من ريم الهاجري
أبوظبي في 31 أكتوبر وام / تعد جائزة " كنز الجيل " التي استمدت اسمها وأهدافها من إحدى قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان "طيب الله ثراه" رافدا مهما للموروث الشعري العربي والنبطي .
وأكد مرشّحون للقائمة القصيرة لجائزة "كنز الجيل" في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات " وام " أهمية الجائزة التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية بهدف تكريم المبدعين والأعمال الفنية المتميزة التي تُعنى بالشعر النبطي وتُسهم في إثراء هذا الموروث العربي الأصيل .

ونوهوا بدور الجائزة في إثراء الواقع الثقافي المحلي والعربي بالكثير من المشاريع الجديدة والملهمة ... مثمنين جهود مركز أبوظبي للغة العربية في إثراء الواقع الثقافي المحلي والعربي وتحفيز الأدباء والمبدعين على مواصلة العطاء.
واستطاعت الأسماء المرشّحة في هذه القائمة عن فئة "الإصدارات الشعرية" التي تُمنح جائزتها لديوان شعري نبطي يتمتع بالأصالة شكلا ومضمونا ويشكّل إضافة نوعية لهذا المجال الشعري.. أن تلفت الأنظار لجزالة المشاريع المقدّمة لا سيما وأنها تضمّ أسماء لامعة في مجال الأدب الشعري والنبطي ولهم حضورهم على الساحتين الإماراتية والعربية فقد وصل إلى هذه القائمة كل من: معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، وسعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، والشاعر علي الخوّار، والشاعر والإعلامي محمد المرزوقي.
وأكد معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي أن كنز الجيل تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الموروث الشعري النبطي " يمثّل هذا النوع من الأدب أهمّ أدوات الديمومة والرقيّ، فمن يمتلك موروثاً حضارياً قادراً على البقاء ويستطيع أن يذهب أبعد في صناعة المستقبل، وأهم أدوات الديمومة هي التحفيز والتوثيق وهذا ما تضطلع به الجائزة من خلال دورها الريادي التي ترسم من خلاله مساراً صحيحاً للحفاظ على هذا الموروث والأدب بشكل عام".
وعما تستمدّه الجائزة من قيمة كونها استلهمت عنوانها وأهدافها من أشعار الشيخ زايد طيّب الله ثراه قال معاليه:" عندما يكون القائد قدوة فذاك طرف خيط الالهام، وعندما يكون هذا القائد نموذج يحتذى به فذاك هو الالهام القادر على صناعة الجيل، فالشيخ زايد طيّب الله ثراه قدوة ونموذج ليس لأهله في الإمارات، بل للأمة بأكملها، وفي زايد قدّمت ديواناً اسميته زايد والوطن دوّنت فيه كل الإلهامات الشعرية التي جالت في خاطري لمواقف مختلفة في ذلك الزمن".
وقد تقلد معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي مناصب وزارية في الدولة واستطاع أن يمزج ما بين المسؤولية الحكومية وواحات الشعر والإبداع الأدبي .. فيما اشتهر معاليه بحضوره الشعري في العديد من المناسبات الثقافية وله مؤلفاته ودواوينه من أشهرها: ديوان "زئير في جزيرة العرب"، ‏الملحمة الوطنية "درة الأزمان" وملحمة "أسطورة أب" وديوان "زايد والوطن"، التي مزج فيها بين الشعر النبطي والفصيح.
وما بين دوره كأحد أبرز الأسماء في مجالات البحث والمعرفة بمجالات التراث وخبرته الطويلة في قيادة معهد الشارقة للتراث، وانخراطه في العمل الأدبي والثقافي المحلي والعربي قدّم سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم خلاصة خبراته للمكتبة الإماراتية والعربية أثرى من خلال مجموعة كبيرة من المؤلفات قريحة القارئ وعبّر بمجملها عن ثقِل معرفيّ كبير وكشف عن آفاق تاريخية لفتت الأنظار لمكانة وعراقة الدولة والمنطقة على حدّ سواء.
وذكر أن اعماله الشعرية "صوغة" و"ومدائن الريح" و"غاية والحنيش" و "هل تعلم" الذي وصل به إلى القائمة القصيرة للجائزة .. مشيرا الى أن "كنز الجيل" لها دورٌ كبيرٌ في المحافظة والتعريف بالشعر النبطي وخصوصيته .. لافتاً إلى أهميتها كمحفّز للشعراء المبدعين على التميز والعطاء و الالتزام بسيرة واضحة المعالم و السمات.
وتابع المسلّم:" أن تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة بهذا الحجم مدعاة للفخر خاصة وأنها تمتلك قيمة ثقافية و معرفية كبيرة لارتباطها باسم الشيخ زايد -طيّب الله ثراه- القائد الملهم، والشخصية الفذّة التي ساهمت مسيرته الخلّاقة، و إنتاجه الشعري الوفير و تميّزه بمدرسة شعرية خاصة في جعله الملهم و المؤثر دائماً".

من جانبه أكد على الخوار الذي تغنّى بشعره كبار المغنيين الخليجيين والعرب على أهمية الجائزة و دورها الكبير في الحفاظ على الموروث الأدبي والثقافي، فهي رافدٌ ثقافيّ مهمّ تحفز الأدباء والكتاب والمثقفين لمزيد من العطاء".
ولفت الخوار إلى أن الجهود التي يقوم بها مركز أبوظبي للغة العربية كبيرة ومهمة على صعيد التذكير بهذا النوع من الفنون الشعرية وتكريس حضورها في أذهان الأجيال الجديدة.
وأكد "علي الخوّار" الذي أمضى على أكثر من 120 قصيدة كان أشهرها "في القلب حبّك ترسّخ يا بلادي" أن شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه مدرسة ألهمت جميع الشعراء :" تتلمذنا على قصائد الوالد المؤسس الشيخ زايد -طيّب الله ثراه- وعشقنا الشعر والأدب من خلالها، ونهلنا من قصائده كل عذب حتى استطعنا أن ندخل هذا العالم الجميل".
وبدوره أشار الشاعر والإعلامي فارس المرزوقي صاحب ديوان "نبض" الذي يضمّ 190 نصّاً شعرياً إلى أن "كنز الجيل" أحد الاعمدة الوطنية للحفاظ على المروث الشعري، :" لقد تجاوزت الجائزة دورها في تكريم الشخصيات المبدعة، لتركز على توثيق وتحفيز الأجيال للمشاركة في إثراء الأدب العربي، ويتضح لنا ذلك من خلال فروعها المتعددة والمتنوعة انطلاقاً من جائزة المجاراة الشعرية والإصدارات الشعرية وتخطي المألوف بتخصيص جائزة الترجمة لنشر الموروث الشعري لأوسع نطاق ومن ثم البحوث والدراسات".
و قال:" يسعى الانسان لتقليد أو للتعلم من الرموز التي يصادفها في حياته، والتي بلا شك تضع لمستها وبصمتها في شخصيته ، فعندما يكون والدك شاعراً فإنك تكتسب منه الشعر لانك تحبه اولاً ومن ثم لكونك معجبا بابداعه، ومن هنا أجد نفسي متاثراً بشعر زايد القدوة والمعلم والأب، حيث يعتبر الراحل الكبير أساساً أدبياً لمعظم الأعمال الأدبية والشعرية الوطنية، كونه المؤسس الذي ندين له بفضل الاتحاد بعد الله عز وجل".

وأكد المرزوقي أن وصوله إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة تعتبر "فخراً" بالنسبة له،و أثنى على جهود مركز أبوظبي للغة العربية والدور الذي يضطلع به في رفد الواقع الثقافي المحلي والعربي بالمشاريع الجديدة والنوعية، واستمرارية عطائه في تكريس حضور اللغة العربية والتعريف بالهويتين العربية والإماراتية للمجاميع الثقافية في العالم بأسره.

يُذكر أن هذه الدورة من الجائزة شهدت تنوّعاً كبيراً وثراءً في المشاركات، حيث تلقت 264 ترشيحاً في فروعها الستة من 27دولة، من بينها 17 دولة عربية، بنسبة نموّ قدرها 13% مقارنة بالدورة الأولى التي استقبلت 234 مشاركة، كما شهدت دورة 2023 مشاركة دول جديدة من حول العالم منها الصين، وجزر القمر، والفلبين، وتركيا، والمملكة المتحدة.

