القدس المحتلة-سانا

“القصف الإسرائيلي الذي لا ينتهي لقطاع غزة صادم، ومستوى التدمير غير مسبوق، والمعاناة البشرية فيه لا يمكن لأحد تحملها”، مناشدة جديدة

أطلقها المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي، عله يتحمل مسؤولياته ويتخذ قراراً يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه الوحشي على قطاع غزة المحاصر، بعد فشله حتى الآن في ذلك جراء منع الولايات المتحدة له بسبب استخدامها “الفيتو” ضد مشروع قرار برازيلي ومعارضتها مشروعي قرارين روسيين.

لازاريني أوضح أن قصف الاحتلال أجبر أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 3ر2 مليون على النزوح من شماله إلى جنوبه منذ السابع من الشهر الجاري، والجنوب لم يكن بمنأى عن القصف، حيث قتل الكثيرون جراء ذلك، فلا مكان آمناً في غزة، وما يحدث فيها تهجير قسري.

وأشار إلى أن أكثر من 670 ألفاً من النازحين يتكدسون في المدارس والمباني التابعة للأمم المتحدة، ويعيشون ظروفاً غير صحية، ولا يحصلون على الغذاء والماء الكافيين، ويفترشون الأرض أو ينامون في العراء، والجوع واليأس باتا يتحولان إلى غضب من المجتمع الدولي، داعياً إلى وقف العدوان فوراً، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع قبل فوات الأوان.

مناشدة لازاريني وحديثه عن الدمار غير المسبوق في غزة، جاءا بعد إعلان المكتب الإعلامي في القطاع أن الاحتلال ألقى حتى أمس 18 ألف طن من المتفجرات، أي أكبر بمرة ونصف من حجم القنبلة النووية التي ألقتها واشنطن على هيروشيما، متسبباً بدمار 32.5 ألف وحدة سكنية كلياً، وتضرر أكثر من 200 ألف وحدة، إضافة إلى تدمير 85 مؤسسة وعشرات المرافق العامة والخدمية، و45 مدرسة وإلحاق الضرر بـ 203 مدارس، وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية أولية من الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود، فضلاً عن هدم الاحتلال 47 مسجداً بشكل كامل، وتسببه بتضرر 102 مسجد وثلاث كنائس، في حصيلة غير نهائية بسبب استمرار القصف الشديد على القطاع.

ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” كاثرين راسل لفتت إلى ندرة مياه الشرب في القطاع جراء العدوان، حيث أصبح نحو 55 بالمئة من البنى التحتية الخاصة بالمياه بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاح، كما أن قدرة المنشآت التي تعمل على تحلية المياه لا تتجاوز الـ 5 بالمئة فقط، ما يهدد بانتشار الأمراض.

مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أنه على الرغم من الرفض الدولي الواسع للعدوان، بدأت “إسرائيل” بالتنفيذ العملي لخطتها للتطهير العرقي في القطاع، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في كل شيء في الوقود والغذاء والمياه والدواء، فيما تجاهل الاحتلال مواقف المجتمع الدولي التي عبر عنها في الجمعية العامة وبدأ باجتياح القطاع براً بدعم من واشنطن التي خاطبها قائلا: “اشرحوا لماذا تعارضون وقف إطلاق النار؟

هل يعني ذلك أن الولايات المتحدة بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن تؤيد عقيدة الانتقام الشامل في غزة؟ أين تعاطفكم مع المدنيين الذي تعبرون عنه في كل جلسة للمجلس؟ وهل حياة من تتعاطفون معهم تتعرض لمثل هذه المخاطر التي تواجه الفلسطينيين في غزة؟ أم أنكم تفكرون فقط بسكان أوروبا فيما أرواح الفلسطينيين لا تهمكم؟”.

أما مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون فقد جدد تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، مطالباً بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وقال: “نتعاطف بشدة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يقف على حافة الحياة والموت، وندعو إلى هدنة إنسانية، وبذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لمنع المزيد من التصعيد”.

“غزة الآن جحيم على الأرض وإنقاذ الإنسانية من الجحيم اليوم يعني أن تقوم الأمم المتحدة بإنقاذ الفلسطينيين في غزة”، هذا ما أكده مجدداً مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، حيث استشهد أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني بينهم نحو 3500 طفل، وتم تهجير أكثر من نصف أهالي القطاع قسراً، ويتنقلون باستمرار ويتعرضون للقتل، فيما نصف المنازل متضررة أو مدمرة، وتقريباً جميع أهل القطاع مشردون ينامون في السيارات، والشوارع، وما زالوا يقتلون أينما ذهبوا، وأرقام الشهداء والضحايا تستمر في الارتفاع مع كل دقيقة يتم فيها تأخير التحرك لوقف العدوان.

منصور أوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت قراراً يرتكز على الإنسانية والأخلاق والشرعية ورفض المعايير المزدوجة بوقف إطلاق النار، مطالباً مجلس الأمن بتنفيذ قرارها ووضع حد لسفك الدماء في القطاع، وقال: كل خمس دقائق يقتل طفل فلسطيني، كم عدد الأيام التي ينتظرها العالم ليقول كفى.. إن أولادنا مثل أولادكم.. كفى ظلماً.. كفى موتاً.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی القطاع أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

10 أشهر من جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة

الأراضي الفلسطينية «أ.ف.ب»: تستمر الغارات الإسرائيلية والقتال العنيف بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين من حركة حماس في قطاع غزة، مع دخول الحرب اليوم شهرها العاشر، وإعادة إطلاق الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن إسرائيل ستعاود «الأسبوع المقبل» إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف لإطلاق النار في القطاع، لافتًا إلى وجود «تباعد بين الجانبين».

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم استشهاد ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات، في غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة وسط القطاع.

وقال مسعفون: إن ستة أشخاص استشهدوا في غارة استهدفت منزلا شمال مدينة غزة.

وبحسب الدفاع المدني فإنه تم «انتشال 3 شهداء وعدد من الجرحى وما زال البحث عن مفقودين تحت الأنقاض جراء استهداف طائرة حربية إسرائيلية منزلا» في منطقة الميناء غرب مدينة غزة. ويستمر القصف الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد يوم من استشهاد 16 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتؤوي نازحين في وسط قطاع غزة.

ونددت وزارة الصحة في غزة بـالـ«مجزرة البشعة»، مشيرة إلى أن القصف أسفر أيضا عن إصابة خمسين شخصًا آخرين في هذه المدرسة بمخيم النصيرات نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.

وتتواصل المعارك في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي رفح جنوب القطاع، حيث زعم جيش العدو أنه قتل 30 مقاتلا خلال الـ24 ساعة قبل الماضية.

وفي الجنوب أيضا، قصفت طائرات إسرائيلية، في خان يونس، مقر وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس، بحسب الحركة. وقال الجيش: إنه ضرب مبنى تستخدمه حماس.

من جهة أخرى وبعد يوم من اغتيال عنصر في حزب الله السبت الماضي جراء غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت سيارته في شرق لبنان، أعلن حزب الله اليوم إطلاق «عشرات صواريخ الكاتيوشا» على قاعدة عسكرية قرب طبريا شمال إسرائيل، وشنهِ هجوما على «تجهيزات تجسسية» عند الحدود.

وقال الجيش الإسرائيلي: إن رجلًا أصيب قرب طبريا، وكان قال السبت: إن العنصر من حزب الله لديه «خبرة مهمة في منظومة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله»، مضيفًا أنه «لعب دورا في تخطيط وتنفيذ هجمات متنوعة ضد إسرائيل».

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات اليوم في منطقتين بجنوب لبنان.

وتزداد المخاوف من اتخاذ النزاع بعدًا إقليميًا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ومنذ بدء الحرب في غزة، يتبادل حزب الله الداعم لحماس والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدته تبعًا للمواقف أو عند استهداف إسرائيل قياديين ميدانيين.

واليوم بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل تستغرق ثلاثة أيام، بحسب ما أعلن مكتبها.

وأكد البيان أن مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين ستركز «على الحاجة لاستعادة الهدوء وإفساح المجال لحلّ دبلوماسي يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم».

مقالات مشابهة

  • 10 أشهر من جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة
  • شددت على وضع حد للمآسي الإنسانية بالقطاع.. مصر تدين قصف إسرائيل مدرسة تابعة لـ”الأونروا” وسط غزة
  • صحف قطرية.. على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف حاسمة لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • الأونروا تدين القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة لها في غزة
  • «حشد»: العدوان على غزة مستمر للشهر العاشر في ظل عجز دولي عن وقفه
  • 38098 شهيدًا و87705 حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر
  • مجلس النواب الألماني يصوت لصالح حظر مثلث حماس الأحمر
  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” قتلت عشرة آلاف امرأة، منهن ستة آلاف أم، تركن خلفهن 19 ألف طفل يتيم
  • أمير قطر يؤكد سعي بلاده لوقف الحرب على قطاع غزة.. الوضع مأساوي
  • الغويل: نتائج أي انتخابات رئاسية مرتقبة تظل رهينة الاعتراف الدولي بها