تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 25  يوما، وسط سقوط عدد كبير من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فشلت الجهود العربية والدولية لوقف الحرب التي تستخدم فيها تل أبيب كل ما هو محرم دوليا من أسلحة للقضاء على سكان القطاع.

مؤامرة بعد نقل سكان غزة

وتسببت الحرب فى غزة فى انقسام الدول الأوروبية بين مؤيد ومعارض، وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبى اتخذ موقفا مشتركا بشأن الصراع بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولى إلا أن العديد من الدول أبدت استيائها من موقف الكتلة؛ فالبعض يدعو إلى دعم لإسرائيل، بينما ينتقدها آخرون ويميلون نحو الجانب الفلسطيني من الصراع.

ولم تكن مخاوف مصر من فراغ، ولم تكن تلميحات المسئولين الإسرائيليين عن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء مجرد بالون اختبار، بل يبدو واضحا جليا أن هذا هو هدف الإسرائيليين فى نهاية المطاف، حيث كشفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية عن صياغة وزارة حكومية إسرائيلية لمقترح فى وقت الحرب لنقل سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى شبه جزيرة سيناء.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى عن أهمية التقرير الذى وضعته وزارة الاستخبارات كتدريب افتراضى، أو ورقة المفاهيم، إلا أن أسوشيتدبرس قالت إن استنتاجاته تعمق المخاوف المصرية والعربية القائمة منذ أمد بعيد بأن إسرائيل تريد تحويل غزة إلى مشكلة لدول الجوار الفلسطيني، وأحيت ذكريات النكبة لدى الفلسطينيين، عندما تم اجتثاث مئات الآلاف منهم من جذورهم، سواء فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال حرب عام 1948.

وتوضح الوكالة أن تاريخ الوثيقة يعود إلى 13 أكتوبر، أى بعد ستة أيام من عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، ونشرها لأول مرة موقع إسرائيلى محلى.

وفى هذا التقرير، طرحت وزارة الاستخبارات، وهى وزارة تجرى أبحاثا لكنها لا تضع سياسات، 3 بدائل من أجل تغيير الواقع المدنى فى قطاع غزة، ووصف واضعو التقرير هذا البديل، تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، بأنه الأكثر تفضيلا لأمن إسرائيل.

سيتم بناء مدن دائمة لهم

واقترحت الوثيقة نقل المدنيين فى غزة إلى مدن خيام فى شمال سيناء، ثم بناء مدن دائمة لهم، وممر إنسانى غير محدد، كما سيتم، بموجب الاقتراح، إنشاء منطقة أمنية داخل إسرائيل لمنع الفلسطينيين النازحين من الدخول. ولم يحدد التقرير ماذا سيحدث لغزة بعد إخلائها من سكانها.

وعلق يويل جوزانسكى، الزميل بمعهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب إنه لو كانت هذه الوثيقة صحيحة، فإنها خطأ فادح، وربما تسبب خلافا استراتيجيا بين مصر وإسرائيل، ويرى أن هذه الوثيقة تكشف جهلا واضحاً.

في وقت سابق، علق الرئيس السيسي، خلال افتتاحه الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة في دورته الثانية، على واقعة إسقاط طائرتين مسيرتين في طابا ونويبع بشبه جزيرة سيناء، حيث أكد الرئيس، أن مصر دولة قوية ذات سيادة لا تُمس وجيشها قادر على أن يحميها تمامًا.

مذابح الاحتلال بحق غزة تزيد معدلات الكراهية لإسرائيل صواريخ المقاومة الفلسطينية تصيب منزلا في مستوطنة أشكول المتاخمة لقطاع غزة |شاهد

وأكد السيسي، أن حادثي طابا ونويبع دليل على أن التصعيد في غزة له آثار على المنطقة وسيكون قنبلة موقوتة تؤذي الجميع، مشددًا على أن مصر حريصة على أن تلعب دورًا إيجابيًا في القضية الفلسطينية، وفي إطار فهم أن الاستقرار له دور مهم للمنطقة وللدولة معلنًا ترحيبه بقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وقال الرئيس، إن مصر تبذل جهدًا كبيرًا جدًا لنخفف ونهدئ من حالة الاقتتال الموجودة في قطاع غزة، لافتًا إلى الجهد الكبير الذى يبذل في سبيل محاولة إدخال كافة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، حيث قال: نبذل جهدًا عشان المساعدات الإنسانية الموجودة كلها تدخل.

 حق الدفاع عن النفس

وفي هذا الإطار، يقول وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، إن بعض من مؤيدي إسرائيل الذين أعطوها "حق الدفاع عن النفس" في البداية وجدوا أنفسهم متهمين أمام شعوبهم والرأي العام العالمي بالمشاركة في قتل المدنيين والأطفال والنساء نظرًا لعدم احترام إسرائيل لقواعد الحرب والشرعية الدولية وانتهاجها لسياسة العقاب الجماعي والإبادة.

وأضاف العرابي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن عدم تمكن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، من دخول قطاع غزة عبر ميناء رفح البري، يثبت للعالم أجمع أن إسرائيل تعرقل عمل المعبر من الجانب الفلسطيني، وتفرض حصارًا مميتًا على أهل القطاع.

إسرائيل: دخول 80 شاحنة مساعدات إلى غزة اليوم وسائل إعلام عبرية: ماسك يتفاوض مع مسئولين إسرائيليين وأمريكيين لتزويد غزة بالإنترنت الفضائي

وأضاف العرابي أن محاولة وفد المحكمة الجنائية الدولية دخول قطاع غزة للوقوف على حقيقة الأوضاع يؤكد أن هناك إصرارًا على التحقيق في المذابح التي ترتكبها دولة الاحتلال في حق المدنيين الأبرياء بقطاع غزة وأن تلك الجرائم لن تمر دون عقاب.

وتعمل القاهرة على التواصل المستمر مع الشركاء الإقليميين والدوليين ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ لبحث سبل وقف التصعيد داخل قطاع غزة المحاصر ووقف إطلاق النار الممنهج التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان القطاع.

وتلقى الرئيس  عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأحد الماضي، لبحث سبل التهدئة داخل قطاع غزة؛ وإيجاد حل سريع للأزمة التي قاربت شهرا، وذلك استكمالا للمشاورات المستمرة بين القاهرة وواشنطن منذ تجدد الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

والجدير بالذكر، أن تحتل القضية الفلسطينية الاهتمام الأكبر لسياسة مصر الخارجية وتصدرت الأولوية، فدائمًا ما تؤكد الدبلوماسية المصرية في محافل دولية عدة أهمية بلورة تحرك دولي مشترك لوقف العنف ولاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الدائرة المفرغة من العنف إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة تل أبيب قطاع غزة الدول الأوروبية الإسرائيليين سيناء قطاع غزة غزة إلى على أن

إقرأ أيضاً:

تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة

بعد مرور 85 يوما على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 17 يناير/كانون الثاني 2025، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عددا من قادة العمل الحكومي في القطاع، إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار 2025، وهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل في قطاع غزة المستشار أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان.

واستأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدعيا أنها تستهدف حركة حماس، وتسبب باستشهاد 356 غزيا فضلا عن مئات الجرحى، فيما حملت حركة حماس رئيس الوزراء اللإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنّت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة.

كما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مكتب نتنياهو تأكيده أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة "بعد رفض حماس مرة تلو الأخرى إعادة مخطوفينا ورفض عروض الوسطاء".

عصام الدعليس رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي بقطاع غزة (الفرنسية) عصام الدعليس

ولد عصام الدعليس عام 1966 في مخيم جباليا الواقع شمال شرق قطاع غزة، وينحدر من عائلة هُجرت من مدينة أسدود المحتلة.

إعلان

نشأ في مخيم النصيرات وسط القطاع، وهو متزوج وله 6 أبناء.

عمل الدعليس مديرا مساعدا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكان عضوا في اتحاد الموظفين للوكالة، ورئيسا لقطاع المعلمين فيها.

شغل منصب المستشار السياسي لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية في الفترة بين عامي 2012 و2014.

كما كان عضوا في الهيئة التنفيذية لحركة حماس بين عامي 2009 و2013، وترأس الدائرة المالية والاقتصادية فيها. وتولى منصب نائب رئيس الدائرة السياسية للحركة من عام 2012 حتى 2020.

في مارس/آذار 2020، انتُخب الدعليس عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، وتسلّم رئاسة الدائرة الإعلامية، إلا أنه غادرها لاحقا بعد مصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني على قرار تعيينه رئيسا للجنة متابعة العمل الحكومي بالقطاع في يونيو/حزيران 2021.

اللواء محمود أبو وطفة مدير قوى الأمن الداخلي في غزة (الجزيرة) محمود أبو وطفة

أحد أبرز قيادات حركة حماس، والشخصية الرئيسية خلف العديد من القرارات الأمنية والسياسية فيها، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية في غزة.

أدى أبو وطفة دورا محوريا في إدارة الشؤون الأمنية للقطاع، خاصة في فترات التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأشرف على حفظ الأمن والنظام في غزة، وأسهم في تنسيق العمليات الأمنية بين الأجنحة المختلفة التابعة للحركة، كما كان له دور بارز في ضمان استمرارية الحياة اليومية لسكان القطاع، ما جعله هدفا رئيسيا لإسرائيل.

في يناير/كانون الثاني 2025، وقبيل استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، جال أبو وطفة في شوارع غزة، متفقدا انتشار قوات الأمن الداخلي وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية لتعزيز الأمن بعد حرب استمرت 471 يوما.

وأكد أثناءها التزام الوزارة بمواصلة خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم، مع إصدار توجيهات لضمان استقرار الحياة اليومية في غزة.

المستشار أحمد الحتة وكيل وزارة العدل في قطاع غزة  (الصحافة الفلسطينية) أحمد الحتة

أحمد عمر الحتة، الملقب بـ"أبو عمر"، حصل على درجة الماجستير في القانون، ثم شغل منصب عميد كلية الرباط الجامعية الشرطية في قطاع غزة. وقد عُين وكيلا لوزارة العدل بغزة في ديسمبر/كانون الأول 2021، خلفا للمستشار محمد النحال.

إعلان

وأعلنت حركة حماس استشهاد الحتة إلى جانب عدد من قيادات العمل الحكومي جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في مارس/آذار 2025، وأوضحت مصادر أن الحتة استشهد مع زوجته فاطمة وأبنائه يسرى وعمر وهدى وهاجر وجنان وبنان.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تقصف مناطق النازحين بغزة في اليوم الثاني من استئناف الحرب
  • الرئاسة الفلسطينية تستغيث بالمجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة
  • شالوم حماس.. ماذا تخفي إسرائيل في حربها الجديدة؟
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • باحث: الخوف يسيطر على الفلسطينيين بغزة.. والأشلاء في كل مكان
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • تعقب الفصائل الفلسطينية على استئناف الحرب على غزة
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • «الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تتعمد إطالة أمد الحرب عبر سلاح التجويع