل له أهمية متعدّدة الأبعاد دون أن يحسم الصراع وحده. فعلى سبيل المثال، يسهم في عزل العدو، أو في إفقاده كل شرعية، كما يعزز موقف المقاومة وصمود الشعب، وصولا إلى تهيئة شروط الحسم العسكري مثلا، أو الحسم السياسي في معادلات أخرى.

إن كل من لا يقدّر ما يجري من تظاهرات تقديرا عاليا، حتى لو لم يصل حجمها إلى المستوى الذي نريد، يقع في خطأ، خصوصا إذا راح يتهكم أو يستهزئ بها.

أما على المستوى الصهيوني في الخصوص، وعلى المستوى الأمريكي- الأوروبي، فإن التظاهرات التي تندّد بهمجية الصهاينة وحلفائهم في قتل المدنيين في قطاع غزة، ستؤدي إلى أن تسوء سمعتهم، وتفضَح حكوماتهم، وأن يُنزع القناع الذي بذلوا الأموال والجهود طوال عقود وسنين، ليبيضوا به صفحتهم ووجودهم وحضارتهم. وبكلمة، فإن هذه التظاهرات والرأي العام، سيمهدان لسقوطهم وسوء المآل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين الجرائم إسرائيل مظاهرات فلسطين غزة جرائم مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة ومن ثم یجب أن

إقرأ أيضاً:

اليمن: لا سلام مع استمرار هجمات الحوثي ضد المدنيين والملاحة الدولية

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «مجلس الأمن» يطالب الحوثي بإطلاق سراح طاقم «جالاكسي» «الحوثي» توسع شبكة الألغام في قرى ومناطق محافظة الحديدة

أكد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، أمس، أنه لا سلام مع الحوثيين في ظل استمرار هجماتهم ضد المدنيين في مناطق سيطرتهم وضد خطوط الملاحة الدولية. 
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن ذلك جاء لدى لقاء عضو مجلس القيادة، عيدروس الزبيدي، كلاً على حدة مع السفير الإسباني لدى اليمن جورجي هيفيا والقائم بالأعمال الروسي يفغيني كودروف لبحث الجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام في ظل استمرار تصعيد الحوثيين ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب. 
وشدد الزبيدي على أن «جهود الأمم المتحدة والمجتمعين الإقليمي والدولي لا يمكن أن تثمر سلاماً في ظل استمرار انتهاكات الحوثي ضد الأبرياء في مناطق سيطرته واعتداءاته على القرى الواقعة على خطوط التماس وهجماته غير المبررة على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن». 
وأشار إلى ما يمثله ذلك التصعيد من مخاطر تهدد جهود السلام وتضاعف المعاناة الإنسانية بسبب الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي عام 2015.
ولفت إلى الجهود الإقليمية والدولية لمساندة الشعب اليمني والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التي يعيشها في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة جراء الحرب واستهداف الحوثيين للمنشآت الاقتصادية السيادية وفي مقدمتها موانئ تصدير النفط والغاز وسبل دعم الحكومة اليمنية لمواجهة الأزمة الاقتصادية. 
واطلع الزبيدي من القائم بأعمال السفير الروسي على الإجراءات التي اتخذت لإعادة فتح مقر سفارة موسكو في عدن، مجدداً الترحيب بالقرار وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لطاقم السفارة لضمان أداء مهامهم على أكمل وجه. 
من جانبهما، أكد الدبلوماسيان الإسباني والروسي موقف بلديهما الداعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دولياً ودعم الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الأزمة الإنسانية وإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. 
وفي سياق آخر، قتل جنديان من القوات اليمنية المشتركة أمس، إثر اشتباكات مع عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، في محافظة أبين جنوبي البلاد.
وقالت القوات المشتركة في بيان إن «اشتباكات اندلعت بين القوات وعناصر تابعة لتنظيم القاعدة إثر هجوم شنه الأخير في وادي عومران، شرق مديرية مودية». 
وأوضح البيان أن «القوات اليمنية تصدت للهجوم وتمكنت من إحباطه ما أسفر عن مقتل جنديين».
وأكد البيان سقوط قتلى وجرحى بين عناص التنظيم الإرهابي وفرار بقية العناصر من دون الإشارة إلى حصيلتهم.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة الحرب على قطاع غزة إلى 44211 شهيدا
  • الدفاع المدني ينشر مجمل الخسائر التي تكبدها جرّاء الحرب على قطاع غزة
  • تظاهرات حاشدة بمدن وعواصم عالمية تنديدًا بالعدوان على غزة
  • ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة إلى 44176 قتيلا
  • من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى 
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • الكرملين: الجيش الروسي سيعمل على وضع آليات لتنبيه المدنيين في أوكرانيا
  • اليمن: لا سلام مع استمرار هجمات الحوثي ضد المدنيين والملاحة الدولية
  • في إطار استراتيجية المسؤولية المجتمعية لقطاع البترول... افتتاح مشروع دعم وتطوير مستشفى اجا المركزي بالدقهلية
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!