أضواء كاشفة : محفل ديمقراطي يجسد الوطنية والولاء
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
بظهور النتيجة تمَّ إسدال الستار على محفل الشورى الديمقراطي الجديد الَّذي أثبت فيه العُمانيون أنَّهم على قدر المسؤوليَّة فتسابقوا لاختيار الأفضل الَّذي يُمثِلهم.. حيث شهد محفل الشورى الانتخابي العاشر إقبالًا كثيفًا من قِبَل المواطنين، سواء في الخارج أو الداخل، حيث وصلت نسبة المشاركين إلى أكثر من 65% وهو ما يُترجِم مدى الوعي لدى الشَّعب العُماني بأهمِّية التصويت في الانتخابات، وأنَّه واجب وطني ومُهمَّة منوط بها وخطوة عَلَيْه اتِّخاذها لبناء بلاده وصنع مستقبله، وأمانة عَلَيْه أن يؤدِّيَها على أكمل وَجْه.
الملاحظ أنَّ هذه النسخة من الانتخابات شهدت تطوُّرًا وتغييرًا إيجابيًّا عن النسخ السَّابقة، فمثلًا تصدَّرت التكنولوجيا المشهد الانتخابي.. حيث أدلى الناخبون بأصواتهم عَبْرَ تطبيق «أنتخب» الَّذي شهد تطوُّرًا عن نسخته الأولى وضمن نزاهة وشفافيَّة وأمانًا للعمليَّة الانتخابيَّة إلى جانب سهولتها على الناخبين وتحقيق العدالة بَيْنَ المرشَّحين بتطبيق قواعد محدَّدة للدعاية الانتخابيَّة.. بالإضافة إلى بساطة الإجراءات، سواء أثناء الانتخابات أو في عمليَّات الفرز بجميع مراحلها.
الآن وبعد أن انفضَّ المحفل الديمقراطي الَّذي شهد رغبة المواطنين الحقيقيَّة في مشاركة الحكومة في عمليَّة التنمية والأخذ بِيَدِ الوطن نَحْوَ العُلا والرُّقي والتقدُّم.. ماذا بعد؟
الواضح أنَّ انتخابات الشورى هذه الدَّوْرة شهدت معيارًا جديدًا لاختيار عضو المجلس وهو مدى كفاءته وقدرته على تحمُّل مسؤوليَّة النهوض بالوطن ومتابعة مَسيرة التنمية بنجاح ومثابرة واقتدار.. فعضويَّة المجلس لَمْ تَعُدْ وجاهة أو تشريفًا بقدر ما هي تكليف وإرث ثقيل عَلَيْه تحمُّل مسؤوليَّتها والقيام بها على أكمل وَجْه والمشاركة بفاعليَّة في تحقيق مصالح الوطن والمواطن بغَضِّ النظر عن المصلحة الشَّخصيَّة.. ومن الواضح للعيان أنَّ ثقافة حُسن الاختيار سادَتْ بَيْنَ المنتخِبِين، حيث حرص كُلُّ مواطن على اختيار المرشَّح الأنسَب الَّذي يستطيع المساهمة في بناء بلاده بفاعليَّة.. فمن المُهمِّ أن يكُونَ المرشَّح مُلمًّا بمهام مجلس الشورى حتَّى يستطيعَ طرح الموضوعات الَّتي تمَسُّ هموم المواطنين في دائرته.. والأهمُّ من هذا أن يكُونَ على عِلْم بأحوال المواطنين في ولايته حتَّى يستطيعَ تأدية واجبه تجاههم على الوَجْه الأكمل. إنَّ عُمان أمانة في أعناق أعضاء مجلس الشورى الجُدد، وعَلَيْهم أن يكُونُوا على قدر المسؤوليَّة الَّتي أُلقيت على أكتافهم فيحملون مسؤوليَّة النهوض بها بنزاهة ومصداقيَّة وفاعليَّة.. ونتمنَّى أن نرَى مناقشات شفَّافة وحكيمة تكُونُ كفيلة بمواصلة مَسيرة التجديد والصلاح حتَّى نصلَ ببلادنا لبَرِّ الأمان.
