ما هو هيكل سليمان المهووس به اليهود؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
هيكل سليمان مصطلح أصبح شائع تداوله وسماعة السنوات الأخيرة وبخاصة مع كل الأحداث المرتبطة بالمسجد الأقصى وما يقوم به اليهود في فلسطين المحتلة، حيث يعتقد اليهود أنه تم هدم هيكل سليمان المزعوم بالقدس على يد الرومان فى 9 أغسطس عام 70م، ومعبد سليمان أو المعبد الأول أو بيت همقدش، وفقًا للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد.
وتم بناء الهيكل الثانى فى نفس الموقع فى 516 قبل الميلاد، الذى تم توسيعه بشكل كبير فى 19 قبل الميلاد ودمر فى نهاية المطاف من قبل الرومان فى 70 م، وبحسب كتاب "اليهود من عهد داوود إلى دولة إسرائيل" فإن الهيكل المزعوم شيد أثناء حكم النبى سليمان، ملك إسرائيل، فى القرن الـ 10 قبل الميلاد، ولكن هناك من يرى أنه بنى فى مرحلة سابقة، وتم بناء الهيكل الثانى سنة 516 قبل الميلاد، وذلك بعدما تم تدمير الأولى فى السبى البابلى، وتم توسيعه بشكل كبير عام 19 قبل الميلاد، إلى أن تم تدميره على يد الرومان عام 70 ميلادي.
وذكر كتاب "القدس بوابة الشرق الأوسط للسلام"، أن الملك سليمان، قام ببناء معبد فى القدس، ولكن كان معبدا خاصا له ولأسرته، حتى أنه كان يتعبد فيه أحيانا لوحده دون نسائه، كما أن مذبح المعبد كان صغيرا استنادا إلى ما ورد فى سفر الملوك الأول، وأن هيكل سليمان لم يكن المعبد الوحيد فى القدس آنذاك بل سبقه معابد كثيرة، أولها معبد الملك ملكى صادق، وغيرها الكثير من المعابد التى بناها سيدنا إبراهيم ويعقوب واسحق عليهم السلام فى فلسطين فى منطقة الخليل وبئر السبع.
وفي الكتاب تطرق لما قاله المؤرخ البريطانى ويلز: “أن طبيعة الهيكل لعب فيها الخيال كثيرا، خاصة فيما يخص عظمته، حيث يتنافى ذلك مع واقع الحال الذى كان يعيشه الملك سليمان، خاصة أنه كان يحكم مدينة صغيرة آنذاك، وأنه لم يبنى المعبد ليكون ملكا لعامة الشعب، وإنما لنفسه وأسرته وحاشيته، وأن مجده لم يكن وصل إلى العظمة حتى يبنى هيكلا خرافيا كما تذكر الروايات التى تعتمد عليها الحركة الصهيونية”.
وتحدثت الأديان الإبراهيمية عن هيكل سليمان، فاليهود واحد من أهم التواريخ لدى اليهود هو يوم 9 أغسطس، الذى يعتقد اليهود أنه اليوم الذى شهد هدم وتدمير هيكل سليمان "الهيكل الأول" على يد البابليين، كما يذكر التاريخ العبرى أيام الملك البابلى نبوخذ نصر، وهو أحد أيام الصيام المفروضة على الذكور اليهود، وهيكل سليمان أو معبد سليمان أو بيت المعبد الأول أو البيت المقدس، حسب التسمية اليهودية المعروف باسم بيت همقدش، وفقاً للكتاب المقدس، هو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، وهيكل سليمان هو أحد الاماكن المقدسة لدى اليهود ويعتقدون أن المسيح سيعيد بناء بيت همقدش، ولا يعرف بالضبط أين موقع بيت همقدش، ويظن بعض اليهود أن موقعه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه.
أما فى العهد القديم يذكر الكتاب المقدس، والعهد القديم من الكتاب المقدس، يعطى مكانة مهمة للهيكل، حيث يذكر وحده دون دليل أثري، وأن داود هو صاحب فكرة بناء هيكل ثابت للرب بدل خيمة الشهادة المتنقلة، وقد وعد الرب داود بأن يكون البناء فى عهد ابنه ووريثه، سليمان، أما موضع الهيكل وهندسته فقد عينه داود قبل موته.
فى الإنجيل أو العهد الجديد من الكتاب المقدس، تعامل مع هيكل فى إطار روحى ورمزى، ولم يقدسه مثل اليهود، لأن بمجئ المسيح الذى أتى الى عالمنا قد تحققت، بل تكملت روحيا فى شخص يسوع المسيح، وبحسب المصادر المسيحية، لقد تحققت تلك النبوءات فى تعاليمه وموته وقيامته وصعوده الى السماء، ومن ثم تحققت فى تعليم رسل الكنيسة الاولى (بولس وبطرس) بعد حلول الروح القدس، حيث اصبحت الكنيسة هيكل الله الجديد الحى، فى تعليقه على نبوءة النبى حزقيال وعن إعادة بناء الهيكل الجديد، أو النبوءات الأخرى فى هذا الشأن يقول اللاهوتى الهولندى الانجيلى Herman Bavink فى كتابه The Last Thnigs" "الامور الاخيرة" الذى صدر العام 1996 أن الهيكل الهديد الذى رآه النبى حزقيال منذ حوالى 2500 سنة ق.م، انما يرمز فى شكل روحى ومجازى الى الجسد الروحى لكنيسة المسيح فى العهد الجديد.
ورأي الإسلام في هيكل سليمان أن للحرم القدسى قدسية خاصة لدى المسلمين فهو أولى القبلتين وثانى مسجد وضع فى الأرض وإليه أسرى بالرسول قبل أن يعرج إلى السماء فى حادثة الإسراء والمعراج، ويرى المسلمون أنه لا وجود لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، وأنها قصة قد ألفها اليهود كذريعة لهدم المسجد الأقصى، فى حين يرى البعض الآخر كابن خلدون وابن الوردى أن الهيكل كان موجوداً فى الحقيقة، كما أن الهيكل ورد ذكره فى القرآن الكريم فى سورة الإسراء (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) كما ورد ذكره فى الأحاديث النبوية كحديث (أوحى الله إلى سليمان بن داود أن يبنى بيت المقدس وكانت أرضا لرجل فاشترى منه الأرض).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هيكل سليمان المسجد الأقصى فلسطين قبل المیلاد فى القدس
إقرأ أيضاً:
القانون للضعفاء
كثيرًا ما أقف حائرًا أمام عبارة «أن الناس أمام القانون سواء» وسبب حيرتى أن ما أشاهده أمامى يختلف، خاصة فى الدول التى نحن منها. وأعتقد أن هذه المساواة لا توجد إلا فى الدين، فليس هناك فرق بين الناس إلا بالتقوى، أما فى الدنيا.. فالغنى غنى والفقير فقير، وتصطدم بعبارة أخرى «أن القانون وضع للفقراء الضعفاء، أما الأغنياء الأقوياء فلهم قانونهم الخاص» هو قانون قريب من قانون سكسونيا الذى لا يطبق أى عقوبات على الشرفاء ويعاب خيالهم. فالأغنياء لهم منزلة مختلفة عن منزلة الفقراء، لذلك لا تندهش عندما تتذكر المثل الشعبى المرتبط بهذا الأمر الذى نسمعه منذ كنا صغار «العين لا تعلو على الحاجب» ثم تحول الأمر مع السنين إلى ثقافة راسخة فى وجدان الناس أن هناك منازل لكل شخص حسب ما معه من أموال، لذلك لم أندهش من الحكم بالغرامة البسيطة جدًا على أحد المشهورين الذى أصبح من أثرياء البلد بفضل تلوث أسماعنا بعدما ضرب شخصًا بسيطًا «بقلم» على وجهه، ولم يستطع هذا أن يفعل شيئًا ولجأ للقانون، معتقدًا أنه سوف يحصل على رد إهانته، ليكون الحكم «سكسونى» الطبيعة ويحكم على الفاعل بالغرامة التى يدفعها «بقشيش» للغلابه، والأمثلة كثيرًا تطالعنا كل يوم حكاية لتؤكد أن القانون «خُلق للضعفاء»!
لم نقصد أحدًا!