إسرائيل – حشد الإسرائيليون لمعركة غزة كل ما لديهم، بما في ذلك جندي احتياطي يبلغ من العمر 95 عاما. الإعلان عن النبأ تم بطريقة استثنائية ومن قبل مسؤول إسرائيلي رفيع.

حنانيا نفتالي، أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أفاد في بيان بالخصوص بأن عزرا ياشين، البالغ من العمر 95 عاما، والذي يعد أقدم جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي، “تم التأكيد على أنه جرى استدعاؤه إلى الاحتياطي للتحدث مع الجنود ورفع الروح المعنوية”.

الإسرائيليون ينظرون هذه المرة إلى معركة غزة على أنها مصيرية، ويعدونها معركة تأسيس ثانية، مثل “نكبة” عام 1948 بالنسبة للعرب، ولذلك تجاوزت تصريحاتهم النارية والعنيفة كل الحدود المعقولة، وربما لذلك أضافوا إلى 360 ألف جندي احتياطي جرى حشدهم للحرب، المجند المخضرم عزرا ياشين، ليرفع المعنويات، ويكون مصدر إلهام لجنودهم.

على الفور تنقلت وسائل إعلام مختلفة النبأ، وسارعت صحيفة بيلد الألمانية الشهيرة إلى إلقاء الضوء على الحدث، وأجرت مقابلة مع الجندي الاحتياطي الإسرائيلي الأقدم.

علاوة على ذلك، في هذا الخضم، أفرد أحد المواقع العبرية حيزا لهذا “الاستدعاء الخاص”، قائلا إن أقدم جندي احتياطي في الجيش الإسرائيلي “يواصل خدمة شعب إسرائيل بحماس وطاقة، ما يحفز جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذين هم أصغر منه بكثير على محاربة إرهابيي حماس مباشرة على خط المواجهة. إن استعداده لمساعدة شعبه في تحرير وطنه يدل على قوة إرادة لا تصدق ويلهم لمساعدة شعب إسرائيل”.

الموقع العبري لفت إلى أن عزرا ياشين، على الرغم من متاعبه الصحية و”العديد من إصابات الشظايا الخطيرة، والعين العمياء بسبب جرح في الرأس، يواصل خدمة شعب إسرائيل بمثابرة وشجاعة يهودية حقيقية، رافضا القيود المتعلقة بالعمر أو القدرات. وعلى سؤال ياشين حول أحواله، يجيب جندي الاحتياط قائلا: (أحس بشعور رائع)”.

هذا الجندي الإسرائيلي المخضرم كان عضوا في صباه في منظمة “ليحي” الصهيونية السرية المعروفة أيضا باسم “شتيرن” في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. وتذكر وسائل إعلام أنه شارك شخصيا في “مذبحة دير ياسين” التي جرت في 9 أبريل 1948، وكان ذلك قبيل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل.

عزرا ياشين وهو يغالب ثقل المرض والعمر، خاطب “زملاءه” الأصغر سنا في الجيش الإسرائيلي في مقطع فيديو قائلا: “اهزموهم واقضوا عليهم ولا تبقوا على أحد. اقضوا عليهم وعلى أهلهم وأمهاتهم وأطفالهم. هذه الحيوانات لم تعد قادرة على العيش. اليوم ليس لدينا أي سبب لعدم القيام بذلك. غدا يمكن لحزب الله أن يهاجمنا بضربة جوية، ويمكن للعرب هنا أن يهاجمونا. لذلك ليس لدينا أي عذر”.

الجندي العجوز مضى محرضا يقول: “يجب على كل يهودي يحمل سلاحا أن يخرج ويقتلهم. إذا كان لديك جار عربي، لا تنتظر، اذهب إلى منزله وأطلق النار عليه. هاجموهم ولا تنتظروا أن يشنوا غارات جوية علينا، القبة الحديدية يجري تفعيلها، فهاجموهم قبل ذلك. نريد أن نغزو ليس كما كان في السابق، نريد أن ندخل وندمر كل شيء في طريقنا، وندمر المنازل وكل شيء آخر. بكل القوة، إبادة كاملة وغزو وتدمير”.

الجندي الاحتياطي الإسرائيلي الأقدم، يعد الجنود الإسرائيليين هو الآخر بقوله: “كما ترون، سوف نشهد شيئا لم نحلم به أبدا. دعوهم يرمون القنابل عليهم ويمسحونهم من وجه الأرض. كل النبوءات التي أرسلها الأنبياء على وشك أن تتحقق”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: جندی احتیاطی

إقرأ أيضاً:

القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”

منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.

 

 

راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.

 

عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.

 

 

هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.

 

 

• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.

 

 

كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.

حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.

 

 

 

فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.

 

 

 

اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.

القوة التي هزمت حميدتيضياء الدين بلال

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • “بسبب الرياح”.. مقتل جنديَّيْن إسرائيليَّيْن وإصابة آخرين شمالي قطاع غزة
  • حماس توافق على تسليم “جثامين” عائلة جندي مفرج عنه 
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • الشيخ خالد الجندي: يجب على الشباب الابتعاد عن الأمور التي تشتت التركيز وتضر بالعقل
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • ناشطون بعد تصريحات ترامب عن تهجير الغزيين: أحلام عنصري لن تتحقق
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