«مدن» تُطلق المبادرة الوطنية الأولى للالتزام الطوعي لاستدامة المياه
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، المبادرة الوطنية الأولى من نوعها للالتزام الطوعي لاستدامة المياه بالشراكة مع القطاع الخاص خلال مشاركتها في فعَّاليات النسخة السابعة من ملتقى مستقبل الاستثمار خلال الفترة (24 - 26 أكتوبر) في الرياض، تحت شعار "البوصلة الجديدة"، وذلك انطلاقاً من التزامها ببناء مستقبل صناعي أكثر استدامة، وانسجامها مع مبادرات ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للمياه.
ووقَّعت 10 شركات طوعًا على الالتزام هي: "بيبسيكو، وسواكو، وتيترا باك، ونابكو الوطنية، ومارس، والربيع السعودية للأغذية، والفنار، وتوزيع، ويونيلفر، ومياهنا" تمهيدًا لمشاركة مستثمري المدن الصناعية؛ تعزيزًا للدور الفاعل الذي يتمتع به القطاع الصناعي ودعم معايير جودة الحياة؛ وذلك تماشيًا مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة وبرامج رؤية المملكة 2030م، بحماية الأمن المائي للمملكة.
وبموجب المبادرة؛ يلتزم الشركاء الصناعيون بتطبيق أفضل الممارسات العالمية عبر عملياتها وسلاسل القيمة الخاصة بها لتعزيز كفاءة المياه والحفاظ عليها وفقًا لعدد من المبادئ من بينها: الالتزام بـ "التحليل والتقييم المستمر لجودة المياه، وتحسين كفاءة الاستخدام، وإدارة التسرب والتلوث، وتعزيز الوعي والتثقيف بأهمية استدامة المياه، والامتثال للتشريعات واللوائح الوطنية والدولية ذات الصلة"، ما يُسهم في زيادة الوعي بتحديات الأمن المائي في المملكة والحلول الرائدة للتغلب عليها.
وتأتي مبادرة الالتزام الطوعي لاستدامة المياه، امتدادًا لحزمة مبادرات أطلقتها "مدن" للحفاظ على البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، من بينها مبادرة "مدن خضراء" لتقليل الانبعاثات الكربونية وتنمية الغطاء النباتي بزراعة 5 ملايين شجرة بحلول عام 2030، ومبادرة "الاقتصاد الدائري" للحد من النفايات وتقليل التكاليف التشغيلية الصناعية، وكذلك مبادرة "تحسين جودة الهواء في المدن الصناعية" بتنفيذ برامج مراقبة في 11 مدينة صناعية حتى الآن، وتوفير بيانات مستمرة وفورية للحالة البيئية والأرصاد الجوية من خلال نظام مدن للإدارة البيئية (MEMS).
وتمكَّنت "مدن" من تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالاعتماد على المياه النظيفة وترشيد استهلاكها وتدوير المياه الرمادية والصناعية لإعادة استخدامها مرة أخرى في الصناعات المُختلفة وري المزروعات، حيث يستفيد أكثر من 6 آلاف مصنع في 36 مدينة صناعية بخدمات المياه، كما عملت على تطبيق معايير المدن الذكية في 18 مدينة صناعية لمراقبة مستوى المياه وإدارتها.
وتتمتع "مدن" بالاستقلالية المائية وتعمل وفق خطة مُتكاملة لتطوير خدمات ومرافق المياه داخل المدن الصناعية، وذلك بتشغيل محطات جديدة لمياه الشرب والضخ ومعالجة الصرف الصحي، كما تسعى إلى توقيع اتفاقيات تكاملية مع القطاع الخاص لإضافة كميات المياه حسب نمو المدن الصناعية مستقبلاً، وذلك بهدف ضمان استدامة إمدادات المياه للمدن الصناعية عبر 28 محطة مياه شرب تنتج أكثر من 44 مليون متر مكعب، وتشغيل 14 محطة صرف صناعي لإنتاج أكثر من 27 مليون متر مكعب سنويًا، وتصل نسبة الاستفادة من المياه المعالجة إلى 52%.
وأنشأت "مدن" مشروع بحيرة مدن في المدينة الصناعية الثانية بالدمام على مساحة إجمالية 400 ألف م² ضمن حلولها الابتكارية المُستدامة لاستخدام المياه، وإعادة تدويرها بمُعالجة فائض مياه الصرف الصناعي والمياه الجوفية بمعادلة التركيزات الحيوية لها.
وتهتم "مدن" منذ إنشائها بتطوير أراضٍ صناعية متكاملة الخدمات في كافة مناطق المملكة، وتشرف على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة، كما تعمل على تطوير منظومة استثمارية تواكب تطلعات القطاع الخاص، وتمكن لرواد ورائدات الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة حيث نجحت في زيادة المساحات المطورة لتتجاوز 202 مليون متر مربع.
يُذكر أن المملكة أطلقت في شهر يناير لعام 2018م الاستراتيجية الوطنية للمياه تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتكون بمثابة خطة متكاملة للمياه؛ تضع الأسس لمنظومة تقوم بتطوير البنية الأساسية وتتصدى لجميع التحديات في قطاع المياه بوضع الأطر الشاملة وتوفير آليات تمكينية ورسم خطط تنفيذية فعَّالة تعزز الشراكات المجتمعية ما يسهم في رفع مستوى الإسهام إيجابًا في الاقتصاد الوطني.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: مدن معالجة المياه استدامة المياه أهداف التنمية المدن الصناعیة
إقرأ أيضاً:
“المياه الوطنية”: واحة بريدة صاحبة “أول بصمة مائية” في العالم و”أول بصمة كربونية” في الشرق الأوسط وأوروبا.. وتتحول إلى خزانٍ لامتصاص “الانبعاثات”
في إنجاز إقليمي، سجلت واحة بريدة نفسها صاحبة أول بصمة مائية معتمدة دولياً على مستوى العالم، وأول بصمة كربونية معتمدة دولياً في الشرق الأوسط وأوروبا، يأتي ذلك في وقت توشك فيه على إكمال عامها الأول، منذ دشنتها شركة المياه الوطنية التي تصفها بـ”أحد أهم مشاريعنا المتعلقة بـجهود الاستدامة البيئية”.
وكشف تقرير البصمة الكربونية الذي اعتمد من “البورد الألماني” خلو الواحة من “الانبعاثات الكربونية”، بل تحولها إلى خزان عملاق لامتصاص الكربون من المنطقة المحيطة بها (الغلاف الجوي) بمعدل 0.12% لكل عام. وسُلمت شهادة الاعتماد للرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك.
وتصنف شهادة “البورد الألماني” التابعة للحكومة الألمانية واحدة من أقوى الشهادات المؤسساتية على المستوى الأوروبي، لكون ألمانيا تتفوق عالمياً في القطاع الزراعي، فضلاً عن تجربتها الممتدة في مكافحة الانبعاثات الكربونية التي تصل إلى 7 عقود.
ويعد الوصول إلى مرحلة امتصاص الانبعاثات الكربونية بشكل كامل طموحاً صعب المنال تسعى إليه الدول والمؤسسات الدولية المتخصصة في هذا المجال في بيئات مختلفة من العالم، ويتضح ذلك في مقارنة أجريت بين واحة بريدة وغابة في ألمانيا، أظهرت أن الأخيرة تصدر انبعاثات كربونية يتجاوز ما تصدره الواحة التي تقع على مشارف مدينة بريدة، بمقدار 12 ضعف، وهو ما يظهر قدرة الواحة الكبيرة على امتصاص الكربون.
وفيما يخص البصمة المائية فقد تم إعداد التقرير الخاص بواحة بريدة لحساب معدل هدر المياه ومقدار تركيز مياه الري في محيط جذع الشجرة، ما يساهم في زيادة امتصاص الشتلة للانبعاث الكربوني.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمانة الشرقية تنفذ مشاريع تطويرية في محافظتي الخفجي والقطيف
وتعد البصمة المائية مؤشراً يقيس حجم ومقدار المياه المناسب الذي تحتاجه النبتة الواحدة لتنمو بشكل حيوي.
وتضم واحة بريدة مليون شجرة، تحيط ببحيرة ضخمة تتسع لـ 86 ألف متر مكعب من المياه المجددة المنتجة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي التابعة لشركة المياه الوطنية، التي تعوّل عليها ضمن رؤيتها المستقبلية للاستدامة والتأثير الإيجابي على البيئة في المملكة.
ويأتي مشروع الواحة الذي يُنتظر منه الكثير على مدى الأعوام المقبلة ضمن مساهمات شركة المياه الوطنية في مبادرة السعودية الخضراء، وأحد أبرز ما يميزه أنه مشروع استدامة متكامل، إذ تروى الواحة من المياه المجددة التي تنتجها محطة المعالجة.
يذكر أنه قد افتتحت مؤخراً محمية لظبي الريم في الواحة، إذ أطلق أخيراً 15 ظبياً في المحمية التي تحتل مساحة 50 ألف متر مربع من أراضي الواحة البالغة مساحتها 19 مليون متر مربع.