بظهور النتيجة تمَّ إسدال الستار على محفل الشورى الديمقراطي الجديد الَّذي أثبت فيه العُمانيون أنَّهم على قدر المسؤوليَّة فتسابقوا لاختيار الأفضل الَّذي يُمثِلهم.. حيث شهد محفل الشورى الانتخابي العاشر إقبالًا كثيفًا من قِبَل المواطنين، سواء في الخارج أو الداخل، حيث وصلت نسبة المشاركين إلى أكثر من 65% وهو ما يُترجِم مدى الوعي لدى الشَّعب العُماني بأهمِّية التصويت في الانتخابات، وأنَّه واجب وطني ومُهمَّة منوط بها وخطوة عَلَيْه اتِّخاذها لبناء بلاده وصنع مستقبله، وأمانة عَلَيْه أن يؤدِّيَها على أكمل وَجْه.

. فقَدِ استطاع بكُلِّ جدارةٍ أن يوثِّقَ في صفحات التاريخ استحقاقًا وطنيًّا كتب سطوره بمدادٍ من الولاء والانتماء للوطن والقائد المُفدَّى بعيدًا عن التحزُّب والتحيُّز للقبيلة أو المحسوبيَّات أو القرابة.
الملاحظ أنَّ هذه النسخة من الانتخابات شهدت تطوُّرًا وتغييرًا إيجابيًّا عن النسخ السَّابقة، فمثلًا تصدَّرت التكنولوجيا المشهد الانتخابي.. حيث أدلى الناخبون بأصواتهم عَبْرَ تطبيق «أنتخب» الَّذي شهد تطوُّرًا عن نسخته الأولى وضمن نزاهة وشفافيَّة وأمانًا للعمليَّة الانتخابيَّة إلى جانب سهولتها على الناخبين وتحقيق العدالة بَيْنَ المرشَّحين بتطبيق قواعد محدَّدة للدعاية الانتخابيَّة.. بالإضافة إلى بساطة الإجراءات، سواء أثناء الانتخابات أو في عمليَّات الفرز بجميع مراحلها.
الآن وبعد أن انفضَّ المحفل الديمقراطي الَّذي شهد رغبة المواطنين الحقيقيَّة في مشاركة الحكومة في عمليَّة التنمية والأخذ بِيَدِ الوطن نَحْوَ العُلا والرُّقي والتقدُّم.. ماذا بعد؟
الواضح أنَّ انتخابات الشورى هذه الدَّوْرة شهدت معيارًا جديدًا لاختيار عضو المجلس وهو مدى كفاءته وقدرته على تحمُّل مسؤوليَّة النهوض بالوطن ومتابعة مَسيرة التنمية بنجاح ومثابرة واقتدار.. فعضويَّة المجلس لَمْ تَعُدْ وجاهة أو تشريفًا بقدر ما هي تكليف وإرث ثقيل عَلَيْه تحمُّل مسؤوليَّتها والقيام بها على أكمل وَجْه والمشاركة بفاعليَّة في تحقيق مصالح الوطن والمواطن بغَضِّ النظر عن المصلحة الشَّخصيَّة.. ومن الواضح للعيان أنَّ ثقافة حُسن الاختيار سادَتْ بَيْنَ المنتخِبِين، حيث حرص كُلُّ مواطن على اختيار المرشَّح الأنسَب الَّذي يستطيع المساهمة في بناء بلاده بفاعليَّة.. فمن المُهمِّ أن يكُونَ المرشَّح مُلمًّا بمهام مجلس الشورى حتَّى يستطيعَ طرح الموضوعات الَّتي تمَسُّ هموم المواطنين في دائرته.. والأهمُّ من هذا أن يكُونَ على عِلْم بأحوال المواطنين في ولايته حتَّى يستطيعَ تأدية واجبه تجاههم على الوَجْه الأكمل. إنَّ عُمان أمانة في أعناق أعضاء مجلس الشورى الجُدد، وعَلَيْهم أن يكُونُوا على قدر المسؤوليَّة الَّتي أُلقيت على أكتافهم فيحملون مسؤوليَّة النهوض بها بنزاهة ومصداقيَّة وفاعليَّة.. ونتمنَّى أن نرَى مناقشات شفَّافة وحكيمة تكُونُ كفيلة بمواصلة مَسيرة التجديد والصلاح حتَّى نصلَ ببلادنا لبَرِّ الأمان.
مبارك لأعضاء مجلس الشورى الجُدد، ونتمنَّى أن يكُونُوا عِند حُسن ظنِّ وثقة ناخبيهم الَّذين أولوهم مسؤوليَّة تمثيلهم، فهذه أمانة وعَلَيْهم تأديتها على أكمل وَجْه. أمَّا مَنْ لَمْ يحالفْه التوفيق فهذا لا يُقلِّل من شأنه، وعَلَيْه ألَّا يحزنَ؛ لأنَّ دَوْره في النهوض بالوطن لا يقف عِند حدِّ كونه عضوًا في مجلس الشورى.
**********
إلى متى تستمرُّ المجازر البشعة وجرائم الحرب المتواصلة الَّتي تقوم بها قوَّات الاحتلال الصهيوني الغاشمة في حقِّ الشَّعب الفلسطيني، خصوصًا في قِطاع غزَّة؟!.. إنَّ الانتهاكات والممارسات الَّتي ترتكبها دَولة الاحتلال تخالف كُلَّ القوانين والأعراف الدوليَّة والإنسانيَّة.. والاستمرار في هذا الظلم والعدوان سينعكس على المنطقة ككُلٍّ وتطول آثاره الكارثيَّة دوَل المنطقة، بل العالَم أجمع.
لا شكَّ أنَّ الدَّعم الَّذي يتلقَّاه الصهاينة من أميركا ودوَل أوروبا، ومنحها الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة المُحرَّمة وكُلِّ ما من شأنه إذلال وقمع وقهر الفلسطينيِّين هو ما يُشجِّع الكيان الصهيوني على مواصلة اعتداءاته الغاشمة والتمادي في جرائمه الَّتي لا تجد مَن يحاسبه عَلَيْها.
لقَدْ أكَّدت سلطنة عُمان مرارًا وتكرارًا وعلى مرِّ التاريخ، منذ أن انزرعت الدَّولة الصهيونيَّة ظلمًا وبهتانًا في المنطقة، دعمها المُطلَق للشَّعب الفلسطيني.. وها هي تطالب عَبْرَ بيان لوزارة الخارجيَّة المُجتمع الدوَلي بضرورة التدخُّل الفوري لحقن دماء الأبرياء ووقف الحرب والانتهاكات الإسرائيليَّة الَّتي تُعدُّ جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة وتشجبها كافَّة القوانين والأعراف الإنسانيَّة والدوَليَّة.. داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة دَولة الاحتلال، كما حذَّرت من مغبة العمليَّات العسكريَّة البَرِّيَّة؛ لأنَّها تنذر بآثار كارثية خطيرة على المنطقة والعالَم وعلى فرص تحقيق السَّلام والاستقرار. فلا بُدَّ من التحرك لإيقاف هذا الإجرام غير المسبوق.

ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجلس الشورى

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة المناضل اللواء خالد باراس

الثورة نت|

بعث رئيس مجلس الشورى، محمد حسين العيدروس، برقية عزاء ومواساة في وفاة المناضل الوحدوي اللواء خالد باراس مستشار المجلس السياسي الأعلى، ورئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، الذي وفاه الأجل اليوم عن عمر ناهز الـ 85 عاما بعد حياة زاخرة بالعطاء والنضال الوطني.

ونوه العيدروس في برقية العزاء التي بعثها إلى نجلي الفقيد وليد ونوفل وأفراد أسرته وكافة قبيلة باراس في الداخل والخارج، بمناقب الفقيد ومواقفه الوطنية والنضالية المشهود لها خلال ثورة الـ 14 من أكتوبر ودوره البارز في التحرير وتحقيق الاستقلال ومناهضة العدوان على اليمن.

ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أن المناضل باراس كان أحد ضباط قادة الجيش البدوي الحضرمي قبل الاستقلال وطلائع مناضلي الجبهة القومية ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن، وأحد الشخصيات البارزة التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق الوحدة اليمنية والدفاع عنها وتدعيم وحدة الصف الوطني ومواجهة التحديات التي كانت ولا زالت محدقة باليمن.

وأكد أن الوطن خسر برحيل الفقيد واحدا من الشخصيات العسكرية البارزة التي تميزت بالحنكة في القيادة، علاوة على كونه شخصية اجتماعية فذة ساهمت بشكل كبير في اصلاح ذات البين و تحلى بدماثة الأخلاق والحرص على تجسيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

وعبّر رئيس مجلس الشورى عن خالص العزاء وعظيم المواساة لأبناء الفقيد وأفراد أسرته كافة بمنطقة حجر مديرية سيئون بمحافظة حضرموت بهذا المصاب، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ” إنا لله وإنا إليه راجعون “.

مقالات مشابهة

  • لبحث حملة بايدن الرئاسية.. تحركات لسيناتور ديمقراطي في مجلس الشيوخ والرئيس يرد
  • لبحث حملة بايدن الرئاسية.. تحركات لسيناتور ديمقراطي في مجلس الشيوخ
  • الشورى يشارك في الاجتماع الثامن للجنة البرلمانية الخليجية -الأوروبية
  • تشيع رسمي وشعبي كبير لفقيد الوطن المناضل اللواء خالد باراس بصنعاء
  • وفد أعضاء مجلس الشورى يلتقي رئيسة مجلس الشيوخ في أوزبكستان
  • وفد عسكري سعودي يتعرف على صلاحيات "الشورى"
  • "الصداقة البرلمانية" تبحث تعزيز التعاون مع المجلس التشريعي الأوزبكستاني
  • "الشورى" يدعو للإسراع في استكمال حصر وتوثيق عقارات الدولة
  • رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة المناضل اللواء خالد باراس
  • ترسيخ العمل الشورَوِي