وتيرة الاشتباكات تتراجع نسبيًا جنوبًا.. هل غيّر حزب الله تكتيكه؟!
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
على وقع اشتداد العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي شهد في الأيام القليلة الماضية "أعنف" جولاته على الإطلاق، بالتوازي مع "عزل كامل" للقطاع المُحاصَر أصلاً، تُوّج بقطع تامٍ للاتصالات والإنترنت فيه، كانت "جبهة" جنوب لبنان تشهد ما يمكن وصفه بالهدوء النسبيّ، وإن حافظ على صفة "الحذر"، حيث تراجعت وتيرة الاشتباكات بعض الشيء، ولو لم تخفت كليًا، مع استمرار عمليات "حزب الله"، والقصف الإسرائيلي المضاد.
جاء تراجع وتيرة الاشتباكات جنوبًا كذلك بالتوازي مع حراك دبلوماسيّ وسياسيّ لافِت، توّجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بجولة عربيّة بدأها تحت عنوان تعزيز موقف لبنان ودعم وقف إطلاق النار في غزة وتجنيب الفوضى الأمنية الشاملة في المنطقة، في وقتٍ لم تتوقف تحذيرات السفارات الأجنبية لرعاياها، بل مطالبتهم بمغادرة الأراضي اللبنانية "فورًا"، وطالما أنّ ذلك لا يزال مُتاحًا من خلال رحلات الطيران التجاريّة المجدولة.
وفي وقت أعلن "حزب الله" عن كلمة مرتقبة لأمينه العام السيد حسن نصر الله، يتوقع أن يكسر من خلالها سياسة "الصمت" التي اعتمدها الحزب في إطار "الحرب النفسية" التي يخوضها مع العدو، طُرِحت علامات استفهام عن دلالات كلّ ذلك، فهل غيّر "حزب الله" تكتيه العسكري، وربما السياسي؟ وهل يؤشّر ذلك إلى انخفاض أسهم سيناريو الحرب؟ ولماذا لم ينعكس ذلك تراجعًا في وتيرة "التهويل الأمني"، خصوصًا من جانب السفارات؟!
كل السيناريوهات على الطاولة
لا يعني الهدوء النسبيّ الذي سيطر على أجواء الجنوب شيئًا وفق ما يقول العارفون، فهو ليس دليلاً على أنّ "الجبهة" هدأت بالمُطلَق، طالما أنّ "الاستنفار" لا يزال على أشدّه من الجانبين، وطالما أنّ "التأهّب" يراوح مكانه، خصوصًا بعد "إفراغ" المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود الجنوبية، بعد عملية "الإخلاء" التي جرت فيها خلال الأسبوع الماضي، تحضيرًا للسيناريوهات التي يمكن أن تطرأ على الواقع الأمني في المنطقة.
وعلى الرغم من أنّ خيار الحرب لا يزال بعيدًا وفق العارفين، فالعدو الإسرائيلي لا يرغب بتوسيع رقعة القتال، وفتح المجال أمام تطبيق نظرية "وحدة الساحات" التي لن تؤدي سوى لاستنزاف قواته، وهو ما يؤكده السياسيون الإسرائيليون الخائفون من قوة "حزب الله"، ولا الأخير قد يكون راغبًا بأكثر من "إلهاء" الإسرائيليين، ومنعهم من "التفرّد" بغزة التي تُرِكت وحيدة، فإنّ كلّ السيناريوهات تبقى مطروحة على الطاولة.
ويشدّد العارفون على أنّ تراجع وتيرة الاشتباكات قد يكون هو الآخر جزءًا من "التكتيك" الذي يخوضه "حزب الله"، فهو لا يريد "طمأنة" إسرائيل، ولا شركاءها في الغرب، لجهة "نواياه" في المرحلة المقبلة، خصوصًا على وقع "الارتباك الواضح" الذي يُظهِره الإسرائيليون، العاجزون حتى إشعار آخر عن تنفيذ "الاجتياح البري" الذي يتوعّدون به قطاع غزة، والذي استبدلوه على ما يبدو بتوغلات بري "محدودة"، وربما "لرفع العتب".
"تكتيك حزب الله"
يختصر العارفون بأدبيّات "حزب الله" التكتيك الذي يخوضه، على أنّه قائم على "عنصر المفاجأة والتشويق" في إطار ما تُعرَف بـ"الحرب النفسيّة"، فالحزب رفض أن يعطي كلّ سائليه في الداخل والخارج إجابات وافية وواضحة عمّا يُعِدّ له في المرحلة المقبلة، سواء لجهة احتمال انخراطه ذاتيًا في القتال، أو لجهة توسيع رقعة عملياته العسكرية، أو حتى لجهة ردّ فعله على أيّ غزو برّي يمكن أن يقدم عليه الاحتلال، في أيّ لحظة.
وإذا كان "حزب الله" يؤكد أنّ صمت أمينه العام السيد حسن نصر الله يندرج في هذه الخانة، في ظلّ التحليلات الإسرائيلية التي لا تتوقّف عن أسبابه وخلفياته وحيثياته وتبعاته، تمامًا كما حصل مع الفيديو الذي سُرّب في عطلة نهاية الأسبوع، والذي لم يدم أكثر من ثوانٍ معدودات، لكنه كان كافيًا لفتح باب التكهّنات على مصراعيه عن الدلالات والعِبَر، فإنّ العارفين بأدبيّاته يؤكدون أنّه ماضٍ بـ"تكتيكه" هذا حتى النهاية، طالما أنّه يجدي نفعًا، ولو ارتباكًا وحيرة.
ويشدّد هؤلاء على أنّ رسالة "حزب الله" من كلّ ما سبق تبقى واحدة، وقد عبّر عنها الكثير من قادته "غير الصائمين عن الكلام"، وعنوانها "نريدهم أن يبقوا قلقين وألا يطمئنّوا"، علمًا أنّ الحزب يعتبر "استنفار" العالم كلّه للوقوف على "نواياه" مؤشّرًا ممتازًا، ودليلاً على أنّ "الحزب" هو الذي يفرض قواعد اللعبة هذه المرّة، وأنّ الإسرائيلي الذي "يقف على رِجلٍ واحدة"، كما قال عنه السيد نصر الله يومًا، بات "يستنجد" بالعالم في مواجهة الحزب.
بالنسبة إلى العارفين، فإنّ "جبهة الجنوب" ستبقى على حالها، طالما أنّ الحرب في غزة مستمرّة، وطالما أنّ أيّ وقف لإطلاق النار لم يُعلَن، وفقًا لشروط المقاومة أولاً وأخيرًا. بالتالي، قد تخفّ وتيرة الاشتباكات أو تزداد بين الفينة والأخرى، لكنّ ذلك سيكون في أحسن الأحوال "وقتًا مستقطعًا" بين مرحلتين. أما "شبح" توسيع رقعة الحرب وامتداد القتال إلى الداخل، فيبقى طيفه حاضرًا، رغم كلّ شيء!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».
اقرأ ايضاًمجزرة الفجر.. بيروت تستفيق على انفجارات ضخمة (فيديو وصور)ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.
وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.
وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.
وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.
ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.
أبو جعفر «الشبح»
يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.
وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.
ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.
طلال حمية خليفة بدر الدين
اقرأ ايضاًلبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا"وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.
وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.
بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند بعد مجزرة بيروت.. من هو "الشبح" الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟ تشكيلة آرسنال المتوقعة ضد نوتينغهام فوريست في الدوري الإنجليزي 2024-25 لبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا" سحب الجنسيات الكويتية يطال رئيس شركة "روتانا" الحبس 3 سنوات لخمسيني اعتدى على طالبات مدارس في الأردن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًرغم قرار منعها..سارة الزكريا تغني في ملهى ليلي بالأردناشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter