في العمق : العدوان على غزة والسقوط الأخلاقي الدولي
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
عَبَّرت جرائم الاحتلال الصهيوني على فلسطين وجرائم الإبادة الجماعيَّة على غزَّة وأهلها، والَّتي يمارسها على مرأى ومسمع من المُجتمع الدولي ومنظومة الأُمم المُتَّحدة ومجلس الأمن ومنظَّمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وغيرها، عن وحشيَّة الاحتلال واغتصابه للأرض والإنسان، وهمجيَّة سلوكه، وتعرية مفهوم القِيَم والمبادئ والأخلاق الَّتي لَمْ يَعُد الحديث عَنْها في مذكّرات المواثيق والعهود والقرارات والقوانين الدوليَّة الصادرة من الأُمم المُتَّحدة ومجلس الأمن إلَّا ديباجة كلاميَّة ليس لها وزن ولا قِيمة، بل عمدت على تعريتها وإفراغها من محتواها القِيَمي لِتكُونَ مجرَّد عبارات لا تستخدم إلَّا لأغراض آنيَّة عِندما تحتاجها دوَل الاستعمار الغربي والولايات المُتَّحدة الأميركيَّة والكيان الصهيوني لأجندتها الشخصيَّة، وهيمنتها على دوَل الشرق الأوسط، وعكست جرائم هذا العدوان الصهيوني الغاشم على غزَّة وبتمويل مادِّي ومعنوي ولوجستي من الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة وبعض دوَل أوروبا في ظلِّ غياب مخجل للحضور العربي والإسلامي في الدِّفاع عن القضيَّة الفلسطينيَّة قولًا وعملًا ـ عكست حالة السقوط الأخلاقي الَّتي يعيشها العالَم، والنفوق القِيَمي الَّذي غابت خلاله كُلُّ المشتركات الإنسانيَّة، وبيعت المبادئ والأخلاق في مساومات علنيَّة بَيْنَ الحكَّام في ظلِّ تهديد استفزازي من الغطرسة الأميركيَّة بتغييرهم من مواقعهم إن كانت لأحَدهم بنت شفة أو حديث داعم للمقاومة، وتلاشت الضمائر الحيَّة من إنسانيَّتها، لِتثبتَ حقيقة إفلاس العالَم قِيَميًّا وتعرية المنظومات الدوليَّة من لباس القِيَم والأخلاق والإنسانيَّة، فلا إنسانيَّة تُذكر، ولا قِيَم تؤثِّر، ولا أخلاق تستنطق، تلك هي شريعة الغاب الَّتي يمارس فيها الأقوياء سُلطة قوَّتهم العسكريَّة والماليَّة على المستضعَفين، لغة استعماريَّة استفزازيَّة استيطانيَّة باتَتْ تفرض واقعًا جديدًا يقوم على تركيع دوَل العالَم الثالث وإرغامها على القَبول بالمُخطَّط الأميركي الصهيوني في المنطقة وسحب مسار القضيَّة الفلسطينيَّة أو حتَّى الحديث عَنْها من ألسنة قادة الدوَل وأقوالهم، ناهيك عن أفعالهم، لِتظلَّ اجتماعات القادة العرب في حلقة مفرغة وأحاديث عابرة يسودُها السَّبُّ والشَّتمُ والخلاف ورفع الأصوات والنّكت والضحكات، ونهايتها أن لا وفاق بَيْنَهم ضدَّ المحتلِّ، ولا كلمة فصلٍ أمام الإجرام الأميركي الصهيوني الغاشم، واقع مأساوي تعيشه الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة ويفرضه حكماء صهيون ومَن ساندهم في جعل المنظومات الدوليَّة تتحدث باسمهم وتحت زعامتهم وتحتكم خلالها إلى قوانين الذَّات والفردانيَّة والسُّلطويَّة والانتقام والثأر، الَّتي هي لغة الامبرياليَّة الأميركيَّة.
