قطاع غزة والتداعيات فـي «إسرائيل»
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
العدوان «الإسرائيلي» على قِطاع غزَّة لَمْ يتوقفْ حتَّى اللحظة، والأرجح أنَّ حكومة نتنياهو ستسعى لإشغال جبهة القِطاع وبعض مناطق الضفَّة الغربيَّة لوقتٍ ما، على ضوء تضارب المواقف في الخريطة السِّياسيَّة والحزبيَّة «الإسرائيليَّة»، من حيث تحميل نتنياهو وحكومته مسؤوليَّة سوء إدارتهم لدفَّة الأمور. والتسبُّب بالخسائر الباهظة.
ولنقرأ نتائج استطلاع أجري في «إسرائيل» مؤخرًا، وبالتحديد يوم 19/10/2023، ونُشرت نتائجه على صفحات المطبوعات «الإسرائيليَّة»، وقد خَلُصَ إلى أنَّ 75% من «الإسرائيليِّين» يرون بنتنياهو المُتَّهم الرئيس عن الإخفاق في السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر2023. وقال 66% من المستطلَعين بأنَّ على نتنياهو الاستقالة بعد الحرب. وكان لافتًا أنَّ أكثر من نصف مصوِّتي الليكود يرون أيضًا أنَّ عَلَيْه الاستقالة بعد الحرب.
وفي موجات النَّقد لنتنياهو ارتفعت الأصوات من داخل حكومة نتنياهو، وخصوصًا من قِبَل أحزاب «الصهيونيَّة الدينيَّة». مترافقًا في رفض مُعْظم مستوطني مستعمرات الغلاف العودة دُونَ ضمانات أمنيَّة تامَّة، وإعلان رغبة الكثيرين من يهود غربيِّين من المستوطنين الجُدد بالعودة إلى أوطانهم الأصليَّة.
وفي مسار تلك التداعيات ما بعد (طوفان الأقصى) في «الداخل الإسرائيلي» على مستوى الحكومة والأجهزة، قام عددٌ من الوزراء والمسؤولين العسكريِّين والسِّياسيِّين «الإسرائيليِّين» في الآونة الأخيرة بالاعتراف بتحمُّلهم المسؤوليَّة عمَّا حدَث، فيما نقلت الصحافة «الإسرائيليَّة» عن مقرَّبين من نتنياهو بأنَّه «لَنْ يستقيلَ خلال الحرب، وأنَّ اعترافه بتحمُّل المسؤوليَّة قَدْ يؤثِّر على الروح المعنويَّة وفي جوانب أمنيَّة واستراتيجيَّة، وبالتَّالي لا داعي للخوض بقضيَّة المسؤوليَّة في الوقت الحالي».
لقَدْ ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» مؤخرًا بأنَّ إصرار نتنياهو على عدم التصريح بأيِّ شيء في موضوع تحمُّل المسؤوليَّة، يترك الصورة ضبابيَّة حَوْلَ إمكان استمراره في ولايته. وتقدِّر مصادر سياسيَّة «إسرائيليَّة» وفق (يديعوت أحرونوت) أنَّ نتنياهو لَنْ يعترفَ بالمسؤوليَّة، «لأنَّ ذلك ببساطة ليس جزءًا من شخصيَّته». وحسب «يديعوت أحرنوت» فإنَّ الحكومة تجد صعوبة في اتِّخاذ قرارات بالتوافق بشأن القضايا المركزيَّة الَّتي تقع على رأس جدوَل الأولويَّات. وأضافت الصحيفة أنَّ خشية قادة الجيش من تبعات تشكيل لجنة تحقيق في أسباب الفشل تؤثِّر على أدائهم، حيث إنَّهم يتجنبون تقديم توصية يُمكِن أن تسجَّلَ عَلَيْهم كإخفاق بعد تشكيل اللجنة.
على كُلِّ حال، نتنياهو نجح بحدودٍ معيَّنة بالالتفاف على الأمور، وامتصاص أيِّ ردود فعل داخليَّة، من حكومته ومعارضيه على حدٍّ سواء، فأعلن بداية حملته العسكريَّة على القِطاع المعنونة بـ»السيوف الحديديَّة» عن توسيع الحكومة لِتشملَ سياسيِّين معارضين، واستطاع أن يصلَ لإقامة ما أسماها «حكومة وحدة» أو «حكومة طوارئ» على غرار الحكومة الَّتي شكَّلها «رئيس الوزراء الإسرائيلي» الأسبق ليفي أشكول عشيَّة حرب عام 1967 مع مناحيم بيجن.
لكن، يوم الاثنين 23/10/2023 أعلن ثلاثة وزراء نيَّتهم الاستقالة من الحكومة، في إطار إعلانهم عن تحمُّل المسؤوليَّة؛ كون العمليَّة جرَتْ في فترة حكومتهم، وهو ما يضع الأمور أمام مزيدٍ من التعقيدات بوجْهِ نتنياهو أمام المُجتمع «الإسرائيلي».
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الحكومة المصرية: ندين التصعيد الإسرائيلي الخطير بجنوب لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدانت الحكومة المصرية، التصعيد الإسرائيلي الخطير بجنوب لبنان، مؤكدة رفضها أي محاولات لتكريس وضع جديد على الأرض يمس السيادة اللبنانية، حسبما نقلته فضائية "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
وحذرت الحكومة، من الخطوات الأحادية التصعيدية الإسرائيلية التي قد تؤدي إلى انزلاق المنطقة في حرب إقليمية شاملة ستعصف باستقرارها.
وأوضحت الحكومة المصرية، انها تعمل على بذل المساعي كافة للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وسيادته.