تفاقمت أزمات سكان قطاع غزة الإنسانية البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة بسبب العدوان الإسرائيلي المدمر والمستمر منذ 25 يوما، ومن بين تلك الأزمات الحساسة؛ أزمة الحصول على رغيف الخبز أو الدقيق.

وبحسب متابعة "عربي21" لمجريات العدوان المتصاعد، يجبر المواطنون على الوقوف لساعات طويلة في الطوابير أمام المخابز التي لا زالت تعمل، لأجل الحصول على الخبز؛ علما أن ربطة الخبز التي يتم توزيعها تزن 3 كيلوجرام، وتكفي عائلة مكونة من 8 أفراد ليوم تقريبا.



ساعات طويلة
وعملت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على توزيع الدقيق مجانا على بعض المخابز في جنوب القطاع دون شماله، مقابل بيع الربطة بسعر مخفض؛ من أصل 8 شيكل تباع حاليا في المخابز بسعر بـ 4 شواكل، لكن الأمر لم يحل المشكلة.

"عربي21" تحدثت مع الطفلة فرح التي تبلغ من العمر 13 عاما من سكان خان يونس جنوب القطاع، فهي تقف بشكل شبه يومي لساعات قد تتجاوز أحيانا الخمس، لأجل الرجوع لعائلتها بالخبز، وهكذا باقي العائلات الفلسطينية، فتجد في الطوابير؛ نساء وأطفالا وشيوخا، كل منهم ينتظر دوره، وبعضهم يرجع بلا خبز.

حتى الفتى أيوب (16 عاما)، رجع الأسبوع الماضي بحسب ما ذكره لـ"عربي21"، بعد انتظار أكثر من 7 ساعات في طابور طويل دون أن يفوز بربطة خبز، وانتظر كباقي المواطنين، لكنه لم يستطع أن يقاوم الزحام والتدافع الشديد، وأضطر بعد كل هذا الوقت والتعب، للرجوع لعائلته دون خبز، لكن أحد الأقارب تقاسم مع عائلة الفتى ربطة الخبز التي حصل عليها، ليرسم بذلك لوحة جميلة في التكافل والتعاون بين المواطنين الذين يعانون كثيرا جراء الحرب الإسرائيلية.



ومما يساهم في مضاعفة معاناة سكان قطاع غزة في الحصول على الخبر، عدم توفر الدقيق والغاز في الأسواق وانقطاع الكهرباء بشكل تام.

ومع غياب الدقيق من المحال التجارية وفي الأسواق، تبقى خيارات المواطن الغزي محدودة في الحصول على الخبز، ومن تبقى لديه بعض أكياس الدقيق المخزن قبل الحرب، تتدبر بعض الأمهات أمرها بتوفير الخبز لأسرهم وأطفالهم، عبر الرجوع لبعض طرق القديمة في تجهيز الخبز والتي لا تزال فاعلة في القطاع وخاصة في جنوبه.

ومن بين تلك الخيارات وفق متابعة "عربي21"، استخدام أفران مصنوعة من الطين وأحيانا من الحديد، لتجهيز الخبز البلدي، وهي أفران يستخدم فيها الخشب المتوفر والورق المقوى كوقود، ويتم إشعالها وبعد وصولها لدرجة حرارة مناسبة تعرفها بعض النساء من كبار السن وممن لديهم خبرة في الأمر، وتبدأ من لها خبرة بعملية الخبيز لها ولجيرانها.


فرصة سانحة
الأفران الطينية متوفرة في عدد قليل من منازل المواطنين، ممن يعتمدون في طعامهم على الخبز البلدي، لذا تتعاون النساء بينهن لتنسيق الأمر كي لا يفسد العجين، وتتم عملية تجهيز العجين وخبزه بالتوالي بين الجيران، وهي فرصة سانحة وسط أجواء العدوان لاطمئنان الجيران على بعضهم البعض.

وأيضا من بين الخيارات لتوفير الخبز، استخدام أفران تعمل على الغاز لمن توفر لديه، إضافة إلى قيام البعض بصنع خبز "الصاج" الذي لا يحتاج لوقت طويل لأن العجين يجهز للخبز دون خميرة.



ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 8525 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، والجرحى لأكثر من 21543 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وارتكاب أكثر من 926 مجزرة بحق العائلات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الخبز غزة خبز طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحصول على

إقرأ أيضاً:

يوم دام جديد خلف شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء ، حرب الإبادة على قطاع غزة مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى يومياً، وفارضاً في الوقت نفسه حصاراً مشدداً أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ القطاع. وندّدت منظمة العفو الدولية، بـ”إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل “على الهواء مباشرة” في غزة، حيث وقع الفلسطينيون في براثن اليأس بفعل الحرب وحرمانهم من المساعدات الإنسانية. وارتقى16 شهيدًا في القصف والغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة 12 منهم استشهدوا وسط القطاع. فقد ارتقى 3 شهداء جراء قصف شقة سكنية في المخيم الجديد بالنصيرات، وهم أحمد أحمد وزوجته وطفلته. كما استشهد 3 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة حمدان في مخيم 2 بالنصيرات وسط قطاع غزة؛ هم،  بهاء محمد حمدان، فاطمة محمد حمدان، وميس محمد حمدان. فيما ارتقى شهيد وعدد من المفقودين جراء استهداف منزلا سكنيا لعائلة أبو جريبان قرب مدرسة السوارحة جنوب غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كما أصيب شخص، في استهداف شقة سكنية لعائلة أبو حسنين في حي بشارة بمدينة دير البلح. كما استشهد الشاب عبد الرحمن محمد عوني عوض جراء إصابته بقصف إسرائيلي على بلوك ١ في مخيم البريج قبل أسبوع.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة:91 بالمئة من السكان يعانون أزمة غذائية جراء الحصار الصهيوني
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن خواء مخازنه في غزة
  • صحة غزة: 91% من السكان يعانون أزمة غذائية
  • 25 شهيدا بغزة والقسام تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 51.400 شهيدٍ
  • يوم دام جديد خلف شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة
  • 180 شهيداً وجريحاً بمجازر نازية جديدة ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية
  • الأمم المتحدة: إعلان رفح بغزة منطقة آمنة خطة لتهجير السكان قسراً
  • الامم المتحدة: إعلان رفح بغزة منطقة آمنة خطة لتهجير السكان قسراً
  • "الدقيق الفاسد".. قُوت الغزيين مع تفشي المجاعة واشتداد الحصار