لقَدْ أدار العالَم ظهره أمام وحشيَّة الاحتلال الصهيوني وجبروته، مطلقًا رصاصة النهاية والموت لكُلِّ النظريات الَّتي يتحدث عَنْها مجلس الأمن وهيئة الأُمم المُتَّحدة، ومنظَّماتها المعنيَّة بالتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) واليونيسف، وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة والعدل الدوليَّة والجنايات الدوليَّة وغيرها ممَّا باتَ مجرَّد صيحات وأبواق كلاميَّة وظواهر صوتيَّة، ففي الوقت الَّذي يفترض أن تقومَ فيه هذه المنظَّمات مع العدل والحقِّ والمساواة ورفع الظلم ومنع كُلِّ أشكال القتل والدَّمار الَّتي استهدفت الأطفال والنِّساء والكبار والصغار ولحقت بمؤسَّسات التعليم والصحَّة والمستشفيات ومراكز الإيواء، وطالت البنية الأساسيَّة فمنعت عن أهلِ غزَّة الماء والطعام والدواء، ظلَّت تشاهد الحالة ببرودة أعصاب ودُونَ أن تكُونَ لها كلمة، بَيْنَما هي مَنْ تتحدَّث عن حقائق الظلم والاستبداد والقتل والفقر والجهل والأُمِّيَّة والطفولة والمرأة والعجزة والفئات الخاصَّة في تقاريرها الدَّوْريَّة عِندما يكُونُ الحديث عن دوَل الشرق الأوسط وبالتحديد الدوَل العربيَّة والإسلاميَّة، ممارسة باتَتْ تُظهر تسييس هذه المنظَّمات لصالح العدوِّ الصهيوني والامبرياليَّة الأميركيَّة، واشتراكها في هذه المجازر الوحشيَّة وإفراغها من كُلِّ القِيَم الإنسانيَّة النبيلة لِتظلَّ ما تتحدث به أهدافها ظواهر كلاميَّة ليس لها من التطبيق أيُّ حضور، كما أسقطت كُلَّ الأعراف والتقاليد والأخلاق والدبلوماسيَّة، ووسَّعت من وحشيَّة الاحتلال وإجرامه وشرعنتها لهذه التصرفات الرعناء، ووجَّهت الإعلام لصالح أجندتها فصنعت مِنْه مساحة للكذب والافتراء، وأسقطت كُلَّ المعادلات الَّتي يتبجح بها الغرب بشأن الديمقراطيَّة الكاذبة والحُرِّيَّات المزعومة أو أحاديثه عن السَّلام والتعايش والحوار والتواصل والوئام، لِيثبتَ في حقائق فعله تسييس العلاقات الدوليَّة والتدخل في شؤون الغير، وفرض الوصاية على السِّيادة الوطنيَّة للبُلدان بالقوَّة.
لقَدْ أفصح واقع الإجرام الصهيوني الأميركي على غزَّة عن نزول إلى دركات القبح والجهالة، والبَغي والظلم، وأسدل الستار على كُلِّ ذرَّة إنسانيَّة أو ضمير أو شعور بالإنسانيَّة أو أخلاق تلتصق بالإنسان، فلا فَرق بَيْنَ تصرُّفاتهم وبَيْنَ سلوك الوحوش في شريعة الغاب، بل هُمْ أظلم وأطغى، وفي ظلِّ عالَم هانَتْ عَلَيْه هذه المشاهد الوحشيَّة الإجراميَّة الَّتي لحقت بأطفال فلسطين وحرائرها، والغطاء الَّذي أحاطه به الغرب والشَّرق لِشرعنة الاحتلال الصهيوني وتماديه في غيِّه وظلاله وانحرافه في مواجهة أطفال رضَّع، وأيتام وأرامل وصغار وكبار سِن، في خروج عن كُلِّ مبدأ أو فضيلة أو إنسانيَّة لِيطغَى جبروت النَّفْس وحقد القَلْب وغلظته فوق كُلِّ فضيلة وإنسانيَّة؛ إنَّما هي نتاج لانحسار الأخلاق من المشهد العالَمي وانتفائها من أروقة السَّاسة والإعلاميِّين وصنَّاع القرار حتَّى بدت النتائج شاحبة تفتقر للموضوعيَّة والأمانة والمصداقيَّة، والتوجُّهات في أكثرها تتَّسم بالعقم والتبلُّد وعدم الوضوح، وتحمل في ذاتها الحماقات والعدوانيَّة والأفكار التسلطيَّة وتمجيد الأنا، وتفوح مِنْها رائحة المذهبيَّة، ونتن الكراهيَّات الَّتي تؤجِّج نار الفتنة وتثير لغة الاستعلاء والسيطرة والتحكُّم والتدخُّل في السِّياسات الداخليَّة للدوَل. فإنَّ واقع مَن يحدُث في غزَّة وعموم فلسطين من حرب همجيَّة، وتلذُّذ بدماء الأطفال والأبرياء وقتل وتنكيل وإبادة لتصوّر العُري الأخلاقي الدولي في أقبح صورة، وهو لعمري دَيْن وعارٌ يتحمَّل المُجتمع الدولي مسؤوليَّته أمام الله وأمام الشعوب المستضعَفة وأمام أبرياء فلسطين وأطفال غزَّة، بعجزه عن القيام بفعل على الأرض، ولَنْ تغفرَ دماء الفلسطينيِّين لكُلِّ مُجرِم حرب أو شارك في الإجرام، وشرعَنَه وزيَّنه وحسَّنه، لِتبقَى الأيَّام دوَلًا شاهدةً على جرائم الاحتلال الصهيوني، وخذلان العالَم وضعفه وعدم قدرته على الانفكاك من قبضة القطب الواحد وسيطرة الامبرياليَّة الأميركيَّة على العالَم في انتهاك صارخ لكُلِّ القواعد والمعايير الدوليَّة إن وُجدت فعلًا؛ لذلك كان السقوط القِيَمي الفاضح الَّذي يعيشه المُجتمع الدولي اليوم في حربه ضدَّ أطفال فلسطين، كارثة إنسانيَّة، ونفوقها من الضمير والشعور والإحساس والمبدأ جريمة تختزل كُلَّ معاني الإنسانيَّة، وتغييبها عن عالَم البَشَر، شرعَنة للإجرام الوحشي وتمديدًا لهذه الممارسات الهمجيَّة في حقِّ الإنسانيَّة، فإنَّ ما عَبَّرَت عَنْه سُلطة القوَّة والوحشيَّة والتدمير وإغراق فلسطين بدماء الأبرياء، وما يحصل من مجازر الاحتلال في غزَّة، شاهد إثبات على هذا الطغيان الآثم، ضاربةً بالصفح والتسامح والحوار والتصالح عرض الحائط، لِتعيشَ الإنسانيَّة على الرغم ممَّا تنعم فيه من خيرات وتقدُّم علمي وتكنولوجي في مجالات التقنيَّة والطِّب والهندسة والأحياء والعلوم والفضاء، حياة الرعب والخوف، وفقدان الثِّقة وضعف مبدأ الحوار.
