الجزيرة:
2024-10-05@22:46:29 GMT

الإغراء الأخير للغرب

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

الإغراء الأخير للغرب

هل يستطيعُ الغربُ أن يحافظَ على "إغرائه" بعد الآن!، حسَب تعبير الأديب الفرنسيّ أندري مالرو. الغرب مفهومٌ حمّال أوجه، يفيد الرقعة الجغرافية التي انتسجت فيها الحضارة الغربيّة، ويُحيل إلى القيم التي قامت عليها تلك الحضارة، ويعني كذلك السياسة التي تأخذ بها  دول الغرب، بل كان يفيدُ ما سبق أن سمّاه "سون يات سين"- أوّل رئيس لجمهورية الصين- "بالإنسان الأبيض…"، بَيدَ أنَّ مفهوم الغرب تطوّر عبر الزمن، وتحدَّد من خلال "آخر".

فقد كان يعني الأنوار والعقل، في القرن الثامنَ عشرَ ضد التقاليد، وما كان يُسمّى بالظلامية، وكان يعني "المهمة الحضاريّة" في القرن التاسعَ عشرَ، إبّان الحِقبة الاستعماريّة، وأضحى يعني "العالم الحر"  ضد الفاشية والنازية، واقترن بالديمقراطيّة والسوق ضد الشيوعية، إلى أن أضحى هدفًا مطلقًا، وبروفة صالحة لكل زمان ومكان، بعد أن انتفى أي خَصم محتمل، حينما بلغ التاريخ منتهاه، حَسَب زعم فوكاياما.

على العالم وَفق النظرة التبشيرية التي سادت عقب سقوط حائط برلين، أن يأخذ بقيم الغرب، وهي القيم التي تحملها الولايات المتحدة، وعلى العالم بالتبعية أن يسير في ركابها.  لكن ما لبث أن عاد التعريف يتحدّد من خلال آخر،  بعد أحداث 11 سبتمبر، هو الإرهاب، أو على الأصحّ الفاشية الإسلامويَّة.. ظاهرًا، وضد الإسلام باطنًا، مثلما جهرَ بذلك  بعض السياسيين وأصحاب الرأي، إذ يعلنون ما قد يسرُّه البعض.

سادَ الاعتقاد لدى كثيرٍ من النخب الفكرية والسياسية بإمكانية "التصالح"، أو التقاء  الضفتَين، حسَب تعبير جاك بيرك، ولكن التّصالح والالتقاء لم يتمّا بسبب مواعيد مُخلفة.  في الفترة الاستعماريّة بسبب الغطرسة، وبعدها بسبب التمزيق، والتدخل، وها نحن أولاء نشهد مرّة أخرى موعدًا مُخلفًا مع المجزرة التي تتعرّض لها غزّة، في صمتٍ مريبٍ من قِبل ساسة الغرب، وفي تواطؤ فاضحٍ من قِبل الولايات المتحدة، التي لم تضع لإسرائيل خطوطًا حمراءَ، وتأثُّم مَشين من قِبل بريطانيا، وازدواجيّة مفضوحة من قِبل فرنسا، وانصياع مطلق لساسة الغرب وأصحاب الرأي ضد "البرابرة"، وماكارثية مفضوحة ضد مَن يجهر بالحق، وينهض ضد إبادة شعب.

أذكر ها هنا ما كان كتبه القيادي التاريخيّ الجزائري الحسين آيت أحمد، عقب حرب الخليج الثّانية في مقال له بـ "لوموند" بتاريخ 10 مارس 1991، حول أنَّ تاريخَ الضفتَين تاريخ مواعيد مُخلفة، وهو يعيب على الغرب تمييزه في المواقف، أو كيله بمكيالَين، ويستشهد بهذا التاريخ الذي يعتبره ليس فقط موعدًا مُخلفًا، بل جرحًا في تاريخ الضفتَين، حينما أقدمت السلطات الفرنسية على تقتيل المتظاهرين في سطيف وقالمة بتاريخ 8 مايو 1945، في الوقت الذي كان فيه الحلفاء ينتشون بالنصر. لم يكن آيت أحمد – رحمه الله-  للتذكير، منظرًا إسلاميًا.

كيف نستطيع أن نُقنع الجيل الجديد بعالميّة القيم الغربية، مثل النهضةَ الغربية، وفلسفة الأنوار، وقيم الحرية والمساواة، والعدالة

اكتشفت النخب حينها  أنّ الحرية "تنصرف" في الشمال، وأنها  "ممنوعة من الصرف" في الجنوب.

