دعا دوجلاس ماكجريجور، وهو مستشار سابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن "تفكر في تشجيع وقف إطلاق النار" بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة "قبل الانزلاق إلى صراع معقد آخر واسع النطاق".

ماكجريجور تابع، في مقال بمجلة "ذا أمريكان كونسرفتيف" (The American Conservative) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الحرب المحدودة هي شكل من أشكال الحرب المقيدة بممارسة ضبط النفس المتعمد في استخدام القوة والسعي لتحقيق أهداف سياسية عسكرية تستبعد الإبادة".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته ولاسيما المسجد الأقصى في المدينة القدس الشرقية المحتلة.

وأضاف ماكجريجور  أن "سرعة وتنسيق وفعالية عملية حماس كانت غير متوقعة، ولكن الضرر المروع الذي ألحقه مقاتلو حماس بإسرائيل لم يكن مفاجئا".

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن الحرب وحشد 360 ألف جندي احتياطي لتشكيل جيش يتراوح عدده بين 470 ألفا و500 ألف جندي.

وتابع: "من الواضح أن نتنياهو عازم على تقديم درس موضوعي دائم، وهو الدرس الذي من شأنه أن يسحق حماس في غزة، وربما يقضي على أي حديث آخر بين الفلسطينيين عن حل الدولتين".

اقرأ أيضاً

بعد إحباط هجوم صاروخي على إيلات.. إسرائيل تدرس الرد على الحوثيين

معركة إبادة

"وبعد أن تم بالفعل سحق غزة من الجو، أصبح المسرح الآن مهيأ لمعركة إبادة"، بحسب ماكجريجور الذي زعم أنه "في ظل هذه الحرب الشاملة، لا يمكن لاتفاقية جنيف أن تنطبق على قوات حماس".

غير أنه استدرك: "ولكن إلى متى يمكن للجيش الإسرائيليي أن يشن حربا شاملة ويحرم السكان العرب في غزة من الغذاء والماء، دون خلق كارثة إنسانية هائلة ستظل تتصدر الأخبار لسنوات؟".

وتابع: "هل يمكن تدمير حماس وقيادتها دون قتل أعداد كبيرة من المدنيين الذين قد يكرهون الإسرائيليين ولكن لا علاقة لهم بحماس؟".

ومضى قائلا: "ويقف الأمريكيون خلف إسرائيل، ولكن العديد منهم غير مقتنعين بأن قتل المزيد من العرب في غزة من شأنه أن يحل مشكلة إسرائيل الأمنية".

وأردف: "كما تساور الأمريكيون شكوك بشأن المسؤولين القوميين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ويُنظر إلى هؤلاء الرجال على نطاق واسع على أنهم يشجعون المتطرفين اليهود".

اقرأ أيضاً

تحذيرات متزايدة لبايدن.. رد إسرائيل على غزة يغضب ديمقراطيين

قوات روسية

"إذا وصلت القوات الروسية لمساعدة مصر وتركيا في إنشاء ممر إنساني، فستكون هناك قوات روسية وتركية في غزة للدفاع عن توزيع المساعدات الإنسانية. إن تجاوز إسرائيل لسرعة وصول الروس والأتراك والمصريين أمر منطقي"، كما أضاف ماكجريجور.

 

وتابع: "وقد دعا قادة إيران بالفعل الدول الإسلامية والعربية إلى تشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل، ولكن نفوذ إيران في هذه الأمور محدود".

ورأى أن "القوة العسكرية الإيرانية تفتصر إلى حد كبير على استخدام إيران للميليشيات الوكيلة، مثل حزب الله (اللبناني)".

وقال ماكجريجو إن "ظهور تحالف إسلامي سني إقليمي بتوجيه من أنقرة وتمويل من قطر يعيد إحياء شبح الحرب التقليدية المتقدمة للجيش الإسرائيلي، وهو شكل من أشكال الحرب لا يعرفه سوى عدد قليل من قادة الجيش الإسرائيلي اليوم".

اقرأ أيضاً

مع تأثر موقفه انتخابيا.. بايدن يكافح لإصلاح علاقاته بالعرب والمسلمين الأميركيين

عدوان متواصل

والثلاثاء، ينفذ جيش الاحتلال توغلات برية محدودة على عدة محاور، على أمل تحرير الأسرى الإسرائيليين والقضاء على حركة "حماس".

وفي 7 أكتوبر الجاري، أسرت "حماس" ما لا يقل عن 239 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وإجمالا، قتل جيش الاحتلال أكثر من 8525 فلسطينيين بينهم 3542 طفلا و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 122 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية.

ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وانتقدت منظمات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن "التجويع" و"العقاب الجماعي" لسكان غزة "قد يرقى لمستوى جريمة حرب"، ومشددة على ضرورة استئناف إدخال مستلزمات الحياة إلى القطاع.

