عمال غزة المعتقلين.. قلق فلسطيني وتكتم من الاحتلال
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تزداد مخاوف مئات العائلات الفلسطينية من غزة على مصير أبنائهم من العمال المفقودين، الذين كانوا يعملون في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 قبيل العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، حيث فقد الاتصال بالعديد منهم.
وعقب بدء كتائب عز الدين القسام، عملية "طوفان الأقصى" قامت سلطات الاحتلال باعتقال العديد من العمال الفلسطينيين من سكان غزة، وقامت بإرسال بعضهم لمدن الضفة الغربية المحتلة، فيما اختطفت أعدادا كبيرة ومنهم ولا معلومات رسمية حول مصيرهم.
معاناة مركبة
الأم الفلسطينية "مريم" مثل كثيرين من الفلسطينيات؛ تعيش وأسرتها وفق ما أكدته لـ"عربي21"، أصعب أوقات حياتها لعدم معرفتها بمصير زوجها وابنها الذين كانوا يعملون في الداخل المحتل، موضحة أن "الاتصال بهما انقطع منذ بدء العدوان على غزة".
"مريم"؛ تعيش معاناة مركبة؛ حيث مراره الفقدان ولهيب العدوان الإسرائيلي ضد كل ما هو فلسطيني في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، وتتنظر بفارغ الصبر أن تطمئن على أفراد عائلتها.
وعن أوضاع وأعداد المعتقلين من عمال غزة من قبل الاحتلال، أوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، أنه "لا تتوفر أي معلومات عن المعتقلين من غزة ومن بينهم العمال، لأن إسرائيل لا تتعاون مع أي جهة، ولا تعطي أي معلومات لا للصليب الأحمر ولا للأمم المتحدة ولا حتى لغيرهم".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال اعتقل العديد من عمال غزة من الداخل وبعضهم أعتقل من داخل الضفة"، منوها أنه "لا توجد أي جهة رسمية يمكن أن تفيدنا بعدد العمال المعتقلين وأوضاعهم".
ولفت فارس، إلى أن "إسرائيل في النهاية، ستكون ملزمة بأن تفصح عما لديها من الأسرى"، مشددا على أهمية "توثيق أسماء المواطنين الذين فقد الاتصال بهم".
الاحتلال يتكتم
ونبه فارس إلى أن "إسرائيل تدير ظهرها للجميع ولا تتعاون مع أحد"، محذرا من خطورة إخفاء الاحتلال للمعلومات والأعداد الحقيقة التي تخص المعتقلين من غزة، والذين تم اعتقالهم عقب بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ سواء كانوا العمال أو غيرهم.
ورأى أن "إسرائيل لا تفصح عما لديها من معتقلين (من غزة) وأماكن وجودهم وعددهم وأسمائهم وأوضاعهم الصحية، كي تتيح لنفسها أن تتصرف كيفما تريد في أي وقت".
بدوره، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا: "نحن على اتصال مباشر مع السلطات الإسرائيلية والسلطات في قطاع غزة، بخصوص معرفة مصير المفقودين والرهائن، وتم تخصيص رقم مباشر لاستقبال طلبات البحث عن مفقودين من قبل الأهالي في القطاع، ونحن نقوم بنقل هذه المعلومات للجانب الإسرائيلي للحصول على معلومات، وفور وصول أي معلومات لدينا من الجانب الإسرائيلي، نقوم بمشاركتها مباشرة مع أهالي المفقودين في القطاع بشكل مباشر".
وعن تعاون الاحتلال في هذا الجانب، أضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحن نأمل أن يكون هناك معلومات يمكن أن نشاركها، نجحنا في الحصول على معلومات تتعلق بمصير بعض المفقودين في الجانب الإسرائيلي، وقمنا بنقل هذه المعلومات لأسرهم بشكل مباشر في القطاع".
ونوه مهنا، أنه "لا يستطيع الإفصاح عن عدد أو أسماء، لأن هذا ملف غير معلن، وهذا الأمر يتم في إطار حوار مباشر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبين السلطات المعنية، والحديث في هذا الجانب يبقى خلف الأبواب المغلقة، نظرا لطبيعة عمل الصليب الأحمر في هذا الملف الحساس".
وذكر أن "هذا الملف يشمل جميع من نتلقى منهم اتصالات في قطاع غزة؛ سواء كانوا عمال أو غيرهم"، مضيفا: "أي عائلة تبلغ عن فقدان أحد أفرادها، نأخذ المعلومات المتوفرة ونبدأ ببحث الأمر مع السلطات في الطرف الآخر (الإسرائيلية) بهدف الحصول على معلومات، ومن ثم نشاركها مباشرة مع العائلة".
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ الإنسانية والاقتصادية والمعيشية والصحية، نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي المشدد؛ البري والجوي والبحري.
وخلال الأيام والليالي الماضية الـ25، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين.
فضلا عن تدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي بحسب مراقبين إلى "جرائم حرب" يعاقب عليها القانون الدولي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة العمال اسرى غزة عمال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی القطاع من غزة
إقرأ أيضاً:
35 يومًا على حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي على شمالي القطاع
غزة - متابعة صفا لليوم الخامس والثلاثين على التوالي، ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة والحصار الخانق على شمالي قطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والدواء والمياه لآلاف المواطنين المحاصرين هناك. وعلى مدار أكثر من شهر لم تتوقف مجازر الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ شمالي القطاع، فضلًا عن مواصلة القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا. وذكر مراسل وكالة "صفا"، أن جيش الاحتلال واصل عمليات نسف المربعات السكنية في المناطق الشمالية للقطاع. وأفاد بأن مدفعية الاحتلال استهدفت غربي مخيم جباليا، فيما واصل الجيش نسف مباني سكنية غربي المخيم. واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا في جباليا البلد شمالي القطاع، كما شنت غارة جوية على مشروع بيت لاهيا. ومساء الخميس، استشهد مواطن وأصيب 10 آخرين، في غارة إسرائيلية على شارع المنشية ببيت لاهيا. وأُطلقت مناشدات لانتشال الشهداء والجرحى وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزل عائلة الحبل في شارع المنشية. ويواصل الاحتلال منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمالي القطاع، ويحرم السكان من أدنى مقومات الحياة، فلا طعام ولا شراب ولا مستشفيات ولا أكفان ولا شيء موجود شمالي القطاع. وما زال عشرات الشهداء والجرحى تحت الركام وأنقاض المنازل المدمرة، وفي الطرقات بمخيم جباليا، في ظل استمرار الحصار وانعدام الخدمات الطبية والإسعاف والدفاع المدني. ولليوم السابع عشر، ما زال الدفاع المدني معطل قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية. وبتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هاجم جيش الاحتلال طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 9 منهم. وندد باستمرار تعطيل الاحتلال لعمل الدفاع المدني والطواقم الطبية في شمال القطاع ومنعهم من الاستجابة لنداءات المواطنين في المنازل التي يتم قصفها هناك. ويتعرض المواطنون للموت والإبادة الإسرائيلية بصمت، في الوقت الذي عطل فيه الاحتلال عمل طواقم الدفاع المدني كليًا وصادر مركباتهم ومعداتهم واعتقل بعضهم. وحسب المكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن أكثر 1800 شهيد و4000 جريح ومئات المفقودين راحوا ضحية هذا العدوان المتواصل على محافظة الشمال. وتتعمد قوات الاحتلال منع إدخال المساعدات والدواء والغذاء إلى آلاف المواطنين المحاصرين شمالي القطاع، مما يفاقم الأوضاع المعيشية، والإنسانية. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.