وعَلَيه، وفي ظلِّ هذه الغوغائيَّة من الاندفاع والطيش والتسرُّع والحماقات الَّتي تُرتكب في حقِّ فلسطين وأهلِّ غزَّة وأطفالهم وبلادهم بما فيها من وحشيَّة وظلم وإجرام وانتهاك لحقوق الإنسان، وحالات الترويع والإرهاب والتجويع والحصار والقتل والتدمير الَّتي يقوم بها الاحتلال الصهيوني والامبرياليَّة الأميركيَّة، كان على العالَم المعتدل ـ إن كان فيه ذرَّة خُلُق أو شعور بالمسؤوليَّة ـ البحث في منظور القِيَم وإعادتها إلى حظيرة الاعتراف الدولي والتأسيس لها لِنَيْلِ الاستحقاق في إنهاء هذا العبث بالإنسان، في ظلِّ حياة تحتضنها القِيَم وتديرها الأخلاق وتبنِّيها المبادئ الراقية، في عودة الضمير الإنساني الحيِّ إلى دائرة الاهتمام واستحضاره في هذه الحرب العبثيَّة عَبْرَ الاهتمام بالقِيَم، منطلقًا لمراجعة سياساته وتصحيح ممارساته، ومنظومة عمله وطريقة تعامله مع أحداث غزَّة وغيرها، وقراءته للمفاهيم الَّتي ظلَّت مصاغة في ديباجة عمل مجلس الأمن والأُمم المُتَّحدة ومنظَّمات حقوق الإنسان وغيرها، في حين اختزلت وأفرغت من جوهرها القِيَمي والأخلاقي عِندما تعلَّق الأمْرُ بفلسطين أو بالعرب والمُسلِمين، فإنَّ على العالَم المخلِص وأصحاب المبادئ الرَّاقية والمشاعر الجيَّاشة من قادة هذه العالَم وحكامه وحكمائه ومثقَّفيه وغيرهم ممَّن يحملون قِيَم الإنسان وأخلاق الإنسانيَّة، في مراجعة مسؤوليَّاتهم التاريخيَّة والإنسانيَّة والأخلاقيَّة أمام هذه الشعوب المستضعَفة بتعظيم قِيَم التعاون والشراكة والمواطنة والحقوق والتعايش والحوار والسَّلام والوئام، وفي صياغة منظومة القرارات الدوليَّة، ومبادئ السِّلم والتعاون الدولي، لِتصبحَ محور عمل أجندتها الإعلاميَّة والتعليميَّة والسِّياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعية والتقنية، لِتظلَّ القِيَم منارات تصحيح لكُلِّ مسارات الإنسان وأخطائه وتحوُّلاته وأنماط سلوكه ومحدِّدات حياته، وإدارة الملفات العالقة بَيْنَ دوَل العالَم، وحالة الاحتقان الناتجة عن ازدواجيَّة السِّياسة الدوليَّة في التعامل مع العرب، فإنَّ إعادة تجديد نهضة القِيَم وصياغة عالَمها الجديد، مرهون بامتلاك العالَم لروح التغيير وحياة الضمير وغياب الأنانيَّة والفردانيَّة والذَّاتيَّة والسُّلطويَّة من قراراته وقناعاته لصالح المشترك القِيَمي والمؤتلف الإنساني، وقناعته بأنَّ هذه المشتركات القِيَميَّة والأخلاقيَّة والإنسانيَّة واستحضارها بكُلِّ مهنيَّة والتزام، الطريق الأمثل للعيش بسلام وأمان في عالَم مضطرب، متباين الأهداف، متغاير التوجُّهات، ولكنَّه يُمكِن أن يصنعَ اتفاقًا عالميًّا لِضمانِ نظام عالَمي أكثر عدلًا وإنصافًا وإيمانًا بالثوابت والحقوق واعترافًا بالإنسانيَّة. إنَّ العودة إلى الأخلاق والاعتراف بالقِيَم وتأصيلها في السلوك البَشَري والممارسة الدوليَّة والاحتفاظ بأحقيَّتها في رسم خريطة العمل في التعامل مع الأحداث والقضايا الدوليَّة هو الطريق الصحيح والمسار السليم في إنقاذ العالَم من ترهُّلاته، وتخليصه من أزماته وانتشاله من سقوطه، وإخراجه من حالة التراجع الَّتي يعيشها، والضعف والهوان الَّذي يرتديه، والعجز المستهجن في إحقاق الحقِّ والعدل والإنصاف، ورفع الظلم عن شَعب فلسطين الأعزل، والدِّفاع عن المستضعَفين في غزَّة، وإيقاف المجازر الوحشيَّة الَّتي يقوم بها الصهاينة المحتلُّون في مشهد ينافي الفطرة ويعَبِّر عن انحراف العالَم وسقوطه في دركات الخزي والعار، وتبقى القِيَم الإنسانيَّة الرَّاقية والأخلاق النَّبيلة، والإنسانيَّة العظيمة، سلاح القوَّة الكفيل بتحرير العالَم من سياسة القطب الواحد والهيمنة الأميركيَّة الصهيونيَّة وممارساتها الإجراميَّة والعبثيَّة المُخجلة في حقِّ الأطفال وأبناء غزَّة الشرفاء.