مبارك لأعضاء مجلس الشورى الجُدد، ونتمنَّى أن يكُونُوا عِند حُسن ظنِّ وثقة ناخبيهم الَّذين أولوهم مسؤوليَّة تمثيلهم، فهذه أمانة وعَلَيْهم تأديتها على أكمل وَجْه. أمَّا مَنْ لَمْ يحالفْه التوفيق فهذا لا يُقلِّل من شأنه، وعَلَيْه ألَّا يحزنَ؛ لأنَّ دَوْره في النهوض بالوطن لا يقف عِند حدِّ كونه عضوًا في مجلس الشورى.
**********
إلى متى تستمرُّ المجازر البشعة وجرائم الحرب المتواصلة الَّتي تقوم بها قوَّات الاحتلال الصهيوني الغاشمة في حقِّ الشَّعب الفلسطيني، خصوصًا في قِطاع غزَّة؟!.. إنَّ الانتهاكات والممارسات الَّتي ترتكبها دَولة الاحتلال تخالف كُلَّ القوانين والأعراف الدوليَّة والإنسانيَّة.. والاستمرار في هذا الظلم والعدوان سينعكس على المنطقة ككُلٍّ وتطول آثاره الكارثيَّة دوَل المنطقة، بل العالَم أجمع.
لا شكَّ أنَّ الدَّعم الَّذي يتلقَّاه الصهاينة من أميركا ودوَل أوروبا، ومنحها الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة المُحرَّمة وكُلِّ ما من شأنه إذلال وقمع وقهر الفلسطينيِّين هو ما يُشجِّع الكيان الصهيوني على مواصلة اعتداءاته الغاشمة والتمادي في جرائمه الَّتي لا تجد مَن يحاسبه عَلَيْها.
لقَدْ أكَّدت سلطنة عُمان مرارًا وتكرارًا وعلى مرِّ التاريخ، منذ أن انزرعت الدَّولة الصهيونيَّة ظلمًا وبهتانًا في المنطقة، دعمها المُطلَق للشَّعب الفلسطيني.. وها هي تطالب عَبْرَ بيان لوزارة الخارجيَّة المُجتمع الدوَلي بضرورة التدخُّل الفوري لحقن دماء الأبرياء ووقف الحرب والانتهاكات الإسرائيليَّة الَّتي تُعدُّ جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة وتشجبها كافَّة القوانين والأعراف الإنسانيَّة والدوَليَّة.. داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة دَولة الاحتلال، كما حذَّرت من مغبة العمليَّات العسكريَّة البَرِّيَّة؛ لأنَّها تنذر بآثار كارثية خطيرة على المنطقة والعالَم وعلى فرص تحقيق السَّلام والاستقرار. فلا بُدَّ من التحرك لإيقاف هذا الإجرام غير المسبوق.
ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مجلس الشورى
إقرأ أيضاً:
هكذا مهدت أضواء ترامب الخضراء لاستئناف إسرائيل عدوانها على غزة
واشنطن – مثل استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وهو ما أسفر حتى الآن عن استشهاد ما يزيد على 400 شخص، فصلا جديدا في طريقة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأحد أعقد أزمات السياسة الخارجية التي ورثها عن سلفه جو بايدن.
وحتى الآن تتبنى إدارة ترامب الموقف الإسرائيل المبرر لهذا العدوان، وتلقي بالمسؤولية فقط على حركة حماس "لفشلها في إطلاق سراح الرهائن أو قبول مقترحات أميركية لتمديد وقف إطلاق النار الهش الذي استمر لمدة شهرين".
ولم يقتصر استئناف العدوان على الهجمات الجوية والصاروخية الإسرائيلية، بل امتد ليصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء شملت عددا من المراكز السكانية في القطاع، لا سيما مدينة بيت حانون الشمالية وعدة أحياء في خان يونس بالجنوب، وهو ما اعتبره بعض المراقبين بمثابة تحرك إسرائيلي مواز يمهد لترحيل أهل القطاع، وهو ما عبر عنه ترامب في عدة مناسبات.