ما أشبه اليوم بالبارحة!. ما الذي نراه اليوم؟ انعدام التمييز لدى الغرب. ضحايا يُصوَّرون بوجوه إنسانية، تستدرُّ العطف وتحظى بالتعاطف، وآخرون يُستكثر عليهم وضعهم الإنساني، ولا يؤخذ  بوضعهم المدني، لا يشفع لهم أنّهم نساء أو أطفال أو شيوخ، ويُشكك في عدد ضحاياهم، ويعتبرون ضمنيًا- حسَب مصطلح سبق أن استعمله الجيش الأميركي في حرب الخليج- ضحايا جانبيين.

تُغتال الحقيقة، بشأنهم، أي أنهم يُغتالون مرتَين، كما الزعم بأن من قذَفَ مستشفى المعمداني هو الضحيّة نفسه؛ غسلًا ليد الجاني.  يُهزأ بأرواحهم، حين  تقديم العزاء لطرف، والامتناع حتى عن المطالبة بوقف التقتيل،  باسم "حقّ الرد" والدفاع عن النفس.. وصمت مريع، لدى النخبة الفكرية الغربية، وسُبّة للذكاء ومنطق الأشياء الدفع بتأمين "المساعدات الإنسانية" والامتناع في الوقت نفسه عن وقف العدوان،  كمن يمُنّ عليك بأنه يضمد جرحك، وهو من جرحك، أو أمر بجرحك، أو تغاضى عمن يجرحك. يضاف إلى هذا القيامةُ ضد الأمين العام للأمم المتحدة؛ لأنه قال: إن "طوفان الأقصى" لم ينهمر من عدم. ولغة مزدوجة كما في عالم جورج أورويل،  إذ يُضيَّق على قناة الجزيرة، ثم يُثنى عليها من البيت الأبيض، في كلام فضفاض للتمويه عن مقتل أسرة الصحافي وائل الدحدوح.

إلى عهد قريب، فوجئنا بما كشف عنه المخبوء -عقب الحرب على أوكرانيا- عن النازحين الأوكرانيين الذين يشبهوننا، مثلما قال معلق صحافي غربي، ولا يشبهون في شيء ما اعتدناه من صور النزوح والمآسي، لدى الأفغان والعراقيين والسوريين..؟

كيف نستطيع أن نُقنع الجيل الجديد بعالميّة القيم الغربية، مثل القول الذي قدّمه أكاديمي من موريتانيا صرف جهده طوال مسيرته العلمية ليعلم طلبته النهضةَ الغربية، وفلسفة الأنوار، وقيم الحرية والمساواة، والعدالة التوزيعية، ولربما المجتمع اللائق عند ماركاليت أفيشاي، وما لا أدري من المفاهيم المجلجلة "العالمية"، على اعتبار الإنسان مفهومًا مطلقًا، لا يسوغ التعامل معه على أنه آلة، أو بضاعة، أو إنسان غير مكتمل الإنسانية..

والحقيقة أن الحرية والمساواة والكرامة والمجتمع اللائق لا تحق إلا لمن هو في الضفة الأخرى، لمن "سحنته تشبه سحنتنا، ومرجعيته تطابق مرجعيتنا"، كما في هذا القول التي نضحت به سريرة غربية.

مَنْ ذا يرفض السِّلم؟! ولكن السلم من منظور واحد، أو إملاء من طرف هو دعوة للاستسلام، وهو إمعان في الإذلال

نعود إلى ما كدنا ننساه، إلى صرخة فرانز فانون، في كتابه: "معذبو الأرض"، الذي صاغ مخيال جيلي على أرائك الجامعة، حول ازدواجيّة الغرب، أو حسب تعبيره عن أوروبا (أو الغرب) التي تتحدث عن حقوق الإنسان، وتخنقه عند أول منعرج.. كدنا ننسى هذه الحقيقة، باسم إخفاقات متتالية، وباسم الواقعية، لكن هل نستطيع أن نتمادى في التناسي أو النسيان؟  أليست أمريكا التي بشّرت بحقوق الإنسان في العراق، هي من انتهكَ حقوق الإنسان في أبي غريب وغير أبي غريب؟! أليست هي الغطاء، بل اليد، لما يُقترف ضد المدنيين، والأطفال والنساء، والصحافيين، وأسر الصحافيين، في غزة والضفة الغربية؟!

مَنْ ذا يرفض السِّلم؟! ولكن السلم من منظور واحد، أو إملاء من طرف هو دعوة للاستسلام، وهو إمعان في الإذلال. هو وصفة لحروب ألف عالم، ولو تخللتها هدنة، أو مرحلة هدوء، وما كان يحمله الغرب، أو الولايات المتحدة هو ديكتات، من أجل "عالم مزدهر"، باسم وسيط نزيه، وباسم الأرض مقابل السلام، وباسم ما بشّرت به في العراق، وباسم اتفاقات أبراهام.  والواقع أصدق أنْباء من الكتب.

لكن لا يكفي أن نعيب الآخر ونذهل عما كسبته أيدينا. من سذاجة بعض من حَمَلة الرأي، وما أبرّيء نفسي. ومن تواطؤ بعض منهم، ممن أمعن في التماهي مع الجاني. نحن أمام ظاهرة مريبة من  نخب مدخولة، من غير نُسْغ، صنيعة ماكينة إعلامية وأيديولوجية. نخب مصاغة في مختبرات، ينفخ فيها الإعلام، وتمدّ بالجوائز لكي تصبح معبّرة عن "الوجدان".

نحن مطالبون بإعادة النظر في كل شيء. في الآخر، ودعوته "العالمية"، وفي أنفسنا، وفيمن يُعتبرون "ضمائر حية"، وهم  كائنات مختبرية، في حقيقة الأمر.

فقد الغرب بريقه أو إغراءه. أرادنا من غير نسغ، ولا هُوية، ولا قضية. مجرد سوق لبضائعه ورؤاه، مع وسطاء ووكلاء، نتاج توليد مختبري.

الآن حصحص الحقّ.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ة الغرب من ق بل

إقرأ أيضاً:

تكالب الغرب علي المسلمين

تكالب الغرب علي المسلمين وصار يجرب أسلحته فيهم ويشعل بينهم فتيل الفتنة وهذا الاختراع البريطاني (فرق تسد) هو طعم ابتلعه المسلمون والعرب فتركوا عدوهم ومسكوا في خناق بعض !!..

كل يوم تستحر الحرب في بلاد المسلمين وتحرق الأخضر واليابس وهذه غزة تحولت إلي أطلال بالية وشعبها صار قصة حزينة في وسائل الإعلام وفي السودان حلت كارثة إنسانية غير مسبوقة تحول فيها المواطن الي رسم كاريكاتوري من غير ملامح وهدف وسقوه كاس الذل في حرب لأناقة له فيها ولا جمل !!..
وزحفت الشرارة إلي لبنان لتقضي علي ماتبقى فيه من بقية اثار كانت يوماً لدولة من ارقي الدول وأمة من ارقي الأمم أناقة وجمالاً وعلما وادبا .
وأصبحت سوريا معسكرا لعشرة دول واوكارا لعدد غير قليل من الإرهابيين يحصدون الرؤوس من غير شفقة وفي قرارة أنفسهم يعتقدون أنهم علي الطريق المستقيم أما غيرهم فهم من الكفرة والمارقين !!..
وقفزت قبيلة يمنية كان أفرادها من البؤساء يسيرون حفاة في قمم الجبال الي دست الحكم ومن غير تأهيل أو اعداد ودراسة وتدريب تم تسمية زعيم هذه القبيلة رئيساً للبلاد ومارس صلاحياته بكل صلابة الصخر الذي كان يمشي فيه حافيا وغير نظام التعليم وحكم بالحديد والنار وهدد الملاحة في البحر الأحمر وتحدي إسرائيل بشوية صواريخ عبثية دائما تطيش تقع أما في مكان فضاء أو يتم اصطيادها بالقبة الحديدية وربما احيانا تصيب مبني أو اثنين مما يجعل الحوثي يفرح لدرجة أنه يعتقد بأنه قد حقق المستحيل وجعل إسرائيل تصاب بالرعب وتجثو علي ركبتيها تطلب من زعماء اليمن الاشاوس أن يخففوا عليها العبيء وقد أعلنت التوبة وتعهدت بأن لا تقدم علي حماقاتها وتضرب الحديدة وغيرها من مرافق أرض اليمن السعيد وتضحك علي الحوثي وتجعله يندم علي عبثه الصبياني !!..
هذه الأربعة دول العربية لبنان , فلسطين ، سوريا والعراق صارت إسرائيل تعربد فيها وتقتل وتهدم المباني بغير شفقة ورحمة ولعلكم تلاحظون أن إيران لها أذرع في هذه الدول عن طريقهم تدعي أنها حامية حمي فلسطين وأنها ستحرر القدس الشريف وارض إيران سليمة ومواطنها يعيش في رغد من العيش بعيدا عن المعارك التي تدور كلها في الأراضي العربية ويموت فيها المواطن العربي وتضيع عواصم مثل دمشق ، بيروت , صنعاء وبغداد والملالي في طهران ينفخون في النيران من بعد وهم في قمة الأمن والأمان من لظاها وقد كشفت الايام عن وجهين لهم ولسانين ، وجه ولسان لتضخيم الحوثي وحسن نصرالله وقادة حماس وزعماء العراق والوجه واللسان الآخر لمغازلة امريكا والغرب عموما لزوم أن تظل مفاعلاتهم الذرية التي أنفقوا فيها ١٣٠ مليار دولار بعيدا عن مرمي نيران نتنياهو الذي يكن لهم قمة العداء ولن يتركهم في حالهم وهم يعرفون ذلك رغم صواريخهم الفشنك التي بلغت ألفا وقد ابتلعتها القبة الحديدية ومنها من وقع في أرض فضاء كالعادة .
نعود للدهاء الانجليزي وقد مارسوا في بلاد المسلمين والعرب سياسة ( فرق تسد ) والتي نجحت في أن يمسك السلفية بخناق الصوفية والشيعي يحارب السني وكثير من الحركات المتاسلمة في كر وفر مع بعضها البعض مما جعل العالم الإسلامي مشغول بخلافاته المذهبية وهم مع بعضهم البعض يستخدمون أقصي درجات القوة ولو اتحدوا وتركوا هذا الجدل العقيم واستخدموا فقط ربع مقدراتهم المهولة لما كان لإسرائيل وجود في عالم اليوم !!..
أما في السودان والعقلاء يسعون بكل حزم لإيقاف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية ولكن جماعة العنف لايريدون غير استمرار اللهيب مع انهم يعرفون أن الضرر حصريا يعود للمواطن المسكين !!..
هذان الطرفان المتحاربان لأكثر من ١٧ شهرا وكل منهما يري أنه علي حق ويهلل ويكبر عندما يقتل الآخر ... طيب مادمتما أنكما بكل هذا الإيمان والتدين فهل في عرفكما أن المسلم يقتل المسلم ؟! ألا تعرفان أن المسلم والمسلم إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ؟!
يا أهل السودان نناشدكم مخلصين أن تعملوا جميعا علي إيقاف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية والمهم جدا جدا الكف عن المكايدة واللجاجة والخلاف بين وجهات النظر المختلفة وان كان لا بد أن يكون هنالك خلاف فالافضل أن يكون بذوق وفن وأدب ومقارعة الحجة بالحجة وان نتمثل هذا الشعار ( أن نصف رأيك عند اخيك ) ونرجو أن نبطل مفعول قنبلة الإنجليز الموقوته ( سياسة فرق تسد ) التي كبلتنا زمانا وجعلتنا في حرب لا تكاد تنتهي ولو رجعنا الي نبعنا الصافي ديننا الحنيف وأننا نشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لما وقعنا في المحظور وصرنا أعداء لبعضنا البعض والعدو يتفرج علينا ويضحك فمتي نفيق متي نفيق ؟!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تكالب الغرب علي المسلمين
  • «الحرية المصري»: كلمة الرئيس رسالة بأن إقامة دولة فلسطينية السبيل الوحيد للسلام
  • «الحرية المصري»: الرئيس السيسي حريص على تعزيز قدرات الدولة لمواجهة التحديات
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • عاجل | مراسل الجزيرة: غارة جوية لجيش الاحتلال على مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
  • تهديدات بإيقاف المسلسل التركي “البراعم الحمراء”.. هل تُواجه الحرية خطرًا؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • بيان للجبهة الديمقراطية يتوعد بمحاصرة «الحرية والتغيير»
  • الساعدي: على كل من ذاق طعم الحرية الوقوف ضد إنشاء المحكمة الدستورية في بنغازي