د.رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی ة الأمیرکی ة الاحتلال العال م الق ی م ة والس على غز
إقرأ أيضاً:
منها اقتحام قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
استمرارا لجرائم الكيان الصهيوني، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، بلدة يعبد، جنوب غرب جنين.
مؤسسة الجود تشارك في إرسال قافلة المساعدات الإنسانيه التاسعة لـ غزة نقل غزة إلى إندونيسيا!!!وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، أوضحت مصادر محلية أن عدة آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة وتجولت في أحيائها وشوارعها.
يذكر أن قوات الاحتلال بدأت عدوانها على محافظة جنين ظهر اليوم الثلاثاء، حيث تركز على مخيم جنين الذي اقتحمته العديد من الآليات والجرافات العسكرية، وسط تحليق الطيران الحربي، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين وإصابة 40 آخرين.
وقد أعلنت وزارة الصحة، مساء اليوم الثلاثاء، استشهاد الشاب محمود إبراهيم جرادات (29 عاما) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية تعنك غرب جنين.
وأفادت الصحة، في بيان مقتضب، بأن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشاب جرادات، وأن الاحتلال احتجز جثمانه.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت في وقت سابق من مساء اليوم قرية تعنك وحاصرت منزلا فيها، وأطلقت الرصاص صوبه، واعتقلت الشاب جرادات منه بعد إصابته، وهو من مخيم جنين، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بجروحه.
وباستشهاد الشاب جرادات، يرتفع عدد الشهداء في محافظة جنين اليوم إلى 10، إذ استشهد تسعة مواطنين بينهم طفل، وأصيب 40، خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين ومخيمها.
وقد انقطع التيار الكهربائي مساء اليوم الثلاثاء، عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وذكرت مصادر محلية أن التيار الكهربائي انقطع عن عدد من أحياء المدينة والمخيم عقب سماع دوي انفجار كبير في المخيم.
ويواصل طيران الاحتلال الحربي التحليق بكثافة في سماء المدينة، وسط حصار لمداخل مخيم جنين والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين ومخيمها حتى اللحظة عن استشهاد تسعة مواطنين بينهم طفل، وإصابة 40 آخرين، فيما استشهد شاب من مخيم جنين برصاص الاحتلال في قرية تعنك غرب المحافظة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، بلدة الخضر، جنوب بيت لحم.
وأفاد مراسلنا، بأن قوات الاحتلال اقتحمت الخضر وتمركزت في منطقة "البوابة" وعلى امتداد الشارع الواصل للبلدة القديمة، وأطلقت قنابل الغاز السام، والصوت، تجاه منازل المواطنين والمحلات التجارية، دون أن يبلغ عن إصابات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، قريتي برقا ودير نظام بمحافظة رام الله والبيرة.
وأفادت مصادر أمنية لـ"وفا"، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت قرية برقا، شرق رام الله، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو مواجهات.
وأضافت المصادر ذاتها أن قوة أخرى من جيش الاحتلال اقتحمت قرية دير نظام، شمال غرب رام الله، ونصبت حاجزا عسكريا فيها، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو مواجهات، كما أغلقت البوابة التي أقامتها سابقا على مدخل القرية.
وفي السياق ذاته، أغلقت قوات الاحتلال حاجز عطارة العسكري المقام على أراضي المواطنين شمال رام الله، وشددت من إجراءاتها العسكرية على حاجز عين سينيا، ونصبت حاجزا عند مدخل مدينة روابي.