تصور خاطئ.. مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
سيطرت تطورات الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على اهتمامات كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الثلاثاء.
ففي عموده (صندوق الأفكار) بصحيفة (الأهرام) سلط الكاتب عبد المحسن سلامة الضوء على النداء الذي أطلقه أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، لإنهاء "كابوس الدماء في غزة"، ووقف "شلالات الدماء" التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تخوض "حرب إبادة" بكل ما تعنيه الكلمات من معانٍ ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال سلامة - في مقاله بعنوان "كابوس الدماء" - "هناك مشاهد مأساوية عديدة في غزة نراها كل يوم بعد أن تكدست الجثث في الشوارع، وتوقفت سيارات نقل الموتى بسبب عدم وجود بنزين، واضطر الأهالي لحمل الجثامين على العربات الكارو، والبحث عن مكان لدفن ذويهم"، مشيرا إلى أن تلك المشاهد تقشعر لها الأبدان، ويندى لها جبين الإنسانية، باستثناء "الضمير الميت" للرئيس الأمريكي جو بايدن، المتهم الأول في مساندة بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته.
وأشار إلى أن تلك المشاهد حركت "الضمير الحي" لأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، فأعلن بوضوح، أمام جلسة مجلس الأمن الأسبوع الماضي، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ 75 عاما، وأن هجمات حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر لم تحدث من فراغ، وأن تلك الهجمات لا تبرر القتل الجماعي الذي تشهده غزة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعاني تحت الاحتلال الخانق منذ عام 1967.
وتابع "موقف شريف، ومحترم للأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما قد يكلفه منصبه على غرار ما حدث لبطرس غالي الأمين العام الراحل، حينما أعلن رفضه مذابح "قانا" الإسرائيلية، وأصر على نشر التقرير الأممي الذي يؤكد إدانة إسرائيل فيها، فوقفت أمريكا (حليف إسرائيل) ضده، وناصبته العداء، وأفشلت مخططات التجديد له في دورته الثانية.
وذكر سلامة "لم يأبه جوتيريش لكل ذلك، وتصرف بشجاعة، رغم ابتزاز إسرائيل له، وتوعدها إياه، وبدء اتخاذ إجراءات عقابية ضد المنظمة الأممية، محميًة في ذلك بالمساندة اللا أخلاقية من الولايات المتحدة الأمريكية".
ولفت إلى أن الإجراءات بدأت بالتضييق على الهيئات، والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، وإلغاء الاجتماعات بين وزير الخارجية الإسرائيلي والأمين العام، لكن جوتيريش قام بالتصعيد في لهجته مرة أخرى أمس الأول، ووصف أفعال إسرائيل في غزة بأنها "كابوس دماء" يجب إيقافه.
من جهته، وفي عموده (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات إنه في ظل التطورات الجارية على ساحة القتل والدمار وحرب الإبادة المشتعلة في غزة، من الخطأ أن يتصور البعض، أن العدوان الإسرائيلي الوحشي يستمد قدرته على الاستمرار والتصاعد، نتيجة الحماية الأمريكية له والموافقة عليه، من خلال التصريح المعلن بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، الذي سارع الرئيس الأمريكي جون بايدن بالتأكيد عليه مع بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وأضاف بركات - في مقاله بعنوان "تصور خاطئ" - أنه "إذا كان العالم يشهد ويتابع الآن وطوال الأسابيع الثلاثة الماضية، ما يقوم به جيش العدوان والاحتلال الإسرائيلي من جرائم وحشية، وحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في عمومه وأهالي غزة على وجه الخصوص، فإن على الكل أن يدرك بكل الوضوح، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد مؤيد أو داعم لهذه الجرائم، بل هى شريك فاعل بها".
وتابع أنه بنظرة فاحصة ومدققة لمجريات الأحداث وتطوراتها في ساحة الحرب في غزة، تؤكد هذه الحقيقة، من خلال الحشد الأمريكي لقواتها الضاربة البحرية، وتحريكها لأكبر حاملة طائرات في الأسطول الأمريكي جيرالد فورد لكي تستقر في موقع الأحداث بالبحر الأبيض المتوسط، لتقديم المساندة والدعم والحماية لإسرائيل.
وأشار إلى أن أمريكا تطالب كذلك كل القوى الدولية بالوقوف مع إسرائيل ودعمها بالكامل، ورفضها التام السماح بتمرير أو إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، وتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.. مستطردا: "كل ذلك وغيره كثير ابتداء من مد إسرائيل بالقنابل الخارقة للأعماق والصواريخ الارتجاجية وغيرها يؤكد الحقيقة الواضحة وهي أن أمريكا شريك في العدوان على غزة وليست مجرد داعم أو مساند لإسرائيل في عدوانها".
من ناحيته، كتب رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) عبد الرازق توفيق أن مصر لم ولن تفرط أو تتنازل عن شبر من أراضيها وترابها الوطني، فالأرض عند المصريين مثل العرض تماما، فلا يمكن أن ترضى هذه الأمة المصرية العظيمة المساس بأرضها وحدودها، فدونها الرقاب، ولعل سجل الشرف والأمجاد المصرية حافل وثرى بالتضحيات والبطولات والانتصارات على مدار التاريخ دفاعاً عن قدسية الأرض والتراب الوطني.
وقال توفيق - في مقاله بعنوان "سيناء.. قضية أمن قومي" - "سيناء نموذج ومثل عظيم للأمجاد المصرية وتسطير بطولات وتضحيات أشرف الرجال، فهي دائما مستهدفة بالمؤامرات والمخططات، لذلك سيناء بالنسبة لمصر قضية أمن قومي تعرضت للاحتلال في 5 يونيو 1967 وهو ما رفضه المصريون وجيشهم العظيم وأعلنوا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، لذلك كان الشعب والجيش على موعد مع ملحمة جديدة هي أقرب إلى الأسطورة.. وبدأت مهمة استرداد الأرض والكرامة.. خاضت مصر حرب الاستنزاف وكبدت العدو خسائر فادحة.. وحقق جيش مصر العظيم بطولات عظيمة.. واستعاد المقاتل المصري الثقة وأدرك أن زيف أسطورة العدو التي تحطمت على صخرة شجاعة وبسالة المقاتل المصري".
وأضاف: "المؤامرات والمخططات على سيناء لا تتوقف، ومع بداية الألفية الثالثة، واجهت تحديات وتهديدات خطيرة من خلال دعم قوى الشر بحملة إرهابية شرسة تستهدف فصل سيناء عن الجسد المصري لتحقيق أحلام وأوهام العدو من أجل تنفيذ مخططات التهجير والتوطين فهي ليست وليدة الأحداث الأخيرة ولكن جرت في جنح الظلام على مدار العقود الماضية".. متابعا "أن رؤية التطهير والتعمير التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي تستهدف حماية وتأمين وتحصين سيناء ضد أي تهديدات وتشجيع المواطنين المصريين للإقامة فيها من خلال تحويلها لأرض الفرص والحياة الكريمة وهو الأمر الذي يؤدى إلى زرعها بالسكان ليكونوا حصناً إضافياً للحماية إلى جانب قوة الرجال والأبطال من أقوى جيوش المنطقة هو الجيش المصري العظيم".
وشدد على أن مصر نجحت في تطهير سيناء من خلال القضاء على الإرهاب فى ملحمة فداء وعطاء قدمها وسطرها أبطال الجيش المصري.. ودفعت مصر ثمنا غاليا من أجل تحقيق هذا الهدف من أرواح ودماء أبنائها التي زادت على 3 آلاف شهيد وأكثر من 12 ألف مصاب.. وأنفقت على الحرب على الإرهاب 90 مليار جنيه بمعدل مليار جنيه شهريا وليسطر هذا الجيل بقيادة القائد العظيم ملحمة جديدة مثل جيل أكتوبر العظيم ويثبت أنه جدير بحمل الأمانة.. فلم يفرط أو يتهاون أمام حماية سيناء ضد أى تهديدات أو مخططات أو مؤامرات تستهدف استقطاع جزء من سيناء لتنفيذ مخططات مشبوهة.. ومشروعات خبيثة وأوهام قديمة في إقامة إسرائيل الكبرى.
ونوه بأن الرئيس السيسي نجح في تحقيق إنجازات ونجاحات وأمجاد تاريخية في سيناء ومازال يحقق.. فقد طهرها من الإرهاب وعمرها وحماها بالبناء والتنمية وقوة وقدرة جيش عظيم، فعلها مرة وقادر أن يفعلها كل مرة.. لافتا إلى أن الحقيقة أن ما تشهده سيناء من بناء وتنمية وتعمير.. وما تشهده مصر من إنجازات ونجاحات غير مسبوقة وما يتمتع به جيش مصر العظيم من قوة وقدرة وما تحظى به مصر من دور وثقل ومكانة وقوة الدور.. وأن مفاتيح أمن واستقرار وسلام المنطقة في يدها يجعلنا أكثر اطمئنانا وثقة وألا تقلق على سيناء أبداً وهذا يجسد عبقرية رؤية القيادة السياسية.
وأوضح الكاتب أن التنمية والتعمير في سيناء لن تتوقف في جميع القطاعات والمناطق والمجمعات الصناعية والزراعية وإنشاء محطات عملاقة مثل المحسمة وبحر البقر للمعالجة الثلاثية التي تنتج 5.6 مليون متر مكعب يوميا وهي الأضخم في العالم.. وهناك المزيد في مجالات الصناعة والزراعة والاستثمار خاصة أن الدولة ستقوم برؤية وخطة جديدة لتنمية وتعمير شمال ووسط سيناء ورصدت لها 300 مليار جنيه، لذلك فإن سيناء أولوية قصوى في مجال التنمية والتعمير، لأنها تمثل عصب الأمن القومي المصري ولتنهي الأوهام والمخططات والمؤامرات التي تحاول قوى الشر تنفيذها، لكن الإرادة المصرية تقف لها بالمرصاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی للأمم المتحدة إسرائیل فی من خلال فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف سقط معبد أرتميس العظيم؟
في عام 356 قبل الميلاد، تسلل رجل يُدعى هيروستراتوس، إلى معبد أرتميس في أفسس، تركيا، وأشعل النار في سقفه الخشبي، ما أدى إلى تحول جزء كبير من الهيكل العملاق الذي أشار إليه الكاتب والفيزيائي اليوناني فيلون البيزنطي باعتباره من عجائب العالم القديم إلى رماد.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تدمير المعبد، ولن تكون الأخيرة، وفق "آرت نت".
100 عام
مر قرنان آخران حتى قرر الملك الليدي كروسوس حوالي عام 550 قبل الميلاد تمويل بناء معبد أكبر وأفضل مخصص لإلهة الصيد.
و يزعم المؤرخ والجغرافي اليوناني هيرودوتس أن هذا البناء استغرق أكثر من 100 عام، ولسبب وجيه، حيث تم تصنيف الهيكل المكتمل من بين الأكبر في تاريخ البشرية، حيث بلغ طوله 377 قدمًا وعرضه 180 قدمًا.
وتذكر الكتابات المنسوبة إلى الفيلسوف الروماني بليني الأكبر، 127 عمودًا يبلغ ارتفاعها 65 قدمًا ومزينة بنقوش بارزة لمشاهد وشخصيات من الأساطير اليونانية الكلاسيكية.
ومن الواضح أن مهندسي كروسوس تعلموا من أسلافهم، حيث تم بناء معبدهم الجديد والمحسن على هضبة مرتفعة وفرت الحماية ضد الكوارث الطبيعية، و في الداخل، كان المعبد مؤثثًا بشكل رائع وعد تكريمًا مناسبًا للإلهة، وتقاطر أفراد العائلة المالكة والتجار لإيداع العملات المعدنية والمجوهرات تكريمًا لها.
الذي صعد إلى السحاب
وانضمت هذه الأعجوبة القديمة إلى صفوف الهياكل الأسطورية الأخرى، بما في ذلك أهرامات الجيزة وتمثال رودس العملاق، و كان الشاعر أنتيباتر الصيداوي، على سبيل المثال، في حالة من النشوة المطلقة بعد رؤية النصب التذكاري شخصيًا، وقال: "عندما رأيت بيت أرتميس الذي صعد إلى السحاب ، قلت، انظر، باستثناء أوليمبوس، لم تنظر الشمس أبدًا إلى شيء عظيم كهذا".
ولادة الاسكندر
لكن هذه الأعجوبة لم تصمد طويلًا، وصادف أن شب حريق في معبد أرتميس مع ولادة الإسكندر الأكبر - وهو عمل سجله من قبيل الصدفة المؤرخ اليوناني بلوتارخ، قائلاً إن المعبد "احترق بينما كانت سيدته غائبة، حيث ساعدت في ولادة الإسكندر".
وكانت النسخة الثالثة والأخيرة من المعبد، التي أعاد أهل أفسس بناؤها في عام 323 قبل الميلاد، هي التي صمدت أمام اختبار الزمن، أو على الأقل حوالي ستة قرون.
تدمير الهيكل
وصمد بيت العبادة في وجه الصراعات والغارات، قبل أن يسقط في النهاية في أيدي قوات المسيحية حوالي القرن الخامس الميلادي، ويقال إن الهيكل دمره رئيس أساقفة القسطنطينية، قبل أن تُنقل أحجاره لاستخدامها كمواد بناء.
وفي عام 1869، عندما اكتشف جون تيرتل وود، عالم الآثار الذي أرسله المتحف البريطاني، بقايا معبد أرتميس، كان مدفونًا على عمق 20 قدمًا تحت الرمال، وما تبقى من الهيكل المهيب ذات يوم لم يكن سوى خراب بائس، وأياً كانت الاكتشافات الأثرية التي عثر عليها وود، فقد أرسلها إلى المتحف.
وقد يكون المتحف البريطاني حالياً أفضل مكان لرؤية الروعة المتبقية من المعبد، فهو يحتوي على قاعدة ضخمة ولكنها منحوتة بشكل معقد لعمود، وتماثيل متنوعة، وشظايا رخامية، من بين قطع أثرية أخرى.
وما تبقى من الحرم في الموقع هو عمود وحيد، تم تجميعه من حجارة متناثرة في عام 1972، للحصول على لمحة عن الشكل الذي ربما كان يبدو عليه المعبد في أوج ازدهاره، انظر إلى أنقاض معبد أبولو، الذي بني جنوب ميليتوس في تركيا لتكريم شقيق أرتميس التوأم، كما أعاد متحف مينياتورك في إسطنبول تصور الهيكل باعتباره نموذجًا، ولكن بطبيعة الحال، لا يمكن مقارنته بحجم المبنى أو عظمته كما كان.