نظم معهد الدوحة للدراسات العليا الثلاثاء ، المحاضرة الافتتاحية للعام الأكاديمي 2023-2024 بعنوان: "العولمة وأزمة الثقافة" ألقاها البروفسور أوليفييه روا، أستاذ في مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة، وقدّم لها الدكتور عبد الوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا.

وسلطت المحاضرة الضوء على تساؤلات مهمة حول الكيفية التي تؤدي بها العولمة الثقافية إلى تقويض الثقافات الوطنية أو الإقليمية، وفيما إذا كان لهذه العولمة أثر في تقويض مفهوم الثقافة بحد ذاته، إضافة إلى الحديث عن بعض المفاهيم والمصطلحات المهمة كالثقافة والأصالة والعولمة، بقصد رصد التفاعلات والتقاطعات بينها.

في مستهل محاضرته، قال البرفسور أوليفييه روا إنه لا ينظر للثقافة على أنها منفصلة عن السياسة بشكل كامل، وإنما لكل منهما ديناميات ومنطق وطريقة عمل مختلفة، حيث ترتبط الثقافة بأمور اجتماعية ودينية من جهة، وأن هناك علاقة بين العولمة والفردانية والثقافة من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن أزمة الثقافة تؤثر في السياسة والحراك الإنساني.

وتطرق المحاضر إلى ما سمّاه مفهوم الأصالة الثقافية، لافتاً في هذا السياق إلى أن هناك مجتمعات تدّعي أن بعض الثقافات المادية وغير المادية تعود إليها وأن تمتلكها دون غيرها من المجتمعات، مقدّماً في هذا السياق أمثلة من أمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا وأنحاء أخرى من العالم.

وتساءل البروفسور روا هل يمكن العودة للأصالة الحقيقية؟ مبيّناً في هذا الجانب أن العولمة أمر لا مفر منه، وأنها حقيقة ماثلة لا يمكن تفاديها أو الهروب منها أو تجاهلها، وإنما يجب استخدامها والاستفادة منها بكافة الطرق الممكنة للقيام بأشياء أفضل تخدم الثقافة وتسعى لحلّ الأزمات المتلاحقة التي لحقت بها.

وفي نهاية المحاضرة التي شارك فيها أساتذة وطلبة المعهد وباحثي المركز العربي للأبحاث، جرى طرح أسئلة ومداخلات تمركزت حول ردود الأفعال في مختلف دول العالم على العولمة، إضافة لحوارات أخرى راهنة كمحاولات "تأميم" بعض الدول لقطاعات الاتصال والتقانة لديها واستخدام الهيمنة من أجل الالتفاف على آثار العولمة، كما يجري في الصين أو روسيا على سبيل المثال، وانعكاسات ذلك على الفنون والاتصال والسياسة. إلا أن الدكتور أوليفييه قلل من نجاعة هذه الإستراتيجيات في مقاومة العولمة.

يذكر أن الدكتور أوليفييه روا يشغل منصب أستاذ في مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة، وأستاذ متعاون في كلية الحوكمة العابرة للحدود الوطنية في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، وله عدد من المؤلفات وأشهرها "الإسلام والعلمانية" و"فشل الإسلام السياسي" و"الجهل المقدس".

يشار إلى أن هذه المحاضرة الافتتاحية السابعة في سلسلة المحاضرات الافتتاحية السنوية التي درج المعهد على تنظيمها كتقليد سنوي من خلال استضافة شخصية أكاديمية بارزة ومرموقة. وكانت المحاضرة الافتتاحية الأولى للعام الأكاديمي 2017-2018 قد ألقاها الدكتور عزمي بشارة، رئيس مجلس أمناء معهد الدوحة بعنوان: تحديات أمام العلوم الاجتماعية والإنسانيات في السياق العربي. بينما ألقى الدكتور فهمي جدعان، أستاذ زائر في برنامج الفلسفة، المحاضرة الافتتاحية الثانية للعام الأكاديمي 2018-2019 بعنوان: "مبادئ قاعدية مطلقة لأنوار عربية مستدامة". فيما ألقى الدكتور أحمد دلال، عميد سابق في جامعة جورج تاون في قطر، المحاضرة الافتتاحية الثالثة للعام الأكاديمي 2019-2020 بعنوان: "إشكاليات التأريخ للعلوم العربية والإسلامية".

وكان الدكتور وجيه كوثراني، أستاذ زائر في برنامج ماجستير التاريخ، قد قدّم المحاضرة الافتتاحية الرابعة للعام الأكاديمي 2020-2021 بعنوان: "التاريخ والفلسفة: إشكاليات إبستمولوجية عبر سياقات تاريخية.. محاولة فهم وأسئلة". أما المحاضرة الافتتاحية الخامسة للعام الأكاديمي 2021-2022 فقد ألقاها الدكتور عبد الوهاب الأفندي وتطرق فيها إلى نقد النقديين في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، فيما قدّم الدكتور هنري لورانس أستاذ ورئيس قسم تاريخ العالم العربي والإسلامي المعاصر في مؤسسة "كوليج دو فرانس" المحاضرة الافتتاحية السادسة للعام الأكاديمي 2022-2023، والتي جاءت بعنوان: الاستشراق والاستغراب.. خمسة قرون من التاريخ.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر معهد الدوحة للدراسات العليا للعام الأکادیمی معهد الدوحة

إقرأ أيضاً:

"30 يونيو ثورة بناء وطن" في احتفالات قصور الثقافة بالأقصر

 

نظم فرع ثقافة الأقصر عددا من اللقاءات التثقيفية، استمرارا لاحتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، ضمن احتفالات وزارة الثقافة.

ثورة شعب

وشهد قصر ثقافة الطارف احتفالية تضمنت محاضرة بعنوان "ثورة شعب" أوضح خلالها العادلي حسان وكيل ثقافي بمعهد فتيات القرنة، أن ثورة 30 يونيو أثبتت أن الشعوب حين تنتفض، لايمكن أن يقف أمامها أحد، وأن الثورة كانت لاستعادة الهوية الوطنية.
 

أمسية شعرية

 

أعقبها أمسية شعرية للشاعر سيد صدقي ألقى خلالها قصيدتي "ما تيسر من أبجدية العشق، ثلاث أوراق متصلة"، ونفذت ورشة فنون تشكيلية للفنان حسن رفاعي.

ثورة الهوية

وعقد قصر ثقافة حوض الرمال محاضرة بعنوان "ثورة الهوية" شارك بها حمادة فؤاد -باحث ثقافي، موضحا أن ثورة 30 يونيو كانت نقطة فاصلة في حياة الشعب المصري، الذي رفض سطوة أي جماعة أو تيار لاختطاف هوية الدولة المصرية، كما نفذ القصر ورشة فنون تشكيلية رسم وتلوين باستخدام ألوان الفوماستر للفنانة بسنت سيد.

وشهدت الفعاليات المنفذة بإشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي برئاسة عماد فتحي، احتفالية بمكتبة النمسا الثقافية تضمنت محاضرة شارك بها أبو المكارم عبد الجليل مدير إدارة التربية والتعليم بالأقصر سابقا، أشار خلالها إلى أهم ملامح ومميزات الإصلاح والبناء في مصر بعد ثورة 30 يونيو، والتطور الذي حدث في مصر في المجالين الداخلي والخارجي، والإصلاح وبناء منظومة العلاقات الدولية، مؤكدا أن الثورة أعادت الاستقرار للبلاد، واختتم الحفل بإلقاء قصيدة بعنوان من ديوان "على حافة النهر" للشاعر ناصر الدسوقي.

وفي السياق نفسه نظم فرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبي احتفالية بقصر ثقافة حسن فتحي، تضمنت محاضرة بعنوان "30 يونيه ثورة بناء وطن" تلاها أمسية شعرية للشاعر أحمد شمس الدين.
 

مقالات مشابهة

  • القاصد يشهد تكريم نائب رئيس جامعة المنوفية للدراسات العليا والبحوث
  • للطلبة الذين ينتظرون الفرز التجريبي للعام الأكاديمي الجديد: تحديد موعد النتائج
  • إنجازات أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا خلال 2023 /2024.. صور
  • معهد جنوب مصر للأورام ينظم ندوة تثقيفية تحت عنوان أسيوط مهد الحضارة
  • معهد تكنولوجيا المعلومات يفوز بجائزة برنامج الشريك الأكاديمي لشركة «فورتينت»
  • اعتماد نتيجة الترم الثاني للمستويين الثالث والرابع بـ«تمريض كفر الشيخ»
  • "30 يونيو ثورة بناء وطن" في احتفالات قصور الثقافة بالأقصر
  • 11 طالباً وطالبة يتصدرون قائمة أوائل الثاني عشر للعام 2023-2024
  • ألسن عين شمس تعلن فتح باب القبول ببرامج الدراسات العليا للعام الجامعى الجديد
  • مركز الحوار ينظم ندوة بعنوان «مصر وإرساء السلام.. تقدير دولي للقيادة المصرية» اليوم