CNN Arabic:
2024-09-17@10:36:55 GMT

كيف تصلح الأمر مع طفلك بعد توبيخه بشدة؟

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل فقدت أعصابك مع طفلك؟ من منا لم يفعل؟ لحسن الحظ، ثمة خطوات يمكننا اتخاذها لإصلاح العلاقات مع أطفالنا، أو أي شخص آخر، ومعالجة اضطرابات العلاقات بعد تفاقم حالة التوتر.

في هذا الإطار قابلت CNN عالمة النفس السريري الدكتورة بيكي كينيدي، ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعًا "Good Inside: A Guide to Becoming Parent You Want To Be".

وركزت في المقابلة على استراتيجية التربية الأكثر أهمية: الإصلاح.

بالنسبة لكينيدي، يمثل الإصلاح نموذجًا يعكس تحمّل الأهل مسؤولية أفعالهم وردود أفعالهم تجاه أطفالهم، مع تعزيز المرونة ورؤية واضحة عن الذات.

CNN: ماذا يعني للأهل أو الوصي "إصلاح" الأمر بعد الصراخ على طفلهم؟

الدكتور بيكي كينيدي: في جوهره، يتمثّل الإصلاح بمعاودة التواصل مع الطفل بعد القطيعة. من خلال إظهار تفهمنا وعاطفتنا ومنح الشعور بالأمان لأطفالنا بعدما فقدنا أعصابنا للحظة، فنغير بذلك كيفية تخزين هذه الذاكرة لديهم. ويساعد وضع مستوى من الدعم بعد النقد، واللين بعد الصراخ، والتفهّم بعد سوء الفهم، على تغيير أي رسائل تلقفها أطفالنا تشي بشعورهم بالوحدة أو السوء.

ابدأ بالاعتذار. بعد ذلك، عُد إلى ما حدث حتى يعلموا أنه لم يفهموا الأمر خطأ. ثم قل ما تتمنى لو أنك تصرّفته عوض ذلك، وكيف تخطط للتعامل مع الأمور بشكل مختلف مستقبلًا.

CNN: لقد أوضحتِ أنّ الإصلاح يُغير شبكة أسلاك الخلايا العصبية في دماغ الطفل. كيف يمكن للمحادثة التي نجريها مع طفلنا بعد الحدث أن تغير ذكرى موجودة؟

الدكتور بيكي كينيدي: الذاكرة ليست مجرد نظام لاسترجاع الأحداث، إنها أشبه بلعبة الهاتف. في كل مرة تتذكر فيها حدثًا من ماضيك، تتغير شبكات دماغك بطرق تعدل تذكر ذلك الحدث. هذا هو السبب في أن العلاج مفيد. تذكر التجارب المؤلمة التي شعرنا فيها بالإرهاق والوحدة، في سياق علاقة أكثر أمانًا وترابطًا، يساعدنا على وضع معنى لها والبدء بربط النقاط. تعمل العلاقة العلاجية على تغيير الذاكرة بحيث لا تعد مرهقة للغاية. الحدث لا يتغيّر لكن الطريقة التي يستمر فيها بهواجسك هي التي تتغير.

تقع هذه الحادثة في جوهر الإصلاح. عندما أصرخ بوجه طفلي، أو أتلفظ بكلمات أتمنى لو أنني لم أقلها، فيحتمل أن يشعر بالخوف، والإرهاق، والوحدة. إذا تمكنت بعد ذلك من شرح سبب حدوث ذلك، وكيف أنه لم يكن خطأ طفلي في الواقع، فسيتم تخزين التواصل معه، والحب، والشعور بالأمان، والتعاطف بسبب عملية الإصلاح التي أجريتها.

CNN: كتبت أن الإصلاح يمكن أن يحدث بعد 10 دقائق، أو 10 أيام، أو 10 سنوات بعد الواقعة. لِمَ لم يفت الأوان بعد للإصلاح؟

الدكتور بيكي كينيدي: لقد قال لي الناس أشياء مثل: "أشعر وكأنني صرخت في وجه طفلي لمدة 11 عامًا متتالية. لا أعتقد أنني تعرفت عليه حقًا، وابني يبلغ الآن 20 عامًا". في كثير من الأحيان، يغرق الأهل في الشعور بالذنب ويلومون أنفسهم. وبدلاً من ذلك، يمكننا إيقاف دوامة "أنا والد سيئ" من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الوضع.

أريد أن يعرف الأهل أنه في بعض الأحيان قد يكون لأصغر خطوة تجاه الإصلاح أثر عميق على أطفالنا وعلاقاتنا. يخبرني أشخاص أنهم يبكون حتى عندما يتخيلون أن ذويهم يعترفون بشيء ما حول بعض التجارب المؤلمة في ماضيهم الجماعي. يوضح هذا الأثر أنه لم يفت الأوان أبدًا لإجراء إصلاح قوي لأطفالنا.

هل تلك اللحظة ستغير كل شيء؟ لا، لن تغيّر كل شيء، بل بعض الأمور. وتغيير بعض الأمور هو اتجاه نحو التغيير، بل إنه اتجاه نحو تغيير الكثير من الأمور. أحب أن أبدأ باللحظات الصغيرة التي لها أثر كبير وتجعلنا نسير في طريق جديد.

CNN: هل على أحد الوالدين التعبير عن الندم لفظيًا لتحقيق الإصلاح؟

الدكتور بيكي كينيدي​​​​​​​: قالت مايا أنجيلو: ’لن يتذكر الناس ما قلته أو فعلته، بل ما جعلتهم يشعرون به‘. يساعد غرس الشعور بالإصلاح، الأطفال على الانتقال من الشعور بالوحدة والإرهاق والارتباك إلى شعور أكثر أمانًا وأكثر ترابطًا وأكثر اتصالاً. ويُعتبر احتضان طفلك بعد ذلك عمل جميل.

لكن الفرق أن المشاعر التي تنطوي عليها لحظة الخصام لا تزال قائمة. والبشر يحبون القصص. إنها في طبيعتنا. الطريقة الوحيدة التي نستخلص بها المعنى من المشاعر هي من خلال القصص. وفي غياب إعطاء أطفالنا قصة لمساعدتهم على فهم هذا الصدع، فيُحتمل أن يقوموا بتأليف قصتهم الخاصة. يميل الأطفال إلى الشك بذاتهم الذي قد يبدو مثل "أنا دائمًا أسيء فهم الأشياء من حولي"، أو يقومون بلوم الذات، ما قد يجعل الأطفال يعتقدون أن ذويهم يصرخون عليهم لأنهم ليسوا محبوبين.

عوض ذلك، أحث الأهل على إدراك القوة التي يتمتعون بها لإعادة كتابة القصص التي يقومون بروايتها لأطفالهم من خلال القول مثلُا: "مرحبًا، لقد كنت أواجه وقتًا عصيبًا. أنا آسف لأنني صرخت. أتمنى لو أنني تنحيت جانبًا للتحكم بمشاعري على نحو أفضل".

CNN: كيف تردّ على الأهل الذين يشعرون بالقلق من أن هذه المقاربة لن تعلّم الأطفال أن الأفعال لها عواقب؟

الدكتور بيكي كينيدي: عوض قضاء الكثير من الوقت في دراسة عواقب الفعل، أوصي بأن نركز على ما يسبق الفعل الذي نعتبره "سلوكًا سيئًا". هذه السلوكيات لها سوابق. إذا تمكنا من معرفة ما يحدث للطفل قبل الحدث، فلدينا احتمالية أكبر بكثير لتغييره.

يعد تحليل ما يدور في خلد الطفل بعد الاصغاء إليه مكانًا أكثر فاعلية للتدخل.

إذا كنت تؤمن بطفلك كشخص يريد التعاون معك، ويتمتع بالقدرة على حل المشاكل، فسوف يبدأ في إظهار هذا الجانب الجيد ويصبح ذلك الطفل.

CNN: ما الفرق بين الإصلاح والاعتذار؟

الدكتور بيكي كينيدي​​​​​​​: يمكن استخدام الاعتذار لإنهاء المحادثة: "أنا آسف لأنني صرخت. هل يمكننا المضي قدمًا؟ الإصلاح الجيد يفتح المحادثة. أهم ما يركز عليه الإصلاح هو أثره على الشخص الآخر. عندما نقوم بالإصلاح مع شخص ما، فإننا نعزز علاقتنا به. في النهاية، هذا الأمر يجعل الناس يشعرون وكأنهم تعلموا شيئًا جديدًا، ولديهم فهم أفضل لبعضهم البعض ويشعرون بأنهم أقرب.

CNN: الأبوة والأمومة غالبا ما تكون ثنائية. ماذا يحدث إذا كان أحد الوالدين يعمل على الإصلاح فيما الآخر لا يقوم بذلك؟ هل يمكن لأحد الوالدين الإصلاح نيابة عن الآخر؟

الدكتور بيكي كينيدي​​​​​​​: يمكننا الإصلاح نيابة عن شخص آخر. ويمكننا أن نفعل ذلك من دون لوم الآخر دومًا. عندما أجد صعوبة في الكلمات، أقول لنفسي: "بيكي، فقط قولي ما هو صحيح..وقد أقول لطفلي: مرحبًا، لقد سمعت والدك يصرخ عليك سابقًا، وأنا متأكد من أن ذلك كان مخيفًا. ليس من المقبول أبدًا أن يصرخ عليك شخص ما. بعد ذلك، ربما سأقول: الاعتذار صعب جدًا على والدك. وأعتقد أن السبب في ذلك شعوره بالسوء لدرجة أنه يجد صعوبة في تسميته والمجيء إليك". مع هذه المقاربة لا أحد هو الشخص السيئ. ويتمتع طفلي بفهم جديد للظروف من دون تفسير الموقف على أنه خطأه. إن مجرد قول ما هو صحيح يمكن أن يجلب الراحة لنظام الأسرة بأكمله.

صحة الأطفالصحة نفسيةنصائحنشر الثلاثاء، 31 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: صحة الأطفال صحة نفسية نصائح من خلال بعد ذلک

إقرأ أيضاً:

أمينة عام المجلس الإسلامي البريطاني تنتقد حكومة العمال بشدة.. ما السبب؟

طالبت الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، الحكومة بتقديم تفسير ومراجعة لسياستها بعد تجاهل نداءات المؤسسة خلال أحداث الشغب الأخيرة، حسب تقرير لصحيفة "الغارديان" ترجمته "عربي21".

وقالت زارا محمد (33 عاما)، التي انتخبت قبل أكثر من ثلاث سنوات كأول امرأة تترأس المجلس الإسلامي البريطاني والأصغر سنا، إن "هناك نقصا مروعا للغاية في الاتصال بالحكومة الجديدة في وقت كانت فيه الغوغاء تستهدف المسلمين والمساجد".

وأضافت أن المجلس الإسلامي البريطاني كان "منخرطا بشدة" مع حكومة الظل لحزب العمال عندما كان الحزب في المعارضة، بما في ذلك اجتماع في عام 2021 بين زارا محمد وكير ستارمرـ حيث ناقشا "أهمية التواصل مع المجتمعات المسلمة". 


وأشارت زارا محمد، إلى أن "الحكومة تجاهلت بعد ذلك محاولات مناقشة المخاطر التي يتعرض لها المسلمون أثناء أعمال الشغب"، حتى مع إجراء ميشيل أونيل، أول وزيرة في أيرلندا الشمالية، وكبار ضباط الشرطة محادثات معها في بلفاست. 

وأعربت محمد، التي ستنتهي ولايتها كأمينة عامة للمجلس الإسلامي البريطاني في كانون الثاني/ يناير، عن أملها  أن يراجع الوزراء البريطاني الآن نهج الحكومة "المحير" تجاه أكبر مظلة إسلامية في المملكة المتحدة، والتي تضم أكثر من 500 عضو تابع بما في ذلك المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية. 

وقالت، "لم يكن هناك أي اتصال رسمي من الحكومة منذ الانتخابات، وعندما حدثت أعمال الشغب، أعتقد أن هذا هو ما كنا نتوقعه.. لقد قدرنا أنه مع أي حكومة جديدة، يجب أن تستقر، ويجب أن يكون هناك بعض الوقت لتسوية (الأمور). هناك الكثير من الأشياء التي تحدث في البلاد، والركود الاقتصادي، ونحن نقدر ذلك". 

وأضافت: "لكنني أعتقد أن ما كان مخيبا للآمال حقا، وربما صادما للغاية بالنسبة للعديد من أفراد المجتمع المسلم، كان عدم وجود تفاعل رسمي أو ذي معنى مع المجلس الإسلامي البريطاني في وقت كانت فيه المساجد والمسلمين مستهدفين من قبل اليمين المتطرف بطريقة مرعبة". 

 وأشارت "الغارديان"، إلى أن الحكومة المحافظة تتبنى سياسة عدم التعامل مع المجلس الإسلامي البريطاني، وفي بيان للبرلمان في الأول من آب/ أغسطس، كشف وزير المجتمعات العمالية أليكس نوريس أنه "لم يطرأ أي تغيير على سياسة حكومة جلالته ولا توجد خطط للقاء الوزراء مع المجلس الإسلامي البريطاني". 

لكن الحكومة الجديدة لم توسع في نهجها، حيث كان السبب الذي قدمته إدارة ريشي سوناك للبرلمان لسياسة عدم المشاركة هو أن "قادة المجلس الإسلامي البريطاني السابقين اتخذوا مواقف تتعارض مع قيمنا الأساسية ولم يتم التراجع عنها صراحة". 

كان هذا البيان إشارة إلى خلاف يعود تاريخه إلى عام 2009 عندما وقع نائب الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني آنذاك، داود عبد الله، على وثيقة تعرف باسم إعلان إسطنبول، والتي دعت إلى شن هجمات على البحرية الملكية إذا حاولت وقف تهريب الأسلحة إلى حماس في غزة، وفقا للصحيفة البريطانية.


وقالت حكومة حزب العمال آنذاك، إنها لن تتعامل مع المجلس الإسلامي البريطاني إلا إذا تنحى عبد الله. وقد استقال بالفعل، وقال المجلس الإسلامي البريطاني إن الآراء المعبر عنها لا تمثل آراء الهيئة، ما أدى إلى إعادة المشاركة في العام الأخير من حكومة غوردون براون. 

كما انخرط وزراء الديمقراطيين الليبراليين في الحكومة الائتلافية المنتخبة في عام 2010 مع المجلس الإسلامي البريطاني. وقد عقدت بيني موردونت، عندما كانت المديرة العامة لحزب المحافظين، اجتماعا مع زارا محمد في عام 2021، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة في قطاع من وسائل الإعلام، بما في ذلك صحيفة "ديلي ميل". 

وقالت زارا محمد إنه تم "عزل" المجلس الإسلامي البريطاني منذ ذلك الحين، رغم أنها أضافت أن السياسة لم تكن متسقة، حيث كان المجلس يوفر خدمة مرجعية لتعيين رجال الدين المسلمين من قبل وزارة الدفاع حتى تم تسليط الضوء على هذا الأمر في مقال في صحيفة "ديلي تلغراف" العام الماضي. 

وفي الأسبوع الماضي، أخبرت نائبة رئيس الوزراء، أنجيلا راينر، مجلس العموم أن الحكومة "تفكر بنشاط" في نهجها لمعالجة الإسلاموفوبيا. وقالت زارا محمد إنها "متفائلة" بأن تقوم الحكومة بـ "ترتيب أوراقها"، وفقا للتقرير.


وأضافت محمد، "أعتقد وما آمل به هو أن تراجع الحكومة الموقف السابق وستنظر في تقديم موقف واضح بشأن سبب عدم المشاركة، وإجراء محادثة معنا لمعرفة التحديات. ما هي العقبات في عام 2024، وليس في عام 2009. ففي المحصلة، يعد التحدث إلى هيئة وطنية أمرا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالقضايا التمثيلية الوطنية. لهذا السبب نحن موجودون، لأن هذه المساجد تنضم إلى مظلة حيث لدينا قضايا سياسية كبيرة للتحدث عنها". 

وأكدت محمد: "نحن لا ندعي أبدا أننا الصوت الوحيد للمسلمين البريطانيين. نحن ندعي أننا نمثل الجمعيات العضوة. ولكن كما أن الطوائف الدينية الأخرى لديها هيئات تمثيلية، بالطبع لدينا هيئة تمثيلية، وبالطبع نريد أن نرفع صوتنا بشأن القضايا السياسية، والتمثيل الوطني". 

مقالات مشابهة

  • 3 حبات قبل المدرسة.. ثمرة مفيدة للمخ وتساعد طفلك على التركيز
  • سنة أولى أمومة.. 5 أخطاء احذري الوقوع فيها أثناء التعامل مع طفلك
  • أمينة عام المجلس الإسلامي البريطاني تنتقد حكومة العمال بشدة.. ما السبب؟
  • دليل ذكي للأمهات.. كيف تحمي صحة طفلك من تقلبات الجو مع دخول المدارس؟
  • إزاي تحمي طفلك من هوس التصوير؟.. يمكن أن يصاب بأمراض نفسية
  • أسماك الدنيس قد تصلح ما أفسد الدهر
  • قبل بدء الدراسة.. كيف تساعدين طفلك على تكوين صداقات مفيدة؟
  • أردوغان يرفضها بشدة.. لماذا تسعى المعارضة بتركيا لانتخابات مبكرة؟
  • إزاي تحمي طفلك من الاحتيال الإلكتروني؟.. احذر سرقة فلوسك
  • ريابكوف: الغرب قرر بالفعل ضرب العمق الروسي