اقرأ أيضاً

إصبعهم على الزناد.. إيران تؤكد جهوزية الموالين لها للهجوم الإسرائيلي البري على غزة

المصدر | دوجلاس ماكجريجو/ ذي أمريكان كونسرفتيف- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن غزة حرب إسرائيل حماس اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة

في مشهدٍ دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، متسببًا بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وبينما تتعالى الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب، تتجه إسرائيل إلى تصعيد ميداني جديد، متجاهلة الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة شاملة.

وفي هذا السياق، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن نوايا لتوسيع العمليات البرية واحتلال مناطق إضافية داخل القطاع، وسط حالة من الترقب والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل أكبر.

خطط لتوسيع العمليات البرية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته البرية واحتلال مناطق جديدة داخل قطاع غزة، مع تصعيد ملحوظ في شدة القصف الجوي الذي لم يهدأ طوال الأشهر الماضية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يستعد بالفعل لتوسيع عملياته الميدانية، مستفيدًا من حالة الجمود التي تخيم على المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي تقدم ملموس.

بدوره، قال مراسل القناة 12 الإسرائيلية إن مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت خلال الأيام الماضية مسؤولين في المستوطنات المحاذية لغزة بخطط لتصعيد الضغط العسكري بشكل كبير، بما يشمل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط بهدف تنفيذ عمليات برية مكثفة ومتزامنة في مناطق جديدة داخل القطاع لم تدخلها القوات حتى الآن.

وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى أيضًا إلى تعزيز الحماية الأمنية في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.

وأضافت القناة أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطط معدة سلفًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع استمرار الجهود الخلفية التي تهدف إلى التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن التصعيد هو الخيار المفضل حاليًا لدى إسرائيل لتعزيز موقفها التفاوضي.

الدكتور أيمن الرقبمقترحات وتعنت إسرائيلي

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل لم تقدم أي إجابات واضحة للوسطاء في مصر وقطر بشأن مقترح حركة حماس الذي يقضي بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل ودائم على قطاع غزة.

وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن المقترح المصري السابق الذي طرح في وقت سابق لم يلق موافقة إسرائيلية أيضًا، مما يعكس استمرار تعنت الاحتلال في التعامل مع الجهود الرامية إلى وقف الحرب.

وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب حاليًا دورًا أكثر نشاطًا لدفع الأطراف نحو اتفاق ينهي القتال، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبحث عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف وقف الحرب في قطاع غزة.

وأكد الرقب أن "أهم الأولويات الآن هي وقف الحرب فورًا، والبدء بترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة"، مشددًا على أن الولايات المتحدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في القطاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين منذ أكثر من عام ونصف.

انتهاكات الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والدمار، فقد شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية والمدفعية، استهدفت خلالها الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

ورافق العمليات العسكرية حصار خانق على القطاع، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والأدوية، كما تعرضت المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحيوية للتدمير الممنهج، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.

ورصدت تقارير حقوقية دولية، منها تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، من بينها القصف العشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، واستخدام القوة المفرطة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلاً عن التهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.

وبرغم صدور العديد من قرارات الإدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وفرض محكمة العدل الدولية في لاهاي إجراءات احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل استمرت في تجاهلها، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي مكشوف.

ومع دخول العدوان عامه الثاني، لا تزال غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية الفعالة، وتجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني.

في ظل الجمود السياسي، والتعنت الإسرائيلي، ومواصلة العدوان، يبقى قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى. وبينما تتحرك بعض الجهود الدولية الخجولة لمحاولة وقف الحرب، تصر إسرائيل على التصعيد الميداني، متجاهلة النداءات الإنسانية العاجلة. ومع استعداد الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة المنطقة، يبقى السؤال معلقًا: هل تسفر هذه التحركات عن وقفٍ فعلي للعدوان، أم أن غزة ستظل تدفع وحدها ثمن ازدواجية المعايير الدولية؟

طباعة شارك غزة قطاع غزة إسرائيل هدنة غزة

مقالات مشابهة

  • عاجل- إسرائيل: أكتوبر آخر مهلة لإنهاء حرب غزة.. ومسؤول أمني يكشف التفاصيل
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • إيران تعلن إحباط هجوم إلكتروني واسع ومعقد ضد البنية التحتية للاتصالات
  • عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • بإجمالي 4 قتلى و7 مصابين.. الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وجندي في غزة
  • جهاد حرب: الإدارة الأمريكية ليست جادة في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • عاجل - وفد من حركة حماس يصل القاهرة لبحث إنهاء الحرب وتبادل الأسرى
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