موقع 24:
2025-04-07@01:02:35 GMT

الإعلام المؤدلج فُضحت هويته العدائية ضد الإمارات

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الإعلام المؤدلج فُضحت هويته العدائية ضد الإمارات

الخطاب الإعلامي المضلل ما هو إلَّا انعكاس لرموز العنف والإرهاب



ما أكثر الشواهد والأدلة على الثقة الدولية، وعلى المصداقية العالمية التي تحظى بها السياسة الإماراتية النزيهة، وعلى جهودها الملموسة في حلِّ الصراعات الشائكة في المنطقة بأسرها، وقد شكَّلت هذه المميزات قوة دفع لتحريك السلام، مما جعل الإمارات دائمًا تُثبت أنها لاعب دولي بامتياز؛ لأنها ارتأت أن تُغيِّر قواعد اللعبة لصالح السلام والاستقرار، وتترسَّخ سمعتها الدولية كدولة حديثة، وعصرية، ومتعايشة مع كافة شعوب العالم.


أدركت الإمارات مبكرًا أنه لا يمكن للتحولات العظمى أن تصنعها الكراهية والعنف، ولهذا كان لا بدَّ من ضبط منسوب الكراهية، ورسم خارطة جديدة للصراع في المنطقة الملتهبة، وامتصاص التصعيد والتوتر القائم، في وقت عصيب تتغير فيه التحالفات وتتعاظم المخاطر.
لا يمكن أن ننسى التوجيهات الملهمة من القيادة الحكيمة التي تقود ملحمة إماراتية لدعم القضية الفلسطينية، بوتيرة متسارعة، محاولة منها لإيجاد فرص حقيقية للحل السياسي والسلمي.
لا ينكر إلا كل جاحد أفاك، بأن الإمارات إحدى أبرز الدول التي تصدَّت لموجات التطرف والإرهاب والفوضى، كافحت جماعات الإسلام السياسي، إضافة إلى أنها تمثِّل واجهة حضارية، ومعجزة تنموية، وليس هذا كلامًا مرسلًا، ولكنها الحقيقة المسلحة بالأرقام والإحصاءات.
والإمارات لن تسمح باستغلال القضية الفلسطينيية، أو المتاجرة بها، أو محاولة توظيف ورقة المقاومة من أجل مكاسب سياسية أو حزبية أو مذهبية للعب على مُقدرات الشعب الفلسطيني، أو المتاجرة بجراحه الغائرة، سواء باستدعاء دوافع دينية أو عقائدية أو مذهبية، أو باجترار أهداف وطموحات سياسية بعيدة المنال، وكل هذا لا ينتج انتصارًا؛ إنما يتسبب بأزمات عميقة ومستمرة، كما أنه- وهذا هو الأخطر- يسيء إلى القضية ولا يفيدها، فلم نسمع عن جعجعة من أولئك الحنجوريين قضت على الاحتلال، أو حرَّرت القدس!
إن التصعيد غير المدروس لا يصنع المواقف الصائبة، بل يوقف الحلول ويعطلها، ويدفع الفلسطينيون وحدهم باهظ الأثمان في الأرواح والأموال؛ لأن المحتل يوظفّها لصالح مزيد من الصَّلَف والعدوان على الشعب الفلسطيني.
وها هي الإمارات العربية تعلن أدانتها للعمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة المحتلة، كما عبَّرت عن استيائها الشديد من وقوع المزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء، ودعت صارخةً إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق لإطلاق النار؛ لمنع سفك الدماء، وأكدت الإمارات على أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة، بموجب القانون الدولي الإنساني، وإعمالًا للمعاهدات الدولية، وألَّا يكونوا هدفًا للصراع، كما دعت إلى تأمين فتح ممر إنساني آمن لإيصال المساعدات بشكل عاجل ومستدام.
إن حملة "تراحم من أجل غزة" التي تشرف على تنفيذها وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، تكفي للتدليل على الدور الإماراتي قيادة وحكومة وشعبًا في التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، وأشير هنا إلى أن باب التبرعات العينية والمالية متاح عبر القنوات الرسمية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي... إلخ.
كما أن الإمارات رفضت مشروع قرار مجلس الأمن الذي لم ينصف قطاع غزة، ولم تأل جهدًا في الترويج للقضية في كل المحافل العالمية بما تملكه من أذرع إعلامية وسياسية ودبلوماسية.
إن هذه الحملات الممنهجة من التشويه الإعلامي لدور الإمارات لن يجعلنا نتخلى عن أخواننا في غزة، ولن ينال من سمعتنا وإنجازاتنا العملية والواقعية، ولن يثبط حراكها الإنساني والسياسي والدبلوماسي والسلمي من أجل وقف العدوان على الفلسطينين.
مع ذلك، باعتبارنا أصحاب الباع الطويل سياسيًّا ودبلوماسيًّا، لن يفتَّ في عضدنا ذلك الإعلام المؤدلج الذي يوظف أفكاره ورؤاه السياسية الخبيثة للنيل من بلادنا أو تشويه مواقفنا السياسية.
ينبغي أن يعلم أخواننا من الشعب الفلسطيني أن ما يؤلمنا يؤلمهم، وأن جراحهم جراحنا تؤلمنا كما تؤلمهم وتقض مضاجعنا كما تقض مضاجعهم، وقضيتهم ليس فقط لأنها عربية، وإنما لأنها قضية عادلة.
إنَّ الخطاب الإعلامي المضلل ما هو إلَّا انعكاس لرموز العنف والإرهاب، والتي باتت تشكل خطرًا حقيقيًّا ليس علينا ولكن على أخواننا أصحاب القضية، هذا النهج الخبيث يتَّضح في تغطيات الإعلام المعادي، الذي يحاول المتاجرة بالقضية لصناعة أكبر الأزمات.
إن الأيام المقبلة كفيلة بأن تظهر قدرة الدبلوماسية الإماراتية النزيهة في تهدئة الأوضاع المتوترة، وبأنها تحاول مواجهة كيانات العنف والرهانات الخاسرة، وهذا هو التحدي الأكبر الذي تخوضه الإمارات، ألا وهو بناء التنوير وخلق مستقبل جديد في المنطقة التي تعتبر الأكثر اضطرابًا في العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية

كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة

في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .

quincysjones@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • فريق الإنقاذ الإماراتي.. فزعة احترافية بخبرات دولية في ميانمار
  • فعالية ترفيهية للأطفال المرضى بـ «المستشفى الإماراتي العائم»
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية، وهي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: لا صحة للأنباء التي تتحدث عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن بحلب وقوات سوريا الديمقراطية.
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • البرنامج النووي السلمي الإماراتي يرسخ ريادته العالمية
  • البرنامج النووي السلمي الإماراتي يرسخ ريادته بإنجازات استثنائية
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • رواد عمل خيري: العالم ممتن للعطاء الإماراتي المستمر كنموذج للتضامن الإنساني