كم سينتظر العالم لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
“القصف الإسرائيلي الذي لا ينتهي لقطاع غزة صادم، ومستوى التدمير غير مسبوق، والمعاناة البشرية فيه لا يمكن لأحد تحملها”، مناشدة جديدة
أطلقها المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي، عله يتحمل مسؤولياته ويتخذ قراراً يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه الوحشي على قطاع غزة المحاصر، بعد فشله حتى الآن في ذلك جراء منع الولايات المتحدة له بسبب استخدامها “الفيتو” ضد مشروع قرار برازيلي ومعارضتها مشروعي قرارين روسيين.
لازاريني أوضح أن قصف الاحتلال أجبر أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 3ر2 مليون على النزوح من شماله إلى جنوبه منذ السابع من الشهر الجاري، والجنوب لم يكن بمنأى عن القصف، حيث قتل الكثيرون جراء ذلك، فلا مكان آمناً في غزة، وما يحدث فيها تهجير قسري.
وأشار إلى أن أكثر من 670 ألفاً من النازحين يتكدسون في المدارس والمباني التابعة للأمم المتحدة، ويعيشون ظروفاً غير صحية، ولا يحصلون على الغذاء والماء الكافيين، ويفترشون الأرض أو ينامون في العراء، والجوع واليأس باتا يتحولان إلى غضب من المجتمع الدولي، داعياً إلى وقف العدوان فوراً، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع قبل فوات الأوان.
مناشدة لازاريني وحديثه عن الدمار غير المسبوق في غزة، جاءا بعد إعلان المكتب الإعلامي في القطاع أن الاحتلال ألقى حتى أمس 18 ألف طن من المتفجرات، أي أكبر بمرة ونصف من حجم القنبلة النووية التي ألقتها واشنطن على هيروشيما، متسبباً بدمار 32.5 ألف وحدة سكنية كلياً، وتضرر أكثر من 200 ألف وحدة، إضافة إلى تدمير 85 مؤسسة وعشرات المرافق العامة والخدمية، و45 مدرسة وإلحاق الضرر بـ 203 مدارس، وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية أولية من الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود، فضلاً عن هدم الاحتلال 47 مسجداً بشكل كامل، وتسببه بتضرر 102 مسجد وثلاث كنائس، في حصيلة غير نهائية بسبب استمرار القصف الشديد على القطاع.
ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” كاثرين راسل لفتت إلى ندرة مياه الشرب في القطاع جراء العدوان، حيث أصبح نحو 55 بالمئة من البنى التحتية الخاصة بالمياه بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاح، كما أن قدرة المنشآت التي تعمل على تحلية المياه لا تتجاوز الـ 5 بالمئة فقط، ما يهدد بانتشار الأمراض.
مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أنه على الرغم من الرفض الدولي الواسع للعدوان، بدأت “إسرائيل” بالتنفيذ العملي لخطتها للتطهير العرقي في القطاع، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في كل شيء في الوقود والغذاء والمياه والدواء، فيما تجاهل الاحتلال مواقف المجتمع الدولي التي عبر عنها في الجمعية العامة وبدأ باجتياح القطاع براً بدعم من واشنطن التي خاطبها قائلا: “اشرحوا لماذا تعارضون وقف إطلاق النار؟
هل يعني ذلك أن الولايات المتحدة بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن تؤيد عقيدة الانتقام الشامل في غزة؟ أين تعاطفكم مع المدنيين الذي تعبرون عنه في كل جلسة للمجلس؟ وهل حياة من تتعاطفون معهم تتعرض لمثل هذه المخاطر التي تواجه الفلسطينيين في غزة؟ أم أنكم تفكرون فقط بسكان أوروبا فيما أرواح الفلسطينيين لا تهمكم؟”.
أما مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون فقد جدد تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، مطالباً بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وقال: “نتعاطف بشدة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يقف على حافة الحياة والموت، وندعو إلى هدنة إنسانية، وبذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لمنع المزيد من التصعيد”.
“غزة الآن جحيم على الأرض وإنقاذ الإنسانية من الجحيم اليوم يعني أن تقوم الأمم المتحدة بإنقاذ الفلسطينيين في غزة”، هذا ما أكده مجدداً مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، حيث استشهد أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني بينهم نحو 3500 طفل، وتم تهجير أكثر من نصف أهالي القطاع قسراً، ويتنقلون باستمرار ويتعرضون للقتل، فيما نصف المنازل متضررة أو مدمرة، وتقريباً جميع أهل القطاع مشردون ينامون في السيارات، والشوارع، وما زالوا يقتلون أينما ذهبوا، وأرقام الشهداء والضحايا تستمر في الارتفاع مع كل دقيقة يتم فيها تأخير التحرك لوقف العدوان.
منصور أوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت قراراً يرتكز على الإنسانية والأخلاق والشرعية ورفض المعايير المزدوجة بوقف إطلاق النار، مطالباً مجلس الأمن بتنفيذ قرارها ووضع حد لسفك الدماء في القطاع، وقال: كل خمس دقائق يقتل طفل فلسطيني، كم عدد الأيام التي ينتظرها العالم ليقول كفى.. إن أولادنا مثل أولادكم.. كفى ظلماً.. كفى موتاً.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی القطاع أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
سياسة الأرض المحروقة.. تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة وسط مواقف متباينة
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الهجمات الأخيرة على مدينة غزة وبلدتي خانيونس وبيت لاهيا عن سقوط عدد من الشهداء الفلسطينيين بالإضافة إلى إصابة آخرين، مما يضاعف معاناة سكان القطاع المحاصر.
وتزايدت الحصيلة اليومية للضحايا وسط حرب إبادة جماعية مستمرة، بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها في 18 مارس 2025 عقب تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار.
في صباح يوم الأحد 13 أبريل 2025، استهدف القصف الإسرائيلي منزلًا في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين.
وفي رفح، استهدفت قوات الاحتلال مراكب الصيادين الفلسطينيين في مواصي المدينة، ما أسفر عن إصابة صياد. كما تعرضت بلدة دير البلح لغارتين جويتين أسفرتا عن تدمير مقر بلدية المنطقة بالكامل، وتسببتا في أضرار مادية كبيرة في المناطق المجاورة.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في تقريرها أن غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تأوي نازحين في منطقة أصداء شمال غرب خانيونس، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين. بالإضافة إلى استشهاد شاب جراء انفجار جسم من مخلفات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، في حين استشهد آخر في حي الشجاعية شرق غزة إثر قصف إسرائيلي.
حصيلة الشهداء والإصاباتأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 50,944 شهيدًا و116,156 مصابًا منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023. وأضافت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي أن الهجوم الأخير أسفر عن وصول 11 شهيدًا و111 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
كما بيّنت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025، بلغت 1,574 شهيدًا و4,115 إصابة.
التهديدات الإسرائيليةفي إطار التصعيد المستمر ضد القطاع، هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في منشور على منصة "إكس"، بجعل قطاع غزة "أصغر وأكثر عزلة".
وأوضح كاتس أن قوات الجيش الإسرائيلي سيطرت على محور موراج الذي يقسم غزة من الشرق إلى الغرب، ما يؤدي إلى تحويل مناطق كبيرة في القطاع إلى "مناطق أمنية" تحت السيطرة الإسرائيلية.
وادعى كاتس أن هذه العمليات العسكرية تأتي ضمن إستراتيجية تهدف إلى الضغط على حركة حماس لإجبارها على قبول صفقة للإفراج عن الأسرى.
حماس: "لن يعود الأسرى بالضغط العسكري"من جهتها، أكدت حركة "حماس" في بيان مقتضب أن أسرى الاحتلال الإسرائيلي لدى المقاومة في قطاع غزة لن يعودوا عبر التصعيد العسكري.
وأشارت الحركة إلى أن التصعيد الإسرائيلي ضد المدنيين هو "رسائل دموية إجرامية" للضغط على المقاومة، بالتزامن مع تحركات الوساطات المصرية والقطرية، والحديث عن مقترحات جديدة للتوصل إلى هدنة أو صفقة تبادل أسرى.
وتابعت الحركة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته لن يحققوا تقدمًا في ملف الأسرى دون التوصل إلى صفقة تبادل. وأكدت أن الأسرى لن يعودوا إلا بالقرار الذي يرفض نتنياهو اتخاذه.
الوفد الحمساوي في القاهرةأعلنت حركة حماس مساء السبت 12 أبريل 2025، عن توجيه وفد برئاسة القيادي خليل الحية إلى العاصمة المصرية القاهرة، تلبية لدعوة من الحكومة المصرية.
وأوضحت الحركة أن الوفد سيجتمع مع الوسطاء من قطر ومصر لمتابعة جهود التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. كما جاء الوفد لمواصلة الجهود للضغط من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال.
استمرار العدوان في ظل المواقف المتباينةيواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تصاعد مستمر، ومع تزايد أعداد الشهداء والجرحى، يتأزم الوضع الإنساني في القطاع بشكل غير مسبوق.
ومع استمرار سياسة الأرض المحروقة، التي تتبعها إسرائيل، لا تبدو المواقف الدولية المتبناة تجاه هذا العدوان حاسمة. بينما تتواصل محاولات حماس لإيجاد حل عبر الدبلوماسية والوساطات، تظل الحرب مفتوحة على جميع الاحتمالات، وتبقى نتائجها مرهونة بمواقف الأطراف المختلفة على الساحة الدولية والإقليمية.