لقطات من حرب «إسرائيل» على غزة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
لَمْ يتمالك ممثِّل «إسرائيل» في اجتماع مجلس الأمن الدولي (25 أكتوبر) أعصابه، فتجاوز جميع اللياقات الدبلوماسيَّة والأعراف الدوليَّة في هجومه الخشِن على الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة «أنطونيو جوتيريش»، ردًّا على دعوة الأخير للتعاطف مع آمال الشَّعب الفلسطيني بدَولته المستقلَّة، إذ قال ممثِّل «إسرائيل»: «ماذا تقول؟ هل أنتَ تحيا في هذا العالَم، أم أنَّك آتٍ من عالَم آخر؟» بطبيعة الحال، هذا أسلوب مُتدنٍّ لمخاطبة رئيس أهمِّ محفل عالَمي مختصٍّ بفضِّ الصراعات الدوَليَّة والحروب الضروس، أي «مجلس الأمن».
وإذا ما كانت هذه لقطة تستحقُّ الرصد والملاحظة، فإن ترْكَ الفلسطينيِّين يأكلون «عناقيد الغضب» الإسرائيلي دُونَ حراك كانت لقطة أكثر من صادمة بعدما توقَّع أغلب المراقبِينَ (ومِنْهم الإسرائيليون) أنَّ حسن نصر الله سيفتح جبهة شماليَّة تمتصُّ قدرًا كبيرًا من الزخم العسكري الإسرائيلي المنصبِّ على بضعة أميال في سبيل التخفيف من أعباء إخوانهم في غزَّة. وتنطبق ذات الحال على الصَّمْت المُطبق الَّذي عكسته الفصائل الفلسطينيَّة في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة، الأمْرُ الَّذي أطلق أيدي مديري الماكينة العسكريَّة الإسرائيليَّة الُمدمِّرة للتركيز على غزَّة الَّتي تحوَّلت إلى مقابر لساكنيها (أحياءً أو أمواتًا) لبالغ الأسف.
أمَّا اللقطة الثالثة الَّتي تستحقُّ الرصد والتحليل كذلك، فهي الصَّمْت الَّذي شابَ مواقف مُعْظم دوَل المحيط العربي، بعدما توقَّع المراقبون هبَّة عربيَّة تعمُّ دوَلنا من المحيط إلى الخليج. والحقُّ، فقَدْ تحقَّقت هذه الهبَّة، ولكن على مستوى الجماهير والإذاعات ومحطَّات التلفزة!
أمَّا الدَّعوات إلى مؤتمرات وتجمُّعات ووقفات تضامن فهي لا تشبع من جوع، كما خبر الجمهور العربي ذلك طوال القرن الماضي وسِني هذا القرن الجاري. والغريب، أنَّ هذه الهبَّة الجماهيريَّة قَدْ تحقَّقت في تركيا وداغستان وبعض العواصم الأخرى غير العربيَّة الَّتي شهدت تظاهرات «شجب وإدانة» وأناشيد وطنيَّة! وهكذا سيبتلع التاريخ المعاصر مأساة غزَّة الجارية ولكن على مضضٍ، شأنها شأن سواها من المآسي الَّتي ابتلى بها الشَّعب الفلسطيني الشَّقيق!
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لقطات ضربات أمريكية عنيفة على صعدة.. ما صحة الفيديو؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات وصفحات في منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مُضلل منسوب إلى الضربات الأمريكية الأخيرة على محافظة صعدة شمالي اليمن، التي جاءت بموجب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشن "عمل عسكري حاسم" ضد جماعة الحوثي.
وأسفرت ضربات الليلة الماضية عن مقتل 31 شخصًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة في صنعاء، التي يديرها الحوثيون، الذين تعهدوا برد "التصعيد بالتصعيد".
وجاء تناقل الفيديو المنسوب لضربات صعدة، بالتزامن مع تواتر التفاعلات تجاه تصريحات ترامب الذي قال إنه "سيستخدم قوة مميتة ساحقة لتحقيق هدفه باستهداف قواعد الإرهابيين وقادتهم ودفاعاتهم الصاروخية".
وصاحب الفيديو رواية مزعومة تقول: "مشاهد مهولة تكشف استخدام الإدارة الأمريكية لأسلحة نوعية.. ناشطون من محافظة صعدة ينشرون مقاطع توثق استخدام صواريخ وقنابل فتاكة بالتحصينات الجبلية ونسف أعماقها. الحوثيون مصابون بالذعر والتبلد لم يكن يتوقعوا هذه القوة التدمرية. تحصينات الحرس الثوري التي بناها في صعدة تتهاوى".
عند البحث العكسي عن الفيديو، وجد موقع CNN بالعربية أن المقطع قديم وأن الرواية التي تنسبه إلى الضربات الأمريكية الحالية مُضللة.
ونُشر المقطع للمرة الأولى قبل حوالي 10 سنوات، تحديدًا في نهايات مارس/آذار 2015، وكان يوثق للحظة انفجار مخزن للأسلحة في منطقة فج عطان بجنوب العاصمة صنعاء، حسبما أظهرت نسخة منشورة في موقع يوتيوب.
وكان موقع CNN بالعربية قد نشر، في 31 مارس/آذار 2015، مقطعًا مشابهًا لضربات نفذها التحالف في اليمن على منشأة صواريخ في منطقة فج عطان.
وفي يوم 28 من الشهر نفسه، نشر موقع CNN بالعربية نشر مقطع فيديو آخر لضربات مماثلة على منطقة فج عطان في ذلك الوقت.
آنذاك، نفذ التحالف في اليمن ضربات جوية في اليمن، في بداية عملية "عاصفة الحزم"، التي قادتها السعودية بعد تحذيرات من تحرك مواقع للحوثيين نحو عدن، العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور ، بعد استيلاء الجماعة على صنعاء.
أمريكاالسعوديةاليمنالحوثيوننشر الأحد، 16 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.