مكتبة الإسكندرية تهنئ الشاعر الكبير حسن طلب
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تهنىء مكتبة الإسكندرية والعاملون بها الشاعر الكبير الدكتور حسن طلب لحصوله على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية لعام 2023، في دورتها الثامنة عشر فئة الشعر، وذلك لتميزه في مجاله وإسهامه في تطور الأدب والثقافة في العالم العربي.
ويتقدم الدكتور أحمد زايد نيابة عن العاملين في المكتبة بخالص التهنئة للشاعر الكبير، مثمنًا ما تحصده الأقلام والعقول المصرية من تقدير يعكس تفردًا يتميز به أبناء مصر في حقول العلم المختلفة.
جدير بالذكر أن حسن طلب عمل أستاذًا في الفلسفة وعلم الجمال بكلية الآداب جامعة حلوان، ثم التحق عضوًا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. وساهم في تأسيس جماعة "إضاءة" للشعر منذ عام 1977.
حصل طلب على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1990، ثم جائزة كفافيس للشعر 1995، وجائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي 2006.
لحسن طلب عدد كبير من الدواوين والمؤلفات النقدية أبرزها: "متتالية مصر"، و"سيرة البنفسج"، و"لا نيل إلا النيل"، و"بستان السنابل، "أصل الفلسفة.. اليونان أم مصر القديمة؟".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاسكندرية جائزة الدولة التشجيعية جامعة حلوان مكتبة الاسكندرية المجلس الأعلى للثقافة الدكتور أحمد زايد
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات: إجاعة اللفظ وإشباع المعنى
تبدو الكتابة في أقصى درجاتها محاولة لإعادة صوغ الألفاظ بقصد منحها طاقة استعارية جديدة قادرة على تتبع المعنى واصطياده، إن لم تكن محاولة لتخفيفها لتصبح أسرع في الوصول للمعنى بل وتحقيق الدقة في إصابة كبده، وبالتوازي مع ذلك يبدو فعل القراءة محاولة لإيجاد هذا المعنى ومحاولة إنعاشه من جديد، فالكاتب النافذة بصيرتُه يحاول تشذيب ما يحيق بالمعنى من شوائب ليبدو جلياً لعين القارئ، وهو بذلك يَجهد من أجل تجلية المعنى الذي لا تتحقق له الديمومة إلا بعناية القارئ ورعايته له لاحقاً، هذا التعريف المُضمّن في العنوان هو من أكثر التعريفات حذاقة ودقة لعلم البلاغة الذي جعل من أسمى مقاصده وغاياته في رسم المعايير والأطر العلمية تجلية المعنى قبل احتراقه بذوق المتلقين الجوعى لمعانٍ لم تقدم لهم من قبل، فالمسافة التي يقطعها النسق الإبداعي حين خروجه من ربقة الأديب، وهو مدججٌ بكل الحيل وأساليب التلاعب البلاغي ومظاهر التزويق اللغوي، هي ذات المسافة التي يقطعها القارئ نحو النص أو الخطاب الذي يتعاطى معه، من حيث إن الدهشة هي لحظة تلاقي القدح في ذهن الكاتب أو الشاعر مع لحظة الوصول لأرض المتلقين المستمعين، وكلما سبق أحدهم الآخر كلما جاءت النتائج مبهرة تعتمد على الخطف والتمكن من بلوغ المعنى والصراع على امتلاكه، فمقصد كل منهما الكنز المفقود في نواة المعنى، وإن أخطأ أحدهما في بلوغه يعني فقدان التوازن في عمليتي الإنتاج والتلقي، فالكاتب يحتاج إلى صوغ كلماته مدفوعاً بلحظة التجلي الخاصة به، والقارئ بحاجة إلى التأويل ليضمن حسن استقباله وتلقيه للخطاب الإبداعي.
فالأدب الذي لا يصيبك بالدهشة ولا يقدر على تغيير المواقف وكشف الأسرار لنا هو أدبٌ ثقيل يشبه التلوث في خطورته، والتخلص منه لا يعني إنكار معانيه مهما تسامت، بل يعني بالدرجة الأولى عدم مقدرة صاحبه على جعله رشيقاً تضيق فيه الألفاظ وتقتصد لتتسعَ رؤيا العالم حولنا وتصبح عدسات القارئ ومدركاته الحسية قادرة على استكناه المزيد من الغوامض حولنا، وإلى ذلك لم يعد ارتباط الأدب بالقضايا والهموم الشخصية أمراً مميزاً للأدب، ذلك لأن الأدب قيمة إنسانية مشتركة لا تقصي أحداً، لكنها مهارة في تغذية المعاني السامية ورعايتها من جهتي المتلقي والمنتج، فلا يمكن للقارئ أن يحلق برفقة الشاعر إلا بألفاظ بليغة ومعاني ثرية، إذ لا يصح أن يزدحم فضاء التلقي بهما.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية