دبي تستضيف ميدلاب الشرق الأوسط 2024 5 فبراير
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
دبي في 31 أكتوبر/ وام/ تستضيف دبي خلال الفترة من 5 إلى 8 فبراير المقبل مؤتمر ومعرض “ميدلاب الشرق الأوسط 2024 ” - أكبر معرض للمختبرات الطبية في المنطقة – بمشاركة نخبة من كبار الباحثين والأطباء المختصين من المنطقة والعالم .
ومن المتوقع أن يشهد الحدث حضور أكثر من 30 ألف زائر و900 عارض من 180 دولة حول العالم ويتضمن برنامجه العلمي هذا العام 12 محورا رئيسيا حول إدارة المختبرات وأمراض الدم وإدارة الجودة وعلم الأحياء الدقيقة السريري وعلم التشريح المرضي والكيمياء السريرية وتفسير الجينوم السريري ومستقبل المختبر وعلم المناعة وطب نقل الدم والاستدامة في المختبر.
ويعقد المؤتمر - الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي - بالتعاون مع شركة "إكسبريس ميد" للتشخيص والأبحاث ويوفر التعليم والحلول لتعزيز المهارات المخبرية لأكثر من 5000 مشارك من حول العالم.
وسيشهد الحدث تنظيم مؤتمر متخصص حول طب الجيل القادم وهو مجال متطور للرعاية الصحية يستخدم تسلسل الجينوم لخلق إستراتيجيات رعاية صحية مستهدفة لمجموعات سكانية وأفراد محددين عبر مجموعة من الأمراض والحالات النادرة.
وقالت الدكتورة كارولينا كوبوس رئيسة مختبر الجينوم والطب الدقيق ومستشارة التكنولوجيا والابتكار لدى "إكسبريس ميد" للتشخيص والأبحاث :" في السنوات الأخيرة أتاح ظهور تقنيات تسلسل الجيل التالي والبروتينات والذكاء الاصطناعي لمراكز الأبحاث في جميع أنحاء العالم بدء برامج علمية واكتشاف مسارات جزيئية جديدة وتطوير علاجات شخصية فهناك ثلاث مكونات رئيسية لطب الجيل القادم تشمل كلاً من الوقاية والكشف المبكر وتطوير العلاجات المستهدفة .. لذا فإن مستقبل الطب يدور حول الابتعاد عن نهج "مقاس واحد يناسب الجميع" إلى إستراتيجيات صحية أكثر تخصيصًا لتحسين النتائج الصحية وتقليل التكاليف المرتبطة بالعلاجات غير الفعالة".
وأضافت “ أن الاختلافات العالمية في انتشار وتوزيع الأمراض وعوامل الخطر الخاصة بها هي ظاهرة معقدة يحددها التاريخ السكاني والتطور التكيفي والعوامل البيئية والاجتماعية والديموغرافية والثقافية والوراثية حيث تعد الوراثة الجينومية فريدة من نوعها لكل مجموعة سكانية وهذا يعني أن أنماط المرض قد تختلف لدى فرد قوقازي مقارنة بأولئك الذين يعيشون في الشرق الأوسط على سبيل المثال”.
من جهته أوضح توم كولمان مدير معرض "ميدلاب - إنفورما ماركيتس" للرعاية الصحية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن مشاريع الجينوم في الشرق الأوسط لديها القدرة على المساهمة بشكل كبير في العلوم العالمية وتحسين الرعاية الصحية في المنطقة حيث يعد هذا المجال من الدراسة واعدًا للغاية ويمكن أن تؤدي النتائج إلى تقدم كبير في علاج الأمراض المختلفة مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان.
وأشار إلى أن شراكة "ميدلاب" مع "إكسبريس ميد" للتشخيص والأبحاث خلال معرض "ميدلاب الشرق الأوسط 2024" ستركز على أحدث التطورات في التكنولوجيا الطبية والتشخيص الدقيق وحلول المختبرات الطبية حيث سيجمع مؤتمر أدوية الجيل القادم الذي تترأسه الدكتورة كارولينا كوبوس نخبة من أبرز خبراء الصناعة والباحثين ومتخصصي الرعاية الصحية الذين يقودون الابتكارات نحو الأمام، لافتا إلى أن هذا المؤتمر سيسلط الضوء على آخر التحديثات حول مشاريع الجينوم الإقليمية وعدد من الموضوعات الهامة والملحة مثل الكشف المبكر عن السرطان وعلم الأورام الدقيق والفحص الصحي الوقائي وطول العمر.
وتعد منطقة الجيل القادم" NextGen "في "ميدلاب الشرق الأوسط" منصة مثالية فريدة من نوعها تجمع نخبة من أبرز الخبراء والمهنيين لمناقشة أحدث التطورات في طب الجيل القادم واستقطاب فنيي المختبرات وعلماء الوراثة وأطباء الأورام وأخصائيي الأمراض والجراحين وممثلي شركات الأدوية الذين سيشاركون في جلسات نقاش مثمرة حول التطورات الأخيرة في هذا المجال ما يمهد الطريق لتحقيق التقدم والتطور في طب الجيل القادم.
يذكر أن الإمارات أطلقت في شهر مارس الماضي إستراتيجية وطنية للجينوم مدتها عشر سنوات لدعم تطوير وتنفيذ مشاريع البحوث الجينومية وتحسين أولويات الصحة العامة في الدولة الإمارات حيث يهدف هذا المشروع إلى تسريع التطورات في الطب الشخصي ومكافحة الأمراض المزمنة والوراثية، فيما يعد برنامج الجينوم الإماراتي المشروع التأسيسي لإستراتيجية الجينوم الوطنية للدولة والذي يهدف إلى استكشاف الملف الجيني للإماراتيين باستخدام أحدث تسلسل الحمض النووي والذكاء الاصطناعي.
أحمد البوتلي/ حليمة الشامسي
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الجیل القادم
إقرأ أيضاً:
“الشرق الأوسط الجديد”: لا شيء يـبقى لا أرض تُـستثنى
يمانيون../
يعتبر مشروع “الشرق الأوسط الجديد” أحد أبرز التوجهات الاستراتيجية التي يسعى إليها العدوُ الإسرائيلي بدعم وشراكة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو هدف الصهيونية العالمية ضمن مخططاتها في المنطقة العربية، يهدف هذا المشروع إلى توسيع نفوذ الكيان الصهيوني وتعزيز وجوده في المنطقة بما يفضي إلى تسيّده المطلق، واستباحته الكاملة لسيادة ومقدرات دول المنطقة، ومصادرتها كليا، قرارات وحقوق شعوبها وهويتهم، وهو في الوقت ذاته يجسّد جوهر أطماع السياسة الغربية المتبعة في العالم العربي.
لم يكن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” فكرة مستجدة؛ بقدر ما هو تحديث لأهداف قديمة وضعها وصاغها المحتل، وهي موجودة في متن وهوامش استراتيجيته الانتهازية الإمبريالية، وبالتالي فإن “الشرق الأوسط الجديد” مفهوم حديث لمخطط قديم ، يعيد اليوم المستعمرُ الغربي قولبته وصياغته ليحقق أهداف المحتل وفق متغيرات المرحلة في المنطقة التي شهدت أحداثاً كبرى من بينها ثورات “الربيع العربي” التي تزامنت مع الترويج لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” قبل عقد من الزمن، وأعلن للمرة حينها على لسان كوندليزا رايز، وزيرة خارجية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، كحصاد لمسرحية “أحداث” 11 سبتمبر، ضمن ترتيبات عالمية واسعة.
واعتمدت الولايات المتحدة في ذلك على خلق “فوضى خلاّقة” في الدول العربية، مستغلة الفروق الجغرافية والسياسية الناشئة أصلا عن اتفاقية “سايكس بيكو”، بالإضافة إلى تعزيز وتكريس الصراعات الداخلية التي أدت إلى تفكك الدول العربية وتمزيق مجتمعاتها.
استنزاف قدرات الأمة
وفعلياً أدت السياسات الأمريكية إلى إضعاف القدرات البشرية والاقتصادية للدول العربية إثر سلسلة أحداث وفتن عصفت بالمنطقة، واستنزفت الثروات على حروب وصراعات داخلية، بينما تراجعت القضية الفلسطينية إلى مؤخرة الأولويات، في لحظة تراجع عربي وإسلامي غير مسبوق وفق تصنيف الكثير من الكٌتاب والنخب العربية، وهو ما مهّد لطرح مشاريع تطبيعية يقدمها كل وافد أمريكي جديد على البيت الأبيض ضمن مشاريعه الانتخابية في مضمار سباق الفوز برضا اللوبي اليهودي في أمريكا.
