قوات الدعم السريع تفرج عن 64 جنديا من الجيش السوداني
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
الخرطوم: أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإثنين 30أكتوبر2023، أن قوات الدعم السريع أفرجت عن 64 جنديا من الجيش السوداني كانت تحتجزهم، وذلك بينما يجري الطرفان مباحثات سعيا لوقف إطلاق نار في الحرب المستمرة بينهما منذ أشهر.
وقالت اللجنة في بيان إنها "يسّرت... الإثنين إطلاق سراح 64 محتجزًا ينتمون للقوات المسلحة السودانية كانت قوات الدعم السريع تحتجزهم".
وأضافت "نُقل الأشخاص المفرج عنهم من الخرطوم إلى ود مدني (على بعد 200 كلم جنوب العاصمة)بناءً على طلب من طرفي النزاع بأن تضطلع اللجنة الدولية وتقوم بدور الوسيط المحايد في هذه العملية".
ومنذ اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل، قامت المنظمة الإنسانية بتسهيل عمليات نقل وتبادل الأسرى بانتظام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وخلّفت الحرب بين القوات النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أكثر من تسعة آلاف قتيل - بحسب تقرير للأمم المتحدة - وشردت أكثر من 5,6 مليون شخص ودمرت معظم البنى التحتية.
ويتواجد ممثلون عن القائدين العسكريين حاليا في مدينة جدة حيث استأنفوا المباحثات برعاية الولايات المتحدة والسعودية.
وتهدف المحادثات إلى "تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة وإمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية" بحسب وزارة الخارجية السعودية، لكنها "لن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية".
ولم تسفر المحاولات السابقة للوساطة إلا عن هدنات قصيرة تم انتهاكها بشكل منهجي.
وتتهم المنظمات غير الحكومية كلا المعسكرين بإدارة مراكز احتجاز يتعرض فيها السجناء - مقاتلون أو مدنيون - لسوء المعاملة.
ومنذ اندلاع القتال، يسّرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر "إطلاق سراح ونقل 292 محتجزا" على خلفية النزاع.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
أكثر من 50 قتيلاً في قصف لقوات الدعم السريع على سوق بضواحي الخرطوم
لقي أكثر من 50 شخصًا مصرعهم، السبت، جراء قصف استهدف سوقًا في أم درمان، إحدى ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، في هجوم نسب إلى قوات الدعم السريع، وفق ما أفاد به مصدر طبي لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر في مستشفى النو، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن عدد الجرحى في تزايد مستمر مع استمرار وصول المصابين إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 54 قتيلًا، بعدما كانت 40 في وقت سابق.
وفي تطور آخر، لقي مدنيان مصرعهما في جنوب العاصمة جراء ضربة جوية استهدفت محورًا خاضعًا لسيطرة قوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت به شبكة متطوعين.
ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”, يواجه الطرفان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، تشمل استهداف المدنيين، القصف العشوائي، عرقلة المساعدات الإنسانية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأدى هذا النزاع إلى كارثة إنسانية مدمرة، حيث قُتل عشرات الآلاف، فيما اضطر أكثر من 12 مليون شخص للنزوح، وسط تفاقم أزمة الغذاء التي تهدد الملايين بالمجاعة.
أحد الناجين من القصف في أم درمان روى تفاصيل الهجوم لـ فرانس برس، قائلًا: “القذائف سقطت وسط سوق الخضار في صابرين، ما يفسر العدد الكبير من الضحايا”.
من جانبه، أكد أحد المتطوعين في مستشفى النو الحاجة الماسة إلى أكفان، متبرعين بالدم، ونقالات لنقل الجرحى، في ظل الضغوط الهائلة التي يواجهها المستشفى، الذي يُعد من آخر المرافق الطبية العاملة في المنطقة، رغم تعرضه لهجمات متكررة.
في تطور ميداني لافت، نجح الجيش السوداني الأسبوع الماضي في كسر الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم، كما استعاد السيطرة على مقر سلاح الإشارة ومصفاة الجيلي النفطية شمال العاصمة.
وفي المقابل، توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بطرد الجيش من الخرطوم، مقراً – ولأول مرة – بالانتكاسات التي تعرضت لها قواته مؤخرًا، مؤكدًا في خطاب متلفز أن الجيش “لن يتمكن من الاحتفاظ بهذه المواقع طويلًا”.
وتحولت العاصمة السودانية إلى ساحة معركة مفتوحة منذ اندلاع النزاع، حيث تعرضت أحياء سكنية بأكملها للتدمير، بينما فرّ 3.6 ملايين شخص من المدينة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن 26 ألف شخص قتلوا في ولاية الخرطوم وحدها بين أبريل 2023 ويونيو 2024، بحسب دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وفي ظل الحصار المستمر والمعارك المتواصلة، يعيش ما لا يقل عن 106 آلاف شخص في العاصمة تحت وطأة المجاعة، بينما يواجه 3.2 ملايين آخرين الجوع عند مستويات حرجة، وفقًا لنظام تصنيف تدعمه وكالات الأمم المتحدة.
وخارج الخرطوم، أعلنت المجاعة رسميًا في خمس مناطق، معظمها في إقليم دارفور، وسط تحذيرات من اتساع نطاق الأزمة ليشمل خمس مناطق إضافية بحلول مايو المقبل.
في تحرك دولي ضد تصاعد الانتهاكات، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عقوبات على عبد الفتاح البرهان، متهمة الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات، واستخدام سلاح التجويع ضد المدنيين.
وسبق ذلك، فرض واشنطن عقوبات على محمد حمدان دقلو، متهمة قواته بارتكاب “إبادة جماعية” وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما في دارفور، حيث تحظى قوات الدعم السريع بنفوذ واسع.