يعاني الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة في ظل استمرار الحرب على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، حيث أثرت الحرب كثيرا على الأمن والثقة الداخليين، وتسبب في أضرار كبيرة للشركات، وذلك بسبب استدعاء حكومة بنيامين نتنياهو ما يقرب من 350 ألف جندي احتياطي، وهو ما يمثل أكثر من 5 بالمئة من القوى العاملة في البلاد.

توقعات بانكماش اقتصادي 11% 

توقع بنك "جي بي مورجان" أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 11 بالمئة على أساس سنوي، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، متأثرا بالحرب على غزة.

وأوضح البنك أن توقعاته الأولية بشأن التأثير الاقتصادي للتصعيد الذي اندلع في 7 أكتوبر، كانت "مفرطة في التفاؤل.. لكنها اليوم ليست كذلك".

وكانت آخر مرة سجلت فيها إسرائيل هذا الانكماش خلال عام 2020، مع إغلاق الاقتصاد بسبب تفشي جائحة كورونا.

وتعد تقديرات البنك من بين الأكثر تشاؤما من محللي وول ستريت حتى الآن، حيث قام المستثمرون بالفعل ببيع الأصول الإسرائيلية بكثافة.

وانخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تل أبيب بنسبة 11 بالمئة منذ 7 أكتوبر الجاري.


انهيار الشيكل أمام الدولار

قالت وسائل الإعلام  العبرية أنه جرى تداول العملة الإسرائيلية أمام نظيرتها الأمريكية، عند نحو 4.08 شيكل للدولار، وهو أدنى مستوى للعملة الإسرائيلية في أكثر من عقد.

ووفقا لبيانات شبكة "بلومبرج" فقد جرى تداول الشيكل الإسرائيلي في التعاملات الصباحية عند 4.0754 شيكل للدولار، وهو أدنى مستوى منذ 2012.
وباتت العملة الإسرائيلية من أسوأ العملات أداء هذا العام في ظل المواجهة في منطقة الشرق الأوسط وهروب المستثمرين من الأصول الإسرائيلية، وبحسب بيانات "بلومبرغ" تراجع الشيكل أمام الدولار بنسبة 14% خلال العام الجاري.

خسائر بالمليارات

وقالت تقارير عبرية إن ميزانية إسرائيل تكبدت خسائر بالمليارات منذ بدء الحرب، لافتة إلي أن التكلفة اليومية تصل إلى مليار شيكل أي ربع مليون دولار، هذا بخلاف الخسائر الاقتصادية للتداعيات المصاحبة لطول فترة الحرب.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي، إن ميزانية 2023-2024 "لم تعد مناسبة" بسبب حرب غزة وسيجري تعديلها، مضيفا أنه لم يقيم بعد التكاليف غير المباشرة على الاقتصاد الذي دخل حالة شلل جزئي بفعل التعبئة الجماعية لجنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثف.


تضرر شركات التكنولوجيا

ومع دخول الحرب الإسرائيلية يومها الـ25، تواجه نحو 70% من شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة الإسرائيلية اضطرابات في عملياتها، حيث أبلغ جزء كبير من موظفيها عن الخدمة الاحتياطية، وفقًا لمسح أجرته هيئة الابتكار الإسرائيلية ومعهد سياسات الأمة الناشئة (SNPI).

واستدعت إسرائيل أكثر من 300 ألف جندي احتياطي، حيث يعمل الكثير منهم في شركات التكنولوجيا المحلية، بحسب تقرير لـ"تايمز أوف إسرائيل".

ومع تعبئة ما يقدر بنحو 15% إلى 20% من موظفي قطاع التكنولوجيا، أظهر الاستطلاع، الذي أجري على عينة من 500 شركة تكنولوجيا، أن أكثر من ربعها تضررت من نقص الموظفين الرئيسيين والصعوبات في جمع التمويل.

خفض التصنيف الائتماني

وخفضت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني المستقبلي لإسرائيل إلى سلبية، وعللت الأمر بمخاوف نمو الديون الحكومية في ظل الحرب واحتمال عجزها عن السيطرة على الإنفاق بسبب الحرب.

وتوقعت الوكالة أن ينكمش اقتصاد إسرائيل بـ5% خلال الربع الأخير من هذا العام على أساس فصلي، مؤكدة تضرر النمو الاقتصادي بسبب استدعاء ما يزيد على 300 ألف من جنود الاحتياط وتوقف السياحة والصدمة الأوسع في الثقة داخل المجتمع الإسرائيلي.

وتوقع البنك المركزي الإسرائيلي أن يؤدي تأثير الحرب لمزيد من تراجع الإنفاق الاستهلاكي بسبب انخفاض الطلب وضعف العرض مع غياب العاملين نتيجة التعبئة العسكرية وإغلاق مؤسسات في مقدمتها التعليمية.

ارتفاع البطالة

في السياق ذاته، توقع البنك أن ترتفع البطالة خلال الأشهر الأولى من العام المقبل، وقال إن الحرب ستخلق اضطرابا في سلاسل التصنيع والتوريد نتيجة انخفاض الطلب والواردات.

كما توقع تآكل الإيرادات الضريبية لا سيما في العام المقبل، في حين تظهر تقديرات البنك زيادة الإنفاق العسكري وما يتلوه من ارتفاع عجز الموازنة بنسبة 2.3% هذا العام و3.5% العام المقبل.

ومن شأن هذه الأمور أن تفاقم حجم الديون السيادية إلى 62% من إجمالي الناتج المحلي هذا العام وإلى 65% العام المقبل، وهو ما دفع البنك لخفض توقعاته لمعدل النمو بنقطة مئوية إلى ما دون مستوى 2% خلال العامين الحالي والقادم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة حركة المقاومة الفلسطينية حماس استمرار الحرب إسرائيل انهيار الشيكل الإسرائيلي العام المقبل هذا العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

ضجة في “لاهاف 433” الإسرائيلية على خلفية قضية “مساعدة العدو في زمن الحرب”

إسرائيل – أفاد الإعلام العبري إن ضجة أثيرت في منظمة الشرطة الإسرائيلية لمكافحة الجريمة في أعقاب قرار المدعي العام تقديم لائحة اتهام ضد جنود سلموا مواد استخبارية إلى المتحدث باسم نتنياهو.

وذكرت قناة “i24 News” أن النائب العام قدم لوائح اتهام بحق جنود استخبارات نقلوا مواد استخباراتية للمتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي إيلي فلدشتاين تحت بند “تسليم معلومات سرية مع نية للمساس بأمن الدولة”.

وأكدت أن موظفي منظمة الشرطة “لاهاف 433” يعتقدون أن هذا البند لا أساس له من الصحة على الإطلاق في ظل ظروف الوضع.

وأوضحت أنه حتى الآن لم يتم قبول موقفهم من قبل المدعي العام للدولة.

يشار إلى أن النيابة العامة نظرت منذ البداية في استنفاد القانون معهم تحت بند الجرائم الأشد خطورة وهو “مساعدة العدو في الحرب”، لكن تم التخلي عن هذا البند.

هذا وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن القضاء الإسرائيلي أطلق سراح إيلي فلدشتاين المشتبه الرئيسي في تسريب وثائق سرية بديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن يتم تطبيقه يوم الأحد بطلب من الشرطة التي طلبت تأجيل الإفراج عنه.

إيلي فيلدشتاين المتورط في تسريب وثائق من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

وتتعلق القضية بوثائق سربها فيلدشتاين إلى مجلة ألمانية قبل شهرين في محاولة للتأثير على الرأي العام، تزعم أن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار لا يريد التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وتتناقض تلك المزاعم مع إصرار نتنياهو على استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وهو ما عطل صفقة تبادل الأسرى مع حركة الفصائل الفلسطينية التي وافقت على مقترح للرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو الماضي، بينما رفضته تل أبيب.

ومؤخرا أوقف الأمن الإسرائيلي 5 أشخاص بشبهة التورط في قضية التسريبات، هم 4 جنود وفيلدشتاين وهو المتهم الرئيس في القضية.

هذا، وذكرت “يديعوت أحرونوت”، نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي، أن هناك مجموعة كاملة بمكتب نتنياهو “تعمل في الخفاء وتجند عملاء داخل الجيش وتزور وثائق وتنشر أخبارا مضللة لإحباط صفقة التبادل”.

وفي ظل التحقيقات المستمرة لجهاز الأمن العام “الشاباك” في قضية التسريبات، ذكرت هيئة البث إن الجهاز الأمني يشتبه بوجود تلاعب من قبل مدير مكتب نتنياهو تساحي برافرمان بتغيير البروتوكول المتعلق بمكالمة هاتفية بين السكرتير العسكري ونتنياهو صبيحة 7 أكتوبر 2023، دون سبب واضح.

وأضافت الهيئة أن برافرمان طلب تعديل توقيت المكالمة من الساعة 06:40 إلى 06:29.

 

المصدر: إعلام عبري

مقالات مشابهة

  • اقتصاد ألمانيا يتجه نحو الانكماش للعام الثاني على التوالي
  • المفوض العام لأونروا: تفكيك الوكالة من أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة
  • إستهلاك الدجاج ينخفض 25%
  • خسائر فادحة لآلاف الشركات الإسرائيلية بسبب تعطيل نظام GPS
  • بنك ستاندرد تشارترد يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% في العام المالي 2024 - 2025
  • خبير اقتصادي يتوقع تخفيض سعر الفائدة بنسبة 1% في آخر اجتماع لـ البنك المركزي
  • ضجة في “لاهاف 433” الإسرائيلية على خلفية قضية “مساعدة العدو في زمن الحرب”
  • «ترامب» ينشئ «مجلساً وطنياً للطاقة» ويطالب أكبر دار نشر في العالم بمليارات الدولارات
  • خسائر أسبوعية للأسهم الأميركية بسبب مخاوف بشأن خفض الفائدة
  • صحيفة ذاماركر:الحصار اليمني كلف العملاق الكيميائي الإسرائيلي (آي سي إل) خسائر فادحة