السلام عليكم ورحمة الله، أنا فتاة ابلغ من العمر 30 سنة، متخرجة من الجامعة، وعاملة بمنصب محترم. تعرفت مؤخرا على شاب خلوق للغاية، ويعمل في نفس المؤسسة التي أعمل بها. من البداية أبدى استعداده للارتباط وأراد التقدم لخطبتي.

لكن أهلي يرفضونه بحجة أنه من بلد عربي آخر، وليس له سكن. وأنني أستحق أفضل منه، ويتوقعون أن يتقدم لي عريسا أكثر استقرارا منه، لأن الشاب لا يملك إلا راتبه من عمله.


حاولت إقناعهم لكن عبثا فعلت، فأبديت إصراري على الشاب، وحصل بيني وبين أهلي عدت خلافات. بعدها لجأت إلى أعمامي، الحمد لله رحبوا بالأمر، واستقبلوا الشاب وتعرفوا عليه، فوجدوه صادق ومحترم، والآن أعمامي يحاولون مع والدي، لكني اليوم اشعر بالخجل، فقد وضعت أبي في موقف محرج مع إخوته، اجل أبدى موافقة مبدئية لكنني غير راضية بما فعلت، فهل أحسنت التصرف..؟
فدوى من الوسط

الــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله عزيزتي فدوى، قبل أن أرد لابد أن أحذرك من أمر مهم للغاية، وأعلم أنك تعرفينه جيد، إياك وإغضاب والديك، فدون رضاهما لن تنالي التوفيق في الحياة، ولا راحة البال، ولا البركة في الأمور كلها، هذا من جهة، من جهة أخرى حبيبتي كوني فتاة عاقلة، ولا تسمحي لأي ظرف أن يفسد ما بينك وبين أهلك، أما في مسألة الزواج أول ما عليك فعله أن تستخيري الله، فإن كان الشاب من نصيبك فأكيد سوف يقتنع أهلك به، وإن لم يكن من نصيبك اقتنعي أنت أن الله لا يري خيرا في ذلك.
لهذا حبيبتي ردي سيكون وجيزا للغاية، حاولي بالتي هي أحسن وأهدأ أقوم، لا بإثارة البلبلة ووضع والدك في هكذا مواقف محرجة، حتى لا تخسري دعمه ورضاه، وتعيشي بتأنيب الضمير طول حياتك، وحاولي أن تقنعي الشاب أيضا أن سبب رفضهم ليس لشخصه وإنما لمعطيات أخرى تتعلق بالاستقرار عموما، حتى لا يكون لديه حكما مسبقا عن اهلك، تقربي من أمك، فهي أكثر مخلوق يمكنه أن يتفهمك، وأخبريها أن الحياة الزوجية تكون أسعد بجانب من يحبنا لا بجانب من يحمل شهادة عليا، ومنزل واسع وسيارة فخمة، فالماديات أشياء نعمل لأجل تحقيقها ولا يجب أن تكون غايتنا، وأكيد ستجدينها متفهمة، وسوف تحاول أن تقنع والدك، وتلطف جو البيت أيضا لأنه وعلى ما يبدو الأوضاع مكهربة عندكم، استعيني بالله والله ولي التوفيق.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

أهم 4 دروس من سورة القصص.. لبناء الشخصية والمجتمع

سورة القصص هي إحدى السور المكية التي تضم العديد من العبر والدروس المستفادة التي توجه المسلم في حياته اليومية، وتساعده في فهم العوائق التي قد تواجهه وكيفية التعامل معها بالصبر والتوكل على الله.

 هذه السورة تروي قصة موسى عليه السلام، وتقدم العديد من الدروس التي يمكن أن يستفيد منها المسلم في جميع جوانب حياته. وفيما يلي أهم أربعة دروس من سورة القصص، التي تساهم في بناء شخصية المسلم والمجتمع.

1. التوكل على الله والتفويض الكامل

من أبرز الدروس المستفادة من سورة القصص هو أن التوكل على الله هو السبيل لتحقيق النجاح والتفوق. في قصة موسى عليه السلام عندما كان في موقف صعب، حيث طاردته جيوش فرعون، وعندما وجد نفسه أمام البحر الأحمر، رفع يديه إلى الله وقال: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" [القصص: 62]. 

كان التوكل على الله مصدرًا لقوة موسى عليه السلام، وبدعائه وتفويضه لله سبحانه وتعالى، انفلق البحر أمامه. هذا يعلّم المسلم أن لا ييأس أبدًا، وأن يضع ثقته الكاملة في الله مهما كانت الظروف.

2. الصبر في مواجهة الابتلاءات

تعلمنا سورة القصص أن الصبر هو مفتاح الفرج. فحتى في أشد اللحظات صعوبة، كان موسى عليه السلام صابرًا، وقد مر بتجارب مريرة منها الظلم في مصر، والطرد، ثم الغربة والابتعاد عن وطنه، إلا أن الله عز وجل كان يبتليه ليصنع منه شخصية عظيمة. 

قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ" [القصص: 14]، وهذا يعني أن الله يضع المؤمن في اختبارات ليزيد من قوة إيمانه ويُقويه ليحقق مهمته في الحياة.

3. العدالة والحق لا يتأخران

سورة القصص تسلط الضوء على أن العدالة لا بد أن تتحقق في النهاية، رغم ما يبدو من تسلط الظالمين أو الظلم الذي يعيشه المؤمنون في بعض الأحيان. في قصة فرعون الذي ظلم واستكبر، أرسل الله له موسى ليحاربه في الظلم، وفي النهاية، لاقى فرعون مصيره المحتوم. قال الله تعالى: "وَفَجَّرْنَا الْبَحْرَ لِمُوسَىٰ فَفَجَّرْنَا فِيهِمْ لِمُوسَىٰ" [القصص: 60]، وهذا يعني أن الله سينتصر للحق ويجعل الظلم زائلًا في النهاية.

4. التمسك بالهداية والابتعاد عن الغرور

في درس آخر من سورة القصص، نجد أن موسى عليه السلام يُظهر لنا كيفية التمسك بتوجيهات الله وعدم التكبر أو الغرور بعد أن حصل على مكانة عظيمة في مجتمع بني إسرائيل. 

 

كان موسى عليه السلام يحذر من الكبر، وأخذ العبرة من هلاك فرعون الذي قادته غروره وكبرياؤه إلى الهلاك، بينما ظل موسى عليه السلام متواضعًا ومخلصًا في عبوديته لله. قال الله تعالى في هذا الصدد: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ" [القصص: 31]، ليعلم موسى عليه السلام أن العظمة لله وحده، وأن الإنسان لا يجب أن يفتخر أو يغرّه ما يملكه من نعم.

 

سورة القصص تقدم للمسلم دروسًا هامة تساعده على التوكل على الله، والصبر في مواجهات الحياة، والتفاؤل بتحقيق العدالة في النهاية، والابتعاد عن الغرور. هذه الدروس تعد مصدرًا هامًا لكل مسلم يسعى لبناء شخصية قوية مستنيرة بالإيمان.

مقالات مشابهة

  • المفتي: الأخلاق غير المستندة إلى الدين تكون عرضة للتغيير والتلاعب
  • المفتي: الأخلاق بلا دين لا يمكن أن تكون بديلاً حقيقيا
  • وطني لن يموت
  • أهم 4 دروس من سورة القصص.. لبناء الشخصية والمجتمع
  • 3 يحبهم الله ويضحك لهم .. حاول أن تكون منهم
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  •  نتنياهو يتوعد الحوثيين: سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون
  • مستواه لا يليق بالنادي.. لاعب الزمالك السابق ينتقد محمد عواد
  • شروط محبة الله حتى تكون في معيته.. علي جمعة يوضحها
  • عبد الله الآخَر