ترامب يخلف وعده
خلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بالعمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتحرير المحتجزين لدى حركة حماس. وطالما احتفى ترامب بما اعتبره هدوءا عاما شهدته دول الشرق الأوسط أثناء سنوات حكمه الأربع الأولي، وأكد أنه لو أستمر في الحكم لما وقعت أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما أعقبها.
إعلانوبصورة غير مباشرة، أعطى الرئيس ترامب إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات في قطاع غزة، ومن جانبها أعطت إسرائيل واشنطن إخطارا مسبقا بالهجمات. وخلال الأسابيع الأخيرة ضغط ترامب وفريقه التفاوضي من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، وهدد ترامب بالجحيم لقطاع غزة وسكانه، وقال مرارا إن حماس ستواجه عودة إلى الحرب إذا لم تمتثل وتفرج عن كل المحتجزين.
ومن بين المحتجزين مواطن أميركي واحد على قيد الحياة، وهو عيدان ألكسندر، الذي كان يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما اختطفته حركة حماس. ومن بين الرهائن الـ59 الذين بقوا في غزة، يُعتقد أن ما يصل إلى 24 لا يزالون على قيد الحياة.
No surprise. Trump left tactics on Gaza to Netanyahu. You choose — redeem hostages or try to pressure and eliminate Hamas. And now Netanyahu’s left with no hostages out; Hamas in; and prospects for delivering on both nowhere in sight. And he’s trying to fire Shin Bet head now? https://t.co/9eScHYLqvB
— Aaron David Miller (@aarondmiller2) March 18, 2025
وألقى آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي السابق ومسؤول ملف الشرق الأوسط في عدة إدارات، باللوم على دور ترامب الذي رأى أنه ترك الباب مواربا لمعاودة إسرائيل هجومها على قطاع غزة.
وقال ميلر في تغريدة على موقع إكس "لا مفاجأة. ترك ترامب التكتيكات في غزة لنتنياهو. وكان عليه الاختيار، إما تخليص الرهائن أو محاولة الضغط على حماس والقضاء عليها. والآن نتنياهو اختار التضحية بالرهائن، وما زالت حماس موجودة. وآفاق تحقيق الهدفين لا يمكن حدوثها. في الوقت ذاته يحاول نتنياهو طرد رئيس الشاباك الآن؟".
وأرجع عدد من الخبراء اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي إلى إدارة جو بايدن، ومن هنا يرون أن ما تشهده غزة من عدوان يمثل فصلا جديدا تتحمل مسؤوليته بصورة كاملة إدارة الرئيس ترامب.
إعلان أضواء خضراء من واشنطنعاودت إسرائيل عدوانها بعد 8 أسابيع من الهدوء النسبي، في الوقت ذاته تشن الولايات المتحدة غارات جوية منذ 3 أيام على الحوثيين، وهدد ترامب إيران بصورة صارمة، أول أمس الاثنين، بزعم دعمها للجماعة.
ولم تعترض إدارة ترامب على ما قامت به إسرائيل من خطوات تصعيدية على مدار الشهر الماضي لتكثيف الضغط على حماس، بدأت في منع إسرائيل دخول البضائع والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة وقطع التيار الكهربائي والمياه.
ومثل تجاهل واشنطن لتنفيذ إسرائيل المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واحتفائها بفكرة تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لما بعد انتهاء شهر رمضان الكريم وأعياد الفصح اليهودية، مقابل الإفراج عن كل المحتجزين، الأحياء منهم والأموات، تشجيعا لتتمادى إسرائيل في مطالبها.
كما منحت فكرة ترامب تهجير أهل غزة، وهي الفكرة التي رحبت بها سريعا الحكومة الإسرائيلية، الكثير من الثقة في دعم واشنطن لأي تصعيد إسرائيلي ضد أهل غزة.
