كيف تقاتل "حماس" إسرائيل المتفوقة عليها تكنولوجياً؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
لأكثر من عقد من الزمان، اعترفت القيادة العسكرية الإسرائيلية على مضض بسمة أساسية في عدوها في غزة، وهي أن حماس تنتظر الفرصة المناسبة لتحقيق أهدافها.
حماس تعرف تضاريسها جيدًا وستدافع عنها بشراسة وبراعة
وتتذكر صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها بعنوان: "كيف تقاتل حماس"، شعار "دع الوحش ينام حتى تصبح مستعداً"، لمحمود العجرمي، وهو مقاتل فلسطيني مخضرم قام بتدريب جيل من المسلحين في غزة.
وكانت الأمثلة كثيرة. ففي عام 2018 أظهر مقطع فيديو مسلحينيدمرون حافلة عسكرية بصاروخ كورنيت، بعدما انتظروا نزول الجنود من الحافلة وأخذ السائق استراحة لتدخين سيجارة قبل أن يطلقوا النار. الوقت الذي تختاره
وقد فسرت إسرائيل ضبط النفس الظاهر على أنه إشارة إلى أن حماس قد تم ردعها. لكن بالنسبة للعجرمي، فإن الجماعة المسلحة كانت تنتظر فقط جر إسرائيل إلى المعركة في الوقت الذي تختاره.
Military briefing: How #Hamas fights https://t.co/pVC4EoEwR1 @MehulAtLarge @JP_Rathbone @rayajalabi via @ft #IsraelAtWar #GazaUnderAttack
— John Reed (@JohnReedwrites) October 31, 2023
وجاءت الشرارة في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، عندما اجتاح مقاتلو حماس البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واحتجاز 230 رهينة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، وهي أكبر خسارة في الأرواح داخل إسرائيل منذ إنشائها. وقد دفع حجم الهجوم وأهواله إسرائيل إلى أكبر عملية عسكرية لها على الإطلاق في غزة، حيث سوّت غاراتها الجوية ومدفعيتها أجزاء كبيرة من القطاع بالأرض، مما أدى إلى مقتل أكثر من 8000 شخص، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
ومع التفوق التكنولوجي والأسلحة الهائلة من جانبها، تشن إسرائيل أول هجوم بري لها في غزة منذ ما يقرب من عقد من الزمان. ومنذ وقت متأخر من يوم الجمعة تحركت قوات بدبابات ميركافا إلى مناطق غير مأهولة إلى حد كبير شمال القطاع.
ولكن على بعد بضع دقائق بالسيارة تقع منطقة مخيمي الشاطئ وجباليا للاجئين – ومن ثم مدينة غزة، قلب آلية حماس السياسية والعسكرية.
وحذرت ديفورا مارجولين، زميلة بلومنشتاين-روزنبلوم البارزة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قائلة: "مع دخول جيش الدفاع الإسرائيلي إلى غزة، تتمتع حماس بالميزة المحلية - وهم جاهزون".
How to fight on land?#FreePalestine #Gaza #QassamIsMilitaryForce #Hamas #isrealTerroristISRAEL pic.twitter.com/uJmM8mqvpO
— M.Sami (@MSamiZini) October 31, 2023
وفي شهر أغسطس (آب) الماضي، حذر اللواء يتسحاق بريك، عسكري سابق، من أن إسرائيل "ليست مستعدة للحرب". ولم يخض جنودها معركة برية كبرى منذ عام 2014، وهي المرة الأخيرة التي نشرت فيها قوات داخل غزة. وكان كبار ضباطها منشغلين بالتهديدات المحتملة من إيران، وليس من المنطقة المجاورة مباشرة.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون عسكريون ومحللون إن حماس أصبحت أقوى عسكريا منذ 2008-2009، عندما تصدت لأول مرة لهجوم بري إسرائيلي.
وحتى في ذلك الحين، أرسلت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، 16 ألف مقاتل إلى جانب 2000 جندي قتالي متخصص. ويقول الجيش الإسرائيلي إن تلك الكتائب لديها حالياً ما يصل إلى 40 ألف مقاتل من النخبة، وترسانة من الطائرات بدون طيار وحوالي 30 ألف صاروخ. ومنذ 7 أكتوبر، أطلقت 8500 صاروخ، مما أدى إلى استنفاد صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية الاعتراضية إلى درجة اضطرت الولايات المتحدة إلى استبدالها بالطائرات.
وقال إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن حماس تم تدريبها على يد "الأفضل في هذا المجال"، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني وأقوى وكيل لها، حزب الله في لبنان. وأضاف: "إنها أيضًا منظمة قاتلت القوات الإسرائيلية عدة مرات...حماس تعرف تضاريسها جيدًا وستدافع عنها بشراسة وبراعة".
وقد أظهر مقاتلوها بالفعل خلال هجومهم في 7 أكتوبر أنهم قادرون على تنفيذ عملية منسقة بإحكام شارك فيها ما لا يقل عن 1500 جندي يهاجمون إسرائيل من البر والجو والبحر، تحت غطاء وابل من 3000 صاروخ كادت أن تربك على القبة الحديدية الإسرائيلية.
وفي غزة، قامت حماس بحفر شبكة عملاقة من الأنفاق العميقة المضادة للقنابل، وزودتها بالمؤن اللازمة لمقاومة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر.
وقال علي بركة، وهو عضو بارز في القيادة السياسية لحركة حماس في المنفى، لصحيفة فايننشال تايمز الأسبوع الماضي: "لقد كنا مستعدين لهجوم بري (إسرائيلي) حتى قبل أن نطلق هجومنا...لدينا بعض المفاجآت للعدو...نحن قادرون على مواجهة حرب المدن بسهولة أكبر من الحرب الجوية - لا مجال للمقارنة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
إدارة السجون الإسرائيلية تعلن تلقي تعليمات من المستوى السياسي بوقف إطلاق الأسرى الفلسطينيين
أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية، تلقي تعليمات من المستوى السياسي بوقف إطلاق الأسرى الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".
وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.