وصف حقوقيون وناشطون ما تقوم به استخبارات الجيش السوداني تجاه المتطوعين من اعتقالات وملاحقات بأنها انتهاكات ممنهجة، مطالبين بوقفها.

الخرطوم: التغيير

استنكرت مجموعة «محامو الطوارئ» في السودان- حقوقية مستقلة، ما أسمته اختطاف المتطوع بدور الإيواء في مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة محمد أزهري بواسطة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش.

فيما كشفت لجان المقاومة الحصاحيصا، عن هجمة اعتقالية وصفتها بالممنهجة على الناشطين والمتطوعين بدور الإيواء.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، في 15 ابريل الماضي، تعرض كثير من الفاعلين السياسيين والناشطين والإعلاميين، للاعتقال والتهديد من قبل طرفي النزاع، وأوقفت استخبارات الجيش واستجوبت العديدين.

وقالت مجموعة«محامو الطوارئ»، في بيان، إن قوة من الاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة قامت بتاريخ 29 اكتوبر 2023م باختطاف المتطوع بدور إيواء النازحين بمدينة الحصاحيصا محمد أزهري واقتادته إلى جهة غير معلومة.

وأضافت بأن طرفي النزاع لازالا يمارسان الانتهاكات ضد المدنيين العزّل، وذكّرت بأن المجموعة ظلت تدين هذه الانتهاكات المتكررة على المدنيين، وطالبت الاستخبارات العسكرية بإطلاق سراحه فوراً وحملتها مسؤولية سلامته.

من جانبها، أكدت لجان المقاومة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، أن استخبارات الجيش بالمدينة اعتقلت المتطوع بدور الإيواء والمقاوم محمد أزهري وقامت بترحيله إلى مدينة ود مدني.

وأدانت “الهجمات الاعتقالية الممنهجة لمتطوعي دور الإيواء بمدينة الحصاحيصا”، وحملت الاستخبارات العسكرية كامل المسؤولية عن سلامته.

وكانت لجان المقاومة- الحصاحيصا، أعلنت قبل يومين الإفراج عن المقاوم محمد الخاتم فوزي بعد أن قضى فترة داخل معتقلات الاستخبارات العسكرية.

وكانت قد شكت في بيان سابق، من التشديد على عدم زيارته والاطمئنان على صحته ومنع وصول ملابس جديدة له، ودون تحويله للقضاء أو النيابة.

وقالت يومها، إن الاستخبارات العسكرية تستهدف المتطوعين داخل المستشفيات ومراكز الإيواء وتضعهم داخل المعتقلات دون توجيه تُهم إليهم وتكتفي بالافتراءات الغير مثبتة على شاكلة “متعاون مع مليشيا الدعم السريع” متناسية أنهم أول من نادى بحل مليشيا الدعم السريع عندما كان جنرالات الجيش يدَّعون أنها من رحم القوات المسلحة.

الوسومالاستخبارات العسكرية الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان حرب 15 ابريل مدني ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستخبارات العسكرية الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان حرب 15 ابريل مدني ولاية الجزيرة الاستخبارات العسکریة

إقرأ أيضاً:

السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 

“تم تعذيبي من قبل الدعم السريع بالسياط بواقع 250 جلدة بحجة تعاوني مع الجيش، وكسروا أصابعي. وعند سيطرة الجيش على الكدرو، اتهمني أفراد القوات المسلحة السودانية بتبعيتي للمعسكر الآخر وكادوا أن يقوموا بتصفيتي، ونجوت بأعجوبة”. 

الخرطوم: التغيير

بهذه الكلمات، ابتدر أشرف محمد خير حديثه لـ (التغيير) بعد شهور من التعذيب والاتهامات التي قضاها في ضاحية الكدرو بالخرطوم بحري. أشرف، الذي ظهر في مقطع فيديو متداول قبل فترة، بدا هو وأفراد أسرته في حالة صحية حرجة، حيث برزت عظامهم من فرط الجوع.

يحكي محمد خير مأساته التي بدأت في 24 أبريل 2024، عقب دخول الدعم السريع منطقة الكدرو، كاشفًا أنه تم اتهامه بالتعاون مع الجيش وجرى تعذيبه حتى كُسرت أصابعه، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله.

إقامة جبرية

مكث أشرف في الإقامة الجبرية حتى دخول الجيش في سبتمبر 2024. وبعد سيطرة القوات المسلحة على المنطقة، تنفس أشرف الصعداء وجرى إسعافه بمستشفى أم درمان، حيث خضع لفحوصات عامة كشفت عن ضعف حاد وفقدان جزئي للنظر.

يقول أشرف محمد خير لـ (التغيير): “خلال الفترة الأولى من دخول الدعم السريع، انعدمت الخدمات. كنت أضطر للمشي لمدة ساعتين لأجد أقرب سوق أبتاع منه المستلزمات. في إحدى المرات، استيقظت عقب صلاة الفجر قاصدًا منطقة السامراب وأنا أحمل بعض القمح، لأتفاجأ بأن الطاحونة لا تعمل بسبب انقطاع الكهرباء. عدت بخفي حنين وقطعت ذات المسافة في ساعتين”.

وأضاف: “كان أفراد الدعم السريع يزورونني بين الحين والآخر برفقة أسرتي ويوزعون لنا بعض الزيت والدقيق والبصل”.

وتابع: “بعد دخول الجيش، كاد أفراده أن يقوموا بتصفيتي بعد اتهامي بأنني (دعم سريع)، وفي لحظة خاطفة سحب جندي سلاحه وصوّبه نحو رأسي، لكن القائد تدخل وأمر بالتحري أولًا”.

واردف: “مكثت ثلاث ساعات تحت رحمة الجنود حتى تأكدوا من هويتي، ونجوت بأعجوبة. بعض الأهل فقدوا الاتصال بي وبأسرتي واعتقدوا أننا في عداد الأموات. كانت تجربة قاسية ومريرة”.

انعدام العلاج

وأشار أشرف إلى أن والدته لم تتلقَّ علاجاتها خلال تلك الفترة، وهي تعاني من مشاكل في القلب، ولم تحصل على أدوية تنظيم ضربات القلب، أو أدوية الغدة، أو قطرات العيون لمدة خمسة أشهر، حتى تم إسعافها بالفيتامينات والمحاليل الوريدية.

وكشف محمد خير أنهم عاشوا بدون كهرباء أو ماء خلال تلك الفترة. وأضاف: “كنت أرتدي قميصًا واحدًا طوال هذه الفترة لأن أفراد الدعم السريع أمروني بعدم تبديله حتى يتسنى لهم التعرف عليّ”.

وتابع: “بعد جلدي 250 جلدة وتعذيبي، فقدت الوعي مما جعلهم يهربون ويتركونني مغمًى عليّ لمدة يومين. كنت مقيدًا من رجلي ومعصوب العينين”.

وختم حديثه بالقول: “لا زلنا في منطقة الكدرو ببحري، حيث توافدت بعض الأسر وبدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيًا، لكن ما عايشته من آلام ومآسٍ لن يُمحى من ذاكرتي”.

الوسومآثار الحرب في السودان الكدرو انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الدعم السريع ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • كيف تعاملت مخابرات الأسد مع انهيار النظام السريع؟.. وثائق تكشف تفاصيل مثيرة
  • استخبارات الأسد المخلوع تترك خلفها وثائق سريّة .. ماذا تضمنت؟
  • وول ستريت جورنال تكشف عن التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات الأسد
  • مصادر رسمية تكشف للجزيرة نت خطة الدعم السريع العسكرية
  • بالصورة والفيديو.. قبل أيام من اغتياله.. شاهد اخر خطابات “موسى” شقيق القائد الميداني للدعم السريع”جلحة” (الشعب السوداني واقف مع الجيش والكلب بدور خناقو)
  • الاستخبارات العراقية تلقي القبض على أربعة عناصر إرهابية
  • الاستخبارات العسكرية العراقية تُطيح بأربعة عناصر إرهابية في الأنبار ونينوى وكركوك
  • الجيش يعلن رسميًا التوغل في مناطق جديدة بمدينة بحري وكشف مواقع سيطرة الدعم السريع “فيديو”
  • الاستخبارات العسكرية تُطيح بأربعة عناصر إرهابية في الأنبار ونينوى وكركوك
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش