موقع 24:
2024-10-05@01:55:50 GMT

الإعلام المؤدلج فُضحت هويته العدائية ضد الإمارات

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الإعلام المؤدلج فُضحت هويته العدائية ضد الإمارات

الخطاب الإعلامي المضلل ما هو إلَّا انعكاس لرموز العنف والإرهاب



ما أكثر الشواهد والأدلة على الثقة الدولية، وعلى المصداقية العالمية التي تحظى بها السياسة الإماراتية النزيهة، وعلى جهودها الملموسة في حلِّ الصراعات الشائكة في المنطقة بأسرها، وقد شكَّلت هذه المميزات قوة دفع لتحريك السلام، مما جعل الإمارات دائمًا تُثبت أنها لاعب دولي بامتياز؛ لأنها ارتأت أن تُغيِّر قواعد اللعبة لصالح السلام والاستقرار، وتترسَّخ سمعتها الدولية كدولة حديثة، وعصرية، ومتعايشة مع كافة شعوب العالم.


أدركت الإمارات مبكرًا أنه لا يمكن للتحولات العظمى أن تصنعها الكراهية والعنف، ولهذا كان لا بدَّ من ضبط منسوب الكراهية، ورسم خارطة جديدة للصراع في المنطقة الملتهبة، وامتصاص التصعيد والتوتر القائم، في وقت عصيب تتغير فيه التحالفات وتتعاظم المخاطر.
لا يمكن أن ننسى التوجيهات الملهمة من القيادة الحكيمة التي تقود ملحمة إماراتية لدعم القضية الفلسطينية، بوتيرة متسارعة، محاولة منها لإيجاد فرص حقيقية للحل السياسي والسلمي.
لا ينكر إلا كل جاحد أفاك، بأن الإمارات إحدى أبرز الدول التي تصدَّت لموجات التطرف والإرهاب والفوضى، كافحت جماعات الإسلام السياسي، إضافة إلى أنها تمثِّل واجهة حضارية، ومعجزة تنموية، وليس هذا كلامًا مرسلًا، ولكنها الحقيقة المسلحة بالأرقام والإحصاءات.
والإمارات لن تسمح باستغلال القضية الفلسطينيية، أو المتاجرة بها، أو محاولة توظيف ورقة المقاومة من أجل مكاسب سياسية أو حزبية أو مذهبية للعب على مُقدرات الشعب الفلسطيني، أو المتاجرة بجراحه الغائرة، سواء باستدعاء دوافع دينية أو عقائدية أو مذهبية، أو باجترار أهداف وطموحات سياسية بعيدة المنال، وكل هذا لا ينتج انتصارًا؛ إنما يتسبب بأزمات عميقة ومستمرة، كما أنه- وهذا هو الأخطر- يسيء إلى القضية ولا يفيدها، فلم نسمع عن جعجعة من أولئك الحنجوريين قضت على الاحتلال، أو حرَّرت القدس!
إن التصعيد غير المدروس لا يصنع المواقف الصائبة، بل يوقف الحلول ويعطلها، ويدفع الفلسطينيون وحدهم باهظ الأثمان في الأرواح والأموال؛ لأن المحتل يوظفّها لصالح مزيد من الصَّلَف والعدوان على الشعب الفلسطيني.
وها هي الإمارات العربية تعلن أدانتها للعمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة المحتلة، كما عبَّرت عن استيائها الشديد من وقوع المزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء، ودعت صارخةً إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق لإطلاق النار؛ لمنع سفك الدماء، وأكدت الإمارات على أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة، بموجب القانون الدولي الإنساني، وإعمالًا للمعاهدات الدولية، وألَّا يكونوا هدفًا للصراع، كما دعت إلى تأمين فتح ممر إنساني آمن لإيصال المساعدات بشكل عاجل ومستدام.
إن حملة "تراحم من أجل غزة" التي تشرف على تنفيذها وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، تكفي للتدليل على الدور الإماراتي قيادة وحكومة وشعبًا في التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، وأشير هنا إلى أن باب التبرعات العينية والمالية متاح عبر القنوات الرسمية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي... إلخ.
كما أن الإمارات رفضت مشروع قرار مجلس الأمن الذي لم ينصف قطاع غزة، ولم تأل جهدًا في الترويج للقضية في كل المحافل العالمية بما تملكه من أذرع إعلامية وسياسية ودبلوماسية.
إن هذه الحملات الممنهجة من التشويه الإعلامي لدور الإمارات لن يجعلنا نتخلى عن أخواننا في غزة، ولن ينال من سمعتنا وإنجازاتنا العملية والواقعية، ولن يثبط حراكها الإنساني والسياسي والدبلوماسي والسلمي من أجل وقف العدوان على الفلسطينين.
مع ذلك، باعتبارنا أصحاب الباع الطويل سياسيًّا ودبلوماسيًّا، لن يفتَّ في عضدنا ذلك الإعلام المؤدلج الذي يوظف أفكاره ورؤاه السياسية الخبيثة للنيل من بلادنا أو تشويه مواقفنا السياسية.
ينبغي أن يعلم أخواننا من الشعب الفلسطيني أن ما يؤلمنا يؤلمهم، وأن جراحهم جراحنا تؤلمنا كما تؤلمهم وتقض مضاجعنا كما تقض مضاجعهم، وقضيتهم ليس فقط لأنها عربية، وإنما لأنها قضية عادلة.
إنَّ الخطاب الإعلامي المضلل ما هو إلَّا انعكاس لرموز العنف والإرهاب، والتي باتت تشكل خطرًا حقيقيًّا ليس علينا ولكن على أخواننا أصحاب القضية، هذا النهج الخبيث يتَّضح في تغطيات الإعلام المعادي، الذي يحاول المتاجرة بالقضية لصناعة أكبر الأزمات.
إن الأيام المقبلة كفيلة بأن تظهر قدرة الدبلوماسية الإماراتية النزيهة في تهدئة الأوضاع المتوترة، وبأنها تحاول مواجهة كيانات العنف والرهانات الخاسرة، وهذا هو التحدي الأكبر الذي تخوضه الإمارات، ألا وهو بناء التنوير وخلق مستقبل جديد في المنطقة التي تعتبر الأكثر اضطرابًا في العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته

القدس المحتلة - خاص صفا يشكل موسم الأعياد التوراتية القادم العدوان الأعتى على المسجد الأقصى المبارك، والذي يأخد منحى تصاعديًا أكثر وأشد خطورة على هويته الإسلامية، في ظل مساعي "الصهيونية الدينية" إلى فرض "الهيكل" المزعوم مكان المسجد، وتمويل حكومة الاحتلال للاقتحامات، وزيادة أعداد المقتحمين. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تصاعدت حدة الاعتداءات والإجراءات الاحتلالية في المسجد المبارك بشكل غير مسبوق، في محاولة لفرض "السيادة الإسرائيلية" الكاملة عليه وتحويله إلى "مقدس يهودي". وفي كل عام، تتخذ "جماعات الهيكل" المتطرفة موسم الأعياد كمحطة رئيسية ومهمة لتصعيد عدوانها على الأقصى ليبلغ أعلى ذروته، وتُحوله إلى مناسبة لتكريس حقائق جديدة فيه عبر إدخال "الأدوات الدينية التوراتية، ونفخ البوق، وفرض القربان، وإدخال القرابين النباتية". وينطلق موسم الأعياد اعتبارًا من يوم غد الخميس بـ"رأس السنة العبرية"، ويتبعها ما يسمى أيام"التوبة" العشرة، مرورًا بـ"عيد الغفران" في 12 أكتوبر، وصولًا إلى "عيد العرش" الذي يبدأ من 17 حتى 23 من الشهر نفسه. وعيد "العرش" يعد أحد أعياد "الحج التوراتية" الثلاثة التي ترتبط بـ"الهيكل" المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسه داخل المسجد الأقصى، وإدخال "القرابية النباتية" إلى داخله. تصاعد غير مسبوق الباحث المتخصص في علوم القدس والأقصى، أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول "29 مايو" عبد الله معروف يقول إن موسم الأعياد الدينية اليهودية يُعد الأطول في السنة، كونه يستمر 22 يومًا، ويتخلله تصاعدًا خطيرًا وغير مسبوق في الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى. ويوضح معروف، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الأقصى ينتظره الكثير من الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، والتي تخطط "جماعات المعبد" لتنفيذها في المسجد، باعتباره موسمًا عصيبًا للاعتداء عليه، وذلك من خلال أداء بعض الطقوس التلمودية الخاصة داخله. ويضيف أن هذه الأعياد سيتخللها "نفخ بالبوق" داخل المسجد، وزيادة الاقتحامات وأعداد المستوطنين المقتحمين، وهم يرتدون "لباس الكهنة"، فضلًا عن أداء ما يسمى "بركات الكهنة"، و"السجود الملحمي"، بالإضافة إلى إدخال "القرابين النباتية" بعيد "العرش"، وأداء الطقوس التلمودية. وهذا العام يكتسب طابعًا خاصًا، وفق معروف، كون هذه الأعياد تأتي تزامنًا مع الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى". وبهذا الصدد، يقول: إن "هذا العام سيشهد تنفيذ طقوس دينية علنية داخل المسجد، وعلى نطاق أوسع بكثير من العام الماضي، خاصة أن الذكرى السنوية الأولى بالتقويم الميلادي لأحداث السابع من أكتوبر ستحل خلال هذه الأيام، ومن غير المستبعد أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة، برعاية الحكومة الإسرائيلية، استغلال الذكرى لتأكيد وجودها في الأقصى بقوة أكبر بكثير من ذي قبل". ويشير إلى أن المسجد الأقصى خلال "عيد العرش" يتعرض لموجة عاتية من الاقتحامات التي تصاحبها الطقوس الدينية، وإدخال "القرابين النباتية"، لكنه يعتبر هذا العام ذات أهمية خاصة جدًا، باعتبار أن الذكرى العبرية الأولى، وفقًا للتقويم العبري، لعملية "طوفان الأقصى"، ستحل يوم 24 أكتوبر. وتسعى "جماعات الهيكل" إلى تغيير هوية الأقصى بالكامل وتحويله إلى "معبد"، وكخطوة أولى تُحاول تلك الجماعات بناء كنيس يهودي داخله، بهدف نزع السيادة الحصرية الإسلامية في الإدارة والسيادة على الأقصى. ويضيف أن "الاحتلال ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يتمادى في عدوانه على المسجد المبارك، كونه يعتقد أن الخاصرة الأضعف لدى المسلمين هو الأقصى، وأن المكان الوحيد الذي لا يوجد من يُدافع عنه فعليًا أمام هذه الاعتداءات". معركة وجود وحاليًا يعيش المسجد الأقصى، كما يؤكد معروف، "معركة وجود"، خاصة أن الجماعات المتطرفة ترى أن الأرضية مهيأة في المسجد الأقصى لتنفيذ مشروعها على الأرض، مستفيدةً من حالة العجز العربي والإسلامي غير المسبوقة رسميًا وشعبيًا فيما يتعلق بحماية المسجد. ويقول إن حكومة الاحتلال وجماعاتها المتطرفة يعتقدون أن غياب الفعل الشعبي الرسمي العربي والإسلامي هو الفرصة الذهبية للتحرك من أجل إنجاز مشروعها داخل المسجد المبارك. ومن وجهة نظره، فإن حكومة الاحتلال ترى أن أي تراجع أو هدوء تجاه هذا المشروع من ناحية الأمة العربية والإسلامية يعني بالنسبة لها ضوءًا أخضر للتقدم خطوات إضافية في مشروعها. ويضيف "يجب أن يعلم الفلسطينيون في القدس والداخل المحتل والضفة الغربية، وفي كل العالم الإسلامي بأن المسجد الأقصى مشكلته الأساسية هي الاحتلال، وأن أي صمت أو هدوء تجاه ما تُخطط له الجماعات المتطرفة، والذي أصبح مكشوفًا للجميع يعني ضوءًا أخضر للاحتلال للمضى قدمًا في مشروعه داخل الأقصى". ويتابع "على المقدسيين أن يفهموا بأنه لا يوجد خط أحمر في الدفاع عن الأقصى، كونها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، والمسلمين جميعًا، باعتباره ذات قدسية خاصة لا تقل أهمية عن الكعبة والمسجد النبوي". ووفق تقدير موقف أصدرته مؤخرًا، مؤسسة القدس الدولية، من المتوقع أن يشهد هذا العام العدوان الأعتى على الأقصى في تاريخه على كل جبهات التهويد، بما يشمل "نفخ البوق العلني" بشكل متكرر، واستعراض الطقوس، ومحاولة تجديد حصار الأقصى، وتمديد مساحات الاستفراد بالجهة الغربية، ومحاولة بناء عريشة في الساحة الشرقية للمسجد، واستعراض هيمنة شرطة الاحتلال على إدارته، والمساس بالأوقاف والحراس. ويرى أن الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله، ما يفرض ضرورة الانخراط في معركة الدفاع عنه بكل وسائل المقاومة الممكنة، على مستوى الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده وعلى مستوى دول الطوق وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، مع الضغط على النظام العربي الرسمي المتآكل للحصول على أي موقف إيجابي ووقف تدهور سقوف موقفه. 

مقالات مشابهة

  • الإعلام الإماراتي يشيد بمخطط تطوير رأس الحكمة.. استثمار ضخم يحول مصر إلى وجهة استثمارية عالمية
  • المركزي: ارتفاع سعر صرف الدرهم الإماراتي خلال يوليو الماضي
  • "المركزي": ارتفاع سعر صرف الدرهم الإماراتي خلال يوليو الماضي
  • “المركزي”: ارتفاع سعر صرف الدرهم الإماراتي خلال يوليو الماضي
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • الكوادر التعليمية تشيد بمبادرة اليوم الإماراتي للتعليم
  • «النقد العربي»: المركزي الإماراتي طور المنظومة الرقابية للقطاع وفق أفضل المعايير
  • الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته
  • عبد الرحمن العور: «اليوم الإماراتي للتعليم» يعكس الدور المحوري للقطاع في التنمية