عربي21:
2025-03-16@17:49:08 GMT

الساحات العربية لم تثر مع غزة

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لا أزايد على أحد فأنا لم أنصب خيمتي بميدان لكني أرى الساحات العربية بعيدة عن ثورة غزة التحريرية، ولذلك فإني أبدأ بوصف هذا البرود الميداني بالخذلان الناجم عن قصور نضالي معيب. ومن عوارضه انتظار معجزات ربانية تريح من المشاركة، ومن عوارضه انتظار صواريخ حزب الله كمثل الإفراط في تأويل تصريح روسي أو صيني يعدل الموقف الأمريكي ويدفعه إلى التخلي عن الكيان؛ هكذا بسهولة رمي عقب سيجارة.



الشارع العربي لم يدرك حتى اللحظة تاريخية معركة غزة 2023 والاحتمالات الكامنة في نصرها، إنه شارع كسول يترقب ولا يدفع قسطه من واجب التحرير. سأحاول تفهم الأسباب وإن كنت أرى كل الاحتمالات، بما فيها محاصرة المقاومة في منطقة ضيقها وقطع تحركاتها تحت الأرض بالتدريج ودفعها إلى هجوم "استشهادي" أخير.

أنزه المقاومة عن كل تقصير

لا أحد له الحق في أن ينتصب أستاذا على المقاومة وعصبها القوي حماس ليسند لها عددا ويمارس الأستذة، لذلك فإن التقصير يقع خارج غزة، إنه في الساحات العربية وبالتحديد العربية السنية وبالأخص في مصر وشمال أفريقيا. نقول هذا لأن مناشير كسولة تتعالم في النضال والقتال والتكتيكات الحربية تنهمل علينا من كل صوب، وننظر في تاريخ أصحابها فنجدهم زعماء الكسل والتنظير ورثة اللغة الحنجورية التي استنزفت صبرنا منذ خمسين سنة.

أين الساحات العربية وماذا عليها أن تفعل لتكون فعلا لا قولا مع غزة؟ لقد خرجت هذه الساحات إلى الشارع بأعداد أقل مما تستطيع (أو مما هو ممكن) وراعت سلامتها قبل أن تقيّم جدوى فعلها
السؤال في اللحظة هو: أين الساحات العربية وماذا عليها أن تفعل لتكون فعلا لا قولا مع غزة؟ لقد خرجت هذه الساحات إلى الشارع بأعداد أقل مما تستطيع (أو مما هو ممكن) وراعت سلامتها قبل أن تقيّم جدوى فعلها (مع كم من النقاشات السخيفة مثل أن التكبير يجعل المعركة دينية لا معركة تحرير). وكان واضحا أمام كل بصير أن تثوير الساحات يزعج الإسناد الغربي للكيان المعتدي، فهو حريص على حصر المعركة في مربع غزة وفي نيته القضاء عليه قبل أن يتحول إلى كرة لهب تدمر حلفاءه الأقل أهمية من الكيان، فهو صنعهم ويدخرهم لما بعد معركة يظن له فيها انتصارا. وكان على الساحات العربية أن تدرك ذلك وأن تستغله لخلخلة هذه الأنظمة وإرباك استقرارها في عمالتها، وفرض تحولات ديمقراطية لصالح الشعوب والتي تنتهي حتما لصالح المقاومة. هل هذا حق غزة على الساحات العربية؟ إنه أدنى بكثير من ذلك ومن حق الساحات الشعبية العربية على نخبها الحنجروية.

النجدة الكاذبة

نخوض حربا أخرى مع جماعات الشعوذة الاستراتيجية التي ترجُمنا بتمزيق الساحات عوض الاصطفاف وراءها تحت عنوان وحدة الساحات. كلما غمزنا بتأخر جبهة الشمال يقولون لنا ماذا تفهمون في التكتيكات ويلزموننا الصمت، ثم ينعتوننا بإثارة نعرات طائفية. ونرى أن من خذلان غزة تعليق أمل على هذه الجبهة أو من يمسك شكيمتها، فهو بمثابة رسالة خاطئة للمقاوم في الداخل ولجمهوره الصابر على كل أشكال الأذى. هنا أيضا ظهر لكل ذي بصيرة أن توسيع المعركة يرعب الأمريكي ويهدد دوره كحكم متسلط على المنطقة، وأن جره إلى جبهات متعددة يشتت قدراته إنها نقطة ضعف لا يرغب حنجوريون آخرون في استغلالها، وقد برعوا في لعبة الشطرنج والاحتفاظ بالرقعة.