زكريا محي الدين/ ريم الهاجري

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: مرکز أبوظبی للغة العربیة الدکتور عبد الشیخ زاید کنز الجیل فی إثراء

إقرأ أيضاً:

منصور بن زايد يشهد الاجتماع الأول للجنة التعاون الاستثماري بين الإمارات والصين الذي عقد عبر الاتصال المرئي

شهد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، اليوم، الاجتماع الأول للجنة التعاون الاستثماري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي، بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
وفي كلمته خلال الاجتماع، نقل سمو الشيخ منصور بن زايد تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى فخامة الرئيس شي جينبينغ، وتمنياته بمزيد من التقدم والازدهار للعلاقات الثنائية. كما هنأ سموه الجانب الصيني بمناسبة السنة الصينية الجديدة.
وأكد سموه أن الاجتماع يمثل خطوة مهمة في مسيرة العلاقات الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي تقوم على أسس من التعاون المثمر في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا، مشيراً إلى أن هذه العلاقات شهدت محطة بارزة خلال عام 2024 بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأوضح سموه أن التبادل التجاري بين الإمارات والصين بلغ 102 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 7% عن العام السابق، في دلالة واضحة على النمو المتسارع للتعاون الثنائي، مشيداً في الوقت ذاته بالتزام الصين بتعزيز الشراكة الاقتصادية مع دولة الإمارات.
وشهد الاجتماع الإعلان عن تجديد العمل بصندوق الاستثمار الإستراتيجي المشترك الإماراتي- الصيني الذي تم إطلاقه عام 2012. حيث ساهم الصندوق في دعم مشاريع استثمارية مؤثرة في قطاعات رئيسية عدة، وسيواصل تقديم خدماته كوسيلة لدعم المبادرات الاستراتيجية المشتركة. كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الإضافية للتعاون في مجالات الطاقة، والصناعة المتقدمة، والاقتصاد الرقمي، والتقنيات الناشئة.
كما قدّمت الأمانة العامة للجنة التعاون الاستثماري بين الإمارات والصين، إحاطة شاملة حول تقدم الأعمال من الجانبين، وتضمنت الجلسة عروضًا من أعضاء اللجنة وممثلي المؤسسات المعنية، تم خلالها استعراض التقدم المحرز في مجالات الاستثمار والتعاون في مختلف القطاعات الحيوية.
واختتم سموه كلمته بالتأكيد على التزام دولة الإمارات بتطوير الشراكة الإستراتيجية مع الصين، ودعمها لمبادرة “الحزام والطريق”، والعمل على رفع التبادل التجاري إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2030، مع التركيز على التعاون في مجال الطاقة لضمان أمنها واستدامتها.
حضر الاجتماع معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار وعدد من المسؤولين.
وضم الجانب الصيني معالي دينغ شيويشيانغ، نائب رئيس مجلس الدولة في الصين وتشاو تشنشين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح والسيد ليو بين، مساعد وزير الخارجية والسيد شوان تشانغنِغ، نائب محافظ بنك الشعب الصيني والسيد ولي مينغ، نائب رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية وعددا من كبار المسؤولين.


مقالات مشابهة

  • مصرف الناسك الإسلامي: يطلق جائزته السنوية لتقنية العمليات المصرفية
  • تشواميني بعد جائزة مارس: شكرًا لجماهير ريال مدريد علي دعمهم المستمر
  • جمعية المودة للتنمية الأسرية تطلق جائزة الابتكار في التنمية الأسرية لتحفيز المبادرات المجتمعية وتحقيق رؤية 2030″
  • بالفيديو.. مصري يفوز بجائزة "Breakthrough" في الفيزياء الأساسية 2025
  • «مطارات دبي» تحصد جائزة التميّز التشغيلي من «إيربورت لابس»
  • منصور بن زايد يشهد الاجتماع الأول للجنة التعاون الاستثماري بين الإمارات والصين الذي عقد عبر الاتصال المرئي
  • تقام تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. إعلان تفاصيل جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم “دمج”
  • جبريل إبراهيم: المسيرات التي تقتل شعبنا وفرها محمد بن زايد لمليشيا آل دقلو
  • تنمية المجتمع بأبوظبي تكشف تفاصيل جائزة «دمج»
  • تنمية المجتمع تكشف تفاصيل جائزة أبوظبي للتميُّز في دمج أصحاب الهمم «دمج»