جريدة الوطن:
2025-02-07@06:02:48 GMT

قطاع غزة والتداعيات فـي «إسرائيل»

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

قطاع غزة والتداعيات فـي «إسرائيل»

العدوان «الإسرائيلي» على قِطاع غزَّة لَمْ يتوقفْ حتَّى اللحظة، والأرجح أنَّ حكومة نتنياهو ستسعى لإشغال جبهة القِطاع وبعض مناطق الضفَّة الغربيَّة لوقتٍ ما، على ضوء تضارب المواقف في الخريطة السِّياسيَّة والحزبيَّة «الإسرائيليَّة»، من حيث تحميل نتنياهو وحكومته مسؤوليَّة سوء إدارتهم لدفَّة الأمور. والتسبُّب بالخسائر الباهظة.

وقَدْ عَلَتِ الأصوات الَّتي تحمِّل نتنياهو المسؤوليَّة الكاملة عمَّا حدَث، وتحميله ما وقع في عمل الأجهزة المعنيَّة من إخفاق استخباراتي وعسكري؛ كونه المُقرر الأعلى في شؤون «خارجيَّة وأمن إسرائيل».
ولنقرأ نتائج استطلاع أجري في «إسرائيل» مؤخرًا، وبالتحديد يوم 19/10/2023، ونُشرت نتائجه على صفحات المطبوعات «الإسرائيليَّة»، وقد خَلُصَ إلى أنَّ 75% من «الإسرائيليِّين» يرون بنتنياهو المُتَّهم الرئيس عن الإخفاق في السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر2023. وقال 66% من المستطلَعين بأنَّ على نتنياهو الاستقالة بعد الحرب. وكان لافتًا أنَّ أكثر من نصف مصوِّتي الليكود يرون أيضًا أنَّ عَلَيْه الاستقالة بعد الحرب.
وفي موجات النَّقد لنتنياهو ارتفعت الأصوات من داخل حكومة نتنياهو، وخصوصًا من قِبَل أحزاب «الصهيونيَّة الدينيَّة». مترافقًا في رفض مُعْظم مستوطني مستعمرات الغلاف العودة دُونَ ضمانات أمنيَّة تامَّة، وإعلان رغبة الكثيرين من يهود غربيِّين من المستوطنين الجُدد بالعودة إلى أوطانهم الأصليَّة.
وفي مسار تلك التداعيات ما بعد (طوفان الأقصى) في «الداخل الإسرائيلي» على مستوى الحكومة والأجهزة، قام عددٌ من الوزراء والمسؤولين العسكريِّين والسِّياسيِّين «الإسرائيليِّين» في الآونة الأخيرة بالاعتراف بتحمُّلهم المسؤوليَّة عمَّا حدَث، فيما نقلت الصحافة «الإسرائيليَّة» عن مقرَّبين من نتنياهو بأنَّه «لَنْ يستقيلَ خلال الحرب، وأنَّ اعترافه بتحمُّل المسؤوليَّة قَدْ يؤثِّر على الروح المعنويَّة وفي جوانب أمنيَّة واستراتيجيَّة، وبالتَّالي لا داعي للخوض بقضيَّة المسؤوليَّة في الوقت الحالي».
لقَدْ ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» مؤخرًا بأنَّ إصرار نتنياهو على عدم التصريح بأيِّ شيء في موضوع تحمُّل المسؤوليَّة، يترك الصورة ضبابيَّة حَوْلَ إمكان استمراره في ولايته. وتقدِّر مصادر سياسيَّة «إسرائيليَّة» وفق (يديعوت أحرونوت) أنَّ نتنياهو لَنْ يعترفَ بالمسؤوليَّة، «لأنَّ ذلك ببساطة ليس جزءًا من شخصيَّته». وحسب «يديعوت أحرنوت» فإنَّ الحكومة تجد صعوبة في اتِّخاذ قرارات بالتوافق بشأن القضايا المركزيَّة الَّتي تقع على رأس جدوَل الأولويَّات. وأضافت الصحيفة أنَّ خشية قادة الجيش من تبعات تشكيل لجنة تحقيق في أسباب الفشل تؤثِّر على أدائهم، حيث إنَّهم يتجنبون تقديم توصية يُمكِن أن تسجَّلَ عَلَيْهم كإخفاق بعد تشكيل اللجنة.
على كُلِّ حال، نتنياهو نجح بحدودٍ معيَّنة بالالتفاف على الأمور، وامتصاص أيِّ ردود فعل داخليَّة، من حكومته ومعارضيه على حدٍّ سواء، فأعلن بداية حملته العسكريَّة على القِطاع المعنونة بـ»السيوف الحديديَّة» عن توسيع الحكومة لِتشملَ سياسيِّين معارضين، واستطاع أن يصلَ لإقامة ما أسماها «حكومة وحدة» أو «حكومة طوارئ» على غرار الحكومة الَّتي شكَّلها «رئيس الوزراء الإسرائيلي» الأسبق ليفي أشكول عشيَّة حرب عام 1967 مع مناحيم بيجن.
لكن، يوم الاثنين 23/10/2023 أعلن ثلاثة وزراء نيَّتهم الاستقالة من الحكومة، في إطار إعلانهم عن تحمُّل المسؤوليَّة؛ كون العمليَّة جرَتْ في فترة حكومتهم، وهو ما يضع الأمور أمام مزيدٍ من التعقيدات بوجْهِ نتنياهو أمام المُجتمع «الإسرائيلي».

