الموازنة تكتب بعقلية مركزية.. سياسي كوردي: رواتب الإقليم تحولت الى ورقة ضغط سياسية بين أربيل وبغداد
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
شفق نيوز/ للشهر الثالث على التوالي، تتواصل أزمة رواتب الموظفين في إقليم كوردستان، فيما تعتزم حكومة الإقليم إرسال وفد إلى بغداد هذا الأسبوع لإعادة طرح قضية الرواتب مع الحكومة الاتّحادية.
وتعد أزمة الرواتب سبباً لخلاف حاد بين أربيل وبغداد، وقد تسببت بإضرابات متتالية من أبرزها إضرابات المعلمين في السليمانية التي ما تزال مستمرة حتى الآن.
وكان مجلس الوزراء الاتحادي، صوّت في أيلول الماضي، على إقراض حكومة إقليم كوردستان مبلغاً قدره تريليونين و100 مليار دينار للسنة المالية الحالية يتم دفعها على ثلاث دفعات متساوية بمقدار 700 مليار دينار لكل دفعة، ابتداءً من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
إلا إن حكومة الإقليم قررت مرة أخرى إرسال وفد إلى بغداد منتصف الأسبوع الجاري من أجل حسم مبلغ "القرض النقدي".
وأعلنت وزارة المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كوردستان، أول أمس الأحد، أنها قامت بإرسال تقرير ميزان المراجعة للأشهر الثلاثة الماضية (تموز وآب وأيلول) إلى وزارة المالية الاتحادية.
وأضاف بيان للوزارة ورد لوكالة شفق نيوز، أن التقرير ضم جميع إيرادات وصرفيات الأشهر الثلاثة المذكورة في الإقليم وفقاً لقاعدة بيانات وأرقام واضحة.
بغداد تعامل الإقليم "كمديرية"
ويرى النائب السابق في برلمان إقليم كوردستان، عبد السلام برواري، أن "تأخير الرواتب يعود إلى أن الموازنة تُعدّ بطريقة المركزية وليس الفيدرالية، وعدم استيعاب الكثير من الساسة العراقيين الفرق بين الفيدرالية والحكم اللامركزي".
ويوضح برواري لوكالة شفق نيوز، أن "وزيرة المالية الاتحادية طالبت الإقليم بإرسال تصفية حسابات للأشهر الثلاثة الماضية لكي توافق على صرف المبلغ، وهذا تعامل مع مديرية وليس مع إقليم، رغم أن الذي سيُرسل هو قرض".
ورقة ضغط سياسية
بدوره، يقول المحلل السياسي الكوردي، ياسين عزيز، إن "رواتب الإقليم خرجت عن كونها ملف قانوني وإداري بين أربيل وبغداد، وأصبحت ورقة ضغط سياسية تمارسها بعض القوى المتنفذة والمؤثرة على حكومة الإطار التنسيقي".
ويضيف عزيز لوكالة شفق نيوز، أن "الإقليم وحسب تصريحات المسؤولين، التزم بكل المعايير التي طلبتها الحكومة الاتحادية، من خلال تقديم الجداول المالية والحسابات الخاصة بالواردات والإنفاق".
ويؤكد، أن "تأخير الرواتب أصبح يشكّل ضغطاً وحرجاً لحكومة الإقليم، وأدى إلى استمرار المقاطعة في مناطق بالإقليم، وتوقّف المسيرة التربوية في بعض الأماكن، بالإضافة إلى تراجع الحركة التجارية".
ويشير إلى أن "الحل الأمثل لإنهاء أزمة الرواتب أو أي مسألة أخرى عالقة بين أربيل وبغداد، هو بإيجاد ضغط سياسي سواء عبر علاقات الأحزاب الكوردية مع الأطراف المؤثرة في حكومة الإطار، أو عن طريق ضغط خارجي له نفوذ وتأثير على الحكومة الاتحادية".
وسبق أن طلبت حكومة إقليم كوردستان دعم المجتمع الدولي "للحصول على حقوق الإقليم الدستورية"، ودفع المستحقات المالية، وتنفيذ الاتفاقيات وعدم انتهاك حقوق شعبه.
أمران لإنهاء المسألة
من جهته، يقول النائب أمير المعموري، إن "قضية الإقليم والمركز هي قضية تفتقر إلى الشفافية وعملية الكشوفات ما بين وزارة المالية الاتحادية ووزارة المالية الخاصة بالإقليم".
ويضيف المعموري لوكالة شفق نيوز، أن "مجلس النواب أقرّ قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2023 و2024 و2025، وفيها فقرات تتضمن آلية العمل، والعلاقة ما بين الإقليم والمركز، وكيفية تأمين الرواتب".
ويؤكد، أن "المبالغ الخاصة بالرواتب مؤمّنة، وهناك فقرتان أساسيتان، أما تكون الرواتب كما باقي المحافظات حتى تنتهي المسألة من عملية تدقيق الذمم وتقديم التسويات، أو يكون الراتب كرواتب باقي الموظفين في الوزارات الأخرى والمحافظات غير المنتظمة بإقليم المرتبطة مركزياً بالمالية وكذلك رئاسة الوزراء الاتحادي".
ويوضح، أنه "بهذه الطريقة يمكن تضمين وإكمال بيانات كامل الموظفين، ويصير ارتباطهم مباشرة كما هو الحال في باقي المحافظات، وهذا يحلّ الكثير من المشكلة".
ويشير إلى أن "وزارة المالية الاتحادية تقول إنها استلمت نحو خمسة تريليونات دينار، وهذا المبلغ يحتاج إلى تسوية، لأن السلفة أو الصرف إجمالي، لذلك على الإقليم تقديم البيانات إلى وزارة المالية الاتحادية حتى تشرع الأخيرة بصرف السلفة التي تتعلق بالأمور التشغيلية والاستثمارية وكذلك الرواتب".
ويتابع معموري، أن "اللجنة المالية النيابية دعت إلى جلسات حوار ما بين كل الوزارات المعنية وكذلك الإقليم في مجلس النواب، وتم تحقيق اجتماع أولي ما بين الكتل السياسية لغرض تذليل هذه المواقف".
ويؤكد، أن "المواطنين سواء في إقليم كوردستان أو في باقي المحافظات جميعهم كفلهم الدستور وفق المادة 14، وهم متساوون في الحقوق دون تمييز، لذلك يجب إبعاد المواطنين عن الخلافات السياسية وصرف حقوقهم ومستحقاتهم عبر الحوار والمفاوضات بين الجانبين".
وتسبب توقف دفع رواتب الموظفين في كوردستان باحتجاجات وإضرابات متكررة، فيما يعتبر قطاع التعليم الأكثر تأثراً وتأثيراً بهذه الإضرابات، وتحاول حكومة مسرور بارزاني إقناع المعلمين باستئناف التدريس.
ودعا بارزاني التدريسيين والمعلمين المضربين عن الدوام في بعض مناطق الإقليم للعودة إلى صفوفهم والمباشرة في منح الدروس والحيلولة دون ذهب العالم الدراسي هدراً.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اربيل بغداد الخلافات السياسية ازمة الرواتب وزارة المالیة الاتحادیة بین أربیل وبغداد لوکالة شفق نیوز إقلیم کوردستان ما بین
إقرأ أيضاً:
هل تحولت هيئة المساءلة والعدالة إلى عبء سياسي بعد الزلزال السوري؟
27 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: بينما تتصاعد الأصوات المطالبة بحل هيئة المساءلة والعدالة في العراق، تتباين الآراء بين مؤيد لاستمرارها كجزء من منظومة العدالة الانتقالية ومعارض يرى أنها فقدت مبررات وجودها بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على سقوط نظام صدام حسين. هذه القضية باتت محور جدل سياسي وقانوني، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة التي أحدثت تغييرات جذرية في المشهد السياسي العربي، أبرزها الزلزال السياسي السوري الذي أطاح بنظام بشار الأسد.
نوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، دافع بقوة عن ضرورة الإبقاء على الهيئة، معتبرًا أنها أحد الأعمدة الرئيسية التي تحمي المكتسبات الدستورية.
و في تدوينة على منصة X (تويتر سابقًا)، أكد المالكي أن الهيئة ليست جهة قضائية بل هيئة انتقالية تعمل على اجتثاث عناصر حزب البعث من مؤسسات الدولة وضمان عدم عودتهم لمواقع السلطة. وشدد على أن هذه الإجراءات القانونية تعد ضرورية لدعم التجربة الديمقراطية وضمان استقرار النظام السياسي.
دعوات للحل ومعوقات التنفيذ
في المقابل، تصاعدت دعوات تطالب بحل الهيئة تحت مبررات متعددة. يرى البعض أن العراق بحاجة إلى تجاوز ماضيه وفتح صفحة جديدة تعزز المصالحة الوطنية. وتشير هذه الدعوات إلى مرور سنوات طويلة على سقوط النظام السابق، مما يجعل استمرار عمل الهيئة متجاوزًا للظروف التي أسست من أجلها. كما يلفت هؤلاء إلى أن التغيرات الإقليمية، مثل سقوط أنظمة سياسية تقليدية، قد غيرت أولويات الدول، ومنها العراق.
الخبير القانوني علي التميمي ألقى الضوء على الجوانب الدستورية والقانونية المتعلقة بإمكانية حل الهيئة. وأوضح أن المادة 135 من الدستور تمنح البرلمان صلاحية حل الهيئة بالأغلبية المطلقة، شريطة أن تكون الهيئة قد أنهت عملها ورفعت تقاريرها النهائية إلى مجلس النواب. كما أن القانون رقم 10 لسنة 2008 يلزم الهيئة بتقديم تقارير دورية توضح تقدم عملها ومستوى إنجاز أهدافها.
الجدل القانوني والإجراءات
التفسيرات القانونية تشير إلى أن حل الهيئة لا يتطلب تشريعًا جديدًا، حيث حدد قانونها النافذ آليات الحل بشكل واضح. بحسب التميمي، فإن المادة 25 من القانون وضعت الأساس لإنهاء عمل الهيئة بعد استيفاء أهدافها، مع إلزامها بإعداد أرشيف شامل للأشخاص المشمولين بإجراءاتها وإحالته إلى مجلس الوزراء لضمان عدم تعيينهم في مناصب حكومية مستقبلية.
مع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل الهيئة أنهت فعليًا مهمتها؟ الإجابة على هذا السؤال ترتبط بتقارير الهيئة الفصلية، والتي تخضع لمراجعة مجلس النواب. وفي حال ثبت انتهاء دورها، يمكن للبرلمان التصويت على حلها كجزء من الإجراءات القانونية المستندة إلى قانونها النافذ.
أبعاد سياسية وإقليمية
لا يمكن فصل الجدل حول هيئة المساءلة والعدالة عن السياقات السياسية والإقليمية. فالبعض يرى أن استمرار الهيئة يكرس الانقسام الداخلي ويعيق المصالحة الوطنية، في حين يعتبرها آخرون حائط صد أمام عودة الأفكار والممارسات التي دمرت البلاد في السابق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts