مباحثات عمانية سعودية حول إقامة مشروعات مشتركة بالمناطق الاقتصادية والحرة والصناعية
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
الرياض - العمانية
أقيم باتحاد الغرف السعودية لقاء جمع وفد المناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية بسلطنة عُمان وعددًا من أعضاء مجلس الأعمال السعودي العُماني وممثلي كبرى الشركات ورجال الأعمال بالمملكة العربية السعودية.
وتم خلال اللقاء بحث آفاق تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري والفرص الاستثمارية المتاحة بالمناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية بسلطنة عُمان.
كما تم الطرق إلى أهم الحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين الراغبين بالاستثمار وأهم القطاعات الاقتصادية المستهدفة من قبل الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والمتمثلة في الصناعات الغذائية والسمكية والصناعات الدوائية والتكنولوجيا واللوجستيات والطاقة المتجددة والبتروكيماويات وما تعمل عليه الهيئة من قيمة قطاعية مضافة.
وأوضح معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة أن هذا اللقاء يأتي استكمالًا للقاء السابق الذي تمثل في إقامة المنتدى العُماني السعودي المشترك. مشيرًا إلى أن هناك مذكرة تفاهم وُقعت سابقًا بين الهيئة ونظيرتها بالمملكة العربية السعودية تضمنت عددًا من أوجه التعاون والأهداف التشغيلية الرامية إلى تعزيز ممكنات زيادة التجارة البينية وصادرات البلدين عبر مناطقها الاقتصادية.
وقال معاليه في كلمته: إن الوفد المرافق يضم عددًا من الرؤساء التنفيذيين للمناطق الاقتصادية والحرة والصناعية التي يصل حجم الاستثمار فيها إلى 160 مليار ريال سعودي، موضحًا أن هناك 5 مناطق اقتصادية وحرة وصناعية جديدة يجري تطويرها بمختلف محافظات سلطنة عُمان لاسيما المنطقة الحرة في مطار مسقط الدولي والمنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة.
وأضاف معاليه أن هناك فرصًا كثيرة للتكامل الاقتصادي بين المناطق الاقتصادية والمدن الصناعية في البلدين. مشيدًا بالنقلة النوعية التي شهدها التبادل التجاري المباشر بين البلدين والذي وصل حاليًّا إلى ملياري ريال عُماني.
وأشار معاليه في هذا الصدد إلى أن هناك الكثير من الفرص لوصول الصادرات العُمانية للأسواق العالمية جهة الغرب، وكذلك فرص وصول الصادرات السعودية إلى الأسواق الشرقية وذلك للربط الحاصل برًّا بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والرابط بين موانئ ومطارات البلدين، وبالتالي توسع في الأسواق المستقبِلة لصادرات البلدين.
وقال معاليه: إن الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية والمناطق الحرة تأخذ احتياجات رجال الأعمال السعوديين والتسهيلات المطلوب توفيرها بالمناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية في سلطنة عُمان باهتمام كبير إلى جانب عدد من الإجراءات المتخذة لتحقيق الميزة النسبية والقدرة التنافسية للبيئة الاستثمارية تنفيذًا لتوجيهات القيادتين في البلدين. موضحًا أن هناك مسؤولية تقع على رجال الأعمال في البلدين تتمثل في الدخول في شراكات مشتركة لتعزيز القيمة المضافة للبلدين.
وأعرب معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي عن أمله في أن يخرج اللقاء ببرنامج عمل للرؤساء التنفيذيين للمناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والمدن الصناعية حول ما يطمح إليه رجال الأعمال السعوديين من توفير تسهيلات وحوافز لإقامة مشروعاتهم بسلطنة عُمان.
من جانبه أكد وليد بن حمد العرينان الأمين العام المكلف لاتحاد الغرف السعودية أن العلاقات العُمانية السعودية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ وبنظرة الحاضر والمستقبل تتلاقى الرؤى في رؤية المملكة ٢٠٣٠ ورؤية عُمان ٢٠٤٠ في جوهرها ومحاورها الرئيسة، خاصة فيما يتعلق بمقومات التنافسية العالمية واقتصاد الدولتين ومساهمة دعم القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.
وقال في كلمته: إن البلدين الشقيقين يشهدان مرحلة جديدة من التعاون والشراكة انعكست في ارتفاع حجم التبادل التجاري ما بين العامين 2021 و2022 إلى أكثر من ثلاث مرات من 3 مليارات دولار إلى أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي؛ حيث ارتفعت الصادرات السعودية لسلطنة عُمان أكثر من 5 مرات من 1.2 مليار دولار إلى 6 مليارات دولار وزيادة الصادرات العُمانية للمملكة من 1.8 مليار دولار إلى 4.2 مليار دولار أمريكي.
وأعرب عن تطلعه إلى الاستثمارات الإيجابية في الشراكات التجارية والاستثمارية بين الجانبين العُماني والسعودي في مختلف المسارات التي تتبناها الرؤية المستقبلية في الدولتين في ضوء تنامي المقومات الداعمة لتلك الشراكات لدى الدولتين والتي من أهمها منظومة المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.
وتخلل اللقاء تقديم عروض مرئية من قبل وزارة الاستثمار وهيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة بالمملكة العربية السعودية وهيئة المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة تطرقت إلى المؤشرات الاقتصادية المحققة وأهم الفرص الاستثمارية المتاحة بعددٍ من القطاعات الاقتصادية.
كما التقى وفد المناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية بسلطنة عُمان بعددٍ من الشركات السعودية العاملة في قطاع التطوير العقاري الصناعي واستيراد وتخزين المعدات لمشروعات الطاقة النظيفة والخدمات اللوجستية والمناولة الأرضية.
وتم خلال اللقاء بحث إمكانية الاستفادة من خبرات وتجارب هذه الشركات في إقامة مشروعات مماثلة لها في المناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية والدخول في شراء وتملك بعض الشركات العُمانية العاملة في القطاعات ذاتها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: للمناطق الاقتصادیة الاقتصادیة الخاصة العربیة السعودیة والمناطق الحرة الع مانیة الع مانی أن هناک ع مانی
إقرأ أيضاً:
"الكَون بعيونِ العلمِ والإيمان: رحلةُ في آفاقِ الفضاء" ندوة مشتركة للجنة الفضاء بالمهندسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في حوار علمي ثري، التقى فيه علماء الدينِ مع خبراء الفضاء، في محاولة لطرح الرؤى والتساؤلات الكبرى، والخروج بتوصياتٍ تدعم مسيرة البحث والاستكشاف، نظّمت لجنةُ الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين، بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية ومركز الأزهر للفلك الشرعي، ندوة علمية مشتركة تحت عنوان "الكَون بعيونِ العلمِ والإيمان: رحلةُ في آفاقِ الفضاء".
بحضور الدكتور أسامة الأزهري- وزير الأوقاف، والمهندس محمود عرفات- الأمين العام لنقابة المهندسين والأستاذ الدكتور سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد لنقابة المهندسين، والدكتور المهندس أحمد فرج- رئيس لجنة الفضاء بالنقابة، والأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي- الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نيابة عن الأستاذ الدكتور محمد الضويني - وكيل الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور أحمد ممدوح- أمين الفتـوى وعضـو اللـجنة الاستشــارية العليـا بدار الإفتـاء المـصرية نيـابة عن الأستاذ الدكتور نظير عياد- مفتي الجمهورية، والأستاذ الدكتور أشرف حنيجل- رئيس جامعة السويس، واللواء الدكتور علاء حافظ- مدير إدارة البحوث بالقوات المسلحة، والأستاذ الدكتور محمد صديق- نائب رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي- عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور محمد أبو رزقة- نائبًا عن الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار- رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، وقادة بالكلية الفنية العسكرية، ومراكز الفضاء بالقوات المسلحة، والكلية العسكرية التكنولوجية، وممثلي وكالة الفضاء المصرية، والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، والجامعات المصرية، وأعضاء المركز العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء.
وخلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها نيابة عن المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين، أوضح الأستاذ الدكتور أحمد فرج، أن نقابة المهندسين المصرية هي الذراع الاستشاري الأول للدولة، ومن ثم تعمل لجنة الفضاء بالنقابة، منذ إنشائها في نهاية عام ٢٠٢١ على توفير التأهيل العلمي والعملي للمهندسين، ودعم التعاون مع جميع الجهات المعنية لضمان تفعيل دور المهندس المصري في هذه المجالات المتقدمة، حيث تُعد مجالات الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والنانوتكنولوجي أضلاع مثلث الحضارة القادمة، مشيرًا إلى أن اللجنة تهدف إلى توطين هندسة علوم الفضاء والابتكار، وخَلْق فُرص جديدة لفتح آفاق أمام المهندسين لمواكبة التطور العالمي، ودعم المهندسين وتوفير التدريب والتأهيل اللازم لهم، بما يحقق رؤية مصر 2030 في التميز التقني والعلمي، ما يسهم في وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة في مجال الفضاء، وهو ما يحدث بالفعل خلال الفترة الماضية في ظل قيادة سياسية رشيدة وواعية بأهمية هذا المجال، وأن اللجنة تعمل جاهدة لرفع مستوى الوعي الثقافي والهندسي لدى أعضاء النقابة بعلوم وتكنولوجيا الفضاء من خلال المحاضرات الدورية التوعوية، والاشتراك في دعم البحوث وتشجيع الإبداع والابتكار في مجال هندسة علوم وتكنولوجيا الفضاء بالجامعات والجهات ذات الاختصاص.
وأكد "فرج" على أن مجال هندسة علوم الفضاء يُعد إحدى الركائز الأساسية التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات، حيث تُستخدم هندسة وتكنولوجيا الفضاء في إدارة الموارد الطبيعية، مثل مراقبة التغيرات المناخية، وإدارة المياه، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل، كما تساعد الأقمار الصناعية في تحسين الزراعة من خلال مراقبة المحاصيل وتحديد احتياجاتها من المياه والأسمدة، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، قائلا:" يرتبط علم هندسة وتكنولوجيا الفضاء بتعزيز البنية التحتية، حيث تخطيط المدن الذكية والمستدامة، من خلال توفير بيانات دقيقة عن التضاريس والموارد الطبيعية، ما يسهم في تحسين شبكات النقل والاتصالات من خلال الاعتماد على أنظمة النقل الحديثة والاتصالات بمساعدة الأقمار الصناعية، ما يؤدى إلى تحسين البنية التحتية"، مستطردًا "كما ترتبط هندسة وتكنولوجيا الفضاء بتعزيز الأمن القومي من خلال أنظمة المراقبة والاستطلاع، التي تساعد في مراقبة الحدود وحماية الموارد الوطنية، وكذا توفير البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.
وشدد رئيس لجنة الفضاء بنقابة المهندسين على أن هندسة وتكنولوجيا الفضاء ليست ترفًا علميًّا، بل هي ضرورة استراتيجية لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة، وبناء اقتصاد قوي، حيث يُسهم في خَلْق فُرص عمل جديدة في مجالات البحث والتطوير، والتصنيع، والخدمات التكنولوجية، وتطوير صناعة الفضاء المحلية، ما يجعل دولتنا لاعبًا رئيسيًّا في السوق العالمية، ويعزز الصادرات ويجذب الاستثمارات الأجنبية، مؤكدا على أن تشجيع البحث العلمي في هذا المجال، يؤدي إلى اكتشافات جديدة وتطبيقات مبتكرة يمكن أن تفيد المجتمع بأَسْرِه، مختتمًا كلمته بدعوة الجميع مواصلة العمل الجاد والتعاون لتحقيق المزيد من الإنجازات في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، لبناء مستقبل مشرق، لتكون مصر والعالم العربي في طليعة الدول الرائدة في هذا المجال الحيوي.
فيما أشار الأستاذ الدكتور محمد الجندي، أن هذه الندوة تناقش تكامُل العلم والإيمان في أمسية علمية كبرى في إطار رؤية الأزهر الشريف لتعزيز التكامل بيت العلوم الشرعية والتطبيقية، وأن الندوة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعميق الحوار بين العلماء والفقهاء والمهندسين حول المفاهيم الحديثة لعلوم الفضاء، وتسليط الضوء على العلاقة التكاملية بين العلم والدين في فهم الكون، قائلًا: "تمثل هذه الفعاليات العلمية خطوة مهمة في مسار تكامل المعرفة الشرعية مع العلوم الحديثة بما يعزز دور الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية في دعم البحث العلمي، ويؤكد على ريادة مصر في مجال علوم الفضاء والفلك والاستشعار عن بعد، وتسليط الضوء على الرؤية الشرعية والعلمية لهذه القضايا".
وأكد "الجندي" أن الأزهر الشريف بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، يولي اهتمامًا بالغًا بالقضايا العلمية المستجدة، ويحرص على مواكبة التطورات الحديثة في مجالات العلوم التطبيقية، لاسيما علوم الفضاء والفلك، بهدف دعم البحث العلمي وتعزيز التكامل بين العلم والإيمان، وتوظيف هذه العلوم لخدمة الإنسانية وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الفضاء من منظور علمي وشرعي متكامل.
بدوره أكد الأستاذ الدكتور أحمد ممدوح، أن الإسلام جاء ليوقظ العقول ويحفزها على النظر في ملكوت الله، حيث امتلأ القرآن الكريم بآيات تدعو إلى التأمل في السماء والأرض، وقال: "يظن البعض أن هناك فجوة بين الدين والعلم، إلا أن الحقيقة التي نراها جلية هي أن العلم الصحيح لا يعارض الدين الحق، والإسلام لم يكن يومًا حجر عثرة أمام البحث العلمي بل على العكس كان هو المحرك الأساسي لازدهار العلوم في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الندوة تشكل خطوة مهمة في بناء الجسور بين أهل العلم الشرعي والعلماء المتخصصين في الفلك والفضاء، كما تؤكد على أن استكشاف الكون ليس مجرد رحلة في الفضاء بل هي رحلة في آفاق الفكر والتأمل في قدرة الله تعالى.
فيما عبر المهندس هشام سامي، عن سعادته للمشاركة في فعاليات هذه الأمسية الرمضانية العلمية الدينية، قائلًا:" إنها لحظة فخر وامتنان أن نشهد ما تقدمه نقابة المهندسين من جهودٍ واضحة في خدمة هذا الوطن، فالهندسة كانت ولا تزال الركيزة الأساسية للتقدم والنهضة، وأخص بالذكر لجنة الفضاء، التي تعمل بكل إخلاص لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة علميًا وتكنولوجيًا"، مشيرا إلى أن ما تحقق في هذا المجال دليلٌ واضحٌ على أن عزيمة المصريين لا تعرف المستحيل، وطموحهم لا تُحدّه السماء.
وقال سامي :" أننا نستلهم من شهر رمضان معاني الجد والاجتهاد، ونعاهد أنفسنا على أن يكون البناء والتطوير رسالةً دائمة في حياتنا، حتى تبقى مصرنا الحبيبة منارةً للعلم والتقدم، وحصنًا منيعًا بسواعد أبنائها الأوفياء"، مقدما تحية إجلال وتقدير لمهندسي مصر الذين يبنون صروح المستقبل، ولعلمائنا الأجلاء الذين ينيرون العقول، ولقواتنا المسلحة التي تحمي الأرض والعرض، ولكل من يسهم في رفعة هذا الوطن العظيم.