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل يخشى ترامب من ضغوط حكومة نتنياهو لاستمرار الحرب؟.. محلل سياسي يوضح

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرر تصريحاته حول غياب ضمانات لاستمرار الهدنة في غزة للمرة الثانية، بعدما كان قد أدلى بنفس التصريحات في يوم تنصيبه في البيت الأبيض، موضحًا أن ترامب يدرك تمامًا الضغوط الكبيرة التي يواجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سواء من داخل حكومته أو من المجتمع الإسرائيلي، بسبب الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب في غزة.

وأشار أبو شامة، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية فيروز مكي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن من أبرز الأهداف التي فشلت إسرائيل في تحقيقها هو القضاء على حماس وتنظيمها المسلح بشكل كامل، وكذلك تحرير الرهائن، ما يزيد من الضغوط على نتنياهو، مضيفًا أن تهديدات بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من الائتلاف إذا استمرت المرحلة الثانية من اتفاقية الهدنة قد تؤدي إلى انهيار الحكومة الحالية، ما يضع حكومة نتنياهو في موقف صعب.

وفي هذا السياق، أكد أبو شامة أن هناك تفهمًا مشتركًا بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو حول هذه الضغوط، مشيرًا إلى أن البند الأول في زيارة ترامب لنتنياهو سيكون حول غزة ومستقبل الاتفاق، مع محاولة كل طرف إقناع الآخر بوجهة نظره، مضيفًا أن التسريبات الإعلامية تشير إلى أن نتنياهو يبذل قصارى جهده لإقناع ترامب بالعودة إلى الحرب.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل لن تقبل بإدارة قطاع غزة من السلطة الفلسطينية
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل تبحث أمنيًا إمكانية خروج سكان غزة عبر ميناء أسدود ومطار رامون
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل تبحث أمنيا إمكانية خروج سكان غزة
  • عمرو خليل: الإبادة الجماعية للفلسطينيين هدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي
  • نتنياهو: ترامب يرفع الحظر عن الذخائر المحجوبة عن إسرائيل
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: نتنياهو يريد أن يصبح ملك إسرائيل المتوج
  • يديعوت : إسرائيل تضع خططًا لتهجير سكان غزة
  • هل يخشى ترامب من ضغوط حكومة نتنياهو لاستمرار الحرب؟.. محلل سياسي يوضح
  • وزيرة الاستيطان تُهدد بإسقط حكومة نتنياهو بسبب غزة
  • مؤامرة التهجير تتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.. المقترح الأمريكي الإسرائيلي يعيد للأذهان ذكريات "النكبة".. والقاهرة حجر عثرة أمام حلم "إسرائيل الكبرى"