جريدة الوطن:
2025-03-18@02:50:04 GMT

لقطات من حرب «إسرائيل» على غزة

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لقطات من حرب «إسرائيل» على غزة

لَمْ يتمالك ممثِّل «إسرائيل» في اجتماع مجلس الأمن الدولي (25 أكتوبر) أعصابه، فتجاوز جميع اللياقات الدبلوماسيَّة والأعراف الدوليَّة في هجومه الخشِن على الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة «أنطونيو جوتيريش»، ردًّا على دعوة الأخير للتعاطف مع آمال الشَّعب الفلسطيني بدَولته المستقلَّة، إذ قال ممثِّل «إسرائيل»: «ماذا تقول؟ هل أنتَ تحيا في هذا العالَم، أم أنَّك آتٍ من عالَم آخر؟» بطبيعة الحال، هذا أسلوب مُتدنٍّ لمخاطبة رئيس أهمِّ محفل عالَمي مختصٍّ بفضِّ الصراعات الدوَليَّة والحروب الضروس، أي «مجلس الأمن».

كانت هذه لقطة فاضحة تدلُّ على استخفاف «إسرائيل» بمجلس الأمن ومنظَّمة الأُمم المُتَّحدة الَّتي ينبثق مِنْها. ولا رَيْبَ في أنَّ هذا التجاوز على الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة ورئيس مجلس الأمن ما كان لِيحدثَ لولا تأكُّد ممثِّل الكيان الصهيوني من وقوف الولايات المُتَّحدة وبريطانيا وفرنسا، أعضاءً دائمين، مع «إسرائيل» بدعوى «حقِّها في الدِّفاع عن نَفْسِها»، بَيْنَما لا تمنح هذه الدوَل الكبرى هذا «الحقَّ» للفلسطينيِّين المُحاصَرين، بلا غذاء ولا ماء ولا رعاية صحيَّة بأكبر سجن مفتوح في العالَم، مدينة غزَّة الصامدة.
وإذا ما كانت هذه لقطة تستحقُّ الرصد والملاحظة، فإن ترْكَ الفلسطينيِّين يأكلون «عناقيد الغضب» الإسرائيلي دُونَ حراك كانت لقطة أكثر من صادمة بعدما توقَّع أغلب المراقبِينَ (ومِنْهم الإسرائيليون) أنَّ حسن نصر الله سيفتح جبهة شماليَّة تمتصُّ قدرًا كبيرًا من الزخم العسكري الإسرائيلي المنصبِّ على بضعة أميال في سبيل التخفيف من أعباء إخوانهم في غزَّة. وتنطبق ذات الحال على الصَّمْت المُطبق الَّذي عكسته الفصائل الفلسطينيَّة في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة، الأمْرُ الَّذي أطلق أيدي مديري الماكينة العسكريَّة الإسرائيليَّة الُمدمِّرة للتركيز على غزَّة الَّتي تحوَّلت إلى مقابر لساكنيها (أحياءً أو أمواتًا) لبالغ الأسف.
أمَّا اللقطة الثالثة الَّتي تستحقُّ الرصد والتحليل كذلك، فهي الصَّمْت الَّذي شابَ مواقف مُعْظم دوَل المحيط العربي، بعدما توقَّع المراقبون هبَّة عربيَّة تعمُّ دوَلنا من المحيط إلى الخليج. والحقُّ، فقَدْ تحقَّقت هذه الهبَّة، ولكن على مستوى الجماهير والإذاعات ومحطَّات التلفزة!
أمَّا الدَّعوات إلى مؤتمرات وتجمُّعات ووقفات تضامن فهي لا تشبع من جوع، كما خبر الجمهور العربي ذلك طوال القرن الماضي وسِني هذا القرن الجاري. والغريب، أنَّ هذه الهبَّة الجماهيريَّة قَدْ تحقَّقت في تركيا وداغستان وبعض العواصم الأخرى غير العربيَّة الَّتي شهدت تظاهرات «شجب وإدانة» وأناشيد وطنيَّة! وهكذا سيبتلع التاريخ المعاصر مأساة غزَّة الجارية ولكن على مضضٍ، شأنها شأن سواها من المآسي الَّتي ابتلى بها الشَّعب الفلسطيني الشَّقيق!

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

العراق و4 دول تستحوذ على 70% من الناتج المحلي الإجمالي العربي

العراق و4 دول تستحوذ على 70% من الناتج المحلي الإجمالي العربي

مقالات مشابهة

  • لقطات جوية ترصد تقدم أعمال الحفر وبناء الأساسات في ذا لاين .. فيديو
  • لقطات من وصول لاعبى الأهلى إلى معسكر المنتخب
  • لصوص دقلو في كرب شديد، أياً كانت جحورهم
  • العراق و4 دول تستحوذ على 70% من الناتج المحلي الإجمالي العربي
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العربي لحقوق الإنسان.. وندوة نقاشية تُسلط الضوء على "الحق في الغذاء"
  • لقطات ضربات أمريكية عنيفة على صعدة.. ما صحة الفيديو؟
  • البعاتي كانت عيناه تتحركان بشكل آلي (ومخيف نوعا ما)
  • لقطات ترصد ترامب لحظة استهداف الحوثي ينشرها البيت الأبيض بتعليق: القائد الأعلى
  • لقطات لانتشار عناصر الأمن العام في ساحة العاصي بحماة لتأمين الأهالي أثناء الاحتفال بالذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • لقطات من زيارة وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني إلى جمهورية العراق الشقيق