ورغم خطورة وانكشاف هذه المخططات مثل “صفقة القرن واتفاقية إبراهام” أمام الرأي العام والنخب في عالمنا العربي على ما تمثله من انقلاب واضح على القضية المحورية للأمة، شعوباً وأنظمة إلا أنها توضع على سكة التنفيذ، وتجد رواجاً وقابلية، وكان طرح مثل هذه الأفكار قبل سنوات يُعدُ خيانة تستوجب المحاكمة، وتلحق العار بدعاتها، لكنها اليوم وفي مؤشر على نجاح سياسة الترويض الأمريكية الإسرائيلية تُطرح بجرأة وتُقدم كحقيقة لا جدال فيها، وكقضية أساسية لتحقيق ما يصفه الأمريكي وأدواته الخيانية بـ”فرص خلق أمن واستقرار لشعوب المنطقة”!!.
بالعودة إلى الوراء قليلاً إلى مطلع القرن العشرين مع بداية الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين وما أعقبها من تفريط عربي بالأرض، نجد أن الصهيونية إنما تُعيد تدوير العناوين وتحديث الشعارات لتحريك عجلة مشروعها القديم ليس إلا.
ومع ذلك، بدأت تظهر بوادر صحوة تجاه القضية الفلسطينية، رغم التحديات التي فرضتها الحروب الأهلية والانقسامات الطائفية.
“الشرق الأوسط” من التخطيط إلى التنفيذ
يُعتبر الاحتلال الإسرائيلي حجر الزاوية في مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، حيث تسعى الولايات المتحدة لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يتناسب مع مصالحها ومصالح “إسرائيل”. على الرغم من محاولات بعض الأنظمة العربية للتعاون مع العدو الإسرائيلي، إلا أن الشعوب تظل متشبثة بقضيتها المركزية: فلسطين.
تشير التصريحات الأخيرة من المجرمين القادة الإسرائيليين، مثل “بتسلئيل سموتريتش”، إلى نوايا إسرائيلية واضحة للتوسع والضم، متجاوزةً الاتفاقيات السابقة مثل أوسلو.
ومع اقتراب ترامب من البيت الأبيض، يُتوقع أن تتصاعد هذه التوجهات، خاصة مع دعم ترامب العلني لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في فترة ترمب الرئاسية الأولى، ولاحقاً الاعتراف بالجولان السوري كجزء من “إسرائيل” وهو ما أعاد التأكيد عليه اليوم مجرم الحرب نتنياهو وحكومته التي صادقت على “خطة نتنياهو” لتعزيز النمو الديمغرافي بهضبة الجولان ومدينة “كتسرين”.
وجاء في تصريحات المجرم نتنياهو: “سنواصل التمسك بالجولان من أجل ازدهاره والاستيطان فيه”، مضيفاً أن “تعزيز الاستيطان في الجولان يعني تعزيز “دولة إسرائيل” وهو أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة” حد وصفه.
وهكذا تدريجياً تتوسع مظاهر “الشرق الأوسط” الجديد لتشمل ضم الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن، بالإضافة إلى التمدد نحو سوريا، تتجاوز هذه السياسات حدود الاتفاقيات الدولية، فضلاً عن تجاهلها التام لسيادة الدول العربية، حتى أنه يبدو أن ما يمنع العدو الإسرائيلي من التوسع في هذه المرحلة هو فقط اعتبارات صهيونية داخلية لا أكثر.
ومع تسارع مشاريع الاستيطان وتوسعها خارج حدود الأراضي الفلسطينية يبدو مشروع “الشرق الأوسط الجديد” خطر لا يهدد وجود الدولة الفلسطينية وحسب بل يضع دول الطوق الفلسطيني أمام تهديد وجودي يعيد رسم الخارطة وفق الأجندات الصهيونية، ويُلغي تماماً هوية شعوبها ويصادر حقوقها، ولا يفهم اليوم سبب التغافل عن هكذا خطر بهذا الحجم لن يبقي ولا يذر.
موقع أنصار الله – يحيى الشامي