أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، المبادرة الوطنية الأولى من نوعها للالتزام الطوعي لاستدامة المياه بالشراكة مع القطاع الخاص خلال مشاركتها في فعَّاليات النسخة السابعة من ملتقى مستقبل الاستثمار خلال الفترة (24 - 26 أكتوبر) في الرياض، تحت شعار "البوصلة الجديدة"، وذلك انطلاقاً من التزامها ببناء مستقبل صناعي أكثر استدامة، وانسجامها مع مبادرات ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للمياه.

ووقَّعت 10 شركات طوعًا على الالتزام هي: "بيبسيكو، وسواكو، وتيترا باك، ونابكو الوطنية، ومارس، والربيع السعودية للأغذية، والفنار، وتوزيع، ويونيلفر، ومياهنا" تمهيدًا لمشاركة مستثمري المدن الصناعية؛ تعزيزًا للدور الفاعل الذي يتمتع به القطاع الصناعي ودعم معايير جودة الحياة؛ وذلك تماشيًا مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة وبرامج رؤية المملكة 2030م، بحماية الأمن المائي للمملكة.

وبموجب المبادرة؛ يلتزم الشركاء الصناعيون بتطبيق أفضل الممارسات العالمية عبر عملياتها وسلاسل القيمة الخاصة بها لتعزيز كفاءة المياه والحفاظ عليها وفقًا لعدد من المبادئ من بينها: الالتزام بـ "التحليل والتقييم المستمر لجودة المياه، وتحسين كفاءة الاستخدام، وإدارة التسرب والتلوث، وتعزيز الوعي والتثقيف بأهمية استدامة المياه، والامتثال للتشريعات واللوائح الوطنية والدولية ذات الصلة"، ما يُسهم في زيادة الوعي بتحديات الأمن المائي في المملكة والحلول الرائدة للتغلب عليها.

وتأتي مبادرة الالتزام الطوعي لاستدامة المياه، امتدادًا لحزمة مبادرات أطلقتها "مدن" للحفاظ على البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، من بينها مبادرة "مدن خضراء" لتقليل الانبعاثات الكربونية وتنمية الغطاء النباتي بزراعة 5 ملايين شجرة بحلول عام 2030، ومبادرة "الاقتصاد الدائري" للحد من النفايات وتقليل التكاليف التشغيلية الصناعية، وكذلك مبادرة "تحسين جودة الهواء في المدن الصناعية" بتنفيذ برامج مراقبة في 11 مدينة صناعية حتى الآن، وتوفير بيانات مستمرة وفورية للحالة البيئية والأرصاد الجوية من خلال نظام مدن للإدارة البيئية (MEMS).

وتمكَّنت "مدن" من تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالاعتماد على المياه النظيفة وترشيد استهلاكها وتدوير المياه الرمادية والصناعية لإعادة استخدامها مرة أخرى في الصناعات المُختلفة وري المزروعات، حيث يستفيد أكثر من 6 آلاف مصنع في 36 مدينة صناعية بخدمات المياه، كما عملت على تطبيق معايير المدن الذكية في 18 مدينة صناعية لمراقبة مستوى المياه وإدارتها.

وتتمتع "مدن" بالاستقلالية المائية وتعمل وفق خطة مُتكاملة لتطوير خدمات ومرافق المياه داخل المدن الصناعية، وذلك بتشغيل محطات جديدة لمياه الشرب والضخ ومعالجة الصرف الصحي، كما تسعى إلى توقيع اتفاقيات تكاملية مع القطاع الخاص لإضافة كميات المياه حسب نمو المدن الصناعية مستقبلاً، وذلك بهدف ضمان استدامة إمدادات المياه للمدن الصناعية عبر 28 محطة مياه شرب تنتج أكثر من 44 مليون متر مكعب، وتشغيل 14 محطة صرف صناعي لإنتاج أكثر من 27 مليون متر مكعب سنويًا، وتصل نسبة الاستفادة من المياه المعالجة إلى 52%.

وأنشأت "مدن" مشروع بحيرة مدن في المدينة الصناعية الثانية بالدمام على مساحة إجمالية 400 ألف م² ضمن حلولها الابتكارية المُستدامة لاستخدام المياه، وإعادة تدويرها بمُعالجة فائض مياه الصرف الصناعي والمياه الجوفية بمعادلة التركيزات الحيوية لها.
وتهتم "مدن" منذ إنشائها بتطوير أراضٍ صناعية متكاملة الخدمات في كافة مناطق المملكة، وتشرف على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة، كما تعمل على تطوير منظومة استثمارية تواكب تطلعات القطاع الخاص، وتمكن لرواد ورائدات الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة حيث نجحت في زيادة المساحات المطورة لتتجاوز 202 مليون متر مربع.

يُذكر أن المملكة أطلقت في شهر يناير لعام 2018م الاستراتيجية الوطنية للمياه تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتكون بمثابة خطة متكاملة للمياه؛ تضع الأسس لمنظومة تقوم بتطوير البنية الأساسية وتتصدى لجميع التحديات في قطاع المياه بوضع الأطر الشاملة وتوفير آليات تمكينية ورسم خطط تنفيذية فعَّالة تعزز الشراكات المجتمعية ما يسهم في رفع مستوى الإسهام إيجابًا في الاقتصاد الوطني.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: مدن معالجة المياه استدامة المياه أهداف التنمية المدن الصناعیة

إقرأ أيضاً:

تجاوز إنفاق الزوار القادمين إلى المملكة 92 مليار ريال خلال النصف الأول من العام الحالي

أعلنت وزارة السياحة عن تحقيق المملكة نموًا في إنفاق الزوّار القادمين من الخارج خلال النصف الأول من عام 2024م بنسبة 8.2% مقارنةً بالنصف الأول من عام 2023م، حيث بلغ إجمالي الإنفاق نحو 92.6 مليار ريال سعودي، كما سجّلت المملكة فائضًا في بند السفر يقدر بنحو 41.6 مليار ريال.

ويأتي الارتفاع في إنفاق الزوّار القادمين إلى المملكة من الخارج، ضمن سلسلة القفزات الكبيرة التي يشهدها القطاع السياحي، حيث تصدرت المملكة قائمة دول مجموعة العشرين في معدل نمو أعداد الزوار الدوليين، وفي معدل نمو الإيرادات السياحية الدولية للأشهر السبعة الأولى من العام 2024م مقارنةً بالفترة المماثلة من العام 2019م، وذلك بحسب منظمة الأمم المتحدة للسياحة.

اقرأ أيضاًالمملكةنائب أمير منطقة الرياض يحضر انطلاقة أعمال النسخة الرابعة للمنتدى الدولي للأمن السيبراني

وأكدت البيانات الصادرة على فعالية الجهود التي تبذلها المنظومة السياحية للوصول بالقطاع إلى الريادة العالمية، من خلال تطبيق أفضل الممارسات في التنمية السياحية، والارتقاء بالخدمات والمنتجات السياحية، إضافةً إلى التعاون المستمر مع الجهات الحكومية كافة لدعم تنمية القطاع السياحي في المملكة.

ويعكس هذا الإنجاز حجم الجهود المبذولة من قبل وزارة السياحة وبقية أطراف منظومة السياحة السعودية لتعزيز القطاع السياحي، وإسهامه في نمو الاقتصاد الوطني، ويأتي ذلك في إطار إستراتيجية تنمية السياحة الوطنية.

مقالات مشابهة

  • “رمان الباحة” .. شحن أكثر من 12 ألف كرتون إلى المدن الرئيسة داخل المملكة
  • المشاط: قطاع المياه والصرف استحوذ على حوالي 50% من مخصصات حياة كريمة
  • «استثمارية ميت غمر» تفوز بالمركز الأولى في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء
  • تجاوز إنفاق الزوار القادمين إلى المملكة 92 مليار ريال خلال النصف الأول من العام الحالي
  • التفاصيل ورابط المشاركة.. المملكة تستعد لإقامة أضخم حدث صحي
  • المملكة تستعد لإطلاق ملتقى الصحة العالمي بمشاركة 70 دولة و 500 خبير
  • المملكة القابضة تعلن توقيع اتفاقية لاستكمال إنشاءات برج جدة 
  • المملكة تستعد لإقامة أضخم حدث صحي
  • تحت شعار “استثمر في الصحة”.. المملكة تستضيف ملتقى الصحة العالمي بنسخته السابعة
  • دكاترة التربية الوطنية يعلنون عن محطة احتجاجية ضد الوزارة