أكد السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العلاقات العمانية المصرية تتميز على مدار التاريخ بالخصوصية والتفرد والثبات والعمق، فكلا البلدين حافظ على علاقات خاصة وراسخة منذ أكثر من 3500 عاما منذ عهد الملكة المصرية حتشبسوت، كما أقام البلدان علاقات دبلوماسية منذ أكثر من 50 عاما إيمانا من جلالة السلطان قابوس بن سعيد "طيب الله ثراه"، "بالمكان والمكانة" التي تحظى بها مصر في عقل وقلب كل عماني، وتجددت هذه الخصوصية مع العهد الجديد، وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق "حفظه الله ورعاه"، وخير شاهد على عمق الروابط التي تجمع بين القيادة في سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية هذه الزيارات والاتصالات التي لا تنقطع بين القيادة في البلدين.

كما أكد على أهمية التعاون الإعلامي والصحفي بين سلطنة عُمان ومصر، مشيرًا إلى تطوير الكوادر وتبادل الخبرات بين الأهرام والمؤسسات الصحفية بالسلطنة، خاصة في مجالات التدريب والذكاء الاصطناعي، وأثر الثورة التكنولوجية على صناعة الإعلام ومحتواه والاتفاق على تنظيم دورات تدريبية في مختلف مجالات العمل الإعلامي في البلدين. 
وأضاف السفير الرحبي، خلال الاحتفالية التي أقامتها مؤسسة الأهرام بمناسبة صدور العدد الـ50 ألفا للجريدة، أن ما نشهده من ظرف استثنائي في ظل تصعيد حاد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما يمكن أن يطلق عليها حرب إبادة، مع صمت دولي بل ومشاركة بعض الدول بالسلاح والعتاد في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلية في عجز تام للغة في وصف الجحيم المستمر الذي يصب موتا ودمارا على أهلنا في غزة.

وتابع الرحبي: تحية تقدير لمن ينشد الحرية والتشبث بالأرض في ظل هذه الحرب الهمجية ليسجلوا بأحرف من نور عزة وكرامة الأمة.
وقال: أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن خالص التهاني لمؤسسة الأهرام بهذه المناسبة العزيزة التي تؤكد ريادة وتفرد صحيفة الأهرام ليس فقط على الساحة المصرية، بل على الساحتين العربية والدولية، فالأهرام التي خرجت للنور قبل 148 عامًا في 6 أغسطس 1876 كانت أول صحيفة في العالم تطبع "عددا تجريبيا" قبل صدورها.
وأكد السفير عبد الله الرحبي، أن صحيفة الأهرام منذ عددها التجريبي كانت مصدرا للخبر الصادق، والرأي المخلص والأمين، كما كانت على الدوام "العنوان العريض" لمسيرة الوطن العربي، عاشت معه أفراحه وأتراحه، ولمعت بها أقلاما وتخرج منها عظماء قادوا مسيرة الفكر والثقافة العربية، فقد كانت الأهرام وما تزال دفتر للأحوال المصرية والعربية وروزنامة الحياة المعاصرة بكل تفاصيلها.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

  أربعة من أبرز  المفكرين  الكُتَّاب فى العصر الحديث كتبوا عن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومازالت كتبهم حتى الآن تعتبر بحق إضافة هامة للفكر الإنسانى.

أولهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حيث ألف فى عام ١٩٣٣ كتاب "على هامش السيرة" وهو عبارة عن سرد مبسط للسيرة النبوية، مكتوب بأسلوب قصصى رائع 

‏والكتاب الثانى  هو "حياة محمد" للدكتور محمد حسين هيكل وقد صدر عام ١٩٣٥ وكتب  تعريفًا فى مقدمته  فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر آنذاك وقد أثنى فيه علي الكتاب وعلى مُؤلِّفه  الذى تناول سيرة حياة النبي الكريم  من مولده حتى وفاته وما رافق من ذلك من مراحل البعثة والهجرة وكافة التفصيلات الأخرى المتعلقة بحياته صلى الله عليه وسلم.

والكتاب الثالث صدر فى العام التالى ١٩٣٦ لأحد أهمِّ الأسماء اللامعة في جيل روَّاد الأدب العربي الحديث وهو الكاتب الكبير توفيق الحكيم  وقد صدر الكتاب بعنوان " محمد صلى الله عليه وسلم: سيرة حوارية".

أما الذى يهمنا هنا فهو الكتاب الرابع لعملاق الفكر عباس محمود العقاد "عبقرية محمد"  وقد صدر هذا الكتاب عام ١٩٤٢ وفيه  رسم  المفكر صورة شخصية للنبي الكريم بكل جوانبها موضحا تفرد عظمته صلى الله عليه وسلم الخلفية والعقلية والنفسية  دون أن يلتزم بأى تواريخ لأنه لم يكتب سيرة عنه وإنما توقف عند جوانب العظمة فيه صلى الله عليه وسلم  واليك سطورا مما كتبه:

"عريق النسب.. ليس بالوضيع الخامل، فيصغر قدره في أمة الأنساب والأحساب.. فقير وليس بالغني المترف فيطغيه بأس النبلاء والأغنياء، ويغلق قلبه ما يغلق القلوب من جشع القوة واليسار.. يتيم بين رحماء.. فليس هو بالمدلل الذي يقتل فيه التدليل ملكة الجد والارادة والاستقلال، وليس هو بالمهجور المنبوذ الذي تقتل فيه القسوة روح الامل وعزة النفس وسليقة الطموح، وفضيلة العطف على الآخرين.. خبير بكل ما يختبره العرب من ضروب العيش  في البادية والحاضرة.. تربي في الصحراء وألف المدينة، ورعي القطعان واشتغل بالتجارة وشهد الحروب والاحلاف، واقترب من علية القوم  وسادتهم  ولم يبتعد من الفقراء..

 فهو خلاصة الكفاية العربية في خير ما تكون عليه الكفاية العربية.. وهو على صلة بالدنيا التي أحاطت بقومه...فلا هو يجهلها فيغفل عنها، ولا هو يغامسها كل المغامسة فيفرق في لجتها.. أصلح رجل من أصلح بيت في أصلح زمان لرسالة النجاةالمرقوبة، على غير علم من الدنيا التي ترقبها.. ذلك محمد بن عبد الله عليه السلام..

 ‫ قد ظهر والمدينة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة اليه، والجزيرة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة اليه، والدنيا مهيأة لظهوره لأنها محتاجة اليه، وماذا من علامات الرسالة أصدق من هذه العلامة؟ وماذا من تدبير المقادير أصدق من هذا التدبير؟ وماذا من أساطير المخترعين للأساطير أعجب من هذا الواقع ومن هذا التوفيق؟. علامات الرسالة الصادقة هي عقيدة تحتاج اليها الأمة، وهي أسباب تتمهد لظهورها، وهي رجل يضطلع بأمانتها في أوانها.. فإذا تجمعت هذه العلامات فماذا يلجئنا إلى علامة غيرها؟.. وإذا تعذر عليها أن تجتمع فأي علامة غيرها تنوب عنها أو تعوض ما نقص منها؟

خلق محمد بن عبد الله ليكون رسولا مبشرا بدين، وإلا فلأي شيء خلق؟ ولأي عمل من أعمال هذه الحياة ترشحه كل ها تيك المقدمات والتوفيقات، وكل ها تيك المناقب والصفات؟ 

وقبل أن ينتقل إلى الحديث عن عبقرية الداعي عنده صلى الله عليه وسلم أختتم ما بدأه بقوله: "يوم تأتي الدعوة بالآيات والبراهين غنية عن شهادة الشاهدين وانكار المنكرين.. أما العلاقة التي لا التباس فيها ولا سبيل إلى انكارها، فهي علامة الكون وعلامة التاريخ.. قالت حوادث الكون: لقد كانت الدنيا في حاجة إلى رسالة.. وقالت حقائق التاريخ: لقد كان محمد هو صاحب تلك الرسالة.. ولا كلمة لقائل بعد علامة الكون وعلامة التاريخ.

 

 ‫الأسبوع القادم بإذن الله أكمل القراءة فى كتاب "عبقرية محمد" للمفكر الكبير عباس محمود العقاد 

 

مقالات مشابهة

  • حزب "المصريين": قمة إعمار غزة الطارئة بالقاهرة سيذكرها التاريخ للدولة المصرية بكل فخر
  • قائد عظيم ترك بصمةً لا تُمحى على صفحات التاريخ
  • حزب المصريين: قمة إعمار غزة سيذكرها التاريخ للدولة المصرية بكل فخر
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • رسالة إلى القمة العربية في القاهرة: التاريخ لا يرحم!
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • كيف كانت الدراما العربية تتفاعل مع قضية فلسطين سابقا؟
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!
  • السفير غملوش: القمة العربية الطارئة حول غزة ستثبت أننا لسنا دولا متشرذمة تختلف على قطرة ماء