شعوب سليمة أجسادها منتهكة أرواحها، كان هذا هو المطلوب عربيا وهو مطلوب أو منصوح بها ليظل هؤلاء الحنجوريون في أوطانهم وفي منطقة التعاطف القلبي غير المكلفة سياسيا، أي لا تزعج الأمريكي ولا الكيان
يقول هذا الصف الحنجوري إن العدو يملك سلاحا نوويا وستكون حربا عالمية، وهي نفس الجملة التي تذرعت بها الأنظمة العربية حتى الملاصقة للكيان وتتنفس معه نفس الهواء لكي نقدم سلامة الشعوب على التحرير (وفي الخلفية سلامة العروش).. شعوب سليمة أجسادها منتهكة أرواحها، كان هذا هو المطلوب عربيا وهو مطلوب أو منصوح بها ليظل هؤلاء الحنجوريون في أوطانهم وفي منطقة التعاطف القلبي غير المكلفة سياسيا، أي لا تزعج الأمريكي ولا الكيان.

سنكتب قريبا إما مفتخرين بانتصار جبار أو متعزين بنصر مؤجل (وتراث استشهادي)، لقد كان من الشرف التليد أن حاربت غزة وحدها فانتصرت نصرا طاهرا من اللغو الطائفي ومن اللغوي النخبوي العربي فيكون نصرها لها أو تكون شهادتها لها، لكن هذا لن يبرئ المتخاذلين باسم التكتيكات أو باسم السلامة الجسدية للشعوب.

كان المطلوب فك الحصار على غزة

ندخل اليوم الخامس والعشرين منتصرين في غزة ومقهورين في عجز الساحات العربية، فلا ساحة من هذه الساحات نصبت خيمة اعتصام وأبقت جذوة الشارع حية وقابلة للالتهاب في كل لحظة، يدور حولها الشباب ويتعلم ويناقش ويستعيد التاريخ الذي أريد له أن يمحى من ذاكرة الأجيال.

لم نستهن يوما بالنضال الافتراضي وهو في المعركة، لكنه نضال يريح الأنظمة ولا يزعج السفارات المعادية، بل يقوم في ردهات كثيرة بإراحة الضمائر وتفريغ شحنات الغضب التي كانت غزة تنتظرها في الشارع فبقيت في الهواتف والحواسيب.

لم نستهن يوما بالنضال الافتراضي وهو في المعركة، لكنه نضال يريح الأنظمة ولا يزعج السفارات المعادية، بل يقوم في ردهات كثيرة بإراحة الضمائر وتفريغ شحنات الغضب التي كانت غزة تنتظرها في الشارع فبقيت في الهواتف والحواسيب
أطلقت المقاومة مرتين دعوة للنفير العام بالعربية، فاستجابت ساحات العالم إلا الساحات العربية. ووالله ما قصر أحد في عواصم الغرب وآسيا المسلمة حتى التي جرّمت التظاهر أول المعركة وهو نصر في ذاته، فالعالم الآن عرف ما يجري وانحاز إلى الحق الفلسطيني، ولكن أهل القضية الأصليين يتابعون معجبين وعاجزين. وقد كان يمكن خلق حركة عالمية حول فلسطين عبر إشغال العواصم العربية والمدن الكبرى باعتصامات دائمة تقتضي تضحية ببعض الكسل وقليل من عطش وجوع وصداع لا ينتهي للأنظمة المحتمية بالسفارات المعادية. لكن إذا نزهنا أنفسنا عن ممارسة الأستذة على المقاومة فلن نمارسها على الساحات، فالحق بين ووسائله متاحة والعدو وواضح الملامح.. نعم توجد أثمان لكن أين هي مما تدفع غزة؟

نختم، الساحات العربية ليست مستعدة للشهادة، وأقرأ نضالها الحنجوري بكل ألم كتخلص عاطفي مريح من خوض معركة التحرير في أقطارها، وقد بلغ بها الكسل أن عادت لترويج حديث الملائكة التي تقاتل في غزة لتريح الساحات من واجباتها..

إذا كان أحد مؤهل روحيا لرؤية الملائكة في الساحات فهو الغزاوي، لو قالها غزاوي يحمل سلاحه فإني مصدقه ولكن ذلك لن يخفف ما بي من خذلان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني مظاهرات فلسطين غزة تضامن العالم العربي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عزبة حمادة عيون ساهرة لتجهيز إفطار المطرية أكبر مائدة في مصر| صور

ساعات وينطلق إفطار المطرية الشهير الذي يقام داخل عزبة حمادة سنويا على مدار 10 سنوات مضت ليكون أكبر مائدة إفطار في مصر، وفي السنة الـ 11 يستعد الأهالي في المطرية لانطلاق الإفطار السنوي الخاص بهم.

على طريقة المطرية .. التوفيقية بدمياط تقيم مائدة لإفطار 12 الف صائموكيل الشباب والرياضة بالجيزة يشهد أطول مائدة إفطار بنادي 6 أكتوبررئيس نادي قضاة مجلس الدولة بالغربية يشارك في حفل الإفطار السنويلمة رمضان .. حفل إفطار جماعي لأهالى قرية بالقليوبية | صوركتر خير الناس.. استعدادات إفطار المطرية الـ 11

في ليلة منتصف شهر رمضان، تستعد تلك الحارات والشوارع بعزبة حمادة داخل واحد من أكبر الأحياء في القاهرة، حي المطرية الذي يخطف التريند بشكل سنوي في هذا الموعد، بتجهيز أكبر مائدة إفطار تضم نحو 50 ألف وجبة إفطار، والعام هو الحادي عشر لذلك التقليد المستمر من أهالي المطرية.

إفطار المطرية

النساء في عزبة حمادة بحي المطرية يستعدون بتجهيز قرابة طن من المحاشي والسلطات - أشكال وألوان - مئات الكيلوهات من الفلفل والباذنجان والطماطم في ليلة تحضير مراسم إفطار المطرية، فالجميع في الشارع يستعد للحدث الأشهر في شهر رمضان وربما يكون التريند الأقوى خلال السنوات الماضية.

إفطار المطريةأمن القاهرة ينهي استعدادات إفطار المطرية

فيما انهت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة استعداداتها لتأمين إفطار المطرية السنوي، حيث سيتم الدفع بخدمات تأمينية وسط حضور قوي من المشاهير والفنانين والقيادات الحزبية وأجهزة المحافظة، لحضور أكبر مائدة إفطار في مصر التي تنعقد بشكل سنوي داخل الحي الشعبي الشهير بإعداد الأهالي والجيران وسط رسومات وتقاليد جميلة.

إفطار المطرية

الذكريات عديدة في إفطار المطرية، عمره 11 عام بدأ عام 2012 ولم يتم في غضون عامي 2020 و2021 بسبب قيود فيروس كورونا، إلا أنهم في هذا العام يشاركون جميعا في الشوارع بالرسومات والتجهيزات والزينة والإضاءات، الجميع هناك في الشارع استعدادا لتلك الليلة التي يعتبرونها ليلة عرس المطرية في كل عام.

إفطار المطريةكواليس الاستعدادات الأخيرة لـ إفطار المطرية

منصات التواصل الاجتماعي جلبت الشهرة لأهالي المطرية وتصدروا التريند سنوات عديدة، إلا أن الأمر لم يكن دعائيا فالبداية كانت وسط الأهل والجيران الذين قرروا إقامة أكبر مائدة إفطار في الشارع، ومع مرور السنوات زادت تلك العادة وزادت الوجبات وظل الجميع ينتظر هذا اليوم متطوعين في حب تلك الفرحة التي يعتبرونها أهم شيء لهم خلال العام.

إفطار المطرية

بين عيون ساهرة في الشرفات، صغار يلعبون في الشوارع، رجالا تقوم على الاستعدادات الأخيرة، هناك في المطرية لا فرق بين كبير وصغير فالكل يعمل في هذا اليوم للخروج به في الشكل المراد، وفي التفاصيل يكون الحب قائما بين الأقباط والمسلمين فالجيران جميعها تقوم بالتجهيزات في انتظار ضيوفا قادمة من خارج المطرية.

إفطار المطرية

وخلال العام الأخير 2024 استقبلت عزبة حمادة بـ حي المطرية، نحو 25 ألف شخص، لحضور الإفطار السنوي وفقا لمنظمي الحفل ومن المتوقع أن يزيد العدد هذا العام وربما قد يصل إلى 40 ألف شخص، ومن تلك الساعات وقبل سحور منتصف رمضان يخرج الجميع إلى الشارع فلا ينام أحد حتى إفطار المطرية.

مقالات مشابهة

  • مسحراتي يدمر طبلته لعدم تقاضيه إكرامية ..فيديو
  • العراق ساحة المعركة القادمة .. بعد بيروت ودمشق إيران قد تفقد بغداد
  • السوريون يملؤون الساحات احتفالاً بذكرى الثورة.. وانفجار عنيف يهزّ اللاذقية!
  • يرقص في الشارع ويخدش حياء الفتيات.. القبض على صاحب الفيديو المثير
  • قانون الانتخابات محور المعركة المقبلة والاتجاه لصوتين تفضيليين
  • يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 
  • حسن الخاتمة.. مصرع مؤذن عقب صلاة التراويح فى الدخيلة بالاسكندرية
  • عزبة حمادة عيون ساهرة لتجهيز إفطار المطرية أكبر مائدة في مصر| صور
  • لاعب الشرقية للدخان: أواصل التحضيرات لبطولة الأهرامات لرياضات الشارع
  • الأمن يكشف حقيقة قيام شخص بالتجرد من ملابسه فى الشارع بالدقهلية