ولم يتردد ترامب كذلك في رفع عقوبات فرضتها إدارة بايدن على عدد من المستوطنين المتطرفين الإسرائيليين ممن لا يتوقفون عن مهاجمة الفلسطينيين العزل، كما سمح بشحن أسلحة جمدتها إدارة بايدن تتضمن قنابل عملاقة زنة ألفي رطل. وطالب كذلك أثناء حملته الانتخابية وبعدها من نتنياهو "أن ينهي العمل (المهمة في غزة)".
لا لوم إلا على حماس!
ولا يذكر المسؤولون والإعلام الأميركي عرض حركة حماس إعادة جميع المحتجزين مقابل هدنة دائمة، ولا يذكرون أيضا رفض إسرائيل وأميركيا لهذا العرض.
كما لا يتطرق مسؤولو إدارة ترامب، وعلى رأسهم مبعوثه للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، إلى رفض إسرائيل الالتزام بالمرحلة الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الاتفاق الذي تفاخر ترامب بالضغط على إسرائيل لقبوله.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز "كان بإمكان حماس إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار لكنها اختارت بدلا من ذلك الرفض والحرب".
Hamas could have ended the war in Gaza months ago by surrendering and freeing the hostages.
Hamas could have extended the ceasefire deal by accepting the U.S. proposals that Israel accepted.
Hamas chose to continue the war and hold 59 people hostage.
Hamas is responsible.
— AIPAC ????????????????????️ (@AIPAC) March 18, 2025
في حين ألقت منظمة أيباك، كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي في أميركا، باللوم على حركة حماس، وقالت في تغريدة على موقع إكس "كان بإمكان حماس إنهاء الحرب في غزة قبل أشهر من خلال الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن. كان بإمكان حماس تمديد اتفاق وقف إطلاق النار من خلال قبول المقترحات الأميركية التي قبلتها إسرائيل. اختارت حماس مواصلة الحرب واحتجاز 59 شخصا كرهائن. حماس هي المسؤولة".
إعلانوعلى النقيض، ارتفعت بعض الأصوات المعارضة للدور الأميركي المتصاعد فيما تشهده المنطقة.
واعتبر جوش بول، المسؤول السابق بوزارة الخارجية، والذي استقال احتجاجا على موقف بلاده الداعم لإسرائيل أن "الغارات الجوية الإسرائيلية، بطائرات وقنابل أميركية، والتي تحصد عشرات الأرواح، بما في ذلك الأطفال، أفضت إلى إنهاء ما يبدو وكأنه وقف إطلاق نار بالاسم من جانب إسرائيل فقط".
وأضاف "ومع الغارات الجوية الأميركية التي تمطر اليمن، ومع اندفاع الرئيس ترامب إلى الدفع بالمزيد من القوات الأميركية، والمزيد من السفن، والمزيد من الطائرات إلى الشرق الأوسط، يبقى السؤال: كيف يكون أي من هذا في مصلحة أميركا؟".
I have not heard a single American say they want another war in the Middle East or anywhere else.
Not one.
All I’ve heard is a loud cry demanding our government and its leaders "PUT AMERICA FIRST!"
I don’t support going to war on behalf of other countries.
I support peace and…
— Rep. Marjorie Taylor Greene???????? (@RepMTG) March 18, 2025
في حين عبرت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، أحد أهم حلفاء ترامب بالكونغرس، عن معارضتها لأي حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وقالت في تغريدة لها على منصة إكس "لم أسمع أي أميركي يقول إنه يريد حربا أخرى في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر. كل ما سمعته هو صرخة عالية تطالب حكومتنا وقادتها بأن يضعوا أميركا أولا! وأنا لا أؤيد الذهاب إلى الحرب نيابة عن دول أخرى. أنا أؤيد السلام وإصلاح مشاكلنا الهائلة هنا لشعبنا. إنه حرفيا المسمى الوظيفي الخاص بي كنائبة ممثلة في مجلس النواب".