تكشف سلوكيات أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي عن عجزه وفشله الأمني والعسكري الكبير في معرفة أمكان أسر ضباطه و جنوده الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية خلال عملية "طوفان الأقصى".

ومرة بعد أخرى يحاول الاحتلال أن يبتكر أساليب وطرق جديدة في محاولة لمعرفة طرف خيط يوصلهم بأي من جنوده الذين تحتفظ بهم "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" وبعض فصائل المقاومة الأخرى، والذين وصل عددهم لأكثر من 200، في "أماكن آمنة"

عجز أمني
وتتواصل محاولات الاحتلال خداع المواطنين الفلسطينيين، حيث يقوم في العديد من الأوقات بإسقاط مناشير من الجو، تطالب المواطنين بإخلاء منازلهم ومناطق سكنهم وأيضا "التعاون" معه، وهو ما يقابل بالسخرية والتحدي من قبل المواطنين.



ومن بين محاولات الاحتلال، إسقاط طائرات إسرائيلية لمنشورات اطلعت "عربي21" عليها حيث يحاول جاهدا أن يخاطب سكان القطاع حول "أهمية مستقبلهم"، ما يتطلب منهم بحسب ادعائه، أن يقوم البعض بالإبلاغ عن أماكن جنوده الأسرى الذين تمكنت المقاومة من أسرهم في معركة "طوفان الأقصى"، وهو الأمر الذي يشي بعجزه عن معرفة أماكن تواجدهم.

ويستقبل العزيون هذه "اللعبة الإسرائيلية " التي باتت مكشوفه بحالة من السخرية فيما تجد الأهالي مع من يستقبلونهم من النازحين مع كل رشقة صاروخية للمقاومة يطلقون صيحات التكبير والتهليل فرحا وثقة بأداء المقاومة التي تعمل بكل جهدها المحلي لصد العدوان ووقف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وفي تعليقه على محاولات الاحتلال معرفة أماكن ضباطه الأسرى في غزة، أوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ، أن "الاحتلال يدرك جيدا أهمية الحرب النفسية المرافقة لكل حرب عسكرية، وهي جزء أساس منها لطالما استخدمتها الدول الاستعمارية ضد الشعوب".

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يهدف من خلال هذه المناسبة إلى أمرين أساسين: الأول التأثير النفسي على مجموع المواطنين العزل، في رسالة تقول أنه هو الأقوى وهو مصمم على الاستمرار في الحرب وأن خلاصكم مرهون بتعاونكم مع المحتل؛ وهكذا يحول حيوات مجموع المواطنين إلى رهائن، أما التعاون أو الموت".

وذكر صباغ، أن "الأمر الثاني يتمثل في طموحه للوصول إلى بعض المهزومين، علهم يتعاونون معه ويستجيبون لهذه المناشير فيدلون قوات الاحتلال على بعض فتحات الانفاق أو بعض المعلومات العسكرية فيقصفها بالصواريخ، ويحصل على إنجاز، لكن الواقع يشهد، أن المواطن الفلسطيني وأن كان تحت القصف الوحشي، يرفض القيام بذلك، وهذا أكثر ما يقلق المحتلين، وأيضا أكثر ما يثير اعجاب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني خلق من طينة أخرى فعلا"، وفق قوله.


ارتباك إسرائيلي
من جانبه، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، مأمون أبو عامر، أن "سلوك الاحتلال يؤكد أنه يعاني من حالة من الارتباك، علما أنه لا أحد يثق برسائل الاطمئنان الإسرائيلية، وهذا ما تؤكده الكثير من الوقائع والتي منها، أنه طلب من المواطنين الذهاب إلى جنوب القطاع، وقام هناك بقتلهم، كما أن العملاء الذين هربوا إلى إسرائيل يواجهون حياة قاسية".

ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "الوعي والانتماء الوطني والديني ارتفع بعد "طوفان الأقصى" والعدوان القاسي الذي يشنه الاحتلال ضد أهل غزة، لذا من المتوقع أن تكون ردات الفعل تجاه مطالب الاحتلال سلبية، وهذا يؤكد فشل الاحتلال الجلي في هذا الاتجاه ولا يمكنه أن يعول على منشوراته وتهديداته، وما فصل الاتصالات والإنترنت عن القطاع، إلا مؤشر على أنه وصل إلى حالة من الصفرية في الاستجابة لمطالبه".

ولفت أبو عامر، إلى أن "الاحتلال حصل على صفر كبير نتيجة هذا النهج الفاشل لمعرفة أمكان تواجد جنوده الأسرى"، مؤكدا أن "لدى الاحتلال فشل أمني واستخباراتي ذريع منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، حيث جلب الأسرى الإسرائيليين إلى غزة من فوق الأرض".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 8525 شهيدا؛ بينهم أطفال ونساء وشيوخ، والجرحى لأكثر من 21543 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وارتكاب أكثر من 926 مجزرة بحق العائلات.

وخلال الأيام والليالي الماضية من زمن الحرب على غزة، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.

وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس فشل اسرى حماس فشل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

سياسي أنصار الله: اليمن سيظل داعماً للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني

يمانيون../
أدان المكتب السياسي لأنصار الله، اليوم الأربعاء، العدوان الصهيوني المستمر على الضفة الغربية ومخيم جنين، وكذلك التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني. وأكد في بيان له أن مشهد الانتصارات التاريخية في غزة ولبنان قد رفع مكانة المقاومة وحاضنتها الشعبية في مواجهة الاحتلال.

وأوضح المكتب السياسي أن استمرار العدوان على الضفة الغربية والاعتقالات والتهجير القسري يندرج ضمن سياسة الاحتلال الصهيوني الاستعمارية، وأدان في الوقت ذاته الخروقات المستمرة من قبل العدو في جنوب لبنان والتي تشكل انتهاكاً صريحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يحدث في ظل صمت الوسطاء الدوليين.

كما استنكر المكتب تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة التي تسعى لتحقيق أهداف فشلت في تحقيقها آلة الحرب الإسرائيلية، خاصة ما يتعلق بمحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأكد المكتب أن الدور الأمريكي في لبنان وغزة هو السبب الرئيس وراء تمادي الكيان الصهيوني في انتهاكاته، مشدداً على الحق المشروع والمقدس للمقاومة في لبنان وفلسطين بالتصدي للاعتداءات المتواصلة.

وأضاف البيان أن استمرار الخروقات في جنوب لبنان وتصعيد العدوان في الضفة الغربية هو محاولة مفضوحة للتغطية على انتصارات المقاومة في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن طوفان العودة في غزة يمثل إرادة الشعب الفلسطيني في دحر الاحتلال وتحقيق حلم العودة.

كما نوه البيان إلى أن الهبة الشعبية في جنوب لبنان وعودة اللاجئين إلى قراهم كان تجسيدًا لمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، وهو ما يعكس التلاحم الشعبي مع المقاومة في مواجهة الاحتلال.

واختتم البيان بتأكيد أن اليمن سيبقى دائمًا إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان، داعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، معبراً عن ثقته في صلابة الحاضنة الشعبية للمقاومة التي لن تسمح بمشاريع التهجير والاحتلال، وأنها قادرة على فرض معادلات جديدة في مواجهة العدوان.

مقالات مشابهة

  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • مصرع جندي “إسرائيلي” وإصابة آخرين باشتباك مع المقاومة في جنين
  • جيش الاحتلال يعترف بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • سياسي أنصار الله: اليمن سيظل داعماً للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس: معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي