تهدد شركة برمجيات مقرها المملكة المتحدة تدعى Threads Software Limited باتخاذ إجراء قانوني ضد شركة Meta بسبب استخدامها لاسم Threads. تقوم الشركة، التي تقول إنها تمتلك العلامة التجارية "Threads" منذ عام 2012، بإنشاء "مركز رسائل ذكي" يستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على تتبع المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل الأخرى.

تدعي شركة Threads Software Limited أن محامي Meta قاموا بأربع محاولات منفصلة، بدءًا من أبريل 2023، لشراء نطاق Threads.app الخاص بشركة البرمجيات، وفي النهاية أغلقوا حساب Facebook الخاص بها. وقالت الشركة في بيان: "تم رفض كل عرض". "لقد تم التوضيح لـ Meta’s Instagram أن النطاق ليس للبيع. في يوليو 2023، أعلنت شركة Meta’s Instagram عن منصة الوسائط الاجتماعية الخاصة بها “threads” وأزالت Threads Software Limited من منصة Facebook الخاصة بها.

قالت شركة البرمجيات إنها تمنح Meta 30 يومًا "للتوقف عن استخدام اسم Threads" وأنها "ستسعى للحصول على أمر قضائي من محاكم المملكة المتحدة" إذا رفضت شركة التواصل الاجتماعي القيام بذلك. وفي بيان، قال جون ياردلي، الرئيس التنفيذي لشركة Threads Software، إنه "لم يكن قرارًا سهلاً" اتخاذ قرار بشأن Meta، لكن "العمل يواجه الآن تهديدًا خطيرًا من واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم".

لم تستجب Meta على الفور لطلب التعليق. ليس من الواضح مقدار الأموال التي عرضتها Meta على Threads.app، لكن تصريحات Yardley تقدم نظرة نادرة على نوع المفاوضات الخلفية التي يمكن أن تحدث من أجل تأمين النطاق أو اسم المستخدم المطلوب.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن صانع البرامج لم يكن الشركة الوحيدة التي تستخدم اسم Threads في الوقت الذي أطلقت فيه Meta منافسها على Twitter. كان متجر الأزياء بالتجزئة American Threads يتحكم في مقبض @Threads على Instagram في وقت إطلاق الخدمة. استجابت الشركة مازحًا للمعلقين في ذلك الوقت، ونشرت على خدمة Threads الجديدة معلومات عن أشخاص يخلطون بين علامة الملابس التجارية والخدمة المملوكة لشركة Meta. استخدم ميتا @threadsapp على Instagram وthreadsapp.net على Threads، في وقت إطلاق الخدمة.

كان بائع تجزئة يُدعى American Threads يمتلك مقبض Threads على Instagram عندما تم إطلاق Threads لأول مرة في يوليو.
وبعد شهر، قام حساب Instagram الخاص ببائع التجزئة بتغيير المقابض إلى @americanthreads (و americanthreads.net على Threads) دون توضيح، في حين سيطر Meta على مقبض @Threads. لم يستجب ممثلو العلامة التجارية للملابس على الفور لطلب التعليق، لكن الظروف مشابهة بشكل لافت للنظر لكيفية سيطرة Meta بهدوء على مقبضMeta على Instagram منذ أكثر من عام. تم التحكم في اسم المستخدم هذا أيضًا من قبل كيان منفصل - منشور مستقل للدراجات النارية يسمى META - ولكن تم إدراج الحساب لاحقًا بواسطة الشبكة الاجتماعية دون تفسير.

لم يعلق ممثلو مجلة ميتا مطلقًا بشكل مباشر على كيفية تغيير حسابهم، لكنهم كتبوا عن فزعهم عندما علموا بتغيير اسم فيسبوك. كتب المؤسس المشارك للمجلة في منشور بالمدونة تم حذفه منذ ذلك الحين: "بضغطة زر، تم تخفيف هويتنا فجأة، وشاهدنا اسمنا يدور حول البالوعة ويغسل بشيء لم يكن لدينا سيطرة عليه". تستخدم المجلة الآن اسم Vahna.

في الوقت الحالي، يبدو أن شركة Threads Software Limited تأمل في تحقيق نتيجة مختلفة. "على مدى السنوات العشر الماضية، قمنا باستثمار كبير في اسم Threads ولم نرغب في شطب هذا الاستثمار لمجرد أن Meta أعجبت بالاسم الذي صاغناه بالفعل لخدمة المراسلة". كتب في مشاركة بلوق. "بالنسبة لنا، فإن تغيير اسم الخدمة ببساطة لتجنب الخلط بينه وبين منتج Meta، قد يؤدي إلى إعاقة الخدمة بما يكفي لخسارة تلك الريادة التكنولوجية."

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

شحاته السيد يكتب: نماذج ميتا الذكية على جبهة القتال في الصين

مع التطور المتواصل للتقنيات الحديثة، تبرز أمامنا صورة غير مسبوقة لعالم يتشكل حول قوى جديدة وأدوات تتجاوز حدود الفهم التقليدي لمفهوم "القدرة العسكرية" فلم يعد الصراع بين الدول مقتصرًا على امتلاك عدد أكبر من الدبابات أو الصواريخ أو الأسلحة النووية، بل أخذ شكلًا مختلفًا يمزج بين التطورات الرقمية والذكاء الاصطناعي، ومع هذا التطور، يعود إلى الأذهان تساؤل جوهري يُطرح بنبرة جديدة: "هل نحن على أعتاب سباق تسلح جديد؟"
عندما نتحدث اليوم عن سباق التسلح، فإننا لا نشير إلى السباقات السابقة التي خاضتها الدول العظمى، ولا إلى التجارب النووية التي كانت تُجرى في الصحارى أو أعماق المحيطات؛ بل إلى سباق مختلف تمامًا، سباق تجري أحداثه داخل المختبرات الرقمية والشبكات العصبية الاصطناعية. إنه سباق جديد تنخرط فيه القوى الكبرى، ساعية لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة تتداخل مع منظوماتها الدفاعية والهجومية، لتصبح هذه التكنولوجيا أداة تُحدث تغييرًا جذريًا في موازين القوة.


يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي اليوم كعنصرٍ حاسمٍ في إعادة تشكيل الاستراتيجيات العسكرية، حيث بات بإمكان الخوارزميات تحليل كميات ضخمة من البيانات العسكرية في وقت قياسي، ما يتيح للقادة اتخاذ قرارات مبنية على دقة معلوماتية لم تكن ممكنة سابقًا، ولنا أن نتخيل أن ما يحتاجه ضابط عسكري لتحليل المواقف والتخطيط قد بات يُنجز خلال ثوانٍ قليلة، وهذا يعزز من جاهزية الجيوش وقدرتها على استباق المخاطر.


ومع هذا التقدم، ظهرت مفاهيم جديدة للآلات ذاتية التشغيل، التي يمكن برمجتها لأداء مهام عسكرية كاملة بدون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، ولعلنا هنا نتحدث عن طائرات بدون طيار تستطيع رصد الأهداف وتنفيذ الضربات بدقة مذهلة، وأنظمة دفاعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتعامل مع التهديدات بشكل فوري وآلي، دون الحاجة إلى قرار بشري، وهذا في حد ذاته يفتح بابًا واسعًا أمام مرحلة جديدة من سباق التسلح.


التنافس على استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية بدأ يأخذ طابعًا استراتيجيًا بين القوى الكبرى، إذ تسعى دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا إلى الاستفادة القصوى من إمكانيات هذه التكنولوجيا لتعزيز قدراتها العسكرية بشكل غير مسبوق. 


الصين، على سبيل المثال، تخطو خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، حيث طورت أداة "ChatBIT" التي تستند إلى نموذج "لاما" مفتوح المصدر من شركة "ميتا"، وقد تم تكييف هذه الأداة لتقديم استشارات وتوجيهات للقيادات العسكرية الصينية، ما يجعل القرار العسكري أكثر سرعة ودقة. 


ومن خلال هذه النماذج، تصبح القرارات الحربية أكثر فعالية، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي يمنح تلك الدول قدرةً تنافسيةً أكبر تمكنها من تنفيذ عملياتها العسكرية بسرعة وكفاءة، ويضع القوى الأخرى أمام تحدٍّ صعب، يتمثل في ضرورة اللحاق بهذا السباق أو المخاطرة بفقدان الهيمنة العسكرية.


غير أن اندفاع الدول نحو الذكاء الاصطناعي العسكري يثير تساؤلات حادة حول المخاطر الأخلاقية والتحديات الأمنية التي قد تنجم عن هذا التوجه، إذ أن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مصيرية في ميادين القتال يطرح مشكلة كبيرة، حيث تعتمد هذه الأنظمة على برمجيات قد تحتوي على ثغرات أو أخطاء برمجية قد تؤدي إلى نتائج كارثية، فهل يمكن تصور تبعات وقوع خطأ في برمجة منظومة عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرار الهجوم؟ وماذا لو اتخذت تلك الآلات قرارًا خاطئًا بإطلاق النار على أهداف غير معادية، أو تسببت في تصعيد غير محسوب لنزاع إقليمي؟


إلى جانب ذلك، يتزايد القلق من احتمالية تعرض الأنظمة العسكرية الذكية للقرصنة أو التلاعب، ما يعني أن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري قد يصبح سلاحًا ذو حدين، فبينما يساهم في تعزيز القدرات القتالية، يفتح الباب أمام ثغرات أمنية قد تستغلها جهات معادية لشل منظومات دفاعية كاملة أو حتى توجيهها ضد مالكيها الأصليين، مما يزيد من أهمية توفير الحماية الرقمية وتطوير وسائل فعالة للتصدي لهجمات القرصنة في ساحة المعركة الرقمية.


ومع أن هذه التحديات تضع ضغطًا كبيرًا على المجتمع الدولي، إلا أن العديد من الشركات التكنولوجية الكبرى، خاصة في الولايات المتحدة، بدأت بفرض قيود على استخدام نماذجها المفتوحة المصدر لأغراض عسكرية، ولكن هذا التوجه قد يواجه صعوبات على مستوى التنفيذ، إذ أن التقنيات الحديثة باتت في متناول اليد، ويمكن للدول تكييف النماذج المتاحة لملاءمة احتياجاتها الدفاعية بسهولة، كما فعلت الصين بتطوير "ChatBIT" الذي يستند إلى تقنيات مفتوحة المصدر، وهذه الإمكانيات المفتوحة قد تجعل من الصعب مراقبة أو ضبط عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية بشكل كامل.


ولعل السمة الأكثر إثارة للقلق هي أن هذا السباق التكنولوجي قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات بين الدول بدلاً من حلها، فامتلاك تكنولوجيا عسكرية متطورة مثل الذكاء الاصطناعي يجعل الدول تشعر بقدرة أكبر على المجابهة والمواجهة، ما يقلل من فرص التفاوض، حيث تنمو الثقة المفرطة بقدرات التكنولوجيا المتقدمة لدرجة تدفع الدول للجوء إلى الحسم العسكري بدلاً من الدبلوماسية، ولهذا نجد أنفسنا أمام واقع جديد، حيث قد تؤدي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى تقليص المسافة بين نشوب الصراعات واندلاع الحروب.


وبالرغم من أن التوجه نحو الذكاء الاصطناعي العسكري يبدو مسارًا طبيعيًا في ظل تطور التكنولوجيا، إلا أنه يضع البشرية أمام تحديات لم يسبق لها مثيل، فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الأتمتة أو تسهيل العمليات، بل يمكن أن يتحول إلى أداة تثير الذعر والقلق في كل مرة تتحول فيها هذه التكنولوجيا إلى ساحة الحرب.


كما أن السباق نحو تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في إهدار ثروات ضخمة وموارد لا حصر لها، تُوجّه نحو التسلح بدلاً من التنمية والبناء، وفي هذا السياق، نجد أنفسنا أمام معضلة تفرض على المجتمع الدولي التفكير بجدية حول ضرورة إيجاد أطر تنظيمية واتفاقيات دولية للحد من سباق التسلح في هذا المجال.


في ختام مقالي هذا، يبقى السؤال: هل نحن على أعتاب سباق تسلح جديد، تقوده القوى الكبرى نحو صراع رقمي يعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ وهل يمكننا أن نتجنب المخاطر الناجمة عن هذا السباق؟ يبدو أن الإجابة على هذا السؤال تتطلب وعيًا جماعيًا وتعاونًا دوليًا لمواجهة التحديات، وتأسيس ضوابط تُبقي هذا التقدم التكنولوجي في نطاق الاستخدام السلمي.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تغرم شركة ميتا 15 مليون دولار بسبب جمع معلومات غير قانونية عن مستخدمي فيسبوك
  • "كلكم ظلمتوني".. هدى المفتي توجه رسالة غامضة
  • تخصصوا في «تهكير» صفحات المواطنين على فيسبوك.. محاكمة تشكيل عصابي اليوم
  • ميتا تكشف عن أداة "تصنيف البالغين" لكشف عمر المراهقين على Instagram
  • ميتا تطور يداً روبوتية قادرة على الإحساس باللمس
  • مش عارف إزاي قلبي طاوعني.. تامر حسني يخاطر بالغناء فوق منصة معلقة مائلة
  • "صفا" تطلق صفحتين جديدتين عبر "فيسبوك" و"إكس""
  • تقنية ميتا الجديدة..الروبوتات تكتسب لمسة ومهارة بشرية
  • رئيس شعبة الذهب ينصح بشراء الأصفر في الوقت الحالي
  • شحاته السيد يكتب: نماذج ميتا الذكية على جبهة